منصورة عز الدين روائية وكاتبة قصة مصرية، ترجمت رواياتها وقصصها القصيرة إلى أكثر من عشر لغات، وأختيرت بين أفضل 39 كاتبًا عربيًا تحت سن الأربعين ضمن مهرجان بيروت 39.
صدر لها حتى الآن ثلاث مجموعات قصصية وهي: “ضوء مهتز” و “نحو الجنون” و “مأوى الغياب” وست روايات وهي: “متاهة مريم” و”وراء الفردوس” و”جبل الزمرد” و”أخيلة الظل” و”بستان البصرة” و “أطلس الخفاء”
وصلت روايتها وراء الفردوس إلى القائمة القصيرة لجائزة البوكر العربية 2011 ونالت مجموعتها القصصية نحو الجنون جائزة أفضل مجموعة قصصية مصرية من معرض القاهرة الدولي للكتاب 2014 وفازت روايتها جبل الزمرد بجائزو أفضل رواية عربية من معرض الشارقة الدولي للكتاب 2014 ووصلت مجموعتها القصصية مأوى الغياب إلى القائمة القصيرة لجائزة ملتقى للقصة العربية 2018 والقائمة القصيرة لجائزة الشيخ زايد فرع الآداب عام 2020، كما وصلت الترجمة الصربية لروايتها أخيلة الظل التي أنجزتها المترجمة دراجانا جورجيفيتش إلى القائمة القصيرة لجائزة ميلوش جوريتش للترجمة الأدبية التي ينظمها الاتحاد الصربي للمترجمين الأدبيين.
لعز الدين كتاب في أدب الرحلات بعنوان “خطوات في شنغهاي .. في معنى المسافة بين مصر والصين” وهو الكتاب الفائز بجائزة ابن بطوطة لأدب الرحلة 2021 في فرع الرحلة المعاصرة.
كما ستشارك في انطلاق أحدث مبادراتنا iReadHer،وهي مبادرة تهدف لتغيير الوعي المجتمعي من خلال تشجيع وتعزيز دور المرأة المصرية والعربية على تطوير نفسها،
لإحياء دورها المؤثر في المجتمع، لتصبح امرأة مثقفة وواعية تسعى نحو سعادتها وتحقيق أحلامها وذاتها.
ما هي القصة الخيالية التي كنتِ تريدين تغيير نهايتها؟
قصة “حورية البحر” مستفزة لخيالي، لكن الحماس ليس لتغيير النهاية فقط، بل لمساءلة القصة من بدايتها. تضحية آرييل بتركها لعالمها المألوف والتحول إلى إنسانة ودفع الثمن بفقدانها لصوتها، تضحية كبيرة جدًا، وهذا مثير لخيالي. أحتاج إلى فهم دوافع هذه التضحية والتعامل معها فنيًا بطريقة مختلفة.
من أقرب شخصية خيالية لقلبك؟
في مرحلة الطفولة كنت أحب قصة “الجميلة والوحش”، فشخصية الجميلة فيها أثرى من مثيلاتها في القصص الخرافية، فجمالها ليس خارجيًا فقط، بل داخلى أيضًا، كما أنها شخصية قارئة ومثقفة، والأهم أنها مستقلة وقوية وهي من تنقذ الوحش، بطريقة ما.
لو تم تغيير نهاية قصة سندريلا ولم تتزوج من الأمير الوسيم هل تعتقدين أنها كانت ستتمرد على حياتها أم ستظل شخصية مستضعفة؟
شخصية سندريلا مقدمة منذ البداية كشخصية مستسلمة لقدرها واعتمادية، فهي في حاجة دومًا لمن يأخذ بيدها ويساعدها. لولا الساحرة الطيبة مثلًا لَمَا تمكنت من الذهاب إلى الحفل من الأساس. وبالتالي إن أردنا لها أن تتمرد على واقعها، لا بد من تغيير في رسم الشخصية.
احكي لنا عن قصة نسائية واقعية قرأتيها أو حتى سمعتيها وأثرت بك
تأثرت كثيرًا بقصة السيدة عالية محمد باقر؛ أمينة مكتبة البصرة المركزية، فدورها في إنقاذ مجموعة كبيرة من الكتب والمخطوطات النادرة من التلف والدمار خلال غزو العراق 2003، ملهم جدًا ومثير للإعجاب والتقدير والأهم أنه يدل على تقدير عظيم للكتب والثقافة.
من وجهة نظرك ما هو سبب انتشار مفهوم أن الرجل دائمًا ما ينتشل المرأة من الماضي المؤلم؟
أظن أن الأمر يرجع لعدم مساءلة المفاهيم المتوارثة لدرجة قد تدفع البعض للتعامي عن رؤية تغيرات الواقع. وربما يرى البعض في هذا رومانسية تحافظ على الصور النمطية المريحة والمألوفة.
من وجهة نظرك من هي الكاتبة التي كان لها تأثير على تفكيرك بكتابتها عن قضايا المرأة وحقوقها؟
أعتبر أن كل امرأة تكتب تساهم، على طريقتها، في أن يكون صوت النساء مسموعًا، حتى لو كانت كتابتها غير متعلقة بقضايا المرأة بشكل مباشر. عربيًا أحببت كتابات فاطمة المرنيسي، في مرحلة ما، وعالميًا جوان ديديون وتوني موريسون خاصة في روايتها “محبوبة” وألفريدا يلنيك في “عازفة البيانو”.
“انتشر في وقت من الأوقات فكر إن المرأة لا تستطيع التعبير عن مشاعر الرجل وأحلامه من خلال الكتابة والعكس صحيح بالنسبة للرجل” فما هو رأيك في كتابة الرجل عن المرأة وكتابة المرأة عن الرجل؟ وهل الجنسين قادرين أن يعبروا عن مشاعر بعضهم بصورة كفاية أم ستظلهناك حلقة مفقودة؟
ما هي مشاريعك القادمة؟
ما هو المشهد الذي تمت كتابته في روية لكِ عن المرأة وكان مبني على أحداث واقعية؟
في “متاهة مريم” إشارة إلى أن شخصية من شخصيات الرواية فقدت السمع في إحدى أذنيها نتيجة ضرب زوجها لها، وهي تفصيلة سمعتها عن امرأة أعرفها، لكن كل ما يخص الشخصية من تفاصيل أخرى متخيل.
“يقولون أن تفكير الكاتب في تغيير دائم” احكي لنا ما هو العمل الذي قُمتِ بكتابته وغير تفكيرك للأفضل؟
كل عمل يكتبه الكاتب يؤثر فيه ويغيره بنسبة ما، لكن أظن أن كتابتي لرواية “وراء الفردوس” تحديدًا ساعدتني على لمس التحديات التي تواجهها المرأة في المجتمعات المحافظة بدرجة أكبر، كما دفعتني لفهم التركيبة الطبقية في الريف المصري فهمًا مختلفًا عن ذي قبل. حين انتهيت من كتابة هذه الرواية أدركت أن الكتابة تساعد كثيرًا في تبصيرنا بالواقع الذي وُلِدنا فيه وظننا أننا نعرفه، لكننا حين نقرؤه مكتوبًا نكتشف أننا نراه ونعرفه على نحو أعمق بفضل الكتابة.
أحكي لنا عن كتاب أو رواية قرأتيها عن المرأة وأثرت في تفكيرك ونظرتك للحياة.
في بالي الآن “ألف ليلة وليلة” والدور البارز للمرأة فيها بصور مختلفة لا تتوقف فقط عند دور شهرزاد باعتبارها الراوية الأساسية. فمن حكاية لأخرى تحضر النساء بصور متنوعة وأحيانًا متناقضة يشبه تناقض الحياة وتركيبها. ما دفعني لاختيار ألف ليلة أنني صادفت بين حكاياته مجموعة من أكثر الشخصيات الفنية النسائية لفتًا للانتباه وإثارة للخيال.
ما هو هدفك الاساسي في المشاركة بكتاب جماعي في iRead her ؟
أحببت فكرة مساءلة الصور النمطية في القصص الخرافية والسعي لتغييرها والتمرد عليها. وفي رأيي أن هذا مهم بالنظر لدرجة تأثير هذا القصص في تشكيل وجدان البنات الصغيرات. أحببت أيضًا تجربة يدي في منطقة كتابة مختلفة وجديدة بالنسبة لي.
توصفي مشاركتك في iRead her بإيه؟
أصف التجربة كلها بأنها مغامرة وحركة تمرد