نشر الكاتب الكبير أحمد عبد المجيد منذ دقائق عن تجربته في قراءة أعمال نجيب محفوظ منذ الصغر وحتى الآن، ومدى الاختلاف في فهما على مدار الزمن.
وجاء سرده والنصائح المكتسبة من التجربة كالآتي:
تجربتي في القراءة لنجيب محفوظ كانت غريبة جدًا.
بدأت القراءة له في أواخر المرحلة الابتدائية بمجموعة خمارة القط الأسود”، ولم أفهم شيئًا!
شعرتُ أنني غبي فعلًا، الكلمات واضحة أمامي لكن المعنى ملتبس.
بعد فترة قرأت رواية “الشحاذ”، وزاد إحساسي بالغموض.
في تلك الفترة كنت معتادًا على القصص البوليسية ذات الحبكة الواضحة، أو روايات يوسف السباعي وإحسان عبد القدوس التي يمكن بسهولة فهمها.
في تلك الفترة ساعدني كثيرًا قراءة كتابين: “الأدباء الثلاثة” ليوسف الشاروني، والذي يتناول المسيرة الإبداعية لنجيب محفوظ ويوسف السباعي ومحمد عبد الحليم عبد الله، والثلاثة من نفس الجيل.
والكتاب الثاني هو “نجيب محفوظ وتطور الرواية العربية” للدكتورة فاطمة موسى.
بعد هذين الكتابين فهمت أنني اخترت القراءة لنجيب محفوظ بأعمال قد تكون غير مناسبة لمرحلتي، فرواية “الشحاذ” مثلًا تنتمي لمرحلة يمكن تسميتها مرحلة الروايات الوجودية في إبداع محفوظ، وهي الروايات التي صدرت في الستينيات، وأعتقد أنها ست روايات قبل النكسة: اللص والكلاب، السمان والخريف، الشحاذ، الطريق، ميرامار، وثرثرة فوق النيل.
وفيها يتناول محفوظ انعكاسات مختلفة لأزماته الوجودية في ذلك السن، أو الأزمات الوجودية التي يراها في المجتمع حوله.
أما “خمارة القط الأسود” فتنتمي للمجموعات القصصية التي نشرها في الفترة التي تلت هزيمة 67 وقبل انتصار 73، وفي تلك الفترة توقف عن كتابة الروايات.
وفي رأيي الشخصي فالقارئ المبتدئ – خصوصًا إذا كان صغير السن – إذا أراد القراءة لمحفوظ فربما الأفضل أن يبدأ بقراءة أعماله التاريخية الرومانسية الثلاث: عبث الأقدار، رادوبيس، وكفاح طيبة. وإذا أراد مرحلة أعلى فعليه بالروايات الواقعية الثمانية: القاهرة الجديدة، خان الخليلي، زقاق المدق، السراب، بداية ونهاية، بين القصرين، قصر الشوق، والسكرية.
بعد ذلك يمكنه أن ينطلق كما يشاء.
شارك
لا يوجد محتوى مشابة
نبيلة عبدالجواد
كاتبة روائية وصحفية مصرية مواليد القاهرة نوفمبر١٩٩٩، حاصلة على بكالوريوس تجارة، بدأت بمدونة صغيرة على وسائل التواصل الاجتماعي، كتبت رواية حانة الأقدار ورواية وداعًا للماريونيت.