يحتوى الكتاب على أشهر مقالات الأسواني والتي نشرها بين عامي ٢٠١٣ و ٢٠١٤، أي أثناء فترة ٣٠ يونيو وبعدها، حملت المقالات مُناقشات لعدة بديهيات اجتماعية وسياسية.
احصل علي نسخةهو الكتاب السادس من سلسلة مقالات الأستاذ الأديب الكبير علاء الأسواني، فدائمًا ما كان علاء الأسواني ومازال صاحب مقالات لاذعة ونقد بنّاء، يسعى من ورائها إلى طرح آرائه في المُجتمع، ليُنهي مقاله دائمًا بمقولته الشهيرة “الديمقراطية هي الحل”، فالاختلاف بين مقالات ذلك الكتاب والكتب السابقة هي أن مقالات الكتاب هذا –كلها- انتهت بجملته الشهيرة “الديمقراطية هي الحل” وذلك إن دل فإنه يدل على شدة حاجة المصريين للحل الديمقراطي في الوقت الراهن أكثر من أي وقت مضى.
تبقى أسئلة المقالات هي نفس الأسئلة والطروحات والتساؤلات التي أرّقت المصريين من جيل الشباب، فالمشكلات السياسية التي نواجهها منذ عهد عبد الناصر إلى يوم الناس هذا تكمن في غياب الحرية والشفافية والديمقراطية، فمع الوهلة الأولى لك أثناء قراءة تلك المقالات السياسية، قد يعتريك اليأس، ولكن سُرعان ما يُقدم “الأسواني” الحلول وعلى رأسها الديمقراطية بمؤسساتها، ليترك بسمة الأمل لامعةً على وجه القارئ التعيس.
واحتوى الكتاب على أشهر مقالات الأسواني والتي نشرها بين عامي 2013م و2014م، أي أثناء فترة 30 يونيو وبعدها إبان صعود التيار العسكري لسُدة الحُكم مرة اُخرى، وقد نشر تلك المقالات في عدة صُحف ومنها “الشروق” و”المصري اليوم” و”العربي” وغيرها، ومن تلك المقالات والتي كانت شديدة النقد لفاشية الإخوان المُسلمين “أن تكون مفوضًا من الله”، ومقال “هل يحتفظ مُبارك بابتسامته؟” والتي يحاول الإجابة على سؤال مهم: لماذا ظل الوضع كما هو عليه منذ عهد مُبارك حتى الآن؟ بل ولماذا زادت الأوضاع سوءًا؟ من السيئ للأسوأ.. لماذا؟
ومقال “كيف للرئيس أن ينام”، ومقال “ملاحظات صريحة على مسار الثورة”، ومقال “من يعرف إسكندر طوس؟”، ومقال “الثورة ترجع إلى الخلف”، و”حوار بين شاب ثوري ومواطن مُستقر”، و”رسالة من أحد العُملاء”، والتي انتقد فيها الفكر التآمريّ الذي يسيطر على عقول بعضنا.
حملت المقالات مُناقشات لعدة بديهيات اجتماعية وسياسية قد لا نلتفت إليها في واقعنا، ومن تلك البديهيات الملحوظة في حياتنا اليومية دون دراسة مستفيضة لها.. صراع الأجيال! أو ما وصفه “الأسواني” بالفجوة ما بين الجماهير والثوريين، فالثوريون يُشكلون نحو 20% من الشعب، وهم الساعيّن وراء التغيير، أما الجماهير وهم أغلب الشعب، من الأجيال القديمة، الآباء والأمهات والخِلان، وحتى الجيران، هؤلاء الذين يخشون التغيير وعواقبه، فيرضون بتلك الحياة، يخشون الثورة، فهي في ظنهم خراب، لجهلهم بفلسفتها، يريدون أن يأكلوا ويشربوا في أمان، ودئمًا ما لديهم حنين غريب للماضي، ولو كان ماضٍ أسود، وتلك النظرة تتفق وبشكل واضح مع نظرة الشيخ “جمال الدين الأفغاني” في مقاله “الحكومة المُستبدة”، حين قسم الشعوب وأدرج من ضمنها شعوب راكدة استحلت روح العبيد في نفوسهم، يرضون الذل خشية عواقب التغيير، الذي قد يعود عليهم بواقع أكثر إذلالًا وظلامًا مما سبق