الكلمة طول عمرها لها وزنها وتأثيرها، وزي أي سلاح في الدنيا، كانت الكلمة سلاح قوي في أيادي المفكرين والكُتاب، حاربوا بيها ودافعوا بيها عن أراضيهم وأفكارهم وكمان دينهم، وفي أوقات تانية كانت زي جرعات الخمر اللي بتاكل عقلك وتستولى عليه.
وفي ظل حروب الكلمات على مدار السنين، وقع بعض من محاربينا العرب من المفكرين والكتاب في فخ الاغتيال!
قصتنا عن 8 كُتاب عرب عاشوا لحظة الاغتيال وشافوا الموت بعنيهم.. في منهم اللي راح معاه ومنهم اللي كان لسه في عمره باقي.
أول حكاية اغتيال معانا هي: عملية اغتيال نجيب محفوظ
على الرغم كونه الكاتب العربي الأول والوحيد لحد دلوقتي اللي فاز بجائزة نوبل وقدر ينقل هويته وثقافته للعالمية إلا إن عملية اغتيال الأديب الكبير نجيب محفوظ قامت بسبب روايته المشهورة “أولاد حارتنا”.
الحادثة تمت في يوم 14 أكتوبر 1994 على يد شابين من الإسلاميين المتطرفين اللي كان مبررهم إن الأديب “تطاول على الذات الإلهية”، واللي اتضح بعد كدة من التحقيقات معاهم إنهم “مقرأوش الكتاب أصلاًّ”!! وإن فعلهم ده جه تمثيل لأوامر أمير الجماعة الإسلامية اللي كانوا بينتموا ليها.
المجرمين أصابوا الأديب نجيب محفوظ بجرح شديد الخطورة في رقبته بسكينة حادة، واستمرت عملية شفائه أسابيع متتالية في المستشفى، ووصفوا الصحفيين ساعتها إن الأديب “نجا منها بمعجزة!”.
ومن خلال اللي اتنشر في كتاب “في حضرة نجيب محفوظ” للكاتب محمد سلماوي، تم الكشف عن هوية واحد من مرتكبين الجريمة، وهو شاب اسمه محمد ناجي كان بيشتغل فني تصليحات الأجهزة الإلكترونية والكهربائية، وأنضم للجماعة قبل جريمته ب 4 سنين، واعترف الشاب للكاتب سلماوي إن أوامر أمير الجماعة تم إصدارها بناءً على فتاوى “الشيخ عمر عبدالرحمن”.
والجدير بالذكر إن رواية “أولاد حارتنا” تمت منعها من النشر في مصر سنين طويلة بتعليمات من الأزهر الشريف.
تاني حكاية اغتيال معانا هي: عملية اغتيال يوسف السباعي
كاتب وأديب من نوع خاص عنده درجة من الحنكة والذكاء أهلته إنه يكون وزير للثقافة المصرية سنة 1973، وبصفته أمين عام منظمة التضامن الإفريقي الأسيوي، كان من ضمن الوفد المصري اللي سافر نيقوس
يا عاصمة قبرص لحضور مؤتمر التضامن الأفرو آسيوى السادس.
وفي صباح يوم 18 فبراير 1978 بعد حضوره المؤتمر في الفندق، وأثناء وهو بيقرأ مجلة اتفاجئ يوسف السباعي بهجمة مفاجئة من شخصين مسلحين، أصابوه بـ 3 طلقات رصاص كتبت نهايته في عالمنا!
تداول الحديث ساعتها إن الاغتيال حصل بسبب إعلان الأديب تأييده لمبادرة السلام اللي عقدها السادات مع الكيان الصهيوني.
تالت حكاية اغتيال معانا هي: عملية اغتيال الكاتب والمناضل الفلسطيني غسّان كنفاني
تأثير الكاتب الراحل على الكيان الصهيوني كان كبير وقوي وكان بيمثل تهديد قوي ليهم وده كان السبب اللي خلاهم يقرروا اغتيالها بطريقة خبيثة وخاينة زيهم.
العملية تمت في بيروت 8 يوليو 1972، بعبوة ناسفة تم وضعها في عربيته وبالطريقة دي رحل المناضل الشجاع والكاتب الفلسطيني غسان كنفاني عن عالمنا في سن الـ 36! تارك بصمته
في كتاباته اللي لسة عايشة ولسة بيقرؤها جيل ورا جيل. تم دفن رثاته في مقابر الشهداء في بيروت.
رابع حكاية اغتيال معانا هي: عملية اغتيال فرج فودة
تعتبر من أشهر عمليات الاغتيال في التسعينيات، رحل على إثرها الكاتب فرج فودة بآخر كلمات لفظها قبل رحيله “يعلم الله أنني ما فعلت شيئًا إلا من أجل وطني”.
قبل عيد الأضحى بأيام، وبالتحديد في يوم 8 يونيو 1992 الساعة 6:30 مساءً، أثناء خروج فودة من مكتبه في شارع أسماء فهمي في منطقة مصر الجديدة ومعاه ابنه “أحمد” والسائق الخاص بيه، ظهر اتنين مسلحين وضربوا عليه الرصاص وحاولوا الهرب إلا إن السائق الخصوصي له قدر يمسك مجرم منهم. اتنقل فودة للمستشفى في محاولة إنقاذ استمرت لمدة 6 ساعات ولكنها
باءت بالفشل.
أثناء التحقيقات، اعترف الشاب المتهم بأساميهم وهما أشرف سعيد إبراهيم وعبد الشافى أحمد رمضان، وكمان اعترف عبد الشافي رمضان أن شخص اسمه أبو العلا عبد ربه هو اللي زوده بالسلاح وحدد له معاد العملية وخطة التنفيذ، وتم الحكم على مرتكبين الجريمة بالإعدام، ومؤبد لعبد ربه لتحريضه على الجريمة.
وسبب الاغتيال كان آراء فرج فوده ضد الفكر الإسلامي المتطرف، والجدير بالذكر إن الأزهر أصدر بيان من خلال جريدة النور الإسلامية في يوم 3 يونيو 1992 مُوقَّع من عدد من كبار الدعاة الإسلاميين في الدولة، بيحرض فيه على قتله وبيتهم فيه المفكر المصري بالكفر وكمان بيدعو لجنة شؤون الأحزاب لعدم الموافقة على إنشاء حزبه (المستقبل)، وده قبل عملية الاغتيال بـ 5 أيام بس!
ومن أشهر مناظرات فرج فودة اللي أثارت غضب الإسلاميين المتطرفين، مناظرة دارت حول “الدولة المدنية والدولة الدينية” واللي جمعته مع عدد من الشخصيات الدينية في معرض الكتاب بالقاهرة في يناير عام 1992.
خامس حكاية اغتيال معانا هي: عملية اغتيال الكاتب والمفكر اللبناني حسين مروة
حسين مروة الكاتب والمفكر اللبناني صاحب الـ 77 سنة، رغم سنة الكبير إلا إن ده ممنعش من إغتياله!
في بيت حسين مروة في منطقة الرملة البيضاء، بيروت 17 فبراير سنة 1987 وهو على فراش الموت، دخل عليه أتنين مسلحين وأنهوا حياته بدم بارد وبدون أي تردد.
وسبب اغتياله هي أفكاره اللي تبناها ونشرها وكانت من أشهرهم في كتاب ” «النزعات المادية في الفلسفة العربية الإسلامية» واللي أثار جدل كبير وقتها.
سادس حكاية اغتيال معانا هي: عملية اغتيال الكاتب والصحفي ناهض حتر
في صباح يوم الحد الموافق 25 من سبتمبر سنة 2016، في طريقه لمحكمة “قصر العدل” في قلب العاصمة الأردنية عمّان، لحضور جلسة محاكمته بتهمة إثارة “النعرات المذهبية” و”إهانة المعتقد الديني”، على خلفية رسم كاريكاتيري شاركه عبر حسابه الخاص على موقع فيسبوك، بينتقد فيه الفكر “الداعشي”، قام شخص مسلح بضرب حتر بـ 3 رصاصات أنهت حياته فوراً !
وأعلنت السلطات الأردنية إعدام قاتل حتر “رياض عبد الله” صاحب الـ 49 عاماً، وهو من منتمي “التيار السلفي الجهادي”، وأشاعت أنباء عن أنه كان إمام لمسجد في منطقة الهاشمي، وعلى إثرها تم فصله من عمله.
سابع حكاية اغتيال معانا هي: عملية اغتيال الأديب والكاتب مولود فرعون
في ظل وجوده بمؤسسة تربوية مع 5 مثقفين، سال دمهم كلهم على تراب بلد “المليون شهيد”!
بكلماته الشهيرة ضد الاحتلال الفرنسي لبلده واللي استمر لأكنر من 130 سنة; “أنا أناضل ضدكم بلغتكم، ولأبعدكم عن الدروب الوعرة التى تعشق قبائلنا أن تعيش أجمل الأيام القبائلية فيها.. أنا أناضل ضدكم ولن تمنعنى ثقافة المهجر من النطق بما تحتاجه الثقافة الجزائرية التقليدية”.
الأديب والكاتب الجزائري مولود فرعون تم اغتياله على إيد عصابة منظمة الجيش السرى الفرنسى، فى 15 مارس 1962 على أرض بن عكنون بالجزائر، قبل 4 أيام من وقف إطلاق النار الذي شكل الخطوة الأولى لنهاية الثورة الجزائرية واستقلال الجزائر.
الكلمة قوية..الكلمة رمح سهامه بتصيب الهدف، بتغير أحداث وتبدل قرارات وتوتر نفوس، هتفضل الكلمة تخوف ضعاف النفوس، ومع كل محاولات الاغتيالات دي ظناً منهم إنهم كده انتصروا، عاشت الكلمة ومات صاحبها!
لو عجبك المقال متنساش تسيب تعليقك الخاص وتقيم المقال بالنجوم، شكراً لوقتك.