رواية تنتمي إلى أدب السجون وتحكي عن أشرف أو شرف الذي يدفعه القدر لقتل أحدهم دفاعاً عن شرفه لينتهي الحال بدخوله السجن وتبدأ أحداث الرواية.
احصل علي نسخةتدور أحداث رواية شرف حول عالم السجون، فتبدأ بالجزء الأول مع شخصية أشرف، أو شرف كما كانت تُسميه والدته، والذي سُميت الرواية باسمه، أو باسم قضيته، قضية شرف، وهي اسم على مسمى، ذلك لأنه ارتكب جريمة قتل دفاعًا عن عرضه وشرفه، فقد حاول الخواجة أن يتحرش به، لكنَّ شرفًا قتله.
الجزء الأول، في السجن يلتقي شرف بعالم جديد، وأشخاص جدد، وحياة غير تلك الحياة؛ عالم مُتكامل الأركان اللهم إلا تلك الأسوار الهائلة والقضبان المُرصعة في كل مكان، التي تسلل من خلالها أشعة الشمس لتحط رحالها متفرقة الخطوط في باحة السجن.
في الجزء الثاني من شرف يستعرض صُنع الله إبراهيم – بسرد وثائقي مُمل – فساد شركات الأدوية العالمية ومخططاتها الرأسمالية لتنكيس الشرق الأوسط وتسّعير مستلزماته وحاجاته الطبية، وذلك السرد، الذي اختلف النقاد مع المؤلف عليه، كان يدور على لسان الدكتور رمزي إحدى شخصيات رواية شرف.
في الجزء الثالث، والذي يُعد الجزء الأهم، يعرض الكاتب صُنع الله إبراهيم أحداث إعداد مسرحية ستعرض في السجن، احتفالًا بذكرى انتصار أكتوبر، وتلك المسرحية ألّفها الدكتور رمزي؛ فيجتمع السجناء كلهم لمشاهدتها. وفي ذلك الفصل أو الجزء،
استطاع صُنع الله إبراهيم الدمج ما بين لونين أدبيين مُختلفين عن بعضهما البعض، أدب المسرح وأدب الرواية؛ فسترى أثناء عرض المسرحية السياق السردي للمسرح العربي، وذلك كله داخل رواية تتسم بالأحداث والوصف والخيال أكثر من الحوار المسرحي.
تدور أحداث تلك المسرحية التي ستعرض في الفصل الأخير عن تطور مصر وتغيرها وتبدل حالها منذ عصر ناصر مرورًا بالسادات وانتهاءً بعصر مبارك، وهنا تظهر الرمزية الخاصة بصنع الله إبراهيم، ولا نستطيع أن نصفها بالرمزية، ففيها من الوضوح والواقعية أكثر مما هو رمزي،
فصُنع الله يوجه سخطه الواضح على الانفتاح الاقتصادي الحاصل في عهد السادات وسياسات الخصخصة في عهد تلميذه ومدلّله مُبارك، ثم يبدأ بالتبرم من عصر الأخير كله، وكيف ازدادت نسب الفقر والجوع والحاجة في عهده.
وفي نهاية رواية شرف، نجد أن ذلك العالم المُتكامل تتشعب مصائره رغم أحادية المكان، وتتعدد مشاهده رغم حلول الخاتمة، فبالأحرى، نجد أن صُنع الله إبراهيم ترك النهاية مفتوحة، وجعلنا نحن – القراء – مَن نبتكر نهاية حسب رؤيتنا ومشاهدتنا وقراءتنا لأحداث رواية شرف.