فيه سر كبير وراء كتابة الطلاسم في الروايات، الآراء اختلفت بين النقاد والقٌُراء اللي بيقول انها غالبًا بتكون مستوحاة من نصوص حقيقة، أو رموز دينية قديمة، عشان تخدم حبكة الرواية وتزود من أجواء التشويق والرعب، ولأن عالم السحر والطلاسم لغز كبير وأغلب القُراء بتقلق جدًا لما بيكون فيه شكل لطلسم أو رموز وحروف مكتوبة بشكل غريب بتخاف وبتحس انها دخلت منطقة محظورة وممكن يحصل هلاوس سمعية وبصرية من مجرد التفكير في النتائج المترتبة على قراءة الطلاسم، ولكن هل الكاتب بيكون متعمد إضافتها عشان يعيش القارئ أجواء الرواية ولا بتكون رسائل مشفرة وطلاسم مميتة مقصودة؟، وده اللي هنكتشفه في مقالة النهاردة.
نبدأ بأول كتاب، العزيف أو نيكرونوميكون (Necronomicon)، بيتكون من 7 أجزاء و900 صفحة، يصنف أنه كتاب خيالي لكاتب الرعب الأمريكي “لافكرافت”، بطل الحكاية شاعر عربي من صنعاء اسمه “عبد الله الحظرد” وكان لقبه العربي المجنون، الكتاب بيتكلم عن الكيانات القديمة من الجن وتاريخهم وازاي نتواصل معاهم ونحضرهم.
الكتاب طلعت عليه إشاعات كتيرة واللي تبدو في مضمونها مش إشاعة خالص ولكن بعض القُراء قالوا إن كان بيحصلهم حاجات غريبة لما كانوا بيقرؤه، وفيه أقوال تانية بتقول إن الكتاب كان ممكن يجنن أي حد يقرأه أو يتحول لكائن غريب أو يختفي في ظروف غامضة، وفيه مصادر كانت بتقول إن الكتاب كان بيطلع منه أصوات غريبة بـ الليل وبيتجمع فوقه الحشرات.
لو فاكر إن الإشاعات وصلت لحد هنا تبقى غلطان، لأن بعض الناس قالوا أن شخصية بطل الرواية ” عبدالله الحظرد” هي شخصية حقيقة وكانت موجود زمان، وده ممكن اللي أضاف للرواية بُعد واقعي وده سبب بحث القُراء في الحضارات القديمة
تم حظر الكتاب ومنع بيعه، بالرغم من أن تمت ترجمته للغة العربية والعبرية والإغريقية، بس النسخة العربية منه اختفت في نفس الوقت اللي اختفت فيه النسخة الإغريقية، وبعض الناس بتقول إن فيه نسخة واحدة موجودة بس في مكتبة الفاتيكان.
الكتاب كان خطير جدًا لأنه بيضم طرق تحضير الموتى وكيفية رسم الدوائر المستخدمة في التحضير وتعاويذ مختلفة
يُقال أن الكتاب تمت سرقته تحت عناوين كتب تانية، وتمت ترجمته للغات مختلفة، ويقال أن الكاتب “كراولي” اقتبس أجزاء من الكتاب في كتابه “القانون” وده اللي خلينا نتأكد أن كراولي كان معاه نسخة من الكتاب، لكن ازاى قدر ياخذه ويوصله للألمان والكنيسة كانت حرقت النسخة الأصلية منه؟
وده الفضول اللي خلى الدكتور أحمد خالد توفيق يتكلم عنه في أسطورة العلامات الدامية، واللي كانت بتتكلم عن قصة الكتاب، وكان فيها رسائل بتقول ان أي حد عنده الكتاب ده بيموت بطريقة مفزعة ومخيفة جدًا، وده اللى خلى ماهية الكتاب مثيرة للجدل، وحواليه علامات استفهام كثترة جدًا، بداية من الطلاسم والدوائر اللي موجودة فيه، والحوادث اللي حصلت للقُراء وحالات الاختفاء المرعبة، ولحد النهارده مفيش مصدر أثبت أن الكتاب خيالي، غير أن الكتاب نفسه أكد انه خيالي، وده يتنافى مع الإشاعات والأخبار اللي طلعت عليه بعد كده، ولكن هل فعلًا لو حد قرأ طلاسم منه ممكن يصيبه أي مكروه؟
مش عايزك تخاف دي بس كانت البداية، حضر قهوتك .. شد كرسي … اقعد، ويلا نتكلم شوية عن الروايات اللي استخدمت الطلاسم في سياقها الدرامي
كتاب الموتى المصري بيضم مجموعة من الوثائق الدينية والنصوص الجنائزية اللي كانوا بيستخدموها المصريين القدماء عشان تكون دليل للميت في رحلته للعالم الآخر، الكتاب ده من سنة 1550 قبل الميلاد، الكتاب كان مليان بالتعاويذ السحرية اللي المفروض مهمتها تساعد الشخص الميت وتعمله زى خريطة كده وتدله على الطريق في العالم الجديد اللي هيروحوا، وكان الكهنة هما اللي بيستخدموه من 1,000 سنة.
لكن هل الموضوع خلص على كده، أبدًا، هل الإنسان الجديد يسيب الكتاب في حاله؟ للأسف محصلش، بعض الكُتاب زى “آن رايس” استخدمت طلاسم من الكتاب في رواية المومياء، واللي قالت إن البعد الدرامي للقصة في كشف فكرة الحياة الأبدية وما يترتب عليها في عصور مختلفة وإن استخدمها للطلاسم عشان تعزز فكرة خلود المصري القديم وصراع الإنسان الدائم مع الموت، معقول يا أستاذة ، هل فكرتي لو لحد من القُراء قرأ الطلاسم دي ممكن يحصل فيه إيه؟
لكن أنا عايزك تطمن الرواية الحمدلله مكنش فيها طلاسم حقيقة من الكتاب، كانت بس مجرد رسومات من الحضارة المصرية القديمة، وأن أي تشابه بين أحداث الرواية والواقع فهو من محض الصدفة والخيال.
الرواية بتتكلم عن قط ذكي جدًا وبيعرف يتكلم بس مع الحاخام وبنته زلابية، اه اسمها كان زلابية، القط ده مكنش قط عادي، بيحب يعقد في الشمس ويلعب مع الخيط والظل، لا ده كان بيسأل أسئلة فلسفية ووجودية عن الدين اليهودي، الرواية كان فيها لمحة ثقافية عن ازاي الطوائف الدينية كانت بتعيش مع بعض في الجزائر، لكن هل الرواية كان فيها طلاسم حقيقة؟
بحسب ما تم نقله الرواية كان فيها طلاسم بس لم يثبت صحة حقيقتها إذا كانت حقيقة أو من وحي خيال المؤلف، وده اللي خلى عدد كبير من قُراء الرواية يخافوا لفترة كبيرة من القطط باعتبارها كائن غامض وممكن يتكلم خصوصًا القطط السوداء.
ولكن الأبعاد الثقافية والدينية للرواية بتديلك لمحة عن المجتمع الجزائري ازاي كان بيعيش مع بعضه في تناغم وإنسانية بالرغم من اختلاف الأديان، الرواية تم إصدارها سنة 2002 في فرنسا بأسم Le Chat du Rabbin، وكانت تصنف قصة دراما كوميدي، ولكن غريب ان قط يأكل ببغاء ويتم تصنيف الرواية دراما!
يعتبر الكتاب ده أحد أشهر كتب السحر في التراث الغربي كله، وينسب بحسب تقاليدهم للنبي سليمان، واللي كان معروف دينيًا بالتحدث إلى جميع المخلوقات منها الطيور والحيوانات، ولكن حكاية الكتاب بتبدأ في عصور أوروبا الوسطى وبينقسم إلى قسمين، الأول بيتكلم عن تعليمات لطقوس استحضار الكائنات الخارقة وطلاسم للحماية وتعويذات للتحكم في الأرواح، أما القسم الثاني، فهو بيركز على إعداد أدوات استحضار الأرواح، زي السيف والخواتم واللبس ورموز سحرية.
الكتاب تم تصنيفه في الخيال الشعبي ويعتبر بوابة لأي شخص عايز يفهم طقوس السحر والشعوذة في العصور الوسطى، لاستحضار الأرواح والسيطرة على باقي الكائنات، كمان الكتاب بيناقش مفهوم الخير والشر ضد الأرواح وازاي تحصن نفسك عشان متتأذيش من الأرواح الشريرة، ولكن هل الكتاب فيه طلاسم وتعاويذ حقيقية؟
بالرغم إن مفيش نسخة أصلية من الكتاب في عهد النبي سليمان أو أي نص عربي أو اليوناني أو حتى اللاتيني أو حتى كتابات الفلاسفة في الشرق الأوسط بتأكد على كتابة طلاسم حقيقية في العصر ده، إلا أن الكتاب كان بيضم “ختومات سليمانية” خطيرة جدًا.
بس اللي يخوف بجد إن فيه كُتاب استخدموا طلاسم من الكتاب في رواياتهم زي هاري بوتر – الجحيم – القداس الأسود – سلسلة ظل الريح – كتب الدم وغيرها من الروايات اللي كُتابهم اقتبسوا طلاسم وتعاويذ سحرية من كتاب مفاتيح سليمان، وكان تبريرهم الأدبي إن ده بيخدم حبكة الرواية وبيديها طابع رمزي بناءً على العوالم الروحانية والألغاز اللي القارئ بيحب يقرأها.
رواية أرض السافلين بتتكلم عن الطقوس السحرية والعوالم الخفية واللي بتتعرف بأسم “المستويات الخفية”، اللي بتتكلم عن الإعلام، الدعارة، المخدرات، المال، الإلحاد، ولكن بتكون بالسحر والطلاسم، والمستويات دي بتجمعهم صفة واحدة وهى السفل والدنائة.
البعد الدرامي لاستخدامها في الرواية هو التركيز على الغموض في كيفية السيطرة على عقول الناس، حتى لو كانت شعوب كاملة، الكاتب مجدي عبد الرحمن أبدع في ربط الخيوط ببعضها وكشف أسرار مخفية في فكرة السيطرة على العقول، وده ممكن نلمسه في الاشاعات اللي بتطلع وقت ماتشات الكورة اللي بتقول إن بعض الفرق بتكسب بسبب السحر والأعمال، مش عشان هما مثلا اجتهدوا أكتر من الفريق التاني ودي بتكون شماعة بيعلق عليها الفريق الخسران هزيمته في المباراة.
ولكن الدليل الحقيقي عن قوة تأثير الطلاسم دي لما تقرأها في الرواية مش دقيق ولا حقيقي ولكن الأكيد أنها خدمت عمق وتشويق الرواية، ومتقلقش كل القُراء قالوا إن مفيش حد حصله حاجه، بس الكاتب قال ان جميع الشخصيات التي تم ذكرها في الرواية حقيقية!
قبل ما نتكلم عن الرواية، خلينا نعرف الأول يعني إيه أصلًا “عزازيل” ومين هو؟
يُقال أن “عزازيل” هو أحد أسماء الشياطين في الميثولوجيات الدينية، واللي بيصور نزعة الإنسان للشر، ولكن فيه مفهوم تاني في اللغة العربية بيقول إن المعنى هو”شيطان الشعر” واللي بيبين علاقة الشيطان بالإبداع، بمعنى أدق “بيجسد الشعرة الفاصلة بين التفكير الحر والتمادي في الخيال”
بتدور أحداث الرواية في القرن الخامس الميلادي بين صعيد مصر والإسكندرية وشمال سوريا، بعد تبنى الإمبراطورية الرومانية للدين المسحي وما ترتب عليه من صراع مذهبي بين آباء الكنيسةة والمؤمنين الجدد والوثنية.
تعتبر رواية عزازيل فيها جانب ديني وفلسفي عميق، وبطل الرواية كان بيعاني من صراع داخلي بينه وبين هويته الإنسانية والدينية، والسحر والطلاسم كانوا أدواته للتعبير عن صراعه الداخلي.
البعد الدرامي لاستخدام الطلاسم في الرواية هو التعمق في فهم الصراعات الروحية والنفسية اللي كان بيعاني منها بطل الرواية، واللي ممكن تبان خياليه في استحضاره لكائنات خارقة ولكن ده كان بيحاكي كثير من خيال القُراء في استحضار كائنات خارقة تخلصهم من مشاكلهم وتدافع عندهم وتكست اضطراباتهم النفسية والروحية.
في النهاية مخبيش عليك أنا حصلى موقف مرعب وأنا بكتب المقالة، أكتر من مرة أكتب عن كتاب معين وألاقي الكلام اتمسح وارجع أكتبه تاني وألاقيه اتمسح تاني، الموضوع ده فضل معايا يومين، وده يخليني أقولك إرضاء فضولك لمعرفة تفاصيل الحكاية وحقيقتها ممكن يؤدي إلى قراءة مؤذية تضر بيها نفسك وتدمر مستقبلك عشان كده تجنب قراءة تفاصيل الطلاسم والسحر في الروايات حتى لو الكاتب أكد وحلف إنها مش حقيقية. متنساش تقول إيه رأيك في المقال ولو عجبك شاركه مع حد بيحب العوالم الخفيفة وأسرارها.