نور عبد المجيد روائية، صحفية، وشاعرة سعودية مصرية، تتناول أعمالها التقاليد والمجتمعات والمرأة العربية، كانت مدير تحرير في مجلة “مدى السعودية” لمدة عامين، وعملت مساعد رئيس تحرير مجلة روتانا لمدة عام واحد
حصلت على الليسانس الآداب من جامعة أم القرى، وعلى دبلوم في التربية وعلم النفس من جامعة عين شمس في القاهرة، كتبت زاوية ثابتةفي مجلة كل الناس، كتب الشاعر الكبير فاروق جويدة مقدمة لديوانها «وعادت سندريلا حافية القدمين». ثم تبع ظهور الديوان إصدارروايتها الأولى «الحرمان الكبير» التي حققت نجاحًا كبيرًا، وخرجت روايتها الثانية «نساء ولكن» بعد عام، ومن ثم رواية «رغم الفراق» ورواية «أريد رجلًا» التي حولت لمسلسل، بالإضافة إلى روايات لاسكالا، أحلام ممنوعة، وأنا شهيرة، وأنا الخائن، صولو، وأحدثهم هي رواية كان.
كما ستشارك في انطلاق أحدث مبادراتنا iRead Her. وهي مبادرة تهدف لتغيير الوعي المجتمعي من خلال تشجيع وتعزيز دور المرأة المصرية والعربية على تطوير نفسها، لإحياء دورها المؤثر في المجتمع، لتصبح امرأة مثقفة وواعية تسعى نحو سعادتها وتحقيق أحلامها وذاتها.
ما هي القصة الخيالية التي كنتِ تريدين تغيير نهايتها؟
تمنيت كثيرا لو تغيرت نهاية الجميلة و الوحش
تمنيت لو لم يتحول الى امير وسيم مسحورًا..
تمنيت لو بقي وحشا حقيقي ..
وحش اعاد الحب تشكيله و هذب الحنان اطرافه ..
لماذا في كل القصص يقترن النقاء بالجمال و الحب فقط بالأمراء!!
تمنيت لو ان النهاية تتغير لنحب الجوهر و لا يصبح هذا الجوهر حكرًا على الفرسان و الجميلات!!
من أقرب شخصية خيالية لقلبك؟
مولان..
مولان الجميلة القوية التي افتدت والدها و تحولت الى جندي يحارب من اجل ابقاءه على قيد الحياة .. مولان التي اختارت ان تتعلم فنون القتال و حملت السلاح و اخفت فتنتها لتصبح اجمل و هي تقدم نموذج لامرأة تختلف..
لو تم تغيير نهاية قصة سندريلا ولم تتزوج من الأمير الوسيم هل تعتقدين أنها كانت ستتمرد على حياتها أم ستظل شخصية مستضعفة؟
الظلم و الضعف جسور تخطو عليها النساء الى ارض القوة و التمكين ..الظلم الذي تعرضت له في بيتها و الضعف الذي قبلت ان تلعب دوره ما كان ابدا ليستمر .. سندريلا ما كانت لتبقى سندريلا ابدا ..
اراها اقتران و يعلو صوتها و تدافع عن حقوقها و تسترد مالها و بيتها و تلمع عيناها الجميلة ببريق النصر و الإصرار و عندها يبحث عنهاالف امير لا لينقذها ولكن ليخطوا معا و يكتمل احدهما بالاخر و يبنيا حياة افضل لهم و لقادمين صغار لن يسمحوا لهم الا بالقصص التييضفي خيالها جمالًا و لا يشوه ملامح او يطمس قدرات!!
الآن و بعد الخبرات و تجارب العمر اعتقد ان تلك النهاية كانت نهاية ظالمة لسندريلا و لقدراتها و طول صبرها و قوتها.. امرأة سُلب حقها في بيت ابيها و ماله و تغفو مع الجرذان في قبو البيت و تحيك الثياب لمن سرقوها وبقيت تجاهد و تناضل و تحلم هي امرأةتستحق نهاية افضل من امير يبحث عن عروس!!
لو لم تتزوج الامير لوقفت في وجه الظلم و حاربت و استعادت حقوقها و علمت الخائنين درسًا و اهدن الاطياب أملًا..
لو لم تخرج الى قصر لا دور لها فيه سوى ان تصبح زوجة الامير لأصبحت مثل “ماري ولنستن كرافت“
او ربما “هارييت ستو“
امرأة يذكرها التاريخ لانها غيرت من ملامحه و اضافت الى سطوره جهدا و عرقًا و فكرًا..
احكي لنا عن قصة نسائية واقعية قرأتيها أو حتى سمعتيها وأثرت بك
كل قصة نسائية ان امتزجت بالحب و الارادة و الكفاح تؤثر و تلون في الروح أطيافًا..
قصة السيدة خديجة التي لجأ اليها رسول البشرية حين هبط عليه الوحي لتهدئ من روعه و تنزيل عنه الخوف و الفزع تؤثر في قلبي ..
قصة “بي نظير بوتو” التي ساعدت في نقل دولة من الديكتاتورية الى الديمقراطية تزيدني فخرًا و قوة و أيضًا الم و حسرة على من حصروادور النساء في المتعة و الإنجاب..
قصتي و قصتك و قصة كل امرأة تقرأ على اطفالها قصة و تحيك في ثيابهم رقعة و تطهو لهم وجبة ثم تقف امام مرآتها تتزين لتلعب الفدور و تقود الف لواء و لا تكتفي!!
من وجهة نظرك ما هو سبب انتشار مفهوم أن الرجل دائمًا ما ينتشل المرأة من الماضي المؤلم؟
خروجنا من خبرة مؤلمة او تجربة موجعة دومًا يجعلنا في حاجة الى من نستند الى كفه حتى نستعيد رؤيتنا الواضحة للامور..
خروج المرأة او الرجل من تجربة فاشلة سواء كان في مجال العمل او الحب او الزواج يستلزم في بعض الأحيان كف تشد على كف الجريح..
ليس عيبًا ابدا و لا ضعفًا و لا انتقاص من قدرة الإنسان على استعادة قوته وحده لكن نحن من نسلط الضوء على النساء في هذه الحالاتأكثر ربما لان حجم ما يحملوه من مسئوليات اكبر .. في العمل.. مع الابناء .. مع الآباء و حتى مع النفس..
لجوء المرأة الى رجل يساعدها على اجتياز مرحلة ما ليس عيبًا و لا حتى لجوء الرجل الى امرأة لتساعده ليس انتقاصًا.. العيب و الانتقاص الكبير هو ان نعتقد او نصور ان اي منهما عاجز عن الوقوف من جديد دون الآخر..
هذه هي الاخطاء التي نريد تصحيحها و اعادتها الى نصابها الصحيح .. خلق الله الرجل و المرأة لتكتمل حياتهما و تصبح بهما معا الحياة افضل كلًا حسب ما يستطيع تقديمه و ليس ابدا ليثبت طرف انه اقوى او أن الآخر سواه يضيع او يتفتت..
من وجهة نظرك من هي الكاتبة التي كان لها تأثير على تفكيرك بكتابتها عن قضايا المرأة وحقوقها؟
كل امراة كتبت بصدق..
كل امرأة عرضت قضية او ناقشت فكرة اصابت او اخطأت انارت في رأسي مصباح و اشعلت في قلبي قنديل ..
لطيفة الزيات ..
نوال السعداوي و ان اختلفنا معها في بعض النقاط..
الأمريكية هيرت ستو التي حاربت العبودية
الكاتبة التشيلية إيزابيل الليندي
التي حاربت قسوة ظروفها و صنعت من نفسها شيئًا اخر و لم تنتظر أميرًا يبحث عنها و كل ما يعرفه عنها حذاء زجاجي اضاعت هيإحدى فردتيه ذات ليلة!!
“انتشر في وقت من الأوقات فكر إن المرأة لا تستطيع التعبير عن مشاعر الرجل وأحلامه من خلال الكتابة والعكس صحيح بالنسبة للرجل” فما هو رأيك في كتابة الرجل عن المرأة وكتابة المرأة عن الرجل؟ وهل الجنسين قادرين أن يعبروا عن مشاعر بعضهم بصورة كفاية أم ستظلهناك حلقة مفقودة؟
ليست القضية قدرة رجل في الكتابة او التعبير عن مشاعر امرأة او العكس.. كل القضية قدرة كاتب ..أدوات قلم بغض النظر عن جنس من يحمله.. نزار قباني من امهر من عبر عن غضب النساء و عطاء النساء.. احسان عبد القدوس أيضا فعل و ابدع في التعبير عن المرأة. غادة السمان ايضا اجادت التعبير عن المرأة، سيمون دي بوفوار الفرنسية فعلت أيضًا
القضية ليست في جنس الكاتب بل في موهبته و قدراته ..
ما هي مشاريعك القادمة؟
ان اكتب اكثر ..
ان اعبر و ان اتحدث و ان انقل قضايا و قصص و ازرع املا و انثر ألغامًا انسف بها الغمام عن عين القارئ ليرى بشكل اكبر و اكثروضوحا و موضوعية بكل ما استطيع من طرق التعبير ..
ما هو المشهد الذي تمت كتابته في روية لكِ عن المرأة وكان مبني على أحداث واقعية؟
قصة “انا شهيرة”
التي كانت قصة حقيقية لامرأة ارادت ان تشعل حريقًا في ظلم المجتمع و عنصريته ضد النساء لكنها امل ما تتعرض له من ايضا منعنصرية اشعلت النار في نفسها ..
أيضا “اريد رجلا“
المرأة التي تقدمت الى القضاء بقضية تطلب فيها الطلاق لتتزوج رجل تستطيع معه انجاب طفل ذكر لان الرجل طبيا وحده المسؤول عنتحديد نوع الجنين بينا يحاسبها المجتمع على هذا وجدها و يدعوه الى الزواج من اخرى
و من المضحك المبكي ان تدعوه لفعل هذا أمه و هي امرأة غابت عنها الحقيقة!!
“يقولون أن تفكير الكاتب في تغيير دائم” احكي لنا ما هو العمل الذي قُمتِ بكتابته وغير تفكيرك للأفضل؟
كل عمل ان لم تغير فكرته في تفكيري لا اكتبه من الأساس..
و ان قرأته بعد إتمامه ووجدت انه لم يعبر بشكل صحيح عن التغير الذي حركني و حرك قلمي لا أنشره.. هي رسالة و أمانة .. قد نخطئ و قد نصيب لكن ان لم يكن الصدق أساسها فلا خير فيها او فينا..
أحكي لنا عن كتاب أو رواية قرأتيها عن المرأة وأثرت في تفكيرك ونظرتك للحياة.
روايات كثيرة و اقلام لا حصر لها ..
لكن أذكر الآن و يحضرني رواية ” السجينة” تلك المرأة التي احتملت ما لايحتمله بشر حتى تحررت و رصدت و كتبت و نقلت حقائق و صور لا خيال يستطيع رسمها .. مليكة اوفقير و رحلة العذاب التي استمرت عشرين عاما حقًا غيرت في نظرتي للحياة و من يسكنون على ارضها الكثير ..
ما هو هدفك الاساسي في المشاركة بكتاب جماعي في iRead her ؟
هدفي ثابت ..
هدفي إنارة مصباح في ظلمة افكار تملكتنا و لا نعرف انها تمحو من انسانيتنا و تأكل من الهدف الرئيسي في وجودنا على الارض .. ان نحيا في سلام .. ان نحيا و نعلم المعنى الحقيقي لكلمة احياء و حياة!
هدفي ان اشارك .. أن أتعلم و ان تترك هذه التجربة في رأسي علامة تساعدني على كتابة افضل و حياة افضل ..
توصفي مشاركتك في iRead her بإيه؟
تجربة رائعة اتمنى ان تكون نتائجها كنوايانا حين رحبنا بالانضمام اليها ..ان اكون نتائجها حجر أساس في صرح جديد اسمه “نحو خيال جديد للمرأة العربية“
المرأة التي تثبت في كل يوم تولد شمسه على الارض انها شمس نورها لن يغيب أبدا!!
تشرفت مبادرة iRead بحوارها الخاص مع الكاتبة نور عبد المجيد ونتمنى لها دوام الإبداع.