حواديت للاطفال نجد الكثير منا يتحدث عن حكايات سندريلا .. الجميلة النائمة… بينوكيو .. حواديت شهيرة للأطفال شاهدناها في أفلام كرتونية لوالت ديزني، واعتقد الغالبية أن والت ديزني هو المؤلف الأصلي لتلك القصص.
ولكن الحقيقة ليست كذلك فتلك القصص قد نُشرت لكتاب مشهورين منذ عشرات السنين قبل تحويلها لأفلام كرتونية عالمية، بل والأحرى من ذلك أن حواديت للاطفال أو الحدوته الأصلية لتلك الروايات تختلف كثيراً عن الفيلم أو الحكاية الشهيرة التي تتناولها دور النشر الحالية.
من ضمن حواديت للاطفال معروفة بيننا وفي عام ١٩٥٠ أقامت شركة والت ديزني فيلم كرتون سندريلا، حقق نجاحاً كبيراً وقام بإعادة نشر الفيلم كتابياً عدد كبير من دور النشر في معظم دول العالم معتمدة على قصة ديزني التي كانت عن فتاة بائسة تدعى سندريلا كانت تعيش في قصر أبيها كخادمة مع زوجة أبيها وابنتيها.
بعد وفاة والدها استطاعت أن تذهب إلى حفلة الأمير بمساعدة الساحرة الطيبة التي ساعدتها في توصيلها الحفلة، وأُعجب بها الأمير وبحث عنها وتزوجها وعاشت سندريلا الجميلة الطيبة المتسامحة مع زوجها الأمير.
ولكن القصة الحقيقية للأخوين “غريم” لم تكن “سندريلا فيها طيبة أو مسامحة كما ذكر “ديزني” بل كانت أكثر دموية وعنفاً.
ذُكرت قصة سندريلا كأحد القصص في كتاب الأخوين غريم والذي كان يتضمن عدد كبير من القصص التراثية التي يتناولها الأهالي بينهم في ألمانيا، فقاما غريم بتجميعها في كتاب واحد هو خرافات الأخوين غريم والذي تم إصداره في عام ١٨١٢.
ثم توالت منه حواديت للاطفال في إصدارات حتى عام ١٨٢٥ ليتضمن أكثر من ١٥٦ قصة و يترجم إلى ١٤٠ لغة مختلفة.
بدايةً سندريلا لم يكن اسم البطلة كما كان يعتقد القراء ولكنه لقبها، وهي كلمة تعني في اللغة اليونانية القديمة المتربة أوdusty بالإنجليزية.
وقد اختار غريم ذلك اللقب لبطلة القصة نظراً لأن ملابسها دائما مليئة بالتراب، نظراً لنومها على الأرض دائما حيث لا تملك سرير للنوم، ولكن بالنسبة إلى اسم البطلة فلم يذكراه غريم طوال أحداث القصة !!!
حفلة الأمير في قصة الأخوين غريم كانت ثلاث أيام متواصلة وليس لها أي علاقة بتوقيت منتصف الليل الذي أشارت إليه الساحرة الطيبة، وبالفعل الأمير بدأ يبحث عن سندريلا من خلال حذائها لكن حكاية الحذاء كانت دموية جداً لدى الأخوين غريم، حيث عند توجه الوزير لمنزل سندريلا باحثاً عن صاحبة الحذاء.
ادعت الأخت الكبرى أنها صاحبته ونظراً لصغر الحذاء اضطرت إلى قطع كعبي قدميها، وعند اكتشاف الوزير كذبها ادعت الأخت الصغرى أنها صاحبة الحذاء واضطرت الى قص أصابع قدميها كي تقنع الوزير لكنه اكتشف الحقيقة أن “سندريلا” هي صاحبة الحذاء.
دموية الأحداث لم تتوقف عند ذلك الحد لدى الأخوين غريم بل أصرت سندريلا طبقاً لقصتهما أن تدعو كل من زوجة أبيها وابنتيها، وتطلب من زوجة أبيها أن ترتدي حذاء من المعدن الساخن وتظل ترقص به حتى الموت.
وعن ابنتيها طلبت من العصافير الجميلة التي ساعدتها في القصة أن تقوم بنقر عينيهما حتى يفقدا أبصارهما، وبذلك انتهت القصة نهاية مأساوية صور فيها غريم البطلة سندريلا بأنها شخصية انتقامية لم ترضى بالصفح والغفران، بل أخذت بثأرها كاملاً من زوجة أبيها وابنتيها.
قصة سندريلا ذكر أيضاً عنها بعض المؤرخين أنها مستوحاة من قصة حقيقية فرعونية، وهي قصة رادوبيوس زوجة الملك منقرع وأنه تم تداول سرد تلك القصة منذ عهد الفراعنة إلى عصر الرومان.
وانتقلت عبر الحكي إلى حكايات الأساطير القديمة في حواديت للاطفال التي كانت منتشرة في دولة ألمانيا بين العوام والتي استوحى الأخوين غريم من سردهم قصص كتابهما خرافات الأخوين غريم .
تعتبر قصة الجميلة النائمة من ضمن حواديت للاطفال عشقها الجميع بل من أشهر القصص العالمية التي قام بتحويلها والت ديزني إلى فيلم كرتون في عام ١٩٥٩ لكن ديزني ليس هو مؤلف القصة، وأيضاً الأخوين غريم رغم أن القصة ذكرت في كتابهم الشهير، إلى جانب أن القصة الأصلية قد تختلف اختلاف كبير عن قصتهما.
قصة الجميلة النائمة لم يكن ذلك عنوانها، و لا أيضاً الجمال النائم كما أطلق عليها غريم، أو كما أطلق على رقصة الباليه الشهيرة ل تشايكوفسكي، ولكن كانت تسمى الشمس والقمر وتاليا وقد تم تعديلها عدة مرات من خلال عدد من الكتاب.
المؤلف الأصلي للقصة هو الكاتب الإيطالي جيامبا تسيتا باسيلي الذي كتبها في عام ١٦٤٣ ثم توفي بعد عدة سنوات في عام ١٦٩٧، ليعيد كتابتها كاتب آخر وهو تشارلز بيروت ويطلق عليها اسم الجميرة في الغابة النائمة ثم أعاد كتابتها الأخوين غريم عام ١٨١٢ وأطلقا عليها الجمال النائم.
في القصة الأصلية ل باسيلي ذكر أن هناك ملك وملكة رُزقا بطفلة تسمى “تاليا” وفي حفل ميلادها تمنى لها السبع جنيات كل واحدة أمنية تكون أفضل أميرة، تملك عقل ملاك، رشيقة، راقصة ماهرة، صوتها جميل، عازفة ماهرة.
قبل أن تتمنى الجنية السبعة أمنيتها دخلت الساحرة العجوز وأخبرت الحضور أن تاليا تموت في السادسة عشر من خلال بذرة كتان، فتمنت الجنية السابعة أن تنام.
في السادسة عشر من عمر تاليا استغرقت في نوم عميق أثناء تجوالها بعد أن دخل بأصبعها بذرة كتان، وحين وجدها والدها الملك ظن أنها توفيت وقرر ألا يدفن جثمانها وأن يتركه في الغابة، بعد عدة أيام رآها أحد الأمراء وتزوجها ونقلها إلى منزل صغير في الغابة.
حملت تاليا من الأمير وأنجبت منه طفلين هما شمس وقمر وأراد أحد الأطفال الرضاعة من إصبعها فأخرج منه بذرة الكتان، وفاقت تاليا من النوم وبحثت عن الأمير لتخبره.
سعد الأمير حين علم وأخبرها أنه سيعود ليأخذها لقصره ولكن بعد أن يخبر زوجته الأولى، حين علمت الزوجة الأولى بأنه لديه ابنين من تاليا أرسلت إليها سراً دون أن تخبر الأمير كي تغتالها.
حين وصلت تاليا إلى القصر قامت الأميرة بحبس تاليا في بدروم القصر ثم طلبت من طباخ القصر بذبح شمس وقمر ثم طهي جسدهما على العشاء، ولكن الطباخ قام بطبخ خروفين وقام بإخفاء الأطفال.
وحين عاد الأمير الى القصر طلبت منه زوجته أن يتناول معها العشاء قبل أن يذهب لإحضار تاليا، وبعد تناول العشاء أخبرته أنه قام بأكل شمس وقمر، وأنها ستقتل “تاليا”، لكن الأمير قتل زوجته وحرر تاليا من القيود وقام الطباخ بإرجاع ولديه إليه وعاش في سعادة مع زوجته وأبنائه تاليا، شمس، قمر.
ولذلك كانت تعرف من ضمن حواديت للاطفال وتسمى القصة الشمس والقمر وتاليا وقد تم تعديل أحداثها إلى أن أصبحت الجميلة النائمة.
وقد ذكر معظم النقاد أن هناك حواديت للاطفال منها القصة التي لم تكن مخصصة للأطفال في البداية، وقد استندوا في ذلك الرأي إلى أن الأخوين غريم في كتابهما خرافات الأخوين غريم كانا يجمعان كافة الأساطير و حواديت للاطفال التي يرددها العامة من كافة الأعمار والتي ليست مخصصة للأطفال فقط.
قصة بينوكيو من ضمن حواديت للاطفال و التي أنتجتها ديزني في سنة ١٩٤٠ في صورة فيلم سينمائي تختلف تماماً عن القصة الحقيقية، حيث أن القصة الحقيقية كانت مرعبة أو مخيفة أو غريبة.
جيبيتو رجل عجوز صانع عرائس وألعاب يعيش مع سمكة ملونة وقطة وصرصور واللعب، لديه جار يبيع حطب، أثناء تحميله لعربة الحطب وقعت منه حطبة كبيرة أمام منزل جيبيتو، حيث قام بنحتها على شكل عروس وأسماها بينوكيو وتمنى أن تتحول لطفل حقيقي، وبالفعل تحققت أمنيته من خلال الجنية الزرقاء.
فرح جيبيتو باللعبة بينوكيو حينما رآه يتكلم ويمشي، وأعطى له تفاحة وكتاب كي يذهب إلى المدرسة وتم اختطافه من قبل الثعلب المكار لكنه نجح في الهروب منه وعاد للعم جيبيتو كما حاول إنقاذه من الغرق وفي النهاية يتحول لطفل حقيقي.
الفيلم يظهر بينوكيو طفل شجاع و مقدام ويؤثر الآخرين على نفسه، لكن الفيلم يختلف عن القصة الحقيقية التي كتبها الكاتب الإيطالي كارلو كلودي في شكل حلقات عديدة نُشرت في مجلة صحفية قبل طباعتها في كتاب خاص ما بين ١٨٨١، ١٨٨٣.
ذكر كلودي أن جيبيتو كان نجار وليس صانع عرائس، وأنه كان لديه ابن بالفعل اسمه بينوكيو وعند وفاته أحضر جيبتيو خشبة ونحتها عروس تشبه ولده، و بمجرد الانتهاء من صناعة العروس تحركت ودفعته برجليها الاثنتين ثم هرولت مسرعة خارج المنزل، وقد كانت تلك أول علامة تدل على أن بينوكيو طفل سيء الأخلاق.
بينوكيو كان طفل مشاغب تعارك مع كثير مع الأطفال وحاول إيذائهم، وتم القبض على جيبيتو بسبب سوء أخلاق بينوكيو، ظل بينوكيو يعيش بمفرده في المنزل خاصة بعد حرق قدميه، ولكن حينما خرج جيبيتو من السجن قام بصناعة قدمين جديدين له ليعاود النشاط مرة أخرى.
ظل بينوكيو مستمر في أعماله المشاغبة، يقوم بضرب وسرقة وإيذاء الأطفال إلى أن تم الحكم عليه بالإعدام شنقاً على حافة شجرة، ولكن بعد شنقه جاءت إليه الساحرة الطيبة وأعادت إليه الحياة مقابل أن يعدها أن يتسم بالسلوك الطيب.
ومن الغريب أن كلودي كتب تلك القصة والي تعتبر من أشهر حواديت للاطفال حتى يوضح معاناة الآباء في تربية أبنائهم، ومن الطريف أيضاً أن قصة الأنف التي يتم استطالتها حين يكذب بينوكيو لم يذكرها كلودي في قصته على الرغم من شهرتها، وأن والت ديزني هو من أضافها إلى القصة.
بعد أن تعرفت علي بعض حواديت للاطفال ينبغي عليك معرفة ما هي معايير اختيار كتب الاطفال ويمكنك قراءة كتب دينية للاطفال لتثقيفهم في شتي المجالات بجانب القصص وحواديت للاطفال الجميلة.