روائي، شاعر، كاتب المسرحي، واحد من رواد الحركة الرومانتيكية ومن أهم الكُتاب الفرنسيين على مر العصور، مسيرته امتدت لأكثر من ستين عامًا من ملاحم، قصائد غنائية، قصائد فلسفية، هجاء، روايات، مسرحيات، مقتطفات، مقالات نقدية، تاريخ، رسائل عامة وخاصة، خطابات سياسية ومُذكرات…هو فيكتور هوغو.
سنناقش في هذا المقال أفضل كتب فيكتور هيوجو، صدرت أول رواية لهذا الروائي عام ١٨٢٣ و هى هانز آيسلندا ( أو Han d’Islande بالفرنسية ) و آخر رواية له عام ١٩٧٤ و هى ثلاثة و تسعون ( أو Quatre-vingt-treize بالفرنسية ).
يعتبر من أعمدة الحركة الرومانسية في فرنسا. الصحفي تشارل نودي هو من ضم هوغو إلى أعضاء الحركة الرومانتيكية (الرومانسية) حتى أصبح هوغو هو أهم أعضاءها بل و يمكن القول رائدها أيضًا. ومازال يقول البعض أن هوغو كان و سيظل “تشارلز ديكنز” فرنسا.
“البؤساء لا ينظرون وراءهم ، فهم يعلمونَ أنَّ النحس يلازمهم وأن الشقاءَ يطاردهم.”
و إن يُعمم هذا الاقتباس حال البؤساء و الفقراء فى العالم كله إلا أن فيكتور هوغو يقصد به فى كتابه الحالة الاجتماعية للمجتمع الفرنسى فى القرن التاسع عشر فى الفترة ما بين انتهاء عصر نابليون بونابرت عام ١٨١٥ و الثورة الفاشلة ضد الملك لويس فيليب عام ١٨٣٢ من خلال بعض الشخصيات ، أولها هو جان فالجان.
يتم القبض على فالجان بتهمة سرقة رغيف عيش فيقضى تسعة عشر عامًا فى السجن! نعم تسعة عشر عامًا من أجل رغيف عيش.
حاول جان فالجان الهرب عدة مرات من السجن مما أدي إلى مُضاعفة الحكم. لم يحاول الهرب فقط من السجن بل من هويته. فبعد قضائه الفترة المحددة خرج من السجن حانقًا وحاقدًا على مجتمعه ولكن أيضًا مُحاولًا خلق هوية جديدة تفتح له مجال لعيش حياته مُتحررًا من وصمة العار التي ستلازمه طويلًا. هل سيفلح جان فالجان ؟
سيتيح لنا هوغو أن نُشارك فالجان هذه الرحلة مُتخبطين معه ما بين جانبي الخير والشر فى داخله ولكن فالجان مُجرد رمز للنفس الانسانية عمومًا والصراع النفسي ما بين الولاء للضمير وللمجتمع بغض النظر عما تلقيه فى طريقنا الظروف والانجراف وراء الجانب المُظلم فى داخلنا.
و لكن الرواية بلا شك سياسية واجتماعية بشكل كبير وتوضح صورة للمجتمع الفرنسى فى وقت من الأوقات والظروف القاسية التى عاشها الكثيرين ممن لم ينتموا للطبقات العُليا فيه.
البؤساء هى أشهر رواية لفيكتور هوغو وصدرت عام ١٨٦٢ و تحولت إلى العديد من الأفلام أشهرها الفيلم الغنائي الذي يحمل نفس اسم الرواية و الذى صدر عام ٢٠١٢.
بالطبع مر على الكثير منا هذا الاسم فهى من أهم الأعمال الروائية فى العالم ومن أهم الأعمال التى تنتمى إلى الأدب الرومانتيكي ( رومانسى ) و أيضًا الأدب القوطي.
يشير العنوان إلى كاتدرائية نوتردام و التى تدور أهم أحداث الرواية فيها. تحدثُ القصة عام ١٤٨٢ فى فترة حكم لويس الحادى عشر فى أواخر العصور الوسطى.
كلود فلورو ، قِس فى كنيسة نوتردام ، يُربى طفل أحدب يُدعى كوازيمودو و يعلمه كيفية قرع جرس الكنيسة ولا يسمح له أبدًا بالخروج منها وذلك بسبب “قُبح” مظهر كوازيمودو الذى يعتقد القِس أنه سيُرعب الناس إذا رأوه، حتى تتغير حياة كوازيمودو من خلال حدث واحد و ظهور شخصية واحدة وهى الراقصة الغجرية ازميرالدا.
يُناصر هوغو من خلال روايته المُختلفين والمهمشين من خلال شخصية كوازيمودو. فمجرد ربط كلمة الأحدب دائمًا بإسم كوازيمودو يدل على رفض المجتمع لرؤيته بعيدًا عن تشوهه الجسدي ورفض الاعتراف بكونه إنسان كامل حتى دون اكتمال جماله الخارجى أو دون انتمائه لمعايير الجمال الخارجى التى يفرضها المجتمع على الإنسان غاضين النظر عما يحمله من نُبل و جمال داخلى. فتعرض كوازيمودو إلى الحرمان من ممارسة أبسط حقوقه كإنسان وهو أن يوجد.
الرواية إنسانية ورومانسية بشكل كبير ووضعت فيكتور هوغو فى مكانة متفردة ككاتب رومانتيكي.
كتب هوغو هذه المجموعة وهو فى المنفى السياسى والذى ترك طابعًا وتأثيرًا كبيرًا عليه وبالتالى على المجموعة. وأيضًا تأبينًا لابنته ليوبولدين والتى ماتت غرقًا فى نهر السين.
تتسم هذه المجموعة بالحنين إلى الماضى والطفولة وقوة القدر والطبيعة وحتمية الموت وعدم إمكانية الإنسان الهرب من شبكة هؤلاء الثلاث.
تنتقل ما بين كونها رومانسية أحيانًا – فلا يمكن لهوغو ألا يكون رومانسيًا – ومليئة بالحكم أحيانًا وأيضًا كلاسيكية.
أعاد فيكتور هوغو بمجموعته خلق الشعر كفن وقام بتغيير النظرة الشعرية من خلال العديد من القصائد منها الفم المُظلم ( La bouche d’ombre ).
تم إصدار المجموعة عام ١٨٥٦ و هى مكونة من ١٥٦ قصيدة موزعة على ستة كتب ومقسمة إلى جزئين “الماضى” و “الحاضر” و كيف أن موت ابنته حدد الفرق بين ما كان و ما سيكون. كُتبت أغلب القصائد ما بين ١٨٣٠ – وهو تاريخ أقدم قصيدة فى المجموعة – و ١٨٥٥ واعتبرها البعض أنها تُحفة هوغو الأدبية.
هى أيضًا مجموعة شعرية كُتبت بشكل متقطع ما بين ١٨٥٥ و ١٨٧ أثناء وجود هوغو فى المنفى وتم نشرها فى ثلاثة سلاسل الأولى عام ١٨٥٩ والثانية عام ١٨٧٧ والثالثة عام ١٨٣٣ وهى تعتبر من أطول الملاحم و البعض يعتبرها أهم ملحمة على الاطلاق.
تتنوع الموضوعات فى المجموعة وعلى اختلافها فهى تظل وحدة واحدة متماسكة. يأخذنا الكاتب إلى الماضى والحاضر والمستقبل من خلال تفكيره ومعاينته “لجدار القرون” الذى يفصل بين مراحل الحياة البشرية لنتعمق في مسيرة الإنسان على مر العصور.
يفترق الكتاب للدقة التاريخية ولكن هذا ليس هدف هوغو فى الأساس فهدفه الأساسي هو تلخيص وتصوير حياة البشر باختلاف العصور و تصوير الرحلة الانسانية ، بعيدًا عن الرموز العادية والمعروفة ، فاختار رموز وشخصيات غريبة وغامضة و أحيانًا كانت نتاج خياله ، كل واحد منها يرمز لفترة معينة.
رواية فيكتور هوغو الأخيرة ، ثلاثة وتسعون رواية تاريخية و تاريخية خيالية عن الثورة الفرنسية – كتبها بعد فترة الاضطرابات الدموية فى كومونة باريس بثمانين عام – وأيضًا عن الثورات المضادة للثورة الفرنسية فى فيندي وشوانري عام ١٧٩٣.
الرواية مقسمة إلى ثلاث أجزاء – و لكن ليس بتسلسل زمنى – كل جزء يحكى قصة مختلفة ببطل مُختلف ومن وجهة نظر تاريخية مُختلفة لهذه الأحداث.
من الملك النبيل جوفان – وهي وجهة النظر الرومانسية للجمهورية – إلى شخصية سيموردين والتى تشبه في اتجاهاتها المُحامى و رجل الدولة روبسبيار و هو من أهم رموز الثورة الفرنسية.
يعتبر الكثير من النُقاد هذه الرواية أعظم روايات فيكتور هوغو.
شَهِدَ هوغو حادثة الإعدام بالمقصلة مرات عديدة فى حياته و كانت من الأشياء التى تملأه بالغضب والخزي تجاه مجتمعه. فكان هوغو مقتنعًا أتم الاقتناع أن الاعدام ليس هو القرار السليم لمعاقبة المجرم و لا يجب تنفيذه سواء بالمقصلة أو بغيرها. فقام بتحرير تلك المشاعر من خلال كتابة هذه الرواية.
تدور الأحداث حول رجل حُكم عليه بالإعدام باستخدام المقصلة فكانت هذه هي طريقة الإعدام فى القرن التاسع عشر فيقرر هذا الرجل أثناء انتظاره لتنفيذ الحكم تدوين أفكاره ومخاوفه وتأملاته ومشاعره.
يصف لنا كُل شىء حوله خارج و داخل الزنزانة و يصف أيضًا طبيعية الحياة في ظروف كالتي يعيشها.
أيضًا يعرض لنا التغيرات النفسية والجسمانية التى طرأت عليه قبل وبعد دخوله السجن.
لا يبوح لنا السجين بتهمته أو اسمه و تعمد هوغو ذلك ليُثبت للقارىء أنه مهما اختلف الهويات والجرائم تَظل حياة السجين هي نفس الحياة بكآبتها ومللها وخوائها.
انها واحدة من الروايات الرومانتيكية القصيرة لفيكتور هوغو ولكنها من علامات الأدب الفرنسي والعالمي ومن أكثر كتبه تأثيرًا وعمقًا.
صدرت هذه الرواية عام ١٨٢٩.
هذه الكُتب مختارة وفقًا لآراء النُقاد و الكُتاب العالميين و وفقًا لآراء الغالبية العظمى من جمهور الأدب ومُحبى فيكتور هوغو ولكن أغلب أعمال الكاتب يمكن أن تجد مكانًا فى هذه القائمة وإن لم يتم ذكرها فى هذا المقال.