أغلب أغاني محمد منير عن البنات كانت من تصور شعراء رجال، لكن كان ذكاء منه أنه يتعاون مع الشاعرة كوثر مصطفى، عشان نبدأ نسمع أغاني عن البنات من وجهة نظر بنت، أغنية “بنات” من ألبوم “أحمر شفايف 2004″ بتقول فيها كوثر ” في بلد البنات … كل البنات … ماشية وظابطة في إيدها الساعات” بتوصف حال البنات في القدرة على الثورة والمعاندة وبتعترف أن عدوها الأول هو دق الساعات إلا أنهم مجروحات مخنوقات، تعتبر دي الأغنية الوحيدة من نوعها اللي بتتكلم بشكل مباشر عن قمع الأهل المشرع اجتماعيًا على البنات، عشان كده في مقالة النهاردة هنتكلم عن كُتاب بنات اتكلموا عن البنات وناقشوا غضب وشجن كل البنات:
رواية بنات الباشا – تأليف: نورا ناجي
الكوافير مش بس مكان للتجميل لا دا ممكن يكون Group therapy – جلسات العلاج الجماعي للشكوى بصوت عالي أو مركز استشاري لحل المشاكل الزوجية والأسرية، وكل ما كانت الكوافيرة بتسمع كويس كل ما صاحبت الزبونة، ولكن رواية بنات الباشا بتتكلم عن جانب تاني من حياة الكوافيرة، حكايات وقصص نسوية مختلفة لبنات وقعتهم ظروف حياتهم في كوافير “بنات الباشا”.
الرواية مُربكة وصادمة وواقعية جداً، مش هتعرف مين البطلة من جمال وصف ورسم الشخصيات، معلومات تفصيلة وسيكولوجية لكل شخصية هتحس وكأنك بتسمع الحكاية منهم، وهتتخيل ستايل كل واحدة منهم وطريقة كلامها
شخصية منى كانت مفتاح الرواية، وهي شخصية الناس بتنفر منها، ولكن لو جيت تشوف حكايتها، وازاى هربت من أهلها في إسكندرية، وراحت على طنطا هتعرف هي ليه بالشخصية دي، عنصر التسلسل والربط في الرواية مبهر الحقيقة، الكاتبة ربطت بين تفجير كنيسة طنطا للحرب في سوريا ودا غير الوصف السينمائي داخل حياة كل بنت من أول عيلتها وتعليمها ومراهقتها ولحد دخولهم مسرح الرواية “كوافير الباشا”
في النهاية، بنات الباشا رواية فاضحة للمجتمع، لأنها ناقشت قضايا زي ختان البنات والتنمر والحرمان من التعليم وخلافه من المشاكل اللي موجودة في الواقع.
رواية دليل جدتي لقتل الأوغاد – تأليف: ميرنا المهدي
الجدة نصرة عندها دليل خاص وسري جداً لقتل الأوغاد، الرواية بالرغم من غلافها اللى مليان وسائل وأدوات للقتل إلا أنها بتتكلم عن قضايا التحرش والاغتصاب والتهديد الإلكتروني للبنات والستات، كمان نظرة الجيل الثالث ” اللي هو جيل اليومين دول” عن الإكتئاب، كل دا في 250 صفحة وبطريقة سرد خفيفة هتخليك تخلص الرواية كلها في قعدة واحدة وبسرعة ومن غير ما تزهق.
الرواية كانت متوازنة مش طول الوقت بتدافع عن الستات والقضايا النسوية، وضحت المعاناة من الطرفين الراجل والست، لكن هتتصدم لما تعرف أن أقصى عقوبة للاعتداء الجنسي 15 سنة وبعدها المغتصب بيطلع ويدمر ناس تانية!
الكاتبة ذكية جداً لأنها اختارت لغة الرواية كلها تكون بالفصحى حتى الحوار عشان تضيف جمال وأهمية لموضوع الرواية، كمان الفصل الأخير كان توعوي أكتر من اللازم
في المجمل رواية جميلة جداً وننصح بقرائتها بشدة لأنها حيادية جداً، وتنقل الواقع بكل تفاصيله، وفيها مواجهة للعادات والتقاليد وبعض الممارسات الغير مشروعة.
الرواية بتتكلم عن فكرة النشأة الصارمة للبنات واللي بتكون السبب في معظم مشاكلهم النفسية زي شعور الخوف والقلق من العالم الخارجي والإحتكاك بيه، وده بيخليهم يعيشوا جوه قوقعة خاصة بيه.
هتكتشف في الرواية أن عقدة الأم وتسلطها ورثته لبنتها ومن ثم بنتها ورثته لبنت أخوها، كثير من مشاعر الخوف والألم ومحاولات كثيرة للتحرر من عقد الماضي النفسية.
طريقة السرد في الرواية بتقنية الرواية داخل الرواية واللي هتخليك تحس بكل شعور الكابتة بتوصفه من الحبس داخل البيت ووحش الخوف ولحد شعور الوحدة والعزلة وعقدة الذنب عند الأمهات.
الرواية مكتوبة بطريقة شاعرية وتشبيهات جميلة ونهايتها ممتازة جدًا
في بلد البنات كل البنات بتكتب، بتثور، بتعاند، وبتعبر عن مشاعرها بكل الطرق عشان تحقق حلمها بالرغم من القمع اللي اتعرضت ليه طول حياتها واللي لسه هتتعرض ليه، عشان كده بنشكر كل الكُتاب البنات اللي اتكلموا ووصفوا مشاعر واحساس البنات ووجهوا أصابعهم في وجهه قمع المجتمع بأقلامهم اللي نقدته بطريقة لاذعة، شكرًا ليكم.