المتحف القبطي، بجانب كونه واحد من أعرق وأكبر المتاحف المصرية القديمة، إلا أنه يعد واحد من أهم خمس متاحف موجودة بمصر، حيث تم إنشائه منذ قرابة قرن من الزمان وتبلغ مساحته نحو 8000 متر مربع.
من المعروف أن مصر تضم العديد والعديد من الآثار الفرعونية الموزعة على كافة المدن والمتاحف، كما أنها تضم مجموعة كبيرة أيضًا من الآثار القبطية والتي يضم الكثير منها المتحف القبطي، والذي سوف نتناول الحديث عنه بشكل أعمق لاحقًا.
عرضت كتب التاريخ المصري بعض المعلومات عن المتحف ولكن سنتعرف في هذا المقال عن الكثير من المعلومات التي تخص المتحف القبطي والتي ترسم لنا صورة كاملة عن فكرة تأسيسه، ما هي الآثار الموجودة داخل المتحف، والعديد من المعلومات التي تخصه وذلك عن طريق الفقرات القادمة.
في مصر القديمة وبداخل الحدود الخاصة بحصن بابليون بشكل خاص بدأ وضع حجر الأساس الأول للمتحف القبطي، والذي بدأ تأسيسه لأول مرة في عهد الفرس، ثم توالت عليه العديد من العصور والحكام وتم إضافة مجموعة كبيرة من التعديلات والتغييرات على يد الرومانيين في عهد الإمبراطور تراجان والإمبراطور أغسطس.
ثم أعقبهم العالم الفرنسي المعروف ماسبيرو، والذي كان له دور كبير في تاريخ نشأة وتأسيس المتحف القبطي، فهو من عمل على تجميع الأعمال الخاصة بالفنون القبطية القديمة وليس هذا فحسب، بل نادى بتخصيص قاعة كاملة للفن القبطي داخل المتحف المصري.
وفي عام 1893 ميلادية قام مرقس باشا سميكة بالمطالبة بضم جميع الآثار القبطية إلى لجنة المحافظة على الآثار والفنون وتمكينه من بناء متحف قائم ومستقل لضم الآثار والفنون القبطية القديمة، حتى أنه نجح بالفعل في إنشاء المبنى الحالي المعروف باسم المتحف القبطي، ثم افتتاحه عام 1910، وتم تعيينه كأول مدير إداري للمتحف.
والجدير بالذكر أنه تم نشر أول دليل خاص بإقامة متحف قبطي في مصر للمرة الأولى عام 1930، واستمر المتحف القبطي في تبعيته إلى البطريركية القبطية حتى الوصول إلى عام 1931، بعدها أصبح المتحف تابعًا لوزارة الثقافة ليصبح واحدًا من أبرز وأكبر المتاحف المصرية الموجودة الآن.
يبلغ عدد زائريه في اليوم الواحد إلى ما يقرب من 250 فرد من مختلف الجنسيات.
دائمًا ما يقال أن مصر هي مهد الحضارة ومن أهم الحضارات التي احتضنتها مصر هي الحضارة القبطية والمتمثلة في مجموعة الآثار التي يضمها متحفنا القبطي الرائع، ومن أبرز المعلومات المتعلقة بهذا المتحف ما يلي
بفضل احتوائه على العديد من الآثار القبطية القديمة، أصبح للمتحف القبطي أكبر متحف للفنون والآثار القبطية الموجودة على مستوى العالم، وأهم الأقسام التي يضمها المتحف ما يلي
تم ترتيب مقتنيات المتحف القبطي ومشتملاته ترتيبًا زمنيًا مميزًا، كما تم تقسيمها تبعًا لنوعية كل منها، حيث يبلغ عدد الأقسام حوالي 12 قسم، ومن أهم مقتنيات المتحف القبطي ما يلي
عند قرائتك كتب عن التاريخ وتجدها ذكرت المتحف القبطي قد يدور في ذهنك الكثير من الأسئلة والاستفسارات المتعلقة بفكرة المتحف القبطي، لذا قمنا بتحضير أهم وأبرز هذه الأسئلة كما وضحنا الإجابات الوافية عليها، ومنها
ظلت هذه الآثار محفوظة داخل قاعة مستقلة بها في المتحف المصري الموجود بحي بولاق الدكرور حتى عام 1897، بعدها تم نقلها إلى متحفنا القبطي.
تم القيام بعمل افتتاح كبير للجناح الجديد الملحق بمبنى المتحف وذلك في عهد الملك فاروق الأول، والذي قام بوضع مخططات تصميم الواجهة الخاصة به المعماري راغب عياد، والتي جاءت في قمة الروعة والجمال.
قام مرقس باشا سميكة بإعداد وتجمع كافة القطع الفنية التي سيتم عرضها داخل المتحف، وكذلك مجموعة الأسقف الخشبية وبقايا الكنائس القديمة التي تعد واحدة من أبرز التحف الفنية الموجودة بالمتحف، وانتهى فعليًا من بناء المتحف مبدأيًا عام 1902 ميلاديًا.
مع اقتراب حلول نهاية العام وبدأ شهر ديسمبر بالتحديد من كل عام، تبدأ مظاهر احتفال الأقباط بعيد الكريسماس، حيث تتزين الكنائس وتبدأ في دق الأجراس وتعم أجواء البهجة والسعادة لدى كل منهم، وبما أن المتحف القبطي واحد من الأماكن التي لها علاقة بالتاريخ القبطي فإنه يعد واحد من الأماكن التي يقصدها الكثيرين منهم، وخاصة الكنيسة الموجودة بالقرب من المتحف، وبالتالي يعد أحد أهم المزارات التاريخية في الكريسماس.
وإلى هنا نكون قد وصلنا معكم إلى ختام حديثنا عن المتحف القبطي وكل ما يتعلق به، سواء تاريخ نشأته وأهم الأقسام والآثار الموجودة به، بالإضافة إلى أهميته الدينية لدى الأقباط والارتباط الوثيق بينه وبين الاحتفال بالكريسماس في كل عام.