رسام يدعى خالد فقد ذراعه أثناء الحرب، يقع في غرام فتاة تدعى حياة، هي ابنة مناضل جزائري. تغرم به دون اعتراف منها بذلك، و مع ظهور صديق له يدعى زياد تتشابك الأحداث بينهما (خالد و حياة)
احصل علي نسخةتدور أحداث رواية ذاكرة الجسد حول شخصيتين؛ الأولى هي شخصية “خالد بن طوبال”، والثانية شخصية “حياة”. تبدأ الرواية مع خالد بن طوبال والذي يعود إلى مدينته قسنطينة لدفن أخيه الذي قُتل في أحداث أكتوبر عام 1988م، وعند عودته يبدأ بكتابة مذكراته ليحكي فيها قصة الحب التي عذبته.
وتبدأ قصة ذاكرة الجسد حين قابل خالد شخصيةً سياسيةً مهمة، ألا وهي شخصية “السي طاهر”، والذي قام بضم خالد إلى تنظيمه، وأسند إلى خالد العديد من العمليات، إلى أن أُصيب خالد في يده اليُسرى فاضطر إلى بترها، ليترك بعدها أرض المعركة وحياة النضال المُسلح، رغم أنه كان من أوائل الشباب الذين شاركوا في الثورة الجزائرية ضد الاستعمار الفرنسي،
وقبل أن يرحل كلفه السي طاهر بآخر مهمة وهي تسجيل ابنته الصغيرة “حياة” التي ولدت منذ أشهر في البلدية، فيُسارع خالد لفعل ذلك، وما هي إلا أيام حتى يُقتل السي طاهر مُخلفًا وراءه أرملة وابنًا وبنتًا في عام 1959م. يُقيم خالد مع العائلة المكلومة والحزينة على فقدان الأب، حتى يُقرر الهجرة إلى فرنسا، خاصة بعد أن صار النظام السياسي الجديد في الجزائر يُخالف أفكاره التي حارب من أجلها.
يبدأ خالد حياته في الجزائر باحثًا عن عزاء وأمل له، ليجده في الفن، فكما يقول في الرواية: “الفن هو كل ما يهزنا.. وليس بالضرورة كل ما نفهمه”، فقد وجد خالد في الفن مجالًا يحس به ويعيش من أجله.
وتمر السنون إلى أن يأتي يوم تبدأ معه وتيرة الحكاية في التصاعد، فبعد أن صار خالد رسامًا مشهورًا في فرنسا، يعرض لوحاته في أشهر المعارض الفنية، حمل له القدرُ مفاجأة لم تكن في الحُسبان، قلبت حياته رأسًا على عقب، ففي إحدى الأيام، وهو يعرض لوحاته في المعرض، رأى فتاتين تجوبان وسط اللوحات، فعرف أنهما من الجزائر،
وذلك من ملامحهما، فرقّ لإحداهما دون أن يعرفها، ولمّا ذهب للتعرف عليهما، فوجئ بأن تلك الفتاة التي رق لها هي “حياة” ابنة المُناضل “السي طاهر” والتي تصغره بخمس وعشرين سنة.
صارت شابة بكامل أنوثتها، هذه هي حياة التي كان يُلاعبها بالأمس كابنته، اليوم يقع في غرامها وحبها، فيعشقها خالد إلى حد الهيام والجنون، ويتمنى أن تُبادله ذلك الشعور، لكن حياة، لم تكن تُبادله نفس الشعور، فهي كانت ترى فيه ذلك الوالد الذي عوضها عن أبيها الشهيد.. لا أكثر ولا أقل!
فيقاسي خالد العناء من ذلك الحُب، حتى أنه يحاول التخلص منه بالكتابة، فستجد الكاتبة في ذاكرة الجسد تصور العلاقة بين الكتابة والأشخاص الذين نحبهم فتقول: “إننا عندما نكتب عمن نحبهم، فإننا في الحقيقة نقتلهم ونمحوهم من ذاكرتنا إلى الأبد”، ولكن دون جدوى لا يستطيع أن ينسى حب حياة.
وفي يوم من الأيام يُصاب خالد بالخيبة وانقطاع الأمل، فقد تلقى رسالة من “السي شريف” عم حياة، يدعو خالد فيها إلى حضور زفاف حياة على أحد القيادين العسكريين المشهورين بفسادهم، في تلك اللحظة يكون خالد في أقصى مراحل التحطيم المعنوي والنفسي، فوطنه قد استبيح من قِبل هؤلاء الفاسدين، واليوم حبيبته ستشارك الفراش مع أحد هؤلاء الحُثالة! لتمر السنوات ويعود خالد إلى بلاده ويكتب مذكراته تلك، وكأنه يُزيح همًا من على صدره..