يتناول الكتاب وثائقًا سرية تُكشف لأول مرة حول حياة اليهود في مصر قبل رحيلهم، ومحادثات شيقة مع شخصيات يهودية مصرية بارزة في العالم كله، بلغت الثلاث عشرة شخصية.
احصل علي نسخةيتناول كتاب يهود مصر في القرن العشرين وثائقًا سرية تُكشف لأول مرة حول حياة اليهود في مصر قبل رحيلهم، ومحادثات شيقة مع شخصيات يهودية مصرية بارزة في العالم كله، بلغت الثلاث عشرة شخصية، يحاول من خلالها الكاتب التعرف على طبيعة حياة اليهود في مصر منذ 1886م إلى 1967م.
ومن الشخصيات البارزة التي أجرى معها الدكتور أبو الغار حوارًا، رئيسة الجالية اليهودية في مصر “ماجدة هارون”، ومن خلال تلك الحوارات والوثائق يتضح لنا أن اليهود في مصر قبل 1948م و1954م، كانوا يعيشون حياة طبيعية كالمسلمين والمسيحيين تمامًا.
فيبدأ الكاتب بسرد تاريخ اليهود في مصر، منذ متى سكنوا مصر؟ فيعود إلى التاريخ القديم الذي يرى أنهم وُجدوا في مصر منذ القرن السادس قبل الميلاد وأن مصر تُعد مكانًا مُقدسًا عندهم في التوراة، فالمُفكر اليهودي المصري الكبير “إدموند جاييس” يقول: “إن مصر هو اسمها بالعربية، ولكن اسمها بالعبرية مصرايم، وهو يعني بالعبرية مصر مرتين أو ثلاثة”.
ثم ينتقل الكاتب للعصر الحديث بداية مع الحملة الفرنسية على مصر ودعوة نابليون لإقامة وطن قومي لليهود قبل ثيودور هرتزل، ثم عهد محمد عليّ وكيفية تعامله مع اليهود واستقباله للجاليات اليهودية الفارة من البطش العثماني، وكيف كانت مصر ملاذًا لهم دائمًا وأبدًا، حتى قيام ثورة 23 يوليو 1952م، ووقوع حادثة “لافون” وهي كانت كالقشة التي قسّمت ظهر البعير.
ونتعرف من خلال كتاب يهود مصر في القرن العشرين على حارة اليهود، والتي تختلف عن باقي أشكال المناطق اليهودية في العالم، فهي ليست كالـ “جيتو” فأغلب سكانها كانوا من المسلمين والمسيحيين كذلك، لكنها اشتهرت منذ عهد الفاطميين على أنها أكبر تجمع لليهود هناك.
ويمضي كتاب يهود مصر في القرن العشرين لعرض أهم الأسباب وراء خروج اليهود من مصر، فلا يوجد سبب بعينه، لكنها مجموعة أسباب تراكمت فوق بعضها أدت لتقلص أعداد اليهود في مصر، فمع اندلاع الحرب العالمية الأولى قامت السلطنة العثمانية بترحيل خمسة آلاف صهيوني من فلسطين إلى مصر، عامل اليهود المصريون هؤلاء الصهاينة معاملة حذرة، لأن الصهاينة لا يهتمون بالدين وإنما القومية اليهودية واللغة العبرية، أما اليهود المصريون، فكانوا متدينين ولغتهم هي العربية، ولكن وجود هؤلاء الصهاينة أثار الشكوك والقلاقل دائمًا حيال أي مُشكلة تحدث في مصر، فيتم تعميم التهمة على كل اليهود.
وبعد قيام الكيان المزعوم في عام 1948م، بدا الناس في حالة رفض وذعر من وجود اليهود في مصر، خاصة بعد أن بدأ بعضهم بالانتقال والهجرة إلى إسرائيل، حتى يأتي عام 1954م وتقع حادثة لافون والانفجارات التي اُتهم على إثرها اليهود في مصر.
إلى أن تأتي نهاية اليهود في مصر بعد هزيمة 1967م، والتي جعلت من وجودهم غير مرغوب فيه، بل وانطلقت المظاهرات الحاشدة الرافضة لوجود اليهود المصريين، لذا، لاذ اليهود بالفرار نحو أوروبا أو أمريكا أو حتى إسرائيل كملاذ أخير.