سنقدم لك في هذا المقال أفضل اقتباسات القداس الأخير. القداس الأخير هى ثانى روايات الكاتب والمُترجم ولاء كمال. صدرت فى أواخر عام ٢۰٢۰عن الدار المصرية اللبنانية.
واليك ايضاً أجمل اقتباسات الكاتبة نور عبد المجيد من هنا.
تدور أحداث الرواية حول انتحارية تُدعى “ماري” فجرت نفسها فى كنيسة فى بلدة صغيرة بأوروبا، وتنطلق بنا الرواية فى رحلة للتعرف على هوية الإنسان، وماذا يُريد من الحياة، وعن تداعيات الإرهاب فى الوطن العربى وأوروبا،
ومدى تأثيره على خلق روح الاضطهاد والكراهية و التفرقة العُنصرية بين أبناء البلد الواحد، وربط تلك الأفكار الشائكة بالفن من خلال لوحات دير جويس وكارافاجيو وأعمال النحات الإيطالى العظيم برنيني.
تعرف ايضاً على اقتباسات الكاتب عز الدين شكري فشير من هنا.
“لأن لكُل طريق نهايته.. ولكُل كتاب خاتمته.. ولكُل حياة موتها.. هل كتبت ذلك من قبل؟ لا يهُم.. ها أنا أنتهى من رحلتى، وأختم كتابى، ولم يبقَ إلا موتى.. أمُد يدب نحو السماء علني أن أقتبس شيئا منك، علني أتلاشى فى هذا الضياء وأصبح مثلك.. اضطرابا نورانيا يتفجر بلا ألم، بلا معاناة، بلا إدراك للزمن.. لا ماض هنا ولا حاضر.. فقط ومضات كنبضات القلب الذى آن له أن يتوقف.. “
” فى حياتى لم أرَ مثل هذا الجمال. كل ما رأيته من صنع الإنسان لا يعدو كونه مُحاولة لمُحاكاة ما تحمله الطبيعة.. هذا هو الكمال. هذا هو شُعاع العبقرية مُجسدًا الذى ضرب برنيني وكارافاجيو وكُل العُظماء.”
“إن كُنت أُحبها بحق فيجب أن أبتعد عنها قدر الإمكان. أبتعد بمسافات ومسافات بقدر ما يُمكن للبُعد أن يكون.”
“لا تذهبوا بعيدًا، فلتبقوا دائمًا أمام ناظري، المنطقة هُنا موحشة. “
“كيف يُمكن لإنسان أن يظن أن هذه المُعاناة مُغامرة تستحق أن تُحكى؟ ألم يكُن الأفضل أن نظل فى البيت ونُتابع حلقات المسلسل من دفء الأريكة مُتدثرين بالألحفة والقطتين؟ “
“أنا الآخر الآن فى غاية اللُطف والسعادة والخفة. لا أدرى لِمَ ولكن مُخى يصُر على أنى لا أخوض هذه الرحلة وحدى أبدا.”
“كان مرثية طويلة حدثتها فيها عن الذاكرة وخداعها، عن التسرع فى الحُكم على الآخرين، عن الندم والحُزن وقُبح البشر، وعن عدم فوات الآوان للتصالُح مع الماضى. “
” لا أظن أنني أستطيع أن أفعل أو أحاول أكثر من ذلك. الأمر برِمَّته متروك بين يديك. لن أتخلى عنك أبدا.. عنا.. مهما حدث، لآُخر أيام عُمرنا، وبعدها.. “
“هل هو الملل؟ هل هو ما يقتُلك؟ لُعبة زواجنا باتت مُضجرة بالنسبة لك؟ أم أنها لُعبة الإسلام؟ هل الاهتمام الذى حصلُت عليه مِمَّن حولك حين أتيت بهذا الفعل قد خبأ؟ هل اهتمام الزواج والزفاف ومارب المجنونة التى تحجبت وتغيرت تماما قد انحسر فاكتشفت أن هذا ليس ما أردت؟”
“أريد أن أكتُب لكِ دون تحضير أو ترتيب، فقط أترُك كل أفكارى تخرُج على الشاشة عَلَّها تُريحنى بعض الشيء. علنا نفهم ماذا يحدُث! “
“أعتقد أنه من الأفضل أن أكتب كل ما يدور فى رأسى، بدلا من أن أداريه أو أذكره وسط مناقشاتنا الحامية، مما يؤدى إلى مزيد من المشاكل ولا يحل شيئا أبدا.”
“ليس الانتحار تقليلا من أهمية الحياة، ولكنه اكتفاء منها فحسب. لا يعجبُنى ما يقولونه عن أنه مَتَمّة لاكتئاب شديد، ونتيجة الشعور بأن الحياة لا قيمة لها، وأن الإنسان حين يُقدِم عليه يكون فى غير وعيه.”
“رُبما لم أستطع كتابة الرواية كما تمنيت – رغم ما جاءني من قُرائى بأنها أعظم ما قرأوا – ولكننى بالتأكيد أستطيع أن أكتب المقالة. هذه المرارة التى أحملُها، والسُخرية السوداء التى تحملها جُملي وهى تحكى عن غباء البشر وقُدرتهم الهائلة على ارتكاب الشرور على مر التاريخ، وعلمي الجارف بالفنون البصرية بحُكم دراستي الأصلية، كل ذلك سيظهر للعالم فى مزيج غريب لا يفهمونه سيتدارسونه لسنوات.”
“أنا لم أفعل شيئا سوى وضعهم فى النِصاب الصحيح، والرسمى، لقد قُمت بتقسيمهم، وتفعيل تقسيماتهم، بشكل واضح وعادل.”
“وطوال أعوام كُنت سعيدا بتحريك خيباتهم كالماريونيت، وتحطيم إيمانهم المخدوع بمواهبهم، أراه يتهشم أمامي على المقهى وبعضهم يكاد يبكى من القهر وهو يشعر بأنه الأجدر بالفرصة التى حصدها من يعلم الكُل أنه بلا موهبة ولا علم. “
“لم أكُن أنا سوى انعكاس لما هُم عليه، ولِما يُمارسونه منذ استيقاظهم الغافل وحتى غفلة منامهم. وإذا كُنت تظن أن ما فعلته يُنقص من قدري كفنان حقيقى يؤمن يقيم الحق والخير والجمال، فذلك لا يعنى سوى سذاجتك المُفرطة، وقُدرتك على اطلاق الأحكام الأُحادية وجهلك بالإنسان، جهل لا يقل خطورة وافراطا عن جهل هؤلاء المُثقفين حين يجلسون مُنتفخين بكروشهم المُهترئة يُقيمون البشر والفنانين، ويضعونهم فى قوائم من العظيم للأعظم، ويفرقون بصلافة بين المُجتهد والموهوب. “
“لقد كُنت أعيش فى الضلال. الجاهلية كما عرفت اسمها الآن. اليوم أنا أولد من جديد. كُنت أنتظر أن يتقبلنى أحد ممن حولى. “
” أنا أحبك، ولا أطلب منك أن تُحبنى بالمقابل، ولكني أحب الإنسانة التى أصبحتها بفضلك، وهذا يكفينى. “
“عرفت يومها أيضا أن السبيل الوحيد لاستيعاب الماهية الحقيقية لأى عمل فني هو مُعايشة البيئة التى عاش فيها من خلقوا هذا الفن. “
“فهمت وشعرت بكل شيء. وكأنى أبدأ حياتى من الصفر. هذه هى لحظة الميلاد الحقيقية، التى فيها أتقمص روح برنينى وهو يَنحت تمثال نشوة القديسة تيريزا. “
“بِمَ يجب علي أن أشعُر؟ ذلك هو أكثر ما يقتلني. أني لا أعرف بماذا أشعُر. هل أحزن؟ هل أنهار وأبكي؟ ولكني لست حزينا. أنا في منطقة خواء رمادية لا ملامح لها.”
“هل لا أزال أحبها؟ هل أنا حزين؟ مكلوم؟ أشعر بالتشفي؟ هل تنتابني الآن راحة خفية أخشى البوح بها لنفسي؟ أنها لم تعُد معه وأنه لن يلمسها أو يشُم رائحتها بعد اليوم؟ هل أندم لأني كُنت بشكل ما سببا فيما حدث؟ هل هي نفس التى عرفتها يوما؟ بماذا كُنت أشعُر يوم أن رحلت؟ بعد أن رحلت؟ أريد أن أشعُر بشيء.. أى شيء.. أخبط على صدرى بعُنف مُحاولا أن أشعر بشيء.. أى شيء.. ولكن هذا الذى يجب أن أحس به لا يجيء. “
“ستُدّفَن جثتي وتتلاشى ولن يبقى مني سوى قصة لن يحكيها أحد.. وستتوقف كُتبى عن الطبع، ولن تجد طريقها سوى لأرفُف المكتبات الصغيرة، باعة الكُتب المُستعملة، أو الصناديق المُتربة. هذا هو كُل ما تبقى من فكري وفني وإنجازي فى الحياة. لاشيء. هذا هو كنة الأمر وحقيقته.. لاشيء. “
“حاولت الهروب من أفكارى اليائسة بالتفرُج على المسرح الصغير الذى وقف عليه الشباب الأكثر جُرأة، هؤلاء الذين لا يخافون جذب الأنظار ويرقصون في مكان أعلى وأكثر إضاءة عن غيره.”
“عُدت أطالع المسرح من حولي وأنا أشاهد الجيل الصغير وهو يرقُص مُحاولا نسيان همومه. هموم لا يعرف شيئا عن ثُقلِها الذى سيسحق تحته فى سنوات العُمر القادمة. إنهم لا يُعانون هماً لأنهم لا يكترثون بشيء غير أنفُسهم. أشك أن أيا منهم يشعُر بثُقل الحادث الذي أصاب بلدتهم، إلا لو كانوا هناك أو فقدوا أحدا من الأصدقاء أو العائلة.”
“ما نفع الذكرى فى خضم بحر النسيان؟ الذكرى، ذلك الكيان الخداع الذى جعلنى أظن أنى فى مأمن مع ماري حتى لو كانت قد رحلت، ثم طمأننى بأننى قد نسيتها، كرهتها حتى نسيتها. ولكني لم أكن قد فعلت، هذا ما عرفته يوم أن استيقظت لأجد أشلاءها متناثرة أمامى على شاشة التلفزيون. “
اليك أفضل كتب جمال الغيطاني في هذا المقال.