مع بداية الشهور الحنينة “سبتمبر – أكتوبر- نوڤمبر – ديسمبر” وانتشار ريحة “البطاطا” في الشارع، بياخدك الحنين وتفتكر أجواء الخريف اللي فات، بيلف شريط الذكريات بأحداث مرت عليك الخريف اللي فات وتفتكر لما قولت لنفسك استحالة تكررها الخريف اللي جاي ومهما حصل هتفضل قافل باب الحنين بالضبة والمفتاح
ولكن يجي هواء الخريف الجديد بفتح باب أوضة الحنين، فجأة بتلاقي نفسك وسط الذكريات و يأخذك الحنين للدفا والتمشية في الجو الحلو والبطاطا السخنة، تفتكر عاصفة التنين في خريف 2020، مكنتش مجرد عاصفة مناخية زارت القاهرة وهدأت في سلام، الموضوع كان أكبر من كده، العاصفة كانت جواك أشد بكثير من العاصفة المناخية، الأجواء العامة للمشاعر كانت في ذروتها للانطلاق في عاصفة من البكاء والصراخ على أحداث 7 أكتوبر 2023
حالة من الرومانسية الخريفية كانت بتسطير على ناس كتيرة بسبب مسلسل ” أهو ده اللي صار” حب نادرة وعلي والتفاصيل الرومانسية اللي كنت مفتقداها حسيت بيها أخيرًا على مدار 30 حلقة، قرأت مانشيت ” الخريف الحقيقي كشر عن أنيابه”، مسكين يا خريف دايمًا مظلوم وأنت اللي بتهون علينا حر وفرهدة الصيف، كتاب جديد أسمه، لأ بطعم الفلامنكو سيطر على تفكيرك، أغنية يوم جديد لكايروكي بتبث الأمل فيك مرة ثانية، لكن فيه حاجة غريبة، إشاعات بتقول إن فيه فيروس جديد يهدد البشرية .. أيعقل!
حالة من الذعر والخوف تسيطر على الأجواء، بسبب فيروس” كورونا” لأن مواطن صيني قرر يأكل وطاويط بدل ما يسيبها في حالها، متابعة اخر أخبار الإصابات والوفيات كانت روتين يومي، أرقام رايحة وأرقام جاية ومحدش عارف اخرتها ايه، و وقت ما الخوف كان واصل لأعلى درجاته، يطلع مسار اجباري يهدي اعصابك بأغنية برغم المسافة، مع أسماء أبو اليزيد!
بعد سنة على وباء كورونا، حالة الذعر والخوف قلت شوية، وبدأت تنتشر إشاعات بتقول بأن الفيروس هو مخطط من الأعداء عشان يتخلصوا من البشرية ويحكموا العالم براحتهم، إحساس الاكتئاب حل محل الخوف، لعبة فيديو جديدة “بابجي”، ده حتى العقارب خرجت من جحورها بسبب سوء الأحوال الجوية في أسوان، أخبار عن افتتاح طريق الكباش، فيلم كوميدي جديد بيونس اكتئابك ” وقفة رجالة” وفيلم “موسى” كانت فكرته جديدة، محتار تبدأ بأي رواية يا ترى تنسى الذاكرة في رواية “الهروب من الذاكرة” للكاتب إبراهيم عبد المجيد ولا تهرب للمستقبل مع رواية “ماكيت القاهرة” الكاتب طارق إمام ، ولكن نهاية السنة كانت حزينة مع وفاة الفنان سمير غانم ودلال عبد العزيز.
الخريف هنا كان فيه استقرار أكثر في الوضع النفسي وحالة الرعب قلت جدًا بشكل ملحوظ، منصات الأخبار وقفت عداد حالات الإصابات والوفيات، وانتشر عدد كبير من صناع المحتوى، اللي لاقوا في فترة الحظر فرصة لإنشاء المحتوى والهزار على منصات التواصل الإجتماعي المختلفة واللي منها ” تيك توك” اللي انتشر جدًا ولاقى قبول من عدد من الناس، وفيه بعض الناس اللي حالها اتبدل للأسوء بسبب النتائج السلبية للفيروس بعضهم فقد وظيفته، وكان فيه شعور بالإحباط مسيطر بسبب خسارة منتخب مصر في كأس أمم أفريقيا، وآراء مختلفة على فيلم “أصحاب ولا أعز”، صدور رواية “أيام الشمس المشرقة”، واللي كانت في واقع أحدثها مش مشرقة خالص، ورواية عصور دانيال في مدينة الخيوط اللي كانت صادمة لبعض القُراء بسبب بدايتها بمشهد صادم جدًا.
اندهاش كبير معقولة فات 3 سنين على كورونا، رجعنا تاني للوقت الصيفي والشتوي، كان فيه تنبآت مسلسل سيمبسون بوفاة فوج الحجاج، وأخبار اقتصادية محزنة جدًا بعد ما سجل الجنيه المصري مستوى قياسي في هبوط قيمته، حزن كبير بسبب حريق مديرية أمن الإسماعيلية، اخبار عن احتمالية عودة عاصفة التنين مرة تانية، طوفان الأقصى 7 أكتوبر،
الكاتب محمد عبد الجواد يصدر رواية ” عودة ثانية للابن الضال” رواية السرعة القصوى صفر للكاتب أشرف العشماوي مستوحاة من أحداث حقيقة، صدور رواية “ناعومي وأخوتها” للكاتب هشام الخشن اللي بتتكلم عن حالات الانفصام في الشخصية، وغيرها من الروايات والإنتاج الثقافي الممتع في 2023
الخريف السنة دي رجعلك الحنين مرة ثانية، في لحظة إدراك أن فات 4 سنين على جائحة كورونا، بتحاول تلملم جراح كل خريف مر عليك، وتنفض تراب الذكريات من فوق أرفف أحلامك وتحاول تصبر نفسك بشوية أمل في خريف 2024.
في النهاية اتعلم من كل خريف عدى عليك، وحضر للخريف اللي جاي وارضى بالخريف الحالي، لأن على رأى السيدة فيروز القصة مش قصة طقس … القصة ماضي كان عنيف.