كاتب أرخت أعماله تاريخ مصر في العصر الحديث على مدار قرن من الزمن، وتوارثت أعماله بين قراء جميع الفئات العمرية على اختلاف أعمارهم، والآن يقدم لنا ترشيحات كتب مهمة لكل القراء فلم تكن مؤلفاته محط نظر أبناء وطنه وهويته فقط، بل كانت محط نظر العالم حيث ترجمت أعماله الى عدة لغات أجنبية.
مُنح أعظم الجوائز العالمية، أنها جائزة “ألفريد نوبل” في فرع الآداب في عام ١٩٨٨، ليصبح أول كاتب عربي يحصد تلك الجائزة والأوحد حتى الآن في عام ٢٠٢١ أنه المبدع نجيب محفوظ
ربما يلهث القراء نحو قراءة أعماله عدة مرات، أو يشاهدها سينمائيا أو دراميا، وربما أغلب المثقفون يمتلكون مجموعة أعماله كاملة، ولكن من المؤكد أن أي أديب أو كاتب يحلم بالفوز بجائزة نوبل يلح في ذهنه سؤال هاما وهو: ما هي الكتب التي يرشحها لك نجيب محفوظ؟
سؤال يتبادر إلى ذهن أي كاتب يحلم أن يكون أسطورة جيله خاصة في بداية حياته الأدبية، ويرى أن محفوظ قدوة مثلى يستطيع أن يقتدي لاعتلاء عرش الكتابة، فمن البديهي أن يتبادر الى ذهنه ما هي مصادر ثقافات ذلك المبدع؟ وما هي الأعمال التي يرشحها لنا.
وقد أصبح ذلك السؤال متصدرا كافة ندواته الثقافية ولقاءاته التلفزيونية التي جاوب فيها “محفوظ” إجابة مجملة غير تفصيلية بأنه يعشق كتب التاريخ وإن قراءة التاريخ هامة لأي مفكر أو أديب وأن يجمع القارئ بين المراجع العربية والأجنبية لمساعدته على تحليل الأمور.
كما أنه كان يذكر دائما أن مصطفى لطفي المنفلوطي، توفيق الحكيم، طه حسين ، عباس محمود العقاد من كتابه المفضلين العرب، وأن تولستوي و وليم شكسبير، دوستويفسكي، تشيخوف، تشارلز ديكنز من كتابه المفضلين الأجانب، وقد تلاحظ هذا في أفضل روايات نجيب محفوظ.
كما صرح أيضا محفوظ في احدى حواراته الصحفية أنه يبدأ يومه بقراءة آيات من القرآن الكريم وكأنه يشعر في وجدانه أنه لا يستطيع أن يقرأ لمخلوق مما بلغ إبداعه دون أن يقرأ كتاب الخالق أولا ذلك الكتاب الذي يمثل الغذاء الروحي والإبداعي لإلهامه.
ثم بعد ذلك يقرأ أحد القصائد الشعرية للشاعر العالمي طاغور وهو من الشعراء القلائل الذين حصل على جائزة نوبل في الآداب، ثم يقرأ كتاب عن الفن التشكيلي أو يذهب للتأمل لإحدى اللوحات الفنية وكأن الشعر والفن يشعلا داخله وقود الإلهام ونار الابداع ويستدعوا وحي الكتابة.
ذلك يمثل طقس يومي ل محفوظ بغض النظر عن كم ونوعية الكتب المختلفة التي يقرأها بعد ذلك، لذا يقدم لنا الأديب نجيب محفوظ أهم ترشيحات كتب له لا تفوق قرائتها، وهذا ما قد تعرفنا عليه مسبقاً في معلومات عن نجيب محفوظ.
قد استطاع بعض الكتاب والصحفيين اقتناص أسماء كتاب محددين قرأ محفوظ أعمالهم كاملة وأيضا أسماء ترشيحات كتب يرشحها نجيب محفوظ من خلال لقاءات شخصية وحوارات صحفية تم تسجيلها مع محفوظ قبل وفاته من أجل كتابة كتب متخصصة عن حياته وأعماله وحياته الثقافية ومن أهم تلك الكتب:
أول كتاب في ترشيحات كتب يرشحها لنا الأديب نجيب محفوظ، وقد أشار الكاتب محمود الشنواني في كتابه ثلاثون عاما في صحبة نجيب محفوظ” أنه كان حريص على قراءة الكتب التي يشيد بها محفوظ من الأدب العالمي وأن الكاتب العالمي تولستوي هو كاتبه المفضل.
أفضل روايته هي رواية الحرب والسلام تلك الرواية التي أصدرت في أواسط القرن التاسع عشر عام ١٨٦٨ واستطاع فيها تولستوي إبراز فترة هامة من تاريخ روسيا تعرضت فيها للغزو الفرنسي على يد نابليون بونابرت وقد وصل الى موسكو لكن محاولته لم تكمل نجاحها في الاستيلاء على أراضي روسيا بل عاد مهزوما منكسرا.
قد صنف النقاد تلك الرواية على أنها رواية تاريخية، ملحمية، وفلسفية وتعد هي ورواية أناكارنينا أعظم ما قدمه تولستوي إلى الأدب العالمي، والتي طرحت سؤالا لم يتم الإجابة اليه إلى الآن بعد مرور قرن ونصف على تأليف الرواية وهو: لماذا الانسان يقتل أخيه الإنسان؟
ثاني كتاب من ترشيحات كتب نجيب محفوظ، قرأتُ كل ما كتبت، فهديتني إلى الطريق على المستوى الشخصي، وجدت فيك نفسي بلا شك، وهيأتَ لي أكبر متعة عرفتها في حياتي، وأكبر تقدير كان نصيبي منها.
الغريب أنني لمَّا دخلت عالم الكتابة، لم أكن امتدادًا لرومانسيتك، بل نقيض لها. لكن الشعلة كانت تستمد منك زخمها وتأججها، ويعد هذا الكتاب من ضمن كتب فلسفة قديمة قد نالت إعجاب الكاتب نجيب محفوظ ورشحها لنا.
وأتذكر الآن أني ظللت، مدة طويلة بعد رحيلك، أحسبك لا تزال بيننا، حتى عرفت ذات مرة عن طريق المصادفة أنك مت في يوم الاعتداء على سعد باشا زغلول، فكان النبأ بالنسبة إليَّ بمثابة صدمة كبيرة.
وأعترف لك بأن صورة كبيرة لك كانت معلقة على حائط غرفتي. وأذكر أنني قرأت مقالة حادة وعنيفة للمازني يهاجم فيها المنفلوطي وطريقته وأسلوبه، فآلمتني لدرجة أنني لم أذق طعم النوم تلك الليلة.
تلك الكلمات أهداها محفوظ إلى روح المنفلوطي في أحد رسائله اعترافا منه أنه الكاتب الذي زرع بداخله حب الكلمة وقام بنشرها الكاتب الصحفي محمد شعير في جريدة أخبار الأدب نقلا عن مقال نجيب محفوظ في مجلة الوسط اللندنية عام ١٩٩٤ .
كما ذكر شقير أن حينما انتقل محفوظ من الجمالية الى العباسية وعمل على انشاء مكتبته الخاصة كان أول ما وضع بها مجموعة أعمال المنفلوطي وذكر أن أول كتاب قرأه هو كتاب العبرات، لذا هو من أهم ترشيحات كتب نجيب محفوظ لنا.
تم اصدار الكتاب عام ١٩١٥ وهو عبارة عن مجموعة من القصص القصيرة الاجتماعية التي عكست ما تعانيه بعض الأسر المصرية في ذلك الوقت وهو يتألف من ثمان قصص اليتيم، الحجاب، الهاوية، العقاب، الشهداء، الذكرى، الجزاء، الضحية وقد ترجم هذا الكتاب الى اللغة الفارسية.
بالرغم من احتواء مكتبة نجيب محفوظ على مجموعة الأعمال الكاملة لصديقه وكاتبه المفضل “توفيق الحكيم” ولكنه حين يسأل عن أحب أعمال الحكيم الى قلبه يجاوب رواية عودة الروح ومسرحية أهل الكهف الذي كان يشعر محفوظ أن الزمن هو بطل العمل مثلما كان يتخذه محفوظ بطلا لروايته.
مسرحية أهل الكهف هي أول مسرحية للكاتب توفيق الحكيم ١٩٣٣ وقد ترجمت الى اللغة الايطالية، والفرنسية، وقد افتتح بها المسرح القومي في مصر أول أنشطته المسرحية فكانت أول مسرحية تعرض على خشبته عام ١٩٣٥، والمسرحية مقتبسة عن قصة أهل الكهف الحقيقية التي تم ذكرها في القرآن الكريم.
وهي تعالج بعض القضايا الاجتماعية التي واجهت أبطالها بعد العودة مرة أخرى إلى الحياة بعد فترة نوم استغرقت عشرات السنوات ليواجه الإنسان صراعه مع أحداث الزمن المستجدة خلال فترة من التاريخ مرت عليه في غفلة وهو نائم.
رواية عودة الروح قامت بكتابتها الحكيم في فرنسا عام ١٩٢٧ ونشرت عام ١٩٣٣ وهي تجسد أحداث سياسية و تغيرات اجتماعية حدثت في الفترة بين الحربين العالميين الأولى والثانية وأحداث ثورة ١٩١٩ التي شارك فيها البطل محسن.
ذلك الشاب المصري الذي غادر أسرته الثرية ب دمنهور ليتلقى تعليمه في القاهرة ويعيش مع أعمامه والتي يشارك هو وأقاربه في تلك الثورة، وقد ترجمت الرواية إلى الروسية والفرنسية والإنجليزية وتعد هذه الرواية من أهم ترشيحات كتب نجيب محفوظ لنا أيضاً.
ثالث كتاب في ترشيحات كتب نجيب محفوظ هو كتاب في النثر لأبي العلاء المعري يصف أحوال النعيم والسعير وشخصيات الناس فيها، ربما لم يحقق شهرة واسعة أثناء نشره خلال حياة المعري (٩٧٣-١٩٥٧) ميلادية.
ولكنه حقق شهرة عالمية بعد استعانة دانتي الشاعر والفيلسوف الذي اعتمد على فكرته في صياغة كتابه الكوميديا الإلهية، لذا يعد الكتاب من أهم ترشيحات كتب نجيب محفوظ لنا
يعتبر كتاب رسالة الغفران من أهم وأجمل ترشيحات كتب النثر ل المعري كما أنه من أقيم كتب التراث العربي التي تم حياكتها بمفردات لغة عربية شديدة الصعوبة اتسمت بالبلاغة وامتلأت بالاستعارات والكنايات والتشبيهات الدالة على عمق اللغة الأدبية التي كتبت بها.
خامس كتاب في ترشيحات كتب هو كتاب السيرة النبوية لابن هشام هو من أروع الكتب التى كتبت عن حياة الرسول سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وقد كتبه محمد بن عبد الملك بن هشام المتوفى عام ٢١٨ هجرية، وهو يعد من الكتب التي كتبت في أقصر فترة زمنية بعد وفاة الرسول أي بعد رحيله بنحو مائة وخمسون عاما.
لذلك يعتبره كثير من العلماء ورجال الدين من أدق الكتب التي رويت تفاصيل عن حياة الرسول والسيرة النبوية العطرة، وقد تناول حياة سيدنا محمد وأخلاقه وسلوكياته في تعامله مع البشر، وجهاده في نشر الدعوة الإسلامية والغزوات التي قام بها والمعجزات التي وقعت له حتى وافته المنية.
هنا نكون قد عرضنا لكم كتب دينية وفلسفية وغيرها من التخصصات التي تعد من أهم ترشيحات كتب لنجيب محفوظ وأهم الكتب التي فضلها في مختلف المجالات وساعدته علي تكوين كيانه ككاتب وأديب مشهور.