“يرسل الله بعضنا لبعض رحمات.”
مقولة للإمام الشافعي
لم يكن الدكتور أحمد خالد توفيق -رحمه الله – كاتبًا عاديًا وإنما كان حالة فكرية مرعبة أثرت فى جميع القراء، كما سيوضح مقالنا عن أفضل مقالات أحمد خالد توفيق. أسلوبه المميز وكلماته البسيطة التى أثبت فيها لدعاة العمق والتعقيد مدى سهولة وجمال الأدب عندما يكون القلم فى يد من يستحق أن يكتب، أعاد الجماهير للالتفاف حول الكتاب والتأثر والارتباط بهم من جديد.
وجد فيه القراء ما كان ينقصهم، رجل كبير بقلب شاب يفهم الشباب ويعبر عنهم وعن مشاكلهم دون خجل، أول رجل لا يلقى اللوم على الشباب فى جميع المشاكل بل تحدث عن مشاكلهم وكانت كلماته بمثابة صرخات هؤلاء الشباب التى عجزوا عن إخراجها أو التعبير عنها فكان هو صوتهم وقلمهم فألتفوا حوله و لقبوه بالعراب.
وفي العاشر من يونيو من كل عام يحتفل محرك جوجل بيوم ميلاده خصيصًا لما تركه من أثر وبصمة كبيرة فى حياة الجموع. لم يقدم قصص وروايات فقط، بل ترك أيضا إرثا ضخما من أفضل مقالات أحمد خالد توفيق الهامة التى ناقشت كافة المواضيع والأخبار، ذلك الرجل العبقرى لم يترك أمرًا إلا تحدث عنه وغاص فيه، لم يترك تجربة إلا وخاضها.
كان ماهرًا فى استشعار ما يجول بداخل كل فرد فاستطاع أن يصفه بدقة ومهارة، ولكن من هو احمد خالد توفيق ؟، أحمد خالد توفيق الخالد بأثره وتراثه الذى تزهو به المكتبة العربية.
كما اعتدناه ساخرًا مبدعًا بأسلوبه البسيط البعيد عن التعقيد، يقدم لنا العراب مجموعة من أفضل مقالات أحمد خالد توفيق، وهي المقالات النقدية الساخرة سماها فقاقيع لأنك عندما تقرأها ستنفجر ضحكًا كالفقاقيع ثم تنساها وتهملها مع الوقت مثلما تنسى الفقاقيع بعد أن تنفجر، بمزيج من الكوميديا والرعب الخاص بأحمد خالد توفيق.
سيخرجك ذلك الكتاب من أى حالة ضيق أو اكتئاب وسيجدد نشاطك لتواجه حياتك بنوع من السخرية، اسخر من الحياة ولا تدعها تسخر منك.
مع رشفات الشاى الساخن بالنعناع سوف تنتعش وتستمتع بقراءة تلك المجموعة من أفضل مقالات أحمد خالد توفيق التى كتبها فى الفترة بين قبل وبعد ثورة الخامس والعشرين من يناير، ما بين ذكريات وأحداث تلك الفترة المليئة بالأحداث الساخنة.
وبعض المقالات الطبية الطريفة التى عودنا عليها، مع مزيج من الحكايات الغريبة والمؤثرة التى لا يقدمها أحد غير العراب، ستسرح مع تلك المقالات، وتستنفذ أكثر من كوب شاى، قبل أن تنتهى من جميع أوراقه.
ما بين وصفات العطار وأعمال الدجال وصرخات الأطباء ونداءات شركات الأدوية ، نجد المواطن المصرى محتارًا ، يبحث عن أى علاج لألمه، لا يهم إن كان مصدره ساحر أو عراف أو داية أو حلاق، المهم أن يتوقف عن التأوه وهذه القصة قد ذكرت من قبل في مسلسلات مصرية مختلفة.
فى هذا الكتاب يقدم لنا العراب مجموعة رائعة من أفضل مقالات أحمد خالد توفيق حول أشهر الأمراض والحالات والوصفات بأسلوب طبى بسيط يفهمه البسطاء، ويعد هذا الكتاب واحد من أهم الكتب التى تحدثت عن فيروس كورونا فى إصداره القديم ونوهت بخطورة عودته مجددًا وهو ما نعانى منه فى أيامنا الحالية.
جميعنا يعرف المثل الشائع الذي يقول ( إدى العيش لخبازه )، هذا المثل ينطبق جدًا على ذلك الكتاب الذى يعتبر بمثابة درة كنوز العراب فى فن المقالات، فى هذا الكتاب يقدم لنا سر الخلطة الذى حير الملايين، و مات فى سبيله الجواسيس، ويجيب عن السؤال الذى حير المخابرات الأدبية لسنين، كيف يكتب الكتاب؟
مجموعة من أفضل مقالات أحمد خالد توفيق حول ألغاز وأسرار الكتابة ومعانيها وجوانبها، هدية العراب لمن بعده من الكتاب.
فى هذا الكتاب يأخذنا العراب فى جولة ممتعة داخل عالم السينما وصناعة الأفلام، هو كما قال
“يبدو أن الطريق كان ممهدًا أمامي لأصير مخرجًا أو مصورًا أو عامل عرض أو حتى بلاسير أو بائع كازوزة في سينما، لكني صرت طبيبًا في ظروف مجهولة.”
ربما هو ليس أحد صناع الأفلام ولكنه تحدث عنها كعاشق ذاب فى ذلك العالم تأثر به بشدة حتى أن أكثر كتاباته يميل فيها للحديث عن السينما وبعض مشاهد الأفلام، فى الكتاب السابق ذكرناه طاهيًا أما هنا فهو ذواق ماهر يحكى بسعادة عن أجمل الوجبات السينمائية التى تناولها يوما ما.
الكتاب هو حافظة تضم مجموعة رائعة من المقالات حول مجموعة مثيرة من الأفلام بعضها نعرفه وبعضها لم نسمع به من قبل لا نحن ولا حتى صناع الأفلام المعروفون.
مثلما قدم مجموعة من المقالات بطعم الشاى ها هو فى هذا الكتاب يقدم لنا مجموعة جديدة بطعم القهوة، و لكن لماذا اليورانيوم ؛ ربما لأن حجر اليورانيوم يظهر كمجموعة من النقاط المشعة المضيئة فكانت تلك المقالات بمثابة نقاط مضيئة هى الأخرى تنير عقل القارئ، و تنعشه.
لا أدرى ولكن ما أعرفه أنها مجموعة قيمة من المقالات المفيدة جدا بعضها ساخر كعادته وبعضها ملئ بالشجن، ستترك فيك أثرًا رائعًا، سيعكس إشعاعه عليك وعلى شخصيتك فى وقت من الأوقات .
يعتبر العديد من النقاد أن هذا الكتاب يعتبر نافذة يطل منها القراء على عقل أحمد خالد توفيق وطريقة تفكيره المختلفة، هو بمثابة مدخل لفهم أدب العراب وطريقته وأسلوبه، من خلاله يقدم مجموعة من المقالات المنتقاة بعناية حول الأوضاع الإجتماعية والسياسية والعلمية والفنية ويعرض فيها رأيه الخاص الذى قد تتفق أو تختلف معه.
لكن يظل ما اتفق حوله جميع القراء هو أن أحمد خالد توفيق دماغه كده.
مجموعة من أفضل مقالات أحمد خالد توفيق خفيفة الظل تنتقد الناس والنماذج البشرية المتنوعة والعادات والمواقف الغريبة الغير متكررة، هى كما سماها مجموعة من الهلاوس الفكرية، هلاوس عن الناس، وعن الكتابة وعن السينما وعن المجتمع وعن كل ما يخطر لك على بال، لن تشعر بالملل أبدا وأنت بين طيات ذلك الكتاب كعادة جميع كتب العراب.
يعد الكتاب من افضل كتب احمد خالد توفيق وهو مجموعة من المقولات والمقالات القصيرة يعرض فيها الكاتب بعض الخواطر والأفكار القديمة التى كانت تشغله سابقًا، هى كما عنونها أشبه بقصاصات ورق صغيرة يمكنك أن تقرأ فكرتها ثم تحرقها وتتركها تتبخر كالرماد فى عالم النسيان، يقول فى مقدمة ذلك الكتاب:
عندما تقلب في أوراقك القديمة تجد الكثير من الهراء. كثيرًا من الكلام الفارغ الذي لا رأس له ولا ذيل وبعضه ينم عن سخف وسذاجة بالغة أو تفائل مضحك أو ثقة بالنفس غير مبررة أو شعور بالضعة لا داعي له، مصداقًا لقصيدة قديمة لنزار قباني يقول فيها:
أتلو رسائلنا فتضحكني… أمثل هذا السخف قد كنا؟
واحد من تلك الكتب التى لن تستطيع أن تضعها حتى تنهيها كاملة، أو ربما قد تكرر قراءته عدة مرات لما ستجده فيه من متعة وتسلية، ستمضى معه وقتا رائعا بكل تأكيد، يقول عنه العراب :
إنها ضحكات كئيبة.. قد تروق لك وقد لا تروق..
قد تجدها ظريفة وقد تجدها كئيبة فعلا..
قد تجدها عميقة تتجاوز السخرية إلى ما وراءها..
وقد تجدها التفاهة ذاتها..
قد تجدها موفقة جدا وقد تجدها فاشلة تماما..
المهم انني انذرتك مسبقا..
هذه ضحكات كئيبة..
فماذا تتوقع من ضحكات كئيبة ؟
فى النهاية وجب أن أنوه أنك ستجد عبر الإنترنت العديد من المقالات والمقولات المنسوبة للعراب، بعضها كتبها حقا وكثيرا منها لا يمت له بأى صلة ولكن كما نعلم فإن رجل معروف مثله له ذلك الأثر الكبير فى القراء، جعل الكثيرون ينسبون إليه العديد من المقالات،
هو نفسه تحدث من قبل عن صدمته من مقال منسوب له قرأه عبر الإنترنت لدرجة أنه شك فى نفسه هل كتبه حقا أم لا من شدة إتقان صاحب المقال فى تقليده، ولكن إذا دققت النظر وقرات المقال مرة أخرى فحتما ستتأكد أنه لا يرتبط أبدا بالعراب فتلك ليست أفكاره ولا مصطلحاته.
لذا لا تجعل نفسك عرضة للخدعة واحصل على مقالاته من كتبه الموثوقة المنشورة رسميا أو من الصحف والمجلات والمنصات المعتمدة التى كتب لها العراب سابقا .