من منا لم يتذكر مشهد الفنان الراحل محمود عبد العزيز وهو يقود الدراجة البخارية عندما جسد شخصية (الشيخ حسني) ليخرج لنا بمشهد كوميدي لا يغرب عن الاذهان، هل تعلم عزيزي القارئ ان هذا الفيلم رفض اكثر من مرة من الرقابة ، هل تعلم ان الفنان الراحل ممدوح عبد العليم هو من كان سيجسد شخصية (يوسف) التي جسدها الفنان شريف منير
دائمًا ما أقول ان السينما هي نقطة الوصول. هي المهد المرغوب لكل كاتب وأديب، تحول العمل الادبي الى عمل يعرض على الشاشات لا يقل، بل يضاهي حصد نوبل. كلنا نعرف بالطبع فيلم الكيت كات ولا اعتقد ان الكثير لا يعلم انه في الأصل رواية تحمل عنوان (مالك الحزين) للأديب الكبير إبراهيم اصلان. سنتعرف بين السطور القليلة القادمة على الرواية ومؤلفها واسرار كثيره خاصه بالفيلم.
يعد إبراهيم اصلان من اهم وأكبر كتاب مرحلة الستينيات في مصر، ولد في 3 مارس 1935 وتوفي في 7 يناير 2012 ولد بقرية شبشير التابعة لمركز طنطا بمحافظة الغربية ونشأ وتربى في القاهرة وبالتحديد حي امبابة منطقة الكيت كات، تأثر بالمنطقة كثيرًا وتأثر بشخصيتها الشخصيات الشعبية البسيطة منهم من يحمل الحب ومنهم من يحمل الشر لكونهم بشر. أستطاع ان يخرج كل ما رآه منهم في رواية أستطاع ان يخرج الروح الشعبية المصرية بين صفحات الرواية ليلهم بعدها المخرج دواد عبد السيد بالحكاية والمكان ليقرر يعد ذلك دواد عبد السيد ان يحولها لفيلم وبالرغم من رفض الرقابة العمل أكثر من مره لم ييأس حتى تم القبول. وليس تحول الرواية الى فيلم هو الإنجاز الوحيد للرواية، بل حصل الكاتب إبراهيم اصلان ايضًا على جائزة طه حسين من جامعه المنيا عام 1989 تكريمًا للرواية. كما حصد العديد من الجوائز تكريمًا لمشواره الادبي حيث حصل على كلًا من:-
جائزة الدولة التقديرية في الادب عام 2004
جائزة كفافيس الدولية عام 2005
جائزة ساويرس في الرواية عن (حكايات من فضل الله عثمان) عام 2006
جائزة النيل للآداب عام 2012.
كتب الاديب الكبير إبراهيم اصلان هذه الرواية في ثمانية أعوام ونصف تقريبًا حيث بدأ في كتابتها ديسمبر 1972 وانتهي في ابريل1981
تدور احداث الرواية في حي امبابة بالقاهرة وبالتحديد منطقه الكيت كات وتحمل الرواية حكايات كثيره لأكثر من مائه وخمسة عشر شخصية بالرغم من ان الرواية ليست بكبيرة. لكل منهما حكاية ولكل منهما قصة منهم
الشيخ حسني.. شيخ ضرير يعيش في المنطقة ويعاني من اغتراب ووحدة يحاول أن يتكيف معها بطرق طريفة ومضحكة
يوسف النجار.. شاب مثقف اغترب عن مجتمع الجامعة وأصبح وحيداً وحزيناً في امبابة
فاطمة.. فتاة بسيطة فقيرة تحب يوسف النجار من طرف واحد وتحاول أن تغويه
لمعلم صبحي.. التاجر الغني يحاول أن يشتري القهوة الرئيسية في المنطقة والتي تمثل معلماً بارزاً في حياة الأبطال ليقوم بهدمها وبناء عمارة محلها
المعلم عطية.. صاحب المقهى
عبد الله القهوجي.. الجرسون وصبي المقهى يرى عالمه (المقهى) يباع امام عينيه وهو لا يستطيع ان يفعل شيء
” عرايا في الزحام ”
الاسم الاول لسيناريو فيلم “الكيت كات” عن رواية “مالك الحزين”
في نسخته الأولي التي تقدم بيها المخرج داود عبد السيد للرقابة في الثمانينات … والتي تم رفضها. وطلبوا منه تغير الاسم.. وتم الاستقرار على اسم ” الكيت كات ” ووافقوا عليه
ممدوح عبد العليم كان مرشح لشخصية يوسف (شريف منير)
وكان له شرط أن يكتب اسمه على التتر بجانب اسم الفنان الكبير محمود عبد العزيز
وقتها رفض محمود عبد العزيز وغضب وقال لو ممدوح عبد العليم يمثل في الفيلم سوف اعتذر
داود عبد السيد كان يريد عبلة كامل في دور فاطمة (عايدة رياض)
لكنها رفضت.. ووفاء عامر كانت الاختيار الثاني، ولكنها كانت غير مستعدة للدور … حتى استقر في اخيرًا علي.. عايدة رياض
الفيلم ظل نحو ستة سنوات في درج مكتب داود ويرجع ذلك الى أن المنتجين كانوا يرفضوا وان لا يوجد منتج كان بتقبل الفيلم عندما يعلم أن شخصية البطل ضرير … بجانب كان لا بد ان المنتج يوافق على بناء حي شعبي مخصص للفيلم..
بناء الحارة حينذاك قدرت تكلفته نحو خمسة واربعون ألف جنيه حسب ما قاله المنتج حسين القلا..
وذلك كان أحد أسباب تعطيل الفيلم لسنوات
اقترح انسي ابو سيف علي المنتج أنه يتواصل مع المخرج يوسف شاهين وإقناعه باستبدال حارة فيلم “الوداع يا بونابرت” التاريخية إلى حارة شعبية
وبعد محاولات منهم اقتنع يوسف شاهين ببناء الحارة في استوديو جلال وأن يشارك بنصف المبلغ على أن تكون الحارة بعد ذلك له
إنتاج سنة 1991. الفيلم من إخراج وتأليف داود عبد السيد، وإنتاج حسين القلا، ومن بطولة محمود عبد العزيز، امينة رزق، عايدة رياض، شريف منير، نجاح الموجي
يحتل الفيلم المركز الرابع والعشرين في قائمة أفضل مئة فيلم سينمائي مصري
وتم هدم حارة بونابرت وبنفس الماتريل قدم العظيم انسي ابو سيف عمل عظيم وقام ببناء ديكور حارة حي الكيت كات في ٥ اسابيع..