رواية "علاء الأسواني" صورة للمجتمع المصري قبيل وبعد ثورة 25 يناير، تضم كل شرائح المُجتمع وكافة الأفكار، داخل رواية واحدة.
احصل علي نسخةصرخة كابوسية تحملها رواية جمهورية كأن بين دفتيها، حلم كنا نأمله، فكان سرابًا نُلاحقه، هكذا نُلخص الرواية التي بين أيدينا، رواية لا توصف إلا بأنها صورة لحقيقية مجتمعنا المصري، الذي نحاول التهرب منه كل يوم، خطها المُبدع العالمي “علاء الأسواني” بقلمه.
نبذة عن الرواية:
الصراع الأزلي الدائم بين الخير والشر هو محور الرواية، داخل الثالوث الكتابي لـ “الأسواني”: “الدين، السياسة، الجنس” ومن خلال شخصياته، والتي تتسم كل منها بتيار فكري معين، قام “الأسواني” بسبر أغوار المجتمع المصري وأفكاره وصراعاته المتنوعة في تلك الرواية، ولم يكن الصراع فقط صراع خير وشر، بل تعدى ليكون صراع أجيال دائم، بين جيل يؤمن بالتغيير وهم الشباب، وجيل راقد، أو بالأحرى راكد كما المياه العفنة، وهو الجيل السابق.
تتنوع شخصيات الرواية، وكل شخصية وضع فيها “الأسواني” بصمته الفكرية، ليعبر عن كابوس يعيشه المجتمع المصري، فنرى شخصية “أحمد العلواني” والذي تبدأ به أحداث الرواية، وهو اللواء الخمسيني الذي يتظاهر بلباس التقوى والدين لغاية المنظر السيادي أمام الناس، وهو في الباطن ليس سوى إنسان مجرم، يرتكب أبشع الجرائم في حق وعِرض الآخرين، وتصبح السجون شاهدة على جرائمه التي يرتكبها في حق الشعب، من اعتداءات على حقوقهم، وانتهاكات لعرض النساء، وبفضل منصبه السيادي هذا، قد جعل ولديه بالوساطة في القضاء والنيابة، بينما ابنته “دانية” صارت ثائرة عليه وعلى وساطته تلك، بعدما اكتشفت حقيقته التي يخفيها بالتدين زورًا وبهتانًا.
وشخصية “أحمد مدني” وهو ابن السائق، الذي يلتحق بكلية الطب ويرى الفروقات العنصرية بأم عينه، ويطمح للتغيير، ويجنح إلى اليساريين طمعًا في وجود بديل أفضل، فيرى أن لابد من ثورة تعصف بكل ما هو أصيل ومتجذر عند المصريين، ليُقام الوطن من جديد، وطن تسوده الحرية، ويكون ميزانه الأول العدالة الاجتماعية.
ونتعرف على الصراع بين الأجيال المتمثل بين الشابة “أسماء الزناتي” التي تسعى للتغيير ووالديها اللذين يندرجان ضمن “حزب الكنبة”؛ الذين لا يشاركون في أي شيء ويكتفون فقط بالمشاهدة من بُعد حتى لا يتأذى أحدهم. وشخصية “مازن السقا” الشاب الثوري الذي يطمح لرؤية مصر في عالم أفضل. ونرى مبدأ الانتهازية والكذب الإعلامي المتمثل في شخصية “نورهان” الإعلامية التي تدعي التدين والسعي وراء الخبر الصادق، وهي في حقيقة الأمر ليست سوى امرأة انتهازية مُخادعة، ونتعرف على شيوخ السلطان أو مشايخ الوقت على حد تعبير الجبرتي المتمثل في “الشيخ شامل” والذي يقول ما يُرضي الحاكم وإن خالف الله ورسوله، ونرى مُعاناة القبطي “أشرف ويصا” الثري الذي يطمح لكتابة كتاب عن الواقع السياسي المرير في مصر.
ونُشاهد بين السطور كيف يجعل اليأس أحدهم يتخلى عن مبادئه الأولى، فنرى “عصام شعلان” والذي ييأس من أي بوادر تغيير أو ثورة في مصر، مما يجعله يتخلى عن ثوريته وأفكاره اليسارية ساعيًا وراء المال والثورة، كما نرى فساد رجال الأعمال من خلال رجل الأعمال البورجوازي “محمد الشتواني”، والضابط الغشيم المُمثل ليد الدولة الغاشمة، الذي تعتليه نفسٌ سادية تجعله يهوى قتل وتعذيب واغتصاب المُتظاهرين وهو “هيثم عزت المليجي”، كأنه ضابط من ضباط النازية فرّ من الحرب العالمية الثانية.
فرواية جمهورية كأن لعلاء الأسواني صورة للمجتمع المصري قبيل وبعد ثورة 25 يناير، تضم كل شرائح المُجتمع وكافة الأفكار، داخل رواية واحدة، تحمل صورة لذلك الواقع الكابوسيّ الذي يعيشه الإنسان المصري الآن، في ظل فقدان الحرية وأدنى معاني الإنسانية
هل أصبح المصريون: إما فاسدون وإما جبناء؟ ما هذا المستنقع الذي نعيش فيه؟
—من رواية «جمهورية كأن»
تحكي الرواية عن أحداث ثورة يناير على ألسنة أبطال العمل الذين إما شاركوا فيه وأنجحوه (الثوار)، أو قاوموه وفشلوا فبدءوا التخطيط لوأده مستقبلاً (رجال الأمن وشيوخ السلفية)، أو رفضوها خوفًا كبقية الشعب غير المسيس ثم أيدوها حينما نجحت وما أن بدأت تترنح حتى عادوها مجددًا، والمسؤولية المباشرة لأجهزة الأمن في إفسادها.
اللواء أحمد علواني قائد جهاز أمني حساس يُباغَت بالثورة، لكنه بعدها يبدأ مخططًا كبيرًا لوأدها عبر غسل عقول الناس باستخدام وسائل الإعلام. زوجته وولداه (الضابط ووكيل النيابة) منخرطان في منظومته. يصلّي ويستشهد بالقرآن في أحاديثه لكنه لا يمانع من تعذيب مواطن حتى الموت كي يظفر منه بمعلومة. لا ينغص عليه إلا ابنته المارقة، طالبة الطب التي لا تكفَّ عن مقاوحته ومعارضة أفكاره، لا تكتفي بذلك وإنما تحب شابًا مكافحًا ذا آراء ثورية اسمه خالد، أبوه يعمل سائقًا في مصنع أسمنت يبزغ فيه قيادة عمالية شابة اسمه مازن أحد أعضاء «حركة كفاية» الذي يحب زميلته المُدرسة أسماء التي تكافح من أجل مقاومة مافيا الدروس الخصوصية بمكانها.
أما أشرف ويصا، فهو خيط درامي بدأ وحيدًا وإن كانت حبكته مكررة عن المسيحي الذي يتبادل الكراهية مع زوجته، لكنهما لا يستطيعان الطلاق فتتحول حياتهما إلى جحيم يبدو أنه بلا نهاية، لولا أن تُقام الثورة أسفل بلكونة عمارته القاطنة في وسط البلد فتتغير حياته للأبد.
قد يمكنني أن أعتبر الرواية عملاً عظيمًا إذا قرأتها بعد 30 عامًا ولم أكد قد خضتُ تجربة الثورة ولا عشت بين جنباتها، عندها لأكلت صفحاتها قراءةً وشكرت الأسواني على توثيقه لحظات النعيم الثوري لنا، أما الآن فلم أرَ تجربة قراءتها على نفسي إلا كما لو أنني دخلت السينما لرؤية فيلم علمتُ قصته مسبقًا فلم تدهشني أيًّا من مشاهده وكما دخلت خرجت.
كعأدة الاسوانى : رواية صادمة جدا
رواية مصرية سياسية لاحداث عاصرناها و صدمنا بها
ف من عاشها مثلى باحداثها جميعا و تأثر بها فسوف ترجع له ذكريات جميلة لم تدم و احداث مؤلمة لم نشفى منها
و من بنتظر مفاجاة فى احداث الرواية هو من لم يعايش الثورة باحداثها و صدمتها و خيانتها
على الرغم من انتظارى الرواية بفارغ الصبر و كان فى اعتقادى ان حتدور احداثها من اول ثورة 25 يناير
حتى بداية النظام الحاكم الان على اقل تقدير بعد معرفتى بقرار منعها فى مصر
خابت توقعاتى بعد معرفتى انها تدور فى فترة ما قبل ثورة 25 يناير حتى فترة حكم المجلس العسكرى
من سلبيات الرواية انى لم احس بتطور فى اسلوب الاسوانى بعد هذة المدة
و بالنسبة للاباحية التى تؤرق بعد قراءه فى الرواية كانت معقولة و كثيرا فى موضع لشرح نفسية شخصياته فى الاول و بعد كده تختفى و قليلة جدا بالنسبة لرواية مثل شيكاغو
و لكن ستظل عمارة يعقوبيان و شيكاغو ثمرة كتاباته
***************
استطاع الاسوانى كالعأدة باسلوبه المبدع ان يرسم شخصياته ك لوحة بديعة
شخصيات متنوعة من فئات كثيرة يغوص بنا فى حياتهم و طباعهم نتعاطف مع بعضهم و نمقت البعض الاخر
لا داعى لوصفى اللغة و السرد التى يتميز بهم الاسوانى التى جعلته من اهم الادباء المعاصرين
يكشف الاسوانى باسلوبه التدين الزائف لبعض الاشخاص الموثرة فى المجتمع
مع دور الاعلام فى نشر الاكاذيب و الموامرات و تغدية الشعب بها
و دور الثوار النبيل قليل الخبرة الذى ادى الى اجهاض الثورة
رجال الدولة و النظام المتحكمين بزمام الامور
و حلم بائس تم دحره و لم يتم قتله و سيعود اقوى من جديد.
بعض الفصول كانت تضم شهادات من احداث كشوف العذرية و ماسبيرو
هذة الشهادات حقيقة من الذين عاصروها و لم يزد الاسوانى بها شيئا و لكن اراد اثبات شهاداتهم و تذكير الناس بهم
–” الامثلة اللى حضرتك ذكرتها عن سلبية المصريين ممكن اقدم امثلة اكثر منها تؤكد شجاعة المصريين ” —
انظمة فاسدة بموسسأته لا يهتم بتاريخ ولا اديان على قدر اهتمأمه بمصالحه الشخصية و مناصبه
صفعه فى وجه كل من خان و باع من موسسات حاكمة و جماعات و شعب اضعف من ان يستحمل ثمن الحرية.