البرت اينشتاين ذلك العالم العبقري مكتشف النظرية النسبية، هو عالم الفيزياء الذي لم يتكرر، اسمه مرادف للعبقرية كما كان أرسطو، فقد حصل اينشتاين على جائزة نوبل رغم أنه صنف في طفولته كمتأخر دراسياً، فهو من ضمن كُتاب مشهورين سبقوا عصرهم.
كان محباً لعزف الكمان، عاش طفولة بائسة لوالدين فقيرين في ألمانيا وعانى لأنه يهودي من النازية فهرب لأمريكا، بمجرد تأسيس الكيان الإسرائيلي تم اختياره ليصبح أول رئيس له فرفض.
حصل على الجنسية السويسرية، وبعد وفاته تم الاحتفاظ برأسه لدراستها ومحاولة الوصول لسبب عبقريته، إنه البرت اينشتاين، دعونا نتعرف عليه بشكل مفصل، ونحاول معرفة أسراره وسبر أغواره من خلال هذا المقال، فتابعوا معنا.
البرت اينشتاين، طفل ألماني بسيط، ولد لعائلة يهودية في 14 مارس 1879، والده كان يعمل في بيع الريش المستخدم في صناعة الوسائد، يقال أنه تأخر بالنطق حتى سن الثلاث سنوات.
فصنف كمتأخر عن أقرانه، وقد رُفضت أوراقه بالجامعة، ولولا أنه بزمانه ومكانه وجدت إمكانية التعليم الذاتي لفقدنا واحد من أهم عباقرة التاريخ عامة، والتاريخ الحديث خاصة، فذلك الطفل رغم اختلافه عن أقرانه إلا أنه كان محباً للطبيعة وللرياضيات.
في سن الخامسة أعطاه والده بوصله، فلاحظ اينشتاين أن شيء ما بالفضاء يؤثر على حركة البوصلة، ثم في سن الثانية عشر قال عنه مدرس عائلته أنه لم يعد لديه القدرة لتدريس الرياضيات لطفل أصبح عبقري رياضيات.
فبصيف واحد ألم اينشتاين بعلمي الجبر والهندسة الإقليدية وتتبع نظرية فيثاغورس وقدم برهانه على صحتها، كما أدرك كتاب كامل بالهندسة في أيام قليلة، وعلى الرغم من أن عائلته يهودية إلا أنهم أدخلوه مدرسة كاثوليكية بالمرحلة الإعدادية.
تعلم بها عزف الكمان الذي أصبح هوايته المفضلة فيما بعد، وقال عن نفسه أنه ألم بجميع مسائل التفاضل والتكامل بسن الرابعة عشرة، وقد وصل لقناعة ذاتية أنه يمكن فهم الطبيعة على أنها بناء رياضي.
درس فلسفة كانط وفهمها ووصله ما لم يصل للعاديين عن أفكاره، ولعل ذلك عمق نظرته العلمية للطبيعة وجعلها نظرة فلسفية.
بعدها سافرت عائلته لإيطاليا بسبب سوء الظروف الاقتصادية، فاستغل تسربه من المدرسة التي كره تشددها وصرامتها في التفوق في التعليم الذاتي، ليلم تماماً بعلم الرياضيات والفيزياء.
حتى وصل لسن التجنيد فاضطر للتنازل عن جنسيته حتى لا يتم تجنيده لكراهيته الشديدة لأن يصبح رجل عسكري، ثم سافر إلى سويسرا ليدرس بمعهد الاتحاد السويسري بزيورخ للتقنية وقد أحب طرق تدريسه.
وإلى جواره استمر بدراسة الفيزياء وعزف الكمان بشكل شخصي، لكن للأسف بعد إنهاء دراسته بالمعهد في العام 1990 لم يرشحه أساتذته للتقدم للجامعة.
أحب البرت اينشتاين زميلة صربية معه بالدراسة وأنجب منها طفلة غير شرعية ثم تزوجها لاحقاً بعد تخرجه من المعهد وعمله كمدرس بديل.
حصل على الجنسية السويسرية بعد خمس سنوات بدون هوية، أنجب البرت ولدين إلا أنه كره زوجته فيما بعد وأساء معاملتها، وبدأ في التقرب من ابنة عمه، وعادت الأسرة إلى برلين، ووقع الطلاق وتزوج اينشتاين من ابنة عمه.
جدير بالذكر أن ابنته غير الشرعية لم يرد ذكرها فقد يكون تخلى عنها قبل زواجه من أمها ووُضعت بملجأ.
أما عن جيناته التي انتقلت لابنائه جعلت الابن الأكبر يصاب بانفصام الشخصية ويموت بمشفى عقلي، والابن الثاني أصبح أستاذ جامعي بتخصص قريب من تخصص والده.
عام المعجزة هو العام السادس والعشرين من عمر البرت اينشتاين، حيث حصل على الدكتوراة من جامعة زيورخ ونشر أربع ورقات رائدة ليدخل عالم التدريس الأكاديمي.
عاد إلى برلين واستقر بها وداوم على السفر للولايات المتحدة الأمريكية للدراسة والبحث، حتى وصل هتلر للحكم فاستمر بأمريكا وحصل على جنسيتها أيضاً، ولم يعد أبداً إلى ألمانيا.
اكتشف البرت اينشتاين نسبية كل شيء، نسبية المكان، نسبية الوقت التي نتج عنها تطور كبير بعلوم الفضاء، تغيير بنظرية نيوتن عن الجاذبية، لتصبح النظرية النسبية هي الحدث الأعظم في عالم الفيزياء الحديثة.
البداية كانت مع قانون الجاذبية لنيوتن ولنا أن نحسب سرعة سقوط الأجسام، لكن مع وجود مسافات هائلة بالكون تصبح الحسابات غير دقيقة، فجاءت نظرية أينشتاين لتتدارك ذلك.
وفق نظرية نيوتن لو أننا حركنا الشمس والأرض بسرعة ليبتعدا عن بعضهما البعض فستضعف القوة الموجودة بينهما بسرعة، واقعياً ستضعف القوة بشكل تدريجي، وهذا ماوصل إليه أينشتاين، أنه لا يمكن لأي شيء بالكون أن يتحرك بسرعة تسبق سرعة الضوء.
كما ساهمت النظرية في تطوير علوم الفضاء، وأضافت للفيزياء الحديثة استبدال فكرة القوة، لدلالة وجود أجسام جديدة تنقل القوة بين جسم وأخر، كما أكد أن الدوائر الكهربائية والمغناطيسية والكهرومغناطيسية تعتمد على تحرك أجسام على شكل شحنات بين جسم وآخر.
وكذلك نظرية الزمان والمكان والجاذبية التي وضحها أينشتاين وقد ناضل كثيراً لإثباتها، فقد وجد أن الزمان والمكان يستجيبان للأجسام الثقيلة فلا تتحرك الشمس مثلاً في خط مستقيم وينحني الخط استجابة للأجسام الثقيلة.
ليدور حول الجسم الأكبر في الكتلة، فالزمان والمكان ينحنيان على بعضهما البعض، وقد وضح أينشتاين نظرية النسبية العامة والنسبية الخاصة، النسبية العامة توضح كيف لمقدار معين من الكلتلة أن يحني الزمان أما النسبية الخاصة باختصار الزمن المتحرك لايبدو دائما نفس الشيء.
فالوقت يجري ونحن مع من نحب، واليوم يصبح مقداره ألف سنة عندما نمر بأحداث لا نتحملها، أتذكر مسلسل (الليل وأخره) الليل الذي ليس له أخر ليس كلام شعري ومجرد إحساس بشري، هذا ببساطة شديدة ملخص النظرية التي لا يفهمها إلا المختصين.
وبعد مرور مائة عام على النظرية النسبية فقد إجتازت جميع الإختبارات التي مرت بها، وحتى مع افتراض البعض وجوب تعديلها فهذا لا ينفي أهميتها ودورها بحياتنا طوال السنوات السابقة.
أجهزة التتبع وتحديد الأماكن الموجودة بهواتفنا وسياراتنا يعود الفضل فيها إلى النظرية النسبية.
العرق الذي ينتمي إليه البرت اينشتاين هو “يهود أشكيناز”، إلا أنه وصف بلا إدارية، أو كما أحب أن يقول عن نفسه لست ملحداً، فهو لا ينفي وجود إله ولا يدري بوجوده، وعندما سُئل عن إيمانه بوجود حياة أخرى بعد الموت نفى وقال أن حياة واحدة تكفيه.
ورغم توجهه الديني إلا أنه داعماً وبشدة للفكر الصهيوني لدعم العرق الذي ينتمي إليه، كما عُرض عليه أن يصبح أول رئيس للكيان الإسرائيلي بالعام 1952 فرفض لعدم إلمامه بالسياسة.
سعى في جمع التبرعات لدعم الوطن المزيف، ورغم ذلك رفض طرد الفلسطينيين من أرضهم، ونادى بالتعايش السلمي بين الطرفين.
اتُهم بالشيوعية لرفضه للرأسمالية الأمريكية، وأحب فكر المهاتير غاندي، وتواصل معه وتبادلا الخطابات، وكذلك رفض استخدام القنبلة النووية، رغم دعمه لقوات الحلفاء أثناء الحرب العالمية، فقد كان من الطبيعي أن ينحاز للصف المناهض لهتلر.
التقط المصور أرثر صورة فريدة للعالم البرت اينشتاين وهو مخرجاً لسانه، وكان ذلك أثناء احتفال أينشتاين وزملائه بالمعهد بعيد ميلاده الثاني والسبعين، حيث وقف الصحفيون والمصورون ينتظرون خروجه لالتقاط الصور له.
لكن البرت اينشتاين لم يكن يحب التصوير، وعُرف عنه كراهيته للحوارات الصحفية، لذا أثناء مغادرته للمعهد حاول الصحفيون تصويره وإجراء حوارات معه ولكنه لم يعرهم انتباه وأخرج لهم لسانه.
توفي البرت اينشتاين في عام 1955، وحينها قام الطبيب توماس هارفي بسرقة مخه لدراسته ومعرفة سبب عبقريته، فقد أراد أن يصنع لنفسه مجداً علمياً، ولكن سرقته للمخ تسببت في فصله من الجامعة وفقدانه لزوجته ولوضعه كطبيب محترم.
لم تظهر ورقة بحثية واضحة عند تصفية ممتلكاته بعد وفاته، وتم التبرع بالجزء المتبقي من مخ أينشتاين، وصور تم التقاطها للمخ من جميع الإتجاهات والتي توضح بعضها كِبر رأسه، أو زيادة بعض الخلايا أو إتساع بعض التجاويف.
لكن بالنهاية لم يتم الوصول لنتائج واضحة ومفصلة حول سبب عبقرية البرت اينشتاين.