يصادف أمس ذكرى رحيل أحد أهم الشعراء الفلسطينيين والعرب والعالميين محمود درويش الذي رحل عن عالمنا أغسطس عام ٢٠٠٨م.
وفي ذكراه أعاد الوسط الثقافي إحياء كلمات يوسف درويش ولكن الإحياء الأكثر من رائع كان من نصيب الكاتبة الكبير أحلام مستغانمي، والتي كتبت على صفحتها الرسمية على فايسبوك، كلمات عن رحيل الشاعر محمود درويش، أولهم حيث نشرت هذه الصورة معلقه:
في ذكرى رحيل محمود درويش ، الفتى المدلّل للحزن . . الذي كانت وصيته الأخيرة ” لا تعتذر عمّا فعلت ”
_____________
موت محمود درويش ترك تلك القضية المقدّسة عارية، سوى من حناجر وخناجر أبنائها.
رَحل درويشهم وبقي محمودنا: “ميم المغامر والمُعدّ المستعدُ لموته / الموعودُ منفياً مريض المُشتهى”.
الشاعر الأبهى مضى فتىً كما جاءنا. لم يشِخ. ظلَّ يحمي صورة الشاعر في وسامته الأبدية، وعنفوانه الأزلي.
رفض, كما رفض قبله نزار، أن نراه في هيئةٍ تخذل قامة الشعر. أوصى بألاّ يعيش حياة اصطناعية في سرير. الموت السريري أكثر مهانة على الشاعر من الموت الشعري.
كَم نازل الموت ، كما يُنازل “الماتادور” في كل أبّهته ثوراً في حلبة كوريدا. في كل مرة كان يعود إلينا من الموت بأُذن الثور، برهاناً على معركة انتصر فيها على المرض , فيهدي أذن الثور إلى حبيبته القصيدة.
. . يُتبع
ثم بعد ذلك بساعات نشرت منشور آخر يضم هذه الصورة التي تجمعها بالراحل محمود درويش معلقه:
كلّما نجا محمود درويش من “سرير الغريبة” وبُعث حياً، ازدهر الشعر بعودته ، وازداد منسوب الجمال في العالم.
كم من مرة وُلد هذا الشاعر, مقابل موتٍ واحد؟
موتا ً واحداً.. لا.. لقد مات عنَّا جميعاً.. بعدد محبّيه .
هو القائل: “لا تعتذر عما فعلت” عليه الآن أن يعتذر لنا واحداً واحداً عن يُتمنا بعده.
محمود..” لماذا تركت الحصان وحيداً؟” ألم تعثر له عن فارس ؟
محمود.. أيها الغالي، كم رخُصت الأشياء بعدك لو تدري ، وكم تواضعت أحلامنا!
_________
( مع محمود درويش رحمه الله في معرض الكتاب في فراكفورت سنة 2004 ، البشت الرجالي هدية من كاتب سعودي قدمه لي حين أعجبت بارتدائه إياه في الإفتتاح )
شارك
لا يوجد محتوى مشابة
نبيلة عبدالجواد
كاتبة روائية وصحفية مصرية مواليد القاهرة نوفمبر١٩٩٩، حاصلة على بكالوريوس تجارة، بدأت بمدونة صغيرة على وسائل التواصل الاجتماعي، كتبت رواية حانة الأقدار ورواية وداعًا للماريونيت.