المتحف المصري هل تعلم أن هذا المتحف هو أحد أهم المتاحف في العالم أجمع، يرجع ذلك للعديد من الأسباب التي سنتعرف عليها في مقالنا، ستجد الكثير في كتب عن تاريخ مصرالقديمة من ملوكنا الفراعنة في المتحف أيضاً.
كما سنقوم سويًا بالدخول إلى المتحف المصري لنتعلم كيف نشأ المتحف ومتى وما هي أهم الآثار الموجودة داخله، وما هي أهم مراحل التطوير التي نالها المتحف ليصبح على شكله الحالى، وما هي قصة المتحف المصري الجديد، كل ذلك وأكثر ستجدونه بين سطور هذا المقال.
يقع المتحف المصري في قلب عاصمة جمهورية مصر العربية القاهرة، بالتحديد في الجهة الشمالية لميدان التحرير، ومن أجل التعرف على المتحف بصورة أكبر دعونا نتحدث عن
من أجل وضع التصميم الأمثل للمتحف المصري تم عمل مسابقة دولية لاختيار أفضل تصميم معماري للمتحف، وفاز بتلك المسابقة مهندس معماري فرنسي الجنسية يدعى مارسيل دورغنون كان ذلك في عام 1895 ميلادية.
من أحد أسباب فوز تصميمه لأنه جعل من هذا المتحف متحفًا عامًا وليس مجرد مبنى مغلق كما كان متعارف عليه بين جميع المتاحف حول العالم، ولهذا فإن المتحف المصري هو أول متحف عام على مستوى العالم، كما إنه أقدم متحف أثري في الشرق الأوسط.
تم وضع حجر الأساس للمتحف في الأول من شهر أبريل لعام 1897 ميلاديًا، وانتهى تنفيذ المتحف على يد مهندس ألماني الجنسية يسمى هرمان جرابو في شهر نوفمبر لعام 1903 ميلاديًا.
شهد الخديوي عباس حلمي الثاني وجميع الوزراء بالإضافة إلى رئيس مجلس الوزراء في ذلك الوقت وضع حجر الأساس للمتحف.
تم نقل الكثير من المجموعات الأثرية المختلفة من قصر الخديوي إسماعيل إلى المتحف، عن طريق موكب رائع استخدم فيه حوالي 5 آلاف عربية خشبية لنقل الآثار الخفيفة، وعمل أكثر من 19 رحلة ذهابًا إلى المتحف المصري وإيابًا إلى قصر الخديوي والعكس لنقل الآثار الضخمة وذلك عن طريق قطارين.
يحتوي المتحف المصري على
يتميز المتحف المصري باحتوائه على أعظم مجموعات أثرية تدل على عراقة الحضارة المصرية ومدى تقدم العلم آنذاك، فعند النظر إلى داخل المتحف سنجده يحتوي على أكثر من 180 ألف قطعة أثرية رائعة وغاية في الجمال.
يعود بعضها إلى عصور ما قبل التاريخ، عصر التأسيس، عصر الدولة القديمة، الدولة الوسطى، الدولة الحديثة، والدولة المتأخرة، ومن أشهر تلك المجموعات الأثرية الموجودة في المتحف المصري
يصف تمثال خفرع جلوس الملك خفرع بكل ثقة رافع الرأس على عرشه المزين من الجانبين برسم سما تاوي الذي يرمز إلى وحدة مصر العليا والسفلى، وعلى ظهر العرش يقف الإله حورس على هيئة صقر مفرود جناحيه لحماية الملك.
يعود تلك التحفة الفنية إلى عهد الملك منكاورع في الأسرة الرابعة عصر الدولة القديمة، صنع هذا التمثال من حجر الشست الرمادي المخضر.
ترجع تلك الأقنعة إلى عهد الدولة الحديثة بالتحديد الأسرة الثامنة عشر عصر الملك أمنحتب الثالث، تم العثور عليه في مقبرة يويا وتويا الموجودة في وادي الملوك في محافظة الأقصر، وتم نقله إلى المتحف المصري بعد ذلك.
لكن الرأس الموجودة في المتحف المصري هي تصميم آخر لرأس الملكة نفرتيتي ليس في جمال وعظمة الرأس الموجودة في ألمانيا، ولكنها في النهاية تعتبر تمثال لرأس نفرتيتي، صنع هذا الرأس من حجر الكوارتزيت.
تم اكتشاف مقبرة توت عنخ آمون في الأقصر، وتم نقل القناع إلى المتحف المصري، والآن يتم نقله وجميع القطع الأثرية الخاصة بمقبرته إلى المتحف المصري الكبير.
أما عن الأحجار فلا يخلو المتحف من الكثير من الأحجار التي لا تقل أهمية عن التماثيل، فمن تلك الأحجار اكتشفنا تاريخ مصر القديم، ومن تلك الأحجار المهمة الموجودة في المتحف ما يلي
لهذا فإن النقوشات التي عليه الآن كأنها لوحة فنية رائعة تصور توحيد مصر العليا والسفلى في عهد نعرمر، تم صناعة هذا الحجر من الشست الأخضر وعثر عليه في الكوم الأحمر.
نال المتحف المصري العديد من التطويرات المعمارية الرائعة منذ نشأته، ففي عام 2006 بالتحديد في شهر أغسطس تم وضع خطة وتنفيذها لتطوير المتحف المصري فكان هذا هو التطوير الأضخم في عمر المتحف، شمل هذا التطوير
أما التطوير التالي فكان عام 2012 بالتحديد في شهر مايو، نال هذا التطوير إعادة تأهيل المتحف مرة أخرى بسبب اختفاء الكثير من ملامح وجمال المتحف الأصلى المعماري نتيجة للتلوث والعوامل الجوية الخارجية.
فقد تم تجهيز المتحف وتطويره مرة أخرى عن طريق إعادة ترميمه هندسيًا ومعماريًا للجناحين الشمالي والشرقي للمتحف، ومعالجة جميع المشاكل التي تتعلق بإضاءة المتحف، وتم الإنتهاء من هذا الترميم في عام 2016.
وفي 2018 في شهر نوفمبر كانت آخر مراحل التطوير التي نالت المتحف المصري، فتم إعادة سيناريو العرض المتحفي، كما تم عرض مقتنيات الملك توت عنخ آمون والملك يويا وزوجته تويا في الطابق العلوي، وتغيير دهان حوائط المتحف، عمل صيانة كاملة للفتارين.
في غضون أشهر قليلة سنشاهد أكبر وأجمل متحف على مستوى العالم، إنه المتحف المصري الكبير، فمن المتوقع أن يضم المتحف أكثر من مائة ألف قطعة أثرية للعصور الفرعونية، الرومانية واليونانية.
يستقبل المتحف المصري الكبير كل يوم بعض القطع الأثرية، من المتحف المصري والمتاحف الأخرى الموجودة على سبيل المثال في الأقصر من أجل تجهيزها لعرضها في أحسن هيئة.
كما يتم تجهيز المتحف ليضم منطقة استثمارية تحتوي على حوالي 20 محل تجاري، ثماني مطاعم، فندق يسع حوالي ثلاثين غرفة.
ومن أشهر المعالم الأثرية التي ستكون موجودة في المتحف المصري الكبير
المتحف المصري هو نبذة مصغرة عن تاريخ مصر القديم، بالطبع ستتعرف عليه عندما تذهب في رحلة إلى المتحف المصري، ستتعلم كيف كانت الحضارة المصرية القديمة، كيف كان يعيش أجدادنا، ستغمرك القشعريرة عند سماع قصة كل ملك منهم، وكيف وصل بهم التقدم المعماري آنذاك ليتحاكى به جميع العالم إلى الآن.