نبذة عن نيران صديقة

هي القصص التي نشرت من قبل في مجموعتين قصصيتين نفدتا منذ مدة طويلة وهما:”الذي اقترب ورأى” و”جمعية منتظري الزعيم” ثم نشرت مختارات منهما تحت عنوان “نيران صديقة” عام 2004 وتقدم القصص تحليلا رائعا للمجتمع المصري في صورة نابضة وواقعية لقاهرة اليوم

كيف كان منشورنا؟

دوس على النجمة لمشاركة صوتك

متوسط التقيم 0 / 5. عدد الاصوات 0

لا يوجد تصويت

تعلقات على "نيران صديقة"

  1. Esraa Raslan يقول Esraa Raslan:

    يَجترح أبطال الأسواني في مجموعته القصصية التي تحمل عنوان: «نيران صديقة»، ذنبَ الأنثروبولوجيا للمجتمع العربي الخانق بالفساد السياسي والاقتصادي والحضاري، ليتلوّنوا حسب رغباتهم ومصائرهم المسيّرة رغم اقتناعهم بأنّهم يخيّرون في أقدارهم، فيقدّمُ كلّ منهم نموذجاً سلوكيّاً نشأ عن تبعيات الوضع الاجتماعي والانساني الخطير في بيئتهم.
    أوراق عصام عبد الباقي
    تبدأ المجموعة القصصية بحكاية «أوراق عصام عبد الباقي»، وهي قصة جريئة اقتبسها الكاتب حسب قوله من حكاية أحد أصدقائه، ومنعت من النشر من قبل هيئة الكتاب أكثر من مرّة، بسبب الإنتقاد الواضح والملحّ من بطل القصة عصام للعقلية المصرية والتبجّح الخاطئ لحضارة الفراعنة التي لا علاقة لها بالمجتمع المصري حسب وصفه، وبالرياء والخداع الذي يملأ قلوبهم ويقنّعهم بمظهر الطيبة، فيضمرون عكس ما يظهرون، ويسعون للخديعة تحت شعار السلم. ولم يعبّر الأسواني فيها عن رأيه الشخصي، ولم يمهّد لإثارة اللغط والسخط، بل نَسب شخصيات قصصه للقلم وحده، فهو ليس المسؤول عن السرقة إن قدّم شخصية اللص، وغير مسؤول عن الخيانة إن رسم شخصية الجاسوس، ولكن دور النشر رفضتها أيضاً حتى لا تتحمّل تبعات نشرها. حتى تحمّس لها ناشرٌ ووافق على إصدارها، ولاقت ترحيباً نقديّاً واسعاً من كبار الكتاب، وتأنيباً حادّاً من ناقدين آخرين اتّهموا الكاتب بالانحياز للغرب.
    وحتّى يُبنى النقد سليماً، لا بدّ من أن نتطلّع إلى خلفية شخصية عصام عبد العاطي، وليس إلى الشخصية نفسها، فمهما حاول الكاتب إلقاء التبعية على بطل الحكاية، فإنّ دوره في إظهار المغزى يعبّرُ في اللاوعي عمّا يضمره من رأي دفين.
    ورغم أنّ ما زعمه الأسواني صحيح بخصوص الاحتدام الوهمي القائم في أذهان القرّاء والاختلاط الحاصل بين شخصيات الأبطال وشخص كاتبها، إلا أنّه وفي هذه القصة بالذات، يظهرُ جزئيّاً بعضَ الانتقاد المرير للمجتمع العربي بسحره الوهمي وتقاليده المتوارثه، وتبعيته المطلقة لِما هو مسموح وممنوع، حيث يمارسُ الحرام في الخفاء، والهوانَ تحت شعار العزّة والكرامة.
    عصام عبد العاطي هو ببساطة شخصٌ كارهٌ لمجتمعه، شديد النقد والمقت لِما يدّخرهُ من حوله في صدورهم من عقدٍ جارفة، سبَّبها الظلم والحرمان. وحيدٌ لأبويه، والده رسّام موهوب لم ينل حظّه في الشهرة، وقضى العمر يعمل في جريدة لا يسمع بها أحد. قضى عمره قانعاً بقدره، مجالساً أصدقاء مطموسين مثله في الدرك الأسفل من المجتمع، من مطرب وموسيقي وكاتب لم يحالفهم الحظّ في النجاح. فرحته الوحيدة كانت قبل موته بوقتٍ قصير عندما جاءته رسالة من معجب سمع برسوماته ولمحها في الجريدة المحجوبة. يموت الوالد ويكملُ عصام تعليمه ويتوظّف منتهجاً سبيل العزلة، فيثيرُ الكراهية من حوله في العمل، بسبب أسلوبه الجامد في الحوار، ويعاشر الخادمة التي تعمل عندهم ليلاً بمعرفة أمّه التي تدّعي التجاهل واللامبالاة، بسبب حاجتها لمساعدة الخادمة بعد إصابتها بمرض السرطان. والدائرة التي تطوّقه تزخرُ بالصراعات، أمه تتشاجر مع جدّته ولا تعيرُ حسباناً بأنها أمها، وجدّته تنتهز الفرصة لتشمت بأمّه. لم تعتره الفرحة إلا عندما بدأ يكتشفُ عالم الغرب من حوله، فقرأ في المجلات الأجنبية وعاشَر السواح المتوافدين لزيارة مصر. وعندما عثر على حبيبة أجنبية وقضى الليل عندها، اكتشف في اليوم التالي أنه كان مهلوساً وأنه اخترعها من فكره المريض، ويأبى تقبّل الحقيقة، فيودع في مستشفى الأمراض العقلية
    المرمطون
    في القصة الثانية «المرمطون» انتقادٌ للسلوك الجنسي الشاذ الذي يقبعُ في ردهات الدوائر الهامّة والشخصيات البارزة في البلد. فيكتبُ الأسواني عن هشام، الطالب الناجح الذي أصبح طبيباً، وتم تعيينه بعد تفوّقه نائباً في قسم الجراحة العامّة، ولكن الدكتور بسيوني رئيس القسم وصفه بالمرمطون وجعله يرسب في امتحان الماجستير رغم إجاباته الصحيحة لأنّه على حدّ قوله لم يعجبه! بعد أيام زاره هشام في جلسة سرّية إلى مكتبه، فأصبح الأقرب إلى قلبه، ومنحه الترقية والنجاح وعيّنه مدرّساً مساعداً في قسم الجراحة. وهذا تلميح واضح للعلاقة الجنسية التي جمعت بينهما.
    النقد الموجع يظهره الكاتب في قصة «إنّا أغشيناهم»، إذ يميط اللثام عن مدى الفاقة التي ألمّت بالمصريين، وجعلت موظف الحكومة الأستاذ جودة يُبسمِل ويقرأ سورة السد مع زوجته لأنه اشترى قميصاً جديداً من بور سعيد، وخاف أن تضبطه ادارة الجمارك هناك.
    سيدي المسؤول
    في قصة «سيدي المسؤول عن تكييف القاعة» مرارة حارقة يحكي فيها شخصٌ مجهول عن أهل جنين في فلسطين الذين انشغلوا عن الحرب بزراعة البرتقال، ولكنّ النصر المبين الذي تخايَلوا أنهم سيحققونه بعد دخول القوات الأردنية ليحتلّوا جنين ويدافعوا عنها، جعلهم يتشبّثون ببارقة أمل. فرحّبوا بهم وانضمّوا إلى صفوفهم. ولكنّ الخيبة كانت في انسحابهم سريعاً في اليوم التالي، واعدين إيّاهم بحضور القوات العراقية لحمايتهم، فكانت الصدمة أن اقتحمت القوات الاسرائيلية المدينة ووقعت في قبضتها.
    نظرة إلى وجه ناجي
    في حكاية «نظرة إلى وجه ناجي»، يعبّر الكاتب عن انبهار العرب بكلّ من يمتّ لجذورٍ أجنبية، حيث كان الفرير مدرّس الصف يقوم بضرب التلاميذ وإهانتهم، إلى أن وفد ناجي الى الصف وهو تلميذ نجيب أبوه مصري وأمّه فرنسية، يجتذبُ محبة رفاقه، ولكنّه يثور ويستنكر عندما يقوم الفرير مرة بضربه. ولدهشة الجميع، يعود في اليوم التالي وقد عقد حلفاً خفيّاً مع الفرير على تدوين اسم كلّ طالب يتكلم أو يثير الشغب في الصف، ولم يرحم رفاقه فقام بالوشاية عنهم. هنا يدرج الكاتب تلميحاً سياسيّاً للتواطؤ الخائن بين بعض سياسيي العرب مع سياسيي الغرب، للتنكيل بشعوبهم واخوانهم.
    أسلوب علاء الأسواني رشيق متأنٍّ، يغربل المغزى ليحييه في سبائك من الحبكة المتماسكة، التي لا يصيبها الخلل ولا الالتواء في أيِّ منعطفٍ تسير فيه

  2. يبدو علاء الأسواني كاتباً متمكناً من عدة شغله القصصية كما يظهر في العديد من القصص التي حوتها المجموعة، وليس مجرد كاتب مبتدئ يجرب فن القصة، فهو يمتلك لغة قادرة على بناء عوالم شخصياته، سواء في قدرته على النفاذ إلى دواخلها ورسم عواطفها وتلمس أدق المشاعر التي تخالجها، أو التسلل إلى أفكارها والتعبير عن كل خاطرة أو بارقة تمر في رؤوسها، وهو إلى ذلك يتمتع بميزة وصف عالمها الخارجي سواء في شكلها ومظهرها، أو تصوير المحيط الذي تتحرك فيه، والعلاقات بين مجموعة الشخصيات التي تتحرك في أي قصة من القصص، ولو حاولت أن أكون دقيقاً في تقييمي لمحتوى الكتاب، فسأقول بأن القصص المنشورة هي قصص شخصيات، أكثر من كونها قصص أحداث أو مواقف، والفعل في كل القصص تقريباً ينبع من طبيعة الشخصية وصفاتها النفسية الخاصة وسلوكها الغريب أو المغترب عن محيطه، وهو الذي يخلق الحدث والموقف في القصة.

    أغلب شخصيات قصص “نيران صديقة” تعاني من شذوذ نفسي ما يجعلها في حالة غربة مع باقي الشخصيات التي تتعامل معها بعدائية واضحة، وبطل كل قصة يعاني من مشكلة تأقلم مع محيطه الذي يشعر نحوه بالعداء، ورغم أن علاء الأسواني لايتعامل بأحكام القيمة في رسمه لشخصياته الرئيسية، فلا يدفع قارئه لاتخاذ موقف من شذوذ تلك الشخصية النفسي أو تلك، بل ربما يفعل العكس بتصويره للظروف التي مرت بها كل شخصية مما يدفع للتعاطف معها، أكثر مما يدفع لاتخاذ موقف معاد لها، إلاّ أنه وفي رسمه للشخصيات الثانوية المحيطة بتلك الرئيسية والتي يصورها من وجهة نظر هذه الأخيرة، يطلق أحكام قيمة واضحة وشديدة القسوة إلى حد التطرف أحياناً، لكنه في المجمل يشعر القارئ بأن الكل ضحية ظروفهم، وبأن عداءهم المتبادل وصراعهم الشرس أقرب إلى حالة الاصابة بنيران صديقة في الحروب، منه إلى حالة العراك العدائي، ومن هنا يمكن فهم غاية علاء الأسواني من وراء إطلاق اسم “نيران صديقة” على المجموعة التي لاتحوي أية قصة بهذا الاسم. من نافل القول الحديث عن اختلاف في المستوى الفني بين قصص الكتاب، وهو أمر طبيعي في المجموعات القصصية، وربما تكون القصص الثلاث الأولى “أوراق عصام عبد العاطي” الأقرب إلى الرواية القصيرة و”المرمطون” و”إنا أغشيناهم” . #iRead_reviews

  3. منار محمد يقول منار محمد:

    *نيران صديقة!
    مقدمة-جديدة-للكتاب وللكاتب ولجميع الأعمال: روايات وقصص وصحافة، ومقدمة للرواية القصيرة ولأول الأعمال لهُ: أوراق عصام عبد العاطي.
    -يقول علاء الأسواني في المقدمة الجديدة: إن العمل الأدبي قد يفيد في إعطاءنا بعض الدلالات من مجتمع ما لكنه لا يستطيع أن يقدم الخلاصة بالمعنى العلمي للكلمة. وعن هذه النقطة وللمعرفة أكثر أضاف: إن شخصية فتاة مصرية محجبة في رواية-الإشارة هنا لروايته: شيكاغو-قد تعطينا فكرة عن أحاسيس بعض المحجبات أو مشكلاتهن، لكنها بالتأكيد لا تمثل كل المحجبات في مصر. وأضاف أيضاً حقيقة حزينة: إن نظام التعليم في مصر يؤدي إلى خنق الإبداع في التلاميذ بالإضافة إلى تعذيبهم نفسياً.
    إلى هنا إنتهى كلام الأسواني الخارج من منبع قناعته!
    •الرواية القصيرة: أوراق عصام عبد العاطي”لأول مرة أسمع مصطلح رواية قصيرة، أظنه يقصد-الناشر-بها نوفيلا.”
    بالمصادفة أو العمد تقع الرواية تحت فكرة النيران الصديقة في أغلب أحداثها وأفكارها!
    عصام عبد العاطي شاب ساخط على المجتمع المصري والمصريين وأفكارهم.. أظن أن هذا الاقتباس على لسانه لخص هذهِ الفكرة: إن المصريين لهم نفسية الخدم والعبيد ولا يفهمون إلا لغة العصا.
    هذه الفكرة تكونت عنده من تأمله للمجتمع المصري من جنب معين -واحد.
    تجاوزات كثيرة على لسان عصام عبدالعاطي، أظن أنه هذه التجاوزات بسبب وجوده في مجتمع منافق.. وبسبب نظرته للأمور بزاوية معينة!
    ——-
    •القصص: أغلبها مفهوم وممتع وبعضها غريب غير مفهوم!
    القصص تحمل فكرة النيران الصديقة-الغير متوقعة-الحارقة كنيران وكصديقة.. لم تكن برداً ولا سلام!
    القصص التي راقت ليَّ: 
    -المرمطون.
    -أحزان الحاج أحمد.
    -فستان قديم وغطاء للرأس.
    -حصة الألعاب.
    -كلاب بوكسر.. جميع الألوان. 
    ——
    *الاقتباسات:
    -إذا بلغت الثمانين فلن يحبك أحد لأن العواطف الطيبة لها أيضاً عمر تذبل آخره وتذوي، ولأن بقاءك إذا فاق التوقع فإنه يستفز الآخرين علي نحو ما.

    -تاّمروا عليٍ جميعاً ، كل من عرفوا قدري وأحنقهم تفوقي . كل الذين كرهتهم واحتقرتهم، تاّمروا ونجحوا وهاهم يعزلونني في مكان خاص يلبسونني ثياباً خاصة ، أحكموا قبضتهم علي ولم أجد بداً من الإستسلام وعندئذ تظاهروا بالأسف من أجلي.

    -إن الاوهام كما تخدعك تؤنسك، أما الحقيقة الباردة الصارمة فهى تلقى بك فى وحشة قاسية.

اترك تعليقاً

كتب علاء الأسواني

مقالات متعلقة

wpChatIcon
wpChatIcon
الرئيسية
حسابي
كتب
كُتاب
متجر