سارة

عباس محمود العقاد

دور الرواية الوحيدة لـ عباس العقاد عن علاقة الحب التي تنشأ بين البطلة سارة و همام، فتبدأ اللقاءات بينهما، لكن سرعان ما يتسرب الشك إلى قلبه بشأنها.

احصل علي نسخة

نبذة عن سارة

سارة رواية تفوح منها رائحة الحياة، الحب، الشك، الخيانة، رائحة القلوب وما حَوَت، حالة درامية لا تصدق، صدرت عن دار المعارف الطبعة الأولى في العام 1938، ثم توالت الطبعات، السحر ليس سحر الرواية نفسها، بل سحر كاتبها الذي لم يتزوج أبدًا رغم عمره الطويل الذي تجاوز الثمانين عامًا، وتلقيبه بعدو المرأة،

وكونها روايته الوحيدة، تحمل اسم امرأة يدل على أنها إسرائيلية أو أجنبية وذلك في وقتها، وقد نفى العقاد في البداية أن الرواية حقيقية، ثم عاد واعترف قبل وفاته بذلك ونفى تمامًا كونها أجنبية، وقد قيل أنها مسيحية، وأنها المقصود بها فلانة أو علانة من سيدات المجتمع.

تحدثنا الرواية عن همام الذي ستكتشف سريعًا أنه عباس محمود العقاد، الشاب الصعيدي المثقف الميسور الذي يعيش الحياة الأرستقراطية بالقاهرة في الثلاثينات، الذي يقع في غرام سارة، يذهب معها للسينما وأماكن الرياضة بشكل مستمر، إلا أن ذلك ليس بشكل علني، يبدو أنه لم يكن متحررًا للدرجة التي تجعله لا يعبأ بالناس، تتصاعد شكوكه ناحيتها، حتى يتأكد عن طريق صديقه أن بحياتها رجل أخر، تدفعه الخيانة لتركها وهذا طبيعي، الغريب أن قلبه ظل معلقا بها يلتمس لها الأعذار!

الرواية ليست مشتعلة بالأحداث والأبطال، فهي أقرب لتحليل نفسي للعلاقة ما بين سارة وهمام الذي عبر عنه بالرواية بقوله صاحبنا، ظهرت شخصية هند التي تمثل الهدوء والعقل والتريث وكل الطبائع البشرية الطيبة، والتي تناسب الرجل الشرقي أكثر من غيرها،

إلا أن صاحبنا اندفع في حب الثورة والجرأة والتحرر والجموح والشك والغضب تمثلهم سارة، قيل أن هند هي الأديبة مي زيادة، وصفها العقاد أنها وهمام كالأشجار الضخمة التي تبقى واقفة في مكانها، يتقابلان فقط بتلامس الأغصان والأوراق، أما سارة فتذوب فيه ويذوب فيها ليصبحا كيان واحد.

قال عباس محمود العقاد أن الرواية تثبت أن عدو المرأة يفهم عدوه جيدًا، والرواية بها تحليل واضح لطبيعة النفس البشرية للمرأة، كيف لرجل صعيدي تغلب عليه الرجعية أن ينغرم بامرأة “لعوب” كما يصفها أصدقائه؟ مثلاً عندما شاهدت بالسينما شاب يقبل فتاة كانت تعالجه بمجرد تماثله للشفاء،

فصاحت سيدة أنه يخدعها، فضحكت صاحبتنا وقالت: “بل هو يقدم لها أكبر مكافأة”، وكذلك عندما قالت له أن وجود المرأة مع رجل بالفراش لا يعني أنها تستسلم له، فقد تكون سيدته وهو خادمها رغم كونها معه، عندما بدأ يشك فيها بسبب ملابسها، ثم عندما سمع طفلها يناديها بكلمات غزل ودلال لا تقال إلا بين الرجل وامرأته، لابد له أنه سمع أحدهم يناديها بهذه الكلمات!

يقول النقاد أن هذا هو العقاد الأسطوري ليس بسبب كتاباته، بل العبقرية في العقاد ذاته، فهو الوحيد في وقتها الذي علم نفسه بنفسه، شخصية عصامية صعبة المراس، انتشل نفسه من الفقر والجهل ليقول “أنا” وهذا اسم سيرته الذاتية، التي توشي بالكبرياء والاعتداد بالنفس، هو المتناقض شديد الرجعية في بعض الأمور، ومنفتح في أمور أخرى، تارة كاتب إسلامي، وتارة محب لـ “اللعوب”.

في تلك الرواية عبارات وتشبيهات وصيغ لا تُنسى فعندما وصف جسم سارة، قال أن فرق الباليه ستطالبها بخفض وزنها، ولو أنها جارية لكسرى لطالبوها بزيادة وزنها، وقال عن جمالها أنك إن أوقفت الجميلات صف لن تجعلها في المقدمة أبدًا، لكنك ستوقفها في صف وحدها!

الرواية ليست أحداث تلخص بل هي تفاصيل بين رجل وامرأة ليس أمامك إلا أن تقرأها وتفكر فيها فتُدهش عقلك، قال النقاد أن الروايات العاطفية يحكمها المشاعر والأحاسيس، بينما تلك الرواية يغلب عليها التحليلات العقلية، لأن تلك هي طبيعة العقاد نفسه.

حمّل التطبيق

تحميل التطبيق

اترك تعليقاً

كتب مشابهة

الرئيسية
حسابي
كتب
كُتاب
متجر