هل تُحب القراءة و لكن يبدو أنك لا تجد وقت للقراءة أبدًا؟
هل ساعدت المفاهيم المغلوطة عن القراءة في تعزيز تلك الفكرة لديك؟ القراءة تحتاج إلى الكثير من وقت الفراغ، أليس كذلك ؟
فى أغلب الأحيان عندما يصبح لدى الإنسان ولع تجاه شىء أو شخص ما، يحاول بشكل أو باخر تخصيص وقت معين له.
فكم من الوقت نقضيه على هواتفنا فى تصفح مواقع التواصل الاجتماعي؟ أو ، للبعض الآخر ، فى لعب ألعاب الفيديو؟ فيبدو أننا نجد الكثير من الوقت لاقحام تلك الأشياء البسيطة فى يومنا المكتظ.
لا ، إن القراءة لا تحتاج إلى الكثير من وقت الفراغ. وليست كالواجبات المدرسية التي يجب تسليمها كل صباح وإلا أثرنا غضب المُدرس. و ليسوا كل من حولنا ممن يستطيعون قراءة خمسين أو مائة كتاب فى السنة أُناس خارقين أو عاطلين ( فيصبح يومهم كله مُخصص للقراءة!)
القراءة هواية وأحيانًا مهنة للبعض، وتُقدِم المتعة والسعادة لمُحبيها. وهناك الكثير من الأفكار المغلوطة عنها من كونها للمتفرغين فقط أو أن المواظبة عليها تتطلب ذكاء من نوع خاص والتى يجب أن نعمل على تصحيحها لنُفسح المجال لكل من أحب القراءة فى يومٍ من الأيام ثم تخلى عنها بسرعة ويريد الرجوع إليها بطرق جديدة وعملية.
و أنتم فى المكان الصحيح، فإليكم بعض الطرق المُجربة بالنسبة لى بشكل شخصى لتنمية معدل قراءتكم اليومى بشكل ملحوظ ومُستمر.
إقراء ايضاً أفضل كتب الأطفال
ما هى الكُتب الصوتية أو المسموعة؟ الكُتب المسموعة هى كُتب مُسجلة، ويتم تسجيلها من قبل ممثلين صوت ( الراوي أو الشخص الذى يتم تسجيل الكتاب بصوته ) ويمكن ايجادها فى العديد من منصات وتطبيقات القراءة حول العالم أو على بعض مواقع التواصل الاجتماعى خاصًة يوتيوب.
و إزداد الاحتياج للكتب الصوتية أو المسموعة مؤخرًا أكثر من أي وقتٍ مضى بسبب زيادة أعباء الحياة وإنشغال معظم الناس سواءً فى أعمالهم الخارجية أو المنزلية وخاصةً لدى الكثير ممن لديهم عائلات ومسؤوليات تمنعهم من تخصيص وقت من اليوم للراحة أو الاسترخاء.
يمكنك بسهولة تحميل الكتاب الصوتى وتشغيله على هاتفك أو حاسوبك المحمول ( أو أي جهاز يمكنك من خلاله تحميل الكُتب المسموعة ) أثناء قيامك بشتى الأعمال سواء خارج أو داخل المنزل من ممارسة الرياضة مثًلا إلى الجرى أو القيادة أو غسل الأطباق أو ترتيب المنزل، إلى اخره دون أن تضطر للجلوس وتأجيل القيام بمُهماتك الاخرى لتوفير وقت للقراءة.
بجانب ذلك فإن الكتب المسموعة ممتعة بشكل كبير و تُضفى على الكُتب والشخصيات روح من خلال تمثيل الراويين لكل شخصية بصوت وأداء مُختلف و فريد فتزيد من لذة التجربة والكتاب بشكل مضاعف.
كم مرة فى اليوم يعلق الفرد منا فى إشارات المرور؟ أو يجد نفسه فى عيادة الطبيب مُقيد بالانتظار فى طابور طويل من المرضى؟ أو الاستراحات ما بين المحاضرات؟ وأحيانًا، تعتبر لدى البعض هى الفترات الوحيدة التى يمكنهم فيها التقاط أنفاسهم أو تفحص هواتفهم.
ويمكننا إضافة الكثير والكثير من الحالات التى يتعين فيها على الفرد منا الانتظار وإن اختلفت فهى تشترك فى شعورنا الأبدي بالملل. وهنا تتدخل الكُتب الإلكترونية.
الكتاب الإلكتروني هو كتاب يتم توفيره في شكل رقمي، ويتألف من نصوص أو صور أو كليهما، ويمكن قراءته على الشاشة المسطحة لأجهزة الكمبيوتر أو الأجهزة الإلكترونية الأخرى.
فبعدما أصبحت الهواتف المحمولة جزء لا يتجزأ من حياتنا اليومية سيطرت الكتب الإلكترونية وأصبح لها دور مهم فى تسهيل وتمكين مُحبى الكُتب من قراءة كتبهم المفضلة وإستخدام هواتفهم فى آن واحد. وأيضًا دون القلق من نسيان كتابهم الورقى فى المنزل أو العمل.
ففى هذه الحالة يقوم الفرد بتمرير الوقت و فى نفس الوقت ايجاد وقت للقراءة بشكل فعال و زيادة معدل قراءته اليومى. فبكل سهولة يمكنك فقط فتح الكتاب الإلكتروني على هاتفك فى أي مكان و أي وقت.
و لكن علينا أن نتذكر أنه مهما سيطرت الكُتب الإلكترونية ستظل الكُتب الورقية ذات مكانة خاصة فى قلب كل مُحبى القراءة. فإذا كُنت من الأشخاص أصحاب الذاكرة الجيدة ويمكنك تذكر حمل كتابك الورقى فى كل مكان، فلا تتردد فى فعل ذلك.
إقرلء ايضاً عن الادب الروسي
الكثير ممن لديهم حياة مشغولة ومزدحمة لا يجدون أي وقت خاص لأنفسهم إلا فى نهاية اليوم وعند ذهابهم إلى السرير سواء للنوم أو الاسترخاء قليلًا وتفحص هواتفهم ومتابعة كل ما فاتهم أثناء اليوم.
لذلك تُصبح القراءة قبل النوم خيار جيد، لأسباب عديدة أولها: أن القراءة تُساعد بشكل كبير على الاسترخاء وتصفية الذهن من كل الأفكار السلبية التى جمعناها على مدار اليوم والتخفيف من التفكير الزائد الذى يزيد معدله بشكل ملحوظ قبل النوم.
بالإضافة إلى أن القراءة قبل النوم تُزيد من نسب تذكر ما قرأناه عند الاستيقاظ فى الصباح. ويتسم عادةً ذلك الوقت من اليوم بالهدوء. وعلى الأغلب يكون الجو مُناسب بشكل أكبر لاستيعاب ما نقرأه.
وبذلك نكون حققنا الكثير من النقاط الجيدة من تصفية الذهن والاسترخاء وتقليل مُعدل التفكير الزائد فالشيء الوحيد الذى نريد زيادته هو مُعدل قراءتنا اليومى وأيضًا تذكر كل ما قرأناه بشكل أكبر فى اليوم التالى دون أن يكلفنا الأمر أي مجهود.
هُناك الكثير من الأخطاء الشائعة التى يقع فيها الكثير من القُراء الذين يطمحون إلى المواظبة على القراءة خاصةً فى بداية رحلتهم مع مُمارستها أهمها هى: إختيار الكُتب الشهيرة فقط أو إختيار كُتب عشوائية تمامًا أو كُتب طويلة ( كبيرة الحجم ) أو القبول باقتراحات لكُتب لا تنتمي إلى النوع الأدبي المُفضل لدينا.
و يؤدى ذلك وبكل سهولة إلى الملل و من ثَمَّ الاستسلام و عدم إتمام الكتاب الذى بحوزتنا. فيجب عليك، وخاصةً اذا كُنت بالكاد تجد وقت للقراءة فى يومك، أن تتجنب هذه الأشياء وذلك عن طريق معرفة نوعك الأدبي المفضل واختيار كُتب تنتمي إلى ذلك النوع.
وأيضًا تجنب إختيار الكُتب الطويلة جدًا. فإذا استغرقت قراءة كتاب واحد منك عدة أشهر نتيجة انشغالك الدائم فى العمل وغيره من الأنشطة سيبعث ذلك فيك شعور بالإحباط ربما يجعلك تتخلى عن الفكرة كلها من الأساس.
ولكن الكُتب القصيرة عادةً ما تستغرق وقت للقراءة أقل، خاصةً إذا كانت تنتمى إلى نوعك المفضل، مما يحفزك بشكل كبير على الانتهاء منها والشعور بأنك تقوم بالفعل بتقدم ملحوظ.
تعرف على أشياء تستفز مُحبي القراءة
هل تذكرون عندما كُنتم فى المدرسة أو اذا لازلتم فى المدرسة ويحدث أن تنسوا عمل واجبكم المدرسى، فتجدوا أن صديقكم المُفضل لم يقم بعمل واجبه هو الآخر ويتحول شعوركم فورًا من القلق إلى الراحة؟
بالطبع جميعنا نذكر هذا الشعور. فالمشاركة باختلاف أشكالها وأنواعها تبعث في نفس الإنسان شعور طيب. كذلك الأمر بالنسبة للقراءة. فعندما تزدحم حياة الفرد منا بكل أنواع الأعمال والمسؤوليات يصعب عليه الاستمتاع بوقته أو بالقيام بأنشطة ترفيهية فى العموم.
و فى هذه الحالة، فإن المشاركة تلعب دور هام فى تحسين علاقتك بالقراءة. فيمكن لشىء بسيط مثل الاتفاق مع صديق أن تقوموا بقراءة نفس الكتاب أن يحفزك ويحمسك بشكل كبير للمواظبة على القراءة بمعدل يومي معقول. وأيضًا يفتح باب للنقاش بينك وبين الأصدقاء مما يزيد من مُتعة التجربة.
وتزداد التجربة مُتعة أكثر كلما زاد عدد المُشاركين ومثال آخر على ذلك هي نوادي القراءة. فنادى القراءة هو مجموعة من الأشخاص يجتمعون بانتظام للحديث عن كتاب قاموا جميعًا بقراءته لذلك هو من الوسائل الفعالة لتعزيز حُبك للقراءة والمواظبة عليها.