تذكرة وحيدة للقاهرة

أشرف العشماوي

يأخذنا أشرف العشماوي بطلِ روايتِه الذي قد جاء من النوبة للإسكندرية والقاهرة، تختلفُ المُدن وتتكاثر الأحداث ويبقى بطلُ روايتنا عجيبة صامدًا، يُمسك بتذكرتِه ويتنقل بنا من محطةٍ لأخرى على طولِ رحلتِه مع الحياة.

احصل علي نسخة

نبذة عن تذكرة وحيدة للقاهرة

في رُواية تذكرة وحيدة للقاهرة؛ يُحدثنا أشرف العشماوي بنبرتِه التاريخية المميزة التي عهِدناها، فيأخذنا هذه المرّة مع بطلِ روايتِه الذي قد جاء من أقصى جنوب مِصر حيث النوبة حتى أقصى شمالِها حيث الإسكندرية والقاهرة، تختلفُ المُدن وتتكاثر الأحداث ويبقى بطلُ روايتنا ”عجيبة“ صامدًا.

يُمسك بتذكرتِه ويتنقل بنا من محطةٍ لأخرى على طولِ رحلتِه مع الحياة، من نادي الجزيرة إلى حي الزمالك العريق، ومن ثمّ يجد نفسه يتجول في حواري عابدين العتيقة، ومع كل محطةٍ كان يشعرُ وكأن جزءٌ منه كان يُنتزع، جزءٌ من هويّته يُنتشل جزءٌ من إنسانيته يلقى مصرعه وحيدًا في ركنٍ ما من أركانِ قلبِه الضيقة.

ويُطّل بطل رُواية تذكرة وحيدة للقاهرة الٱخر من بعيد، يُلقي علينا التحية بعجرفته المُعتادة. إنه ”بدر المغازي“ ابن الباشوات الذي يظن أن كل شيء في هذه الحياة طوع أمرِه. وبين تفاصيل حياةِ عجيبة النوبي التي لا تستقرّ أبدا وحياة بدر المُملة المُرفهّة، تتقاطعُ طرقهما فجأة.

ومنذ اللحظةِ الأولى التي وقعت فيها عينيْ بدر على عجيبة، قرر أنه سينال شرف أن يُصبح فريسته التالية فقد كان عجيبة يملكُ كل المميزاتِ التي تجعلُ منه فريسةً حُلوةَ المذاق، مُجرد شابٌ بسيطٌ يركضُ وراءَ لُقمةَ عيشِه، من فئة المهمشين العاديين الذين لا يُلاحظ أحد وجودهم، أولئك الذين يأتوا إلى الدنيا ويرحلوا منها وكأن شيئًا لم يكن؛ فريسةٌ مثالية لا تُعوّض.

في بعضِ الأحيان، تقودُنا ٱمالُنا فإذ بنا نلتقطُ كل فُرصةٍ يُلقيها لنا القدر.. وإذ بالفرصةِ تتحول إلى طُعمٍ يستدرجنا ببطئ. ظلّ طيفُ مِسكة وابنِه يزورُه باستمرار، ما زال يتحسس بداخلِه بقايا من أملٍ لـلُقياهم، للعودةِ إلى قريتهم الصغيرة، ما زال بداخله أمل للعيشِ كإنسانٍ ولو مرةٍ في العُمرِ.

بين عجيبة النوبيّ وفارس حبيب حبشي السودانيّ وجون ليون السويسريّ، لم يعد يعرفُ بطلُ حكايتِنا إلى أين ينتمي بالتحديد، شعر وكأنه لا يعرف ذاك الشخص الذي يراه صباح كل يومٍ في المرٱة، فملامحُه كما هي ولكن هُناك الكثير من الأشياء الغريبة عن عالمِه باتت تستوطنه؛

شعر وكأن عجيبة الذي بداخلِه أخذ يتلاشى يومًا بعد يوم، شعر وكأنه ممثلٌ وحياتُه هي خشبةِ المسرحِ التي يصعد عليها كل يومٍ بهويةٍ مُختلفة، وكل من حوله يتعاملون معه وكأنه قِطعةِ أثاثٍ بلا قيمة يمكنهم استبدالها أو الاستغناء عنها في أي وقت، يُمكنهم أن ينقلوها من زاوية لأخرى دون أن تُصدر صوتًا أو تعترض.

“بي أملٌ، يأتي ويذهب ولكن لن أودّعه”

محمود درويش –
تأملتُ كلماتِ محمود درويش وأنا لا زلت أقلبّ في ملامحِ عجيبة، فوجدتهما يتطابقان وكأن الكلمات كانت تصفُه وهو يصفها.رأيتُه هُناك وهو يتشبثّ بأملِه يأبى مُفارقته حتى أسطرِ الرُواية الأخيرة، رأيته وهو يحملُ بطاقته التي تحملُ اسمَه الحقيقي ومن ثمّ رأيته وهو يتخلى عن هويّته دون أن يُدرِك، وشعرتُ بدموعِه المنهمرة عندما أدرك، رأيتُ ابتسامته الواسعة وهو يتخيل مِسكة أمامَه، وكنت هُناك أتابعه حين اصطدم بالواقع مرةً أخرى.

تذكرة وحيدة للقاهرة؛ رُوايةٌ تقصُّ حِكاية عجيبة عن شخصٍ يُدعى عجيبة، ذاك الذي عانده القدر حتى ٱخر لحظةٍ وأخذت الحياة تتقاذفه بين ثناياها حتى أثقلت قلبه، ورغم كل ما عاشَه فقد ظلّ يحلُم بالعودةِ إلى وطنِه يومًا.. يحلُم بالالتقاء بنوبيّـتِه التي أضاعها منذ زمن فأخذت الحياة تُساومه عليها وتُراهِن بدهاءٍ على أملِه الذي لا ينتهي

هي حكايةٌ قد رواها أشرف العشماوي ببراعةٍ عن كل من كانت أكبرُ أحلامِه هي أبسطِ حقوقِه، حكايةٌ عن إنسانٍ كانت أكبرُ أمنياته وأضخمها أن تتم مُعاملته بإنسانيّـة

حمّل التطبيق

تحميل التطبيق

اترك تعليقاً

كتب أشرف العشماوي

الرئيسية
حسابي
كتب
كُتاب
متجر