انقطعت وسائل التواصل الاجتماعي ما يقارب ال٦ ساعات لتعود مجددًا بهجوم من مدمنين السوشيال ميديا ومن العاملين عليها.
وفي ظل هذه الظروف نشر الكاتب أحمد هشام منشور عبر حسابه الرسمي على فايسبوك يتحدث فيه عن مأساه السوشيال ميديا فنشر قائلاً:
الفيس بوك لما وقف هو والواتس والانسجرام فكرونا بأيام زمان
فاكرين ؟
قبل ما نستخبى ورا الشاشات ونتسجن جواها .. قبل اللايك والايموشن والشات .. فاكرين لما كنا حافظين وشوش وملامح بعض .. فاكرين شكل الضحكة وصوتها وألم الدمعة ومرارتها .. فاكرين لما كنا بنعرف حال اللي بنحبهم من النظرة .. من رمشة العين وحركة النني ولون الشفايف
فاكرين بحة الصوت في وقت الفرح وحشرجته في وقت الحزن .. فاكرين الكلمة الحلوة اللي كانت بتدخل القلب قبل الودن .. فاكرين لما كنا حافظين تعبيرات بعض .. لما كنا بنرغي بالساعات وإحنا باصين لبعض من غير ما نزهق
زمان كان لغة العيون أهم من اللسان .. كنا بنبص في وشوش بعض عشان نطمن .. عمرنا ما فهمنا بعض غلط ولا الكلام خد معنى أكبر من معناه .. كانت المشاعر واضحة قدامنا .. حرة .. مش مجرد رسومات على موبايل
كلمة وحشتني كانت بتتنطق تخلي الروح تحن من غير مجهود .. كلمة بحبك .. وحشتيني .. عاوزاك جنبي .. كلام كان نغمته بتقرب المسافات وتفتح كل الطرق المسدودة .. لهفة الوداع واللقا .. دموع الفرح والحزن .. تلاقي الأجساد ولمسة الإيد والحضن بعد الخصام .. حتى العتاب كان طعمه حلو لما كانت العيون هي اللي بتتكلم
اللف على بيوت قرايينا وحبايبنا نهار يوم العيد وأكل الكحك والبسكوت معاهم .. أعياد ميلاد إصحابنا والضحك والهزار والشمع اللي كنا بنطفيه كلنا عشان نودع سنة ونستقبل سنة جاية وإحنا متجمعين .. رمضان ولمته لما كنا كل يوم في بيت شكل على الفطار .. كل ده عمره ما يحل محله حبة كلام في رسالة على الشات ولا أي إيموشن يقدر يعوضنا عن لحظة النشوة في وجود اللي القلب بيعزهم
لا القلب هيحل محل كلمة بحبك .. ولا اللايك هيحل محل وجودك جنب اللي بتحبه ولا الوردة هتحل محل متزعلش مني ..ولا الدموع هتحل محل أنا زعلان ولا عمر الكلام المكتوب هيكون له أثر إنك تكون موجود بشحمك ولحمك جنب إصحابك وحبايبك وإخواتك وأهلك
سيبوا الشاشات يا جماعة وإرجعوا شوفوا بعض وإسمعوا صوت بعض وإحفظوا ملامح بعض من تاني .. وكسروا العازل بينكوا وبين كل المشاعر الحلوة اللي مبقناش نحس بيها .. إلمسوا بعض وإشبعوا من بعض وخلوا الأرواح ترتوي وتشبع والود يرفرف حوالينا من تاني
الجماد اللي في إيدينا حولنا لجماد زيه ونسانا الطعم الحلو للأيام ودقة القلب وبسمة السلام وحنين السمع ولمعة العيون
إحسبوها صح وإلحقوا نفسكوا وإشبعوا من بعض قبل ما العمر يفوت .. الأيام بتجري واللي فاضل مش كتير
شارك
لا يوجد محتوى مشابة
نبيلة عبدالجواد
كاتبة روائية وصحفية مصرية مواليد القاهرة نوفمبر١٩٩٩، حاصلة على بكالوريوس تجارة، بدأت بمدونة صغيرة على وسائل التواصل الاجتماعي، كتبت رواية حانة الأقدار ورواية وداعًا للماريونيت.