تاريخ مصر الاسلامى حافل بالعديد من الأحداث، فقد جاءت مصر ثم جاء التاريخ مقولة عظيمة ترددت منذ القدم، فمصر هي مهد الحضارات نشأت فيها الكثير والكثير من الحضارات المختلفة منذ العصور القديمة إلى أن وصلنا إلى عصرنا هذا، والحضارة الإسلامية هي إحدى تلك الحضارات التي كانت لها بصمة مهمة في تاريخ مصر.
فما هو تاريخ مصر الاسلامى، وما أشهر الآثار الإسلامية الموجودة في مصر التي ذُكرت في كتب التاريخ المصري، دعونا نأخذكم في رحلة جميلة وقصيرة داخل تاريخ مصر الاسلامى.
عند الحديث عن تاريخ مصر الاسلامى لابد أن نذكر أن مصر كانت تحت الحكم البيزنطي قبل دخول الإسلام إليها يحكمها الروم، كان أهل مصر يعانون أشد المعاناة من هذا الاحتلال، فالامبراطورية البيزنطية كغيرها عرفت قدر مصر حقًا، كما أنها سعت بكل السبل إلى الاستفادة من أرض مصر وخيراتها وفلاحيها.
فكانت مصر هي أحد المصادر الرئيسية لتوريد القمح والغلال إلى الإمبراطورية، كما كانت مصر سوق كبير لها تدير عليهم الكثير من الأموال. وعلى الرغم من هذا كله عانى أهل مصر من الفقر والاضطهاد حتى وصل الإضطهاد إلى إضطهاد ديني رغم كونهم على نفس الدين وهو الدين المسيحي.
بالحديث عن تاريخ مصر الاسلامى، فقد فتح الصحابي الجليل رضي الله عنه داهية العرب عمرو بن العاص مصر في عهد الخليفة الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه في عام 640 ميلاديًا الموافق لعام 21 هجريًا.
وذلك بعدما رأي عمرو بن العاص من أهل مصر حبهم في التخلص من الحكم البيزنطي، بل ونيتهم في تقديم المساعدة من أجل طرد الروم من أرض مصر، وذلك بعدما رأي أهل مصر سماحة الدين الإسلامي وما فعله عمر بن الخطاب في زيارته لفلسطين وما فعله مع البطارقة وأهل كنيسة القيامة، والعهود التي أعطاها لهم.
استمد عمرو بن العاص في القوة من أهل مصر في دخول مصر بجيش مسلم تحت قيادته أمده به خليفة المسلمين عمر بن الخطاب، ومنذ أن دخل إلى أرض مصر وأرسى فيها قواعد الأمن لغير المسلمين، فلهم الأمن والسلامة على أنفسهم، وعلى المسلمين أن يدافعوا عنهم.
كما أعطى لهم الأمن في ممارسة حياتهم الدينية، وأمر ألا يهدم لهم كنيسة ولا يكسر لهم صليب، كل ذلك مقابل دفع الجزية، ولا تدفع الجزية إلا عن المقتدر فقط، فهذا ما أمرهم رسول الله بها وعمل بها الخلفاء الراشدين من بعده، ومن هنا استقبل أهل مصر الأقباط الجيش الإسلامي بقيادة عمرو بن العاص بحفاوة كبيرة.
وضع عمرو بن العاص حجر الأساس في إنشاء الحضارة الإسلامية في مصر فبدأ في بناء أول مسجدًا في مصر وقارة أفريقيا كاملة في مدينة الفسطاط وسماه بمسجد عمرو كان ذلك في عام 21 هجريًا.
هذا المسجد هو إحدى التحف المعمارية الموجودة في أرض المحروسة، وحمل المسجد العديد من الألقاب مثل تاج الجوامع والجامع العتيق.
توالت العصور واختلف الحكام المسلمين على مصر وتوالت الأحداث في تاريخ مصر الاسلامى، فسقطت دول وسطعت أخرى.
شهدت مصر تحت الحكم الإسلامي أكثر من 10 دول مختلفة كلهم تحت مظلة الحكم الإسلامي، كل دولة منهم لها الكثير من الإنشاءات الفريدة من نوعها والتي حددت هوية الحضارة الإسلامية في مصر بعد ذلك.
لا يتسع للأسف هذا المقال لكتابة أهم الأحداث التي تعبر عن تاريخ مصر الاسلامى في كل دولة أو في كل عصر من عصور الدولة الإسلامية، وكيف سقطت كل دولة على يد الدولة التالية لها، فكل ذلك يحتاج إلى مجلدات ضخمة نبحر بين سطورها، ولكننا سنذكر لكم الآن بعضًا من أشهر تلك الدول والتي منها ما يلي
تحدثنا في الفقرة السابقة عن دخول الإسلام إلى مصر، فبسقوط الإسكندرية في يد عمرو بن العاص ومن قبلها حصن بابليون في بلبيس أقوى حصون الروم في مصر ثم تهاوت الحصون واحدة تلو الأخرى أمام جيش عمرو.
في النهاية انسحب الروم من مصر، ومن هنا أعلن نجاح الفتح الإسلامي لمصر وانتهاء عصر الروم أو العصر البيزنطي في مصر، ومن ثم عين القائد عمرو بن العاص أول والي مسلم على مصر كل ذلك كان في عام 21 هجري الموافق لعام 642 ميلادي، فكان هذا الفتح هو بداية تاريخ مصر الاسلامي في مصر.
ومن أهم الآثار الإسلامية في تاريخ مصر الاسلامى والتي نتجت عن بداية الفتح الإسلامي مسجد عمرو بن العاص.
انقسم العالم الإسلامي بعد مقتل عثمان بن عفان وتعيين علي بن أبي طالب خليفة للمسلمين، فكانت تلك بداية الفتنة الكبرى، فكان معاوية بن أبي سفيان يرى نفسه الأحق في الخلافة من علي رضي الله عنهما.
فبدأ كلا الصحابيان في تجهيز جيش للاستيلاء على الخلافة، وقتل الكثير من المسلمين ومن بينهم حملة القرآن الكريم وبعض الصحابة الكرام بسبب تلك الحروب، وفي النهاية تنازل علي بن أبي طالب لمعاوية بن سفيان عن الخلافة حقنًا للدماء.
وفي تلك الأثناء كانت مصر تحت ولاية محمد بن أبي بكر الذي عينه علي بن أبي طالب عليها، ولكن معاوية أراد أن يغيره بعمرو بن العاص، فأمد معاوية عمرو بجيش كبير يقدر بستة آلاف مقاتل، وجهز محمد بن أبي بكر جيشًا من المسلمين أيضًا.
تتوالى الفتن عام بعد عام وقتل صحابة رسول الله من المسلمين أنفسهم، وانتصر عمرو على محمد بن أبي بكر وقتل محمد على يد معاوية بن حديج، ومن ثم استولى عمرو على الفسطاط في شهر صفر لعام 38 هجري.
ومنذ ذلك الحين أصبح عمرو واليًا على مصر للمرة الثانية، وظل عمرو واليًا على مصر لمدة ثلاث سنوات حتى توفى في أرض مصر عام 42 هـ. ظلت مصر تحت الخلافة الأموية حتى انتهت تلك الخلافة عام 132 هجرية الموافق 750 م.
بدأ قيام الدولة العباسية بعدما استطاع بعض العباسيين وهم من نسل العباس بن عبد المطلب عم رسول الله صلى الله عليه وسلم أن ينتصروا على بني أمية وقضوا عليهم ليستولوا على الخلافة عام 750 م.
وظلت الخلافة العباسية حتى عام 1517 م وبهذا سيطرت الخلافة العباسية على أكثر سطور تاريخ مصر الاسلامى. أما مصر فكانت تحت راية الخلافة العباسية سنوات وتنفصل سنوات أخرى ثم ترجع تحت رايتها مرة أخرى، كل ذلك بسبب قيام بعض الحكام بالانفصال عنها وتكوين عصر خاصة بهم.
اهتم الخلفاء العباسيين بمصر فأنشأوا فيها العديد من الآثار التي تعد إحدى المعالم الإسلامية الرائعة مثل
انفصل أحمد بن طولون بمصر عن الدولة العباسية وبدأ في إنشاء الدولة الطولونية، أحب أهل مصر الحاكم والقائد المسلم أحمد بن طولون، بدأ أحمد بن طولون والحكام من بعده تحت راية الدولة الطولونية في بناء الكثير من المنشآت التي ظلت إلى يومنا هذا إحدى الآثار الإسلامية ذات العمارة الفريدة، ومن أهم تلك الآثار الإسلامية
مسجد أحمد بن طولون الذي بناه في العاصمة الجديدة الذي أنشأها وهي القطائع.
تغيرت مصر تمامًا أثناء الحكم الفاطمي، فكانت تلك الدولة هي عبارة عن العصر الذهبي لمصر وأهلها، أنشأ الفاطميون عاصمة جديدة وهي القاهرة.
لم يكتفوا بذلك بل خلفت الدولة الفاطمية الكثير من الآثار والمعالم الإسلامية في مصر والتي أصبح أكثرها متحفًا مفتوحًا كجميع المنشئات الموجودة في شارع المعز على سبيل المثال، ومن بين تلك المعالم الإسلامية الرائعة
في عام 1174 م الموافق لعام 567 هـ قام صلاح الدين الأيوبي بهزيمة الفاطميين، ورجوع مصر مرة أخرى تحت راية الخلافة العباسية.
بدأ صلاح الدين الأيوبي بنشر المذهب السني عوضًا عن المذهب الشيعي الذي انتشر بصورة كبيرة أثناء تولي الحكام الفاطميين مصر. كتبت الدولة الأيوبية سطور عريقة ضمن تاريخ مصر الاسلامى، فمصر أثناء الدولة الأيوبية كانت السيف والدرع الذي تصدى للحملات الصليبية تحت قيادة الناصر صلاح الدين الأيوبي.
خلفت الدولة الأيوبية العديد من الآثار المعمارية الرائعة مثل
نشأت دولة المماليك في مصر بعد انتهاء عصر صلاح الدين الأيوبي، ومن أشهر ملوك المماليك الذين جلسوا على عرش مصر الظاهر بيبرس مؤسس دولة المماليك البحرية، والسلطان الناصر محمد بن قلاوون، ومن أشهر الآثار الإسلامية التي خلفتها عصر المماليك ما يلي
كثرت كتب تاريخ مصر الاسلامى والروايات التي تحدثت عن تاريخ مصر الاسلامى منذ دخول الإسلام إلى مصر حتى الآن مرورًا بمختلف العصور الإسلامية التي كانت لها بصمة كبيرة في كتابة بعض سطور التاريخ، سنتعرف الآن على بعضًا من تلك الكتب
وهناك الكثير والكثير من الكتب الأخرى التي تناولت أحوال مصر قبل وبعد الفتح الإسلامي وحكايات من تاريخ مصر الاسلامى، وما هي تلك اللمسة الجمالية التي أضافتها الحضارة الإسلامية على تاريخ مصر العريق.
وفي الختام نكون قد تعرفنا سويًا على بعض السطور من تاريخ مصر الاسلامى، فبقراءة بعض الكتب التي تتحدث عن تاريخ مصر الاسلامى ستتعلم ما مميزات ومساوئ كل عصر من تلك العصور.
وربما عليك أن تقوم بزيارة بعض الآثار والمعالم الإسلامية الموجودة في مصر لتتشبع عينيك بجمال العمارة الإسلامية والأشكال الهندسية والزخرفية التي تزينت بها تلك المعالم.