عمارة ال داوود

مروى جوهر

أحداث غريبة وشائكة بعضها مستوحى من قصص واقعية، تروي لنا قصة اليهود كاملة في مصر منذ خروجهم في عهد سيدنا "موسى" عليه السلام حتى خروجهم مرة ثانية بعد نصر أكتوبر ٧٣.

احصل علي نسخة

نبذة عن عمارة ال داوود

“وسط أجواء احتفالية وتكبيرات عيد الأضحى أخذ أبي بساطور كبير وبدأ يختبر حدته، واقترب من أذن العجل كأنه يحدثه، هدأ العجل ورضخ دون حركة أخرى فسمعت أبي يردد في صوت عالي:
بسم الله … الله أكبر.
وشعرت بدوار وأنا أقف في البلكون بجوار جدي فأغمضت عيني ورجعت خطوات للخلف فقال جدي:
اجلسي يا حياة، لقد علمت مغزى الأضحية منذ زمن ، صار عمرك أربعة عشر عاما.
لا أتحمل مشاهدة الدم.
تقصدين دم شهداء ٥٦.
كلماته جعلتني أتذكر العدوان وما رأيته فيه، هل نسيت أم تناسيت كل ما حدث حقا؟ وهل يمكن أن ينسى أحد.”

عمارة ءال داود، هي رواية وضعت الكثير من علامات الاستفهام حول كونها تاريخية أم سياسية أم تندرج تحت مظلة أدب الرعب والفانتازيا خاصة أنها نقلتنا بين عصرين مختلفين عصر قديم أيام الفراعنة وعصر آخر حديث هو الفترة ما بين عامي ١٩٥٦- ١٩٧٤ حيث صورت تفصيليا الحروب الثلاثة التي دارت أثناء تلك الفترة “العدوان الثلاثي ١٩٥٦، نكسة يونيو ١٩٦٧، انتصار اكتوبر ١٩٦٧”

وان اختلف النقاد حول تصنيف الرواية كونها تاريخية سياسية أو رواية مرعبة ولكنهم أجمعوا بلا شك على أنها أكثر راوية استطاعت أن تلخص تاريخ اليهود في مصر بأكمله منذ خروجهم للمرة الأولى في عهد الفراعنة بقيادة سيدنا “موسى” ، إلى خروجهم في المرة الثانية في العصر الحديث من سيناء في أكتوبر ١٩٧٣،

فاستطاعت الكاتبة المبدعة مروى جوهر أن تلخص تاريخ اليهود في مصر كاملا في ثلاثمائة وثمان وأربعون صفحة فقط هم عدد صفحات روايتها عمارة ءال داود.

تعد رواية عمارة ءال داود هي المؤلف الأدبي السادس للكاتبة مروة جوهر فقد صدر لها “هات من الآخر” عام ٢٠١٣ وهو عبارة عن كتاب ساخر، كما صدر لها قصة “المضيفة ١٣” عام ٢٠١٥ وقد صدر كل من الكتابين عن دار “نون” للنشر والتوزيع، وفي عام ٢٠١٨ صدر لها رواية في أدب الرعب “يحدث ليلا في الغرفة المغلقة”، ورواية “منزل التعويذة” عام ٢٠١٩، ورواية “النوم الأسود” عام ٢٠٢٠ والتي صدرت جميعهم عن دار “دون” للنشر والتوزيع، كما قامت دار “دون” بنشر روايتها الأخيرة عمارة ءال داود عام ٢٠٢١،

حيث شاركت بالرواية في الدورة الثانية والخمسين لمعرض القاهرة الدولي للكتاب يونيو ٢٠٢١ وحققت الرواية أعلى نسبة مبيعات للدار خلال فترة المعرض، وتدور أحداث الرواية في مصر وتحديدا في مدينة “بورسعيد” في الفترة الزمنية ما بين عام ٥٦، ٧٤ كما تنقلنا الكاتبة من خلال قصص جدها الى زمن سيدنا “موسى” عليه السلام في عهد الفراعنة،

وتبدأ الرواية بخطاب الرئيس “جمال عبد الناصر” الذي يعلن فيه للشعب المصري قرار تأميم “شركة قناة السويس” شركة مساهمة مصرية عام ٥٦ لتعلن كل من انجلترا وفرنسا واسرائيل شن العدوان الثلاثي على مدينة “بورسعيد” بعد ذلك القرار.
“حياة” طفلة جميلة ورقيقة تنعم بالحياة وسط مدينة رائعة ” بورسعيد” لا ترى حولها سوى المحبة والصفاء، ولم تبصر عيناها منظر الدماء إلا في وقفة عيد الأضحى حين تذبح الشاة الضحية،

ولكن تغير تلك المشهد بين عشية وضحاها لتصبح ترى الدماء حولها في مكان، دماء الشهداء في عدوان ٥٦ ويصبح ذلك المشهد محفور بذاكراتها طوال ثمانية عشر عاما هما زمن الرواية، ترى تلك المشاهد التي كانت تراها “حياة” هي من زرعت الرعب في قلبها وجعلتها تشاهد الأشباح والموتى أم أنها انتقلت الى مكان آخر بصحبة عائلتها عقب الحرب ملئ بالأسحار والتعويذات التي ينقلنا إلى عالم آخر ذلك المكان الذي أطلق عليه عمارة ءال داود،

أم أن حكايات وحواديت جدها عن الماضي دفعها أن تسافر بخيالها الى التاريخ لتشاهد بنفسها أبطال تلك القصص، أم أن عمارة ءال داود هي عمارة تاريخية كان يسكنها اليهود منذ أيام سيدنا “موسى” عليه السلام، وأصبح يسكنها اليهود أيضا في العصر الحديث الذين قاموا بصنع حولها تعويذات السحر الأسود لترهب كل من يسكن بها غير يهودي !

أحداث غريبة وشائكة بعضها مستوحى من قصص واقعية، وبعضها كان من خيال الكاتبة التي استطاعت من خلال مزج كليهما أن تروي لنا قصة اليهود كاملة في مصر منذ خروجهم في عهد سيدنا ” موسى” عليه السلام حتى خروجهم مرة ثانية بعد نصر أكتوبر ٧٣،

فإن أردت أن تستمع بتلك الحكايات التاريخية المثيرة والمخيفة عليك بقراءة تلك الرواية الإبداعية وان لم تستطع فمن الممكن أن تذهب بنفسك لسماع تلك القصص من أشباح أبطال تلك الحكايات بالذهاب إلى مأواهم في عمارة ءال داود.

حمّل التطبيق

تحميل التطبيق

اترك تعليقاً

كتب مشابهة

الرئيسية
حسابي
كتب
كُتاب
متجر