رواية ذات للكاتب صنع الله إبراهيم هي رواية اجتماعية تتحدث عن حياة الأسرة المصرية متجسدة في شخصية فتاة تدعى ذات تصور من خلالها معاناتها مع الحياة والتي تصف حال العديد من الفتيات.
احصل علي نسخةرواية ذات من الروايات ذات الطبيعة البسيطة والرتم الهادئ، حيث أنها مليئة بالعديد من المواقف والأحداث اليومية التي يمكن لأي قارئ مهما كان عمره ربط علاقة بينها وبين حياته الشخصية. رواية ذات رواية اجتماعية من الطراز الفريد،
حيث تظهر المجتمع وكل ما يعيشه وكل ما يطرأ عليه من تغييرات من خلال أسرة مصرية بسيطة من الطبقة الوسطى وهي الطبقة السائدة مما يجعل القارئ يتعلق أكثر بالشخصيات والأحداث وأن يجد أيضًا نفسه فى واحد من أبطال الرواية وهو أعظم ما يمكن أن يحدث لقارئ عند قراءة رواية والتعلق بها.
تبدأ رواية ذات بثورة ٥٢ وتنتهى فى أواخر القرن العشرين، ونتابع خلال الرواية قصة امرأة بداية من فترة طفولتها مرورًا بصباها، شبابها وحتى زواجها وأسرتها حتى أننا نتعرف على أحلامها، وآمالها.
ذات هي تلك الأم في كل بيت مصرى، ربة المنزل التي تحاول توفير كل سبل الراحة لزوجها وأولادها ومساعدة زوجها فى تحمل أعباء الحياة، وفي نفس الوقت الحفاظ على عملها الذي يُشعرها بوجودها وأهميتها في المجتمع.
المثير في ذات ليس أنها فتاة خارقة أو امرأة تخطت تخبطات كبيرة في حياتها الشخصية وعلاقتها مع أهلها، أو شاب أعجبت به فقررت أن تتغير وتصبح ناجحة ومشهورة، ما هو مثير حقًا بشأن ذات أنها فتاة عادية، لديها بعض الاختلافات مع أمها، تحب أباها، علاقتها مع أخيها تحمل الكثير من التعقيدات،
لها صديقة مقربة تحكي لها كل أسرارها، عاشت مراهقتها كجميع الفتيات فأحبت وجُرحت، لها زوج ناتج عن زواج تقليدى بدون حب كحب الأفلام وحياتهم مليئة بالتعقيدات والاختلافات ولكن في نهاية الأمر هم زوج وزوجة أحبا بعضهما البعض مع العشرة، فتاة كانت تطمح للتعلم والعمل وإفادة المجتمع في كل فترة من حياتها.
يظهر أيضًا تأثير والدها عليها كونها فتاة قوية الشخصية في إصرارها على استكمال تعليمها ما بعد الثانوية وحتى في اختيارها لدراسة الإعلام يتضح تأثير أبيها المهتم بالأخبار ومتابعة أحوال البلاد. رغم ظهور ضعف شخصيتها في العديد من المواقف كعدم استكمال تعليمها أو موافقتها على الزواج من عبد المجيد إلا أنها شخصية قوية مرت وتخطت الكثير.
تنقسم رواية ذات إلى نصفين :جزء عبارة عن عرض لقصة ذات وكل ما تمر به في حياتها، أما الجزء الآخر فهو عبارة عن مقاطع من أخبار من الصحف المصرية في كل فترة وعصر مما يجعل القارئ وخاصة من لم يعايش تلك الأحداث يندمج في الرواية وأحداثها وكأنه يعيش بداخلها مع شخصياتها معاناتهم وانتصاراتهم. تتزوج ذات من موظف بنكي غير مكمل لتعليمه وتترك من أجله التعليم وتعمل بقسم مهمش داخل جريدة حكومية.
نرى ذات كأم تحاول إصلاح ما حدث معها فترة طفولتها وشبابها مع أولادها وأن تدعمهم وتعطيهم ما كانت تفتقده من أمها طوال حياتها حيث كانت أمها تقليدية تريد لذات أن تتزوج وألا تكمل تعليمها بعد الثانوية لولا دعم والدها لقرارها.
بالنهاية، رواية ذات دسمة رغم كونها اجتماعية حيث تعرض قصة مصر على مدار خمسين عامًا تقريبًا من خلال ذات وأسرتها. رغم صدق وواقعية الشخصيات إلا أن التركيز كان دائمًا على شخصية ذات وتطورها مما أضعف قليلًا من الرواية. أما عن اللغة فكانت سهلة وبسيطة فى أحيان كثيرة ومشتتة تحتاج إلى التركيز وإعادة القراءة عدة مرات لفهم ما يدور من أحداث في الرواية.