أسوان، مدينة السحر والجمال وأحد أهم الوجهات السياحية في العالم بأسره. تتميز أسوان بموقع سياحي جذاب، حيث تقع على الضفة الشرقية لنهر النيل على مسافة 896 كيلومتراً من العاصمة المصرية القاهرة، وتضم العديد من المعالم التاريخية وآثار الحضارة المصرية.
إضافة إلى ذلك، تتمتع أسوان بطبيعة فاتنة تأسرك بجمالها وهدوئها فور رؤيتها، تحتضن منازل المدينة الجبال ويعانقها النيل وتتميز بزخارف تحمل عبق الماضي وروعته، بطبيعتها الهادئة وجوها الدافئ وآثارها العظيمة كانت أسوان وما زالت وجهة للعديد من السياح حول العالم والمصريين كذلك، وخصوصاً في فصل الشتاء.
فما تاريخ هذه المدينة، وما أهم المعالم التي تميزها؟ إليك الإجابة في هذا المقال من iRead.
يعود اسم أسوان إلى اللغة المصرية القديمة، حيث كانت تعرف باسم سونو وتعني السوق. وذلك لأن أسوان كانت منطقة نشطة بالتجارة ومحطة للقوافل التجارية بين قارتي آسيا وأفريقيا، لذلك أطلق عليها اسم سونو.
جاء الإغريق وحرفوا اسم سونو إلى “سين”، ثم أطلق عليها الأقباط اسم “سوان” وظلت هكذا حتى جاء العرب في القرن السادس الميلادي ونطقوها “أسوان”.
تعد مدينة أسوان بوابة مصر من الجنوب، وهي بمثابة حلقة الوصل بين مصر ودول أفريقيا جنوباً، تقع أسوان على الضفة الشرقية لنهر النيل على بعد 879 كيلومترا من القاهرة، حيث يقع جزء منها على السهل الذي يحف نهر النيل، بينما يقع الجزء الآخر منها على التلال التي تمثل حافة الهضبة الصحراوية الشرقية.
يحد محافظة أسوان من الشمال محافظة الأقصر، ومن الشرق محافظة البحر الأحمر، ومن الغرب محافظة الوادي الجديد، بينما تلتقي جنوباً مع جمهورية السودان عند خط عرض 22 شمال خط الاستواء.
ترجع أهمية اسوان التاريخية إلى عصر الدولة القديمة، حيث كانت تمثل الحدود الجنوبية للبلاد، وكانت مركزاً لتجمع الجيوش والجنود في عصر الملوك الوسطى، وذلك لمحاولتهم مد حكمهم جنوباً.
لعبت أسوان كذلك دوراً هاماً وحاسماً في محاربة جيوش الهكسوس، أما في عصر البطالمة فقد حازت جزيرة فيلة على اهتمامهم وقاموا بإكمال معبدها الكبير، وفي عصر الرومان قام الرومان بإقامة بعض المعابد على الطراز الفرعوني، وذلك للتقرب من المصريين.
في القرن الخامس الميلادي، وبعد أن أصبحت المسيحية هي الديانة الرسمية للبلاد، تم تحويل معظم المعابد الفرعونية إلى كنائس، وكانت جزيرة فيلة في أسوان مركزاً لأحد الأسقفيات، أدى ذلك إلى انتشار المسيحية في الجنوب تجاه بلاد النوبة.
بعد دخول الإسلام وانتشاره في مصر، ازدهرت اسوان في العصر الإسلامي في القرن العاشر الميلادي تحديداً، فقد كانت طريقاً إلى عيذاب على ساحل البحر الأحمر، والتي تبحر السفن منها إلى الحجاز واليمن والهند.
عثر كذلك في اسوان على العديد من الكتابات بالخط الكوفي ترجع إلى القرن الأول الهجري، أما في القرن السادس والسابع الهجري، كانت اسوان مركزاً ثقافياً هاماً، وكانت تحتوي على ثلاث مدارس وهم مدرسة أسوان والمدرسة النجمية والمدرسة السيفية.
أما في عصر أسرة محمد علي باشا، فقد أنشأ محمد علي في اسوان مدرسة حربية في مصر، وكان ذلك في عام 1837.
ينقسم سكان اسوان بين السكان الأصليين والعرب الذين جاؤوا بعد ذلك مع الفتح الإسلامي، السكان الأصليون هم النوبيون، وكانوا ينقسمون إلى قبيلتي الفجيكات و والكنوز ويبلغ عددهم في اسوان حوالي 30% تقريباً، وقد أطلق عليهم هذا الاسم نظراً لتحدثهم باللهجة النوبية.
أما العرب فقد جاؤوا إلى مصر مع الفتح الإسلامي، واتخذ بعضهم أسوان سكناً لهم، وتبلغ نسبتهم حوالي 50%، وينقسمون إلى عدة قبائل أشهرها البشارية، والجعافرة، وبني هلال، والأنصار، والعبابدة.
يعد معبد أبو سمبل واحداً من أهم المعالم السياحية والتاريخية في مدينة اسوان، يقع معبد أبو سمبل غرب بحيرة ناصر، وهي أكبر بحيرة صناعية في العالم، وذلك بعد نقله من موقعه الأصلي بعد أن غمرت مياه النيل الموقع، فتعهدت اليونسكو بمساعدة مصر في فك تلك المعابد ونقلها.
شيد معبد أبو سمبل في عهد الملك رمسيس الثاني في عام 1244 قبل الميلاد تقريباً، وخصص المعبد الكبير له بينما خصص المعبد الصغير للملكة نفرتاري زوجة الملك رمسيس.
معبد فيلة هو الآخر أحد أهم وأجمل المعالم السياحية في اسوان، وقد تم إنقاذه من الغرق أثناء بناء السد العالي بفضل مبادرة اليونسكو في ستينات القرن الماضي، وتم نقله إلى جزيرة اجليكا الواقعة جنوب بحيرة ناصر بعد أن كان موقعه الأصلي في جزيرة فيلة.
وفي كتب عن التاريخ ذكي أن تاريخ بناء معبد فيلة يعود إلى القرن الثالث ق.م من أجل عبادة الإله إيزيس، وبعد ذلك توالت عليه العصور اليونانية والرومانية والبيزنطية، وترك كل عصر فيهم لمسته الخاصة على جدران المعبد.
يعد السد العالي أضخم بناء هندسي على مستوى العالم في القرن العشرين وأحد أهم المزارات السياحية في مدينة أسوان. يمثل بناء السد العالي شاهداً على كفاح ونضال الشعب المصري لتحقيق حلم طالما تمناه، فبسبب فيضان النيل كل عام كانت تتعرض العديد من القرى للدمار وفي السنوات قلة الفيضان كانت تتعرض للجفاف.
لذا كان السد العالي بمثابة المنقذ لمصر، فببنائه تم احتجاز مياه الفيضان وتم تكوين أكبر بحيرة صناعية في العالم، في نفس الوقت تنطلق المياة من فتحات في السد وتكون شلالات صناعية يتم من خلالها توليد الكهرباء التي تدير العديد من المصانع وتنير العديد من القرى.
معبد كوم امبو ذكر عنه في كتب التاريخ المصري أنه أحد عوامل جذب السياح في مدينة أسوان، ليس لأهميته التاريخية فحسب، بل لأن وسيلة الوصول إليه هي رحلة في حد ذاتها، حيث يتم الوصول إليه عن طريق الإبحار في رحلات نيلية حيث مشاهد الطبيعة الساحرة.
بُني هذا المعبد على ضفاف نهر النيل لعبادة الآلهة حورس الأكبر وسوبك، ويتميز المعبد بالأعمدة والقاعات المزركشة بالنقوش البديعة، إضافة إلى عدد من المقدسات التي تبرز مدى تقديس تلك الآلهة.
معبد كلابشة هو أحد أهم المعابد المصرية النوبية وواحد من المعالم السياحية والتاريخية في أسوان، بُني هذا المعبد عام 30 ق.م وتحديداً في عصر البطالمة لعبادة الإله ماندوليس إله الشمس النوبي.
يقع المعبد على جزيرة في وسط بحيرة ناصر المجاورة للسد العالي، ويبعد عن أسوان مسافة 16 كم، عند بناء السد العالي كان المعبد مهدداً بالغرق ولكن تم نقله إلى ضفاف بحيرة ناصر في ستينات القرن الماضي، وذلك ضمن مبادرة اليونسكو لإنقاذ آثار النوبة.
تعد جزيرة الفنتين واحدة من أجمل المزارات السياحية في أسوان، إضافة إلى أهميتها التاريخية والاستراتيجية، فقد كانت مركز تجاري هام وأحد أهم الحصون الحدودية للبلاد في الجنوب.
تتميز جزيرة الفنتين بموقع جغرافي فريد وتمتلك مناظر طبيعية خلابة، إضافة إلى المعالم التاريخية والآثار التي تحويها والتي يستمتع السياح بالتعرف عليها، مثل معابد تحتمس الثالث ومعبد خنوم.
يرجع اسم الفنتين في اللغة المصرية القديمة إلى كلمة ابو والتي تعني الفيل، ويقال أن سبب هذا الاسم هو أن الجزيرة كانت مركزاً لتجارة العاج، أو لأنها تأخذ شكل ناب الفيل.