iPhone Notes هو تطبيق يتم تثبيته من قِبل Apple iPhone لكتابة الملاحظات
وهو مكان لتخزين التذكيرات وقوائم التسوق والملاحظات الأخرى التي لا يشترط أن تكون كاملة أو متماسكة. ولكن بدء أن يكون له استخدامات آخرى منذ أن بدأت جائحة كورونا (كوفيد-19)، بدا كمدونة لمستخدمي الios أو الأندرويد، بمثابة مكان آمن يتسم بإضاءة هاتف خافتة وبعض الهدوء والأنفراد بالذات.
وكتابة كل تلك الأسرار التي لستُ مستعدًا لمشاركتها مع أي شخص. إنها النصوص التي لم ترسلها أبدًا، والأهداف التي لست متأكدًا من وجودها، والأسرار التي لم أحدًا أحداً بها مطلقًا.
إنها خلاصة وافية أصبحت أكثر أهمية بالنسبة لي ككاتبة في فترة الإغلاق، ومثل كثير من الأشخاص كانت لفترة الوباء تأثيرًا كبيرًا على نفسيتي سواء الصحية منها أو العقلية، كانت هناك الكثير من الأشياء التي يصعب على المرء هضمها بسهولة والقدرة على استيعابها، ولكن بغض النظر عن مقدار التطبيقات الخاصة باليوجا والتأمل التي أقوم بتنزيلها والعدد الهائل من الكتب التي أبتعتها وقمتُ بقرأتها، فلم يساعدني شيء في كل ذلك غير التدوين.
كان الهاتف هو أكثر شيء أحمله في يومي بعد أن جاءني ما يسمى بال Reading block واصبحت بعيدة عن القراءة لفترة وتفرغ تبصورة أكبر للكتابة، فعندما شعرت بتشوش كبير في ذهني، كتبت كل ذلك في تطبيق الملاحظات على الهاتف ولذلك استطعت الوصول بسهولة إلى ما كنت أريده حقًا، فللكتابة سحر خاص، عندما تقرر كتابة ما يشعرك بالتشتت أو الاكتئاب وتعيد قراءته في هدوء ترى الطريق إلى الصلاح وفهم الذات بصورة مبسطة، فدومًا ما اقول أن الكتابة تعبر عن الشخص.
ولكن وفقًا لمقالة كتبتها أوليفيا بيتر على أحد المواقع الانجليزية، فقد ناقشت هذا الموضوع معبرة عن حالتها في جائحة كورونا قائلة : ” ولكن بغض النظر عن مقدار الوقت الذي أقضيه في العلاج النفسي، أو عدد الدورات التي أقوم بها، لم يساعدني شيء أكثر من iPhone Note، فببساطة يمكنني القيام بذلك في أي مكان – لا تحتاج الملاحظات إلى الإنترنت أو شبكة الواي فاي أو حتى الإشارة. يمكنني كتابتها على الأنبوب، عندما تذكرني أغنية بشخص أفتقده. في المطبخ، عندما يفعل رفيق المنزل شيئًا يجعلني أبتسم. وفي غرفة نومي، عندما تبدو محادثة على الهاتف في وقت متأخر من الليل غير منتهية. أصبحت كتابة هذه الأشياء سواء أكانت موضوعة في سياقها أم لا بمثابة تكتيكية للبقاء على قيد الحياة في حالة الجائحة. ليست فقط الكتابة عن الأوقات الصعبة هي التي تساعد. فتوثيق الأشياء السخيفة مهم أيضًا. لدي الآن صفحة كاملة مخصصة لتوثيق الأشياء غير المنطقية التي تقولها والدتي. ونظرًا لأننا لم نعد قادرين على وضع الخطط أو الاستمتاع بكل ما تقدمه الحياة، فإنني أشعر بسعادة صغيرة عندما أنظر إلى الوراء في قوائم المهام الطويلة والمفصلة بشكل يبعث على السخرية في الفترة التي تسبق العطلات الماضية مثل : ” احصل على النقود في الخارج ! ، وشراء الشاي وغيرها من الأشياء القابلة للسخرية عندما نعيد قراءتها مجددًا. “
ولكن الشيء المهم الذي أريد طرحه، هل لديك الجراءة لمشاركة هذه الخواطر مع أحد مهما بدت سخيفة ؟ أو ماذا تفعل إذا سرق هاتفك، هل خوفك سيتجه إلى صورك الخاصة التي تفقدها وقوائم الأرقام الهامة لعملك أم كل ما سيشغل بالك وقتها هذه الخواطر التي تمتلئ بأحلك الأسرار الخاصة عنك ؟
نبيلة عبدالجواد
كاتبة روائية وصحفية مصرية مواليد القاهرة نوفمبر١٩٩٩، حاصلة على بكالوريوس تجارة، بدأت بمدونة صغيرة على وسائل التواصل الاجتماعي، كتبت رواية حانة الأقدار ورواية وداعًا للماريونيت.