يقع في القاهرة وتحديدًا في حي االزمالك واحدًا من أعرق القصور على النيل.
يرجع عمره إلى 1907م، حيث تم بناءه من قِبل ” علي فهمي باشا ” على يد المصمم المهندس الإيطالى ” أنطونيو لاشاك “الذي بناه على الطراز الكلاسيكي، وبعد وفاة ” علي فهمي باشا ” قامت ” عائشة فهمي ” بشراء نصيب أخواتها كله ليصبح القصر ملكًا لها في عام 1924م.
أتى القصر مكون من طابقين، وحديقة واسعة تطلّ على النيل وتتميز بطراز معماري فريد، الطابق الأول عبارة عن ستة غرف بها لوحات من الحرائر والكتان، هذا بالإضافة إلى أن تواجد زخارف أوروبية على جوانب الحوائط، وردهة في منتصفها تمثال أطلق عليه تمثال ” المفكر ” وكما نرى من لوح، فيوجد هناك في هذا الطابق لوحة تسمى بعازفة القيثارة لسانتير ولوحة أطفال في حالة رعب من كلب.
تنقسم الستة غرف إلى ثلاثة غرف أتسمت بأنها غرف صيفية حيث تتميز بإطلالة مختلفة وجميلة على النيل، أما عن الثلاثة غرف الأخرى فهي غرف شتوية حيث تتميز بالمدفئات التراثية، وأراضي مصنوعة من الباركيه، وبالطبع توجد النقوش الجاذبة للرؤية في كل مكان.
أما عن الطابق الثاني فيتواجد به الكثير من الغرف ذات الطابع الأثري الجذاب، فنجد بها غرفة بالتراث الياباني مليئة بمصابيح إضاءة يابانية وبها تمثالين مطليين باللون الذهبي بشكلهم المميز، كما نقشت على حوائط الغرفة بعض من الكلمات والصور اليابانية الجذابة، وبها غرفة آخرى خاصة بالملابس، والحمامات المميزة.
شهد هذا القصر الكثير من الأحداث من زواج وخيانة وقتل وغيرها من الأشياء، وكأن برغم جماله وجاذبيته الطاغية إلا أنه أصبح كاللعنة على أصحابه.
وكما جاء في مقالة خاصة على موقع إندبندنت عربية عن أشهر حادثة أصابت مالك القصر وهي أن :
“علي بيك فهمي وزوجته مارغريت ميللر كانا ينزلان في فندق سافوي بالعاصمة البريطانية حين نشب بينهما شجار، وفقدت مارغريت صوابها وقامت بإطلاق ثلاث رصاصات عليه، فهوى قتيلاً بعدما واجهها بعلاقتها الآثمة، لتتحوّل القصة إلى قضية ويتصدى لها المحامي الإنجليزي السير مارشال مول، ألمع المحامين في العالم آنذاك. وفي الحادي عشر من سبتمبر (أيلول) 1923، بدأت جلسات المحاكمة في ردهات محكمة أولد بيلي في قلب لندن. وراح المحامي يسوق الأدلة على فظاظة الزوج، وأن موكلته فعلت ما فعلته دفاعاً عن نفسها أمام زوج “شرقي متخلّف”، ليتحول الأمر من شجار بين زوجين إلى صراع بين عادات الشرق والغرب، فيحصل لها على البراءة بعد أيام من المداولات في المحكمة”.
وتضيف: “بعد ذلك، جاءت ميللر إلى مصر لتطالب بنصيبها في تركة زوجها الذي قتلته بيديها، مدّعية أنها حامل من البرنس، وحاولت الحصول على شهادة ميلاد مزوّرة لطفل زعمت أنه مات بعد أسابيع من ولادته، لكن مكيدتها انكشفت وتصدى لها الورثة. وبعد دعاوى قضائية متبادلة، حكمت محكمة الاستئناف المختلطة بعـدم أحقيتها في التركة، ولا حتى في مؤخر الصداق، فهناك قاعدة شرعية قانونية في مصر بأن القاتل ليس له حق في إرث المقتول.”
بعد مقتل علي بك فهمي، بدأ تقسيم تركته على الورثة ومن بينها القصر الواقع في منطقة الزمالك، ليكون من نصيب شقيقته عائشة التي لا يزال يُعرف باسمها حتى الآن. وتوضح أنه “أصبح القصر من نصيب عائشة هانم وحدها بعد أن اشترت نصيب أختها عزيزة هانم فهمي بعقد رسمي. “
نبيلة عبدالجواد
كاتبة روائية وصحفية مصرية مواليد القاهرة نوفمبر١٩٩٩، حاصلة على بكالوريوس تجارة، بدأت بمدونة صغيرة على وسائل التواصل الاجتماعي، كتبت رواية حانة الأقدار ورواية وداعًا للماريونيت.