داروين، ذلك العالم الإنجليزي صاحب نظرية التطور، والتي حازت على شهرة عالية ولازالت محط جدل ونقاش إلى يومنا هذا، وذلك لأنها اعتبرت أن ظهور الإنسان على الأرض جاء نتيجة تطور الحيوانات التي سبقته في الظهور، ولاحظنا هذه النظرية في كثير من كتب فلسفة ناقشت وعرضت القضية للقراء.
هو ما يتعارض مع نظرية وجود إله خالق لكل شيء، ويتعارض مع الرواية الخاصة بالأديان السماوية الثلاث بأن الإله قد خلق الإنسان من طين، لذا ومن خلال مقال اليوم سوف نتعرف معاً على قصة حياة العالم تشارلز داروين وجميع المعلومات المتعلقة بنظرية التطور والجدل الدائر حولها، فتابعوا معنا.
ولد العالم الإنجليزي تشارلز داروين بإنجلترا في 12 فبراير 1809 لعائلة إنجليزية ميسورة الحال، وتوفي في 19 أبريل 1882، فهو ينحدر من عائلة منحازة للعلم حيث كان والده عالم وكذلك جده، وتتميز عائلته كذلك بانتمائها للمذهب التوحيدي المسيحي.
هو مذهب مغاير للمذهب الكاثوليكي، يؤمن أن الله واحد ويرفض عقيدة التثليث، وبالطبع كلها عوامل جعلت منه شخص مختلف يفكر من زاوية تختلف عمن حوله.
أراد له والده أن يدرس ليصبح طبيباً، فأهمل دراسة الطب بجامعة إدنبرة، حيث كان منشغلاً بدراسة الطبيعة، ومشاركته في الأبحاث الجماعية بجامعة كامبريدج عن اللافقاريات البحرية، وشارك داروين في رحلة ما على متن سفينة بيغل البريطانية ليسجل ملاحظاته حول طبيعة الحياة البحرية.
يصبح عالم أحياء وجيولوجيا ونباتات مختص بالتاريخ الطبيعي، وقدم نظرية التطور التي تمخضت عن نظرية الانتخاب الطبيعي والتي ذكرت في العديد من الكتب عرضناها لكم في أفضل كتب للقراءة قد تساعدك علي فهم النظريات القديمة والتحقق من مدي صحتها أو خطأها.
قدم تشارلز داروين نظرية التطور والتي تؤمن بأن جميع الكائنات على وجه الأرض تعود إلى سلف مشترك، وأن أنماط التنوع الحيوي هي المسئولة عن التنوع والانقراض، كما تؤكد أن التطور يحدث عندما يرث الأبناء عوامل النجاة التي ساعدت الوالدين على النجاة والحياة.
هو ما يعرف بالانتخاب الطبيعي أو الاصطفاء الطبيعي الذي يتم فيه التطور نتيجة توارث الجينات الأفضل، ويستدل على ذلك بأربع حقائق تخص التجمعات، وهي كالتالي:
وجدير بالذكر أن هذه ليست الطريقة الوحيدة للتطور، فهناك الطفرات والانحرافات الجينية، في مطلع القرن العشرين تم دمج علم الوراثة مع نظرية التطور، وبالعام 1995 تم عمل دراسة إحصائية بالولايات المتحدة الأمريكية، تؤكد أن 99.85، من علماء الأرض والأحياء يدعمون نظرية التطور.
ليس فقط لأهمية النظرية بصورتها الأولى، ولكن لتأثيرها الكبير على العديد من العلوم الأكاديمية الحديثة، كعلم النفس التطوري وعلم الإنسان.
من خلال تقرير أعدته مجلة بي بي سي تحت عنوان هل كان داروين مخطئاً تناولت فيه الدكتورة هيلين أش لغز تطور الجنس البشري، أصبح واضحاً لعلماء العصر الحديث أن الإنسان لا ينحدر من أصل القرد، رغم تشابه DNA الإنسان والشمبانزي بنسبة 90%.
إلا أنه يمكن اعتبار الإنسان والقرد أبناء عمومة تنحدر من سلف مشترك، وقد ناقش التقرير أن جسد الإنسان لازال يحمل صفات كثيرة لا يحتاجها الآن، بينما احتاجها الإنسان الأول، وضرب أمثلة على ذلك ضرس العقل الذي يظهر بالكبر ولا نحتاج إليه ونقوم بخلعه.
بحكم صغر فك الإنسان الآن نتيجة تناول الأطعمة الطرية، بينما احتاج أسلافنا هذا الدرس للأكل من الغابة.
الإثنى عشر، والذي يفيد الإنسان عند تناول كمية كبيرة من النباتات والألياف، والأغلب أن فائدته لا تخصنا وهذا ليس مجرد بطء لعملية التطور وقد يكون نافياً لها فلا توجد دراسة تفيد أن هناك أنشطة حيوية للإنسان اختفت نتيجة للتطور.
كذلك قشعريرة البدن التي تساعد الإنسان البدائي على التدفئة، وغثيان الحمل الذي منع المرأة أن تأكل بعض الأطعمة الضارة، والآن مع تطور عملية حفظ الألبان والبيض واللحوم، أصبح غثيان الحمل دون فائدة حتى يثبت العلماء غير ذلك.
وضح داروين نظريته بكتاب أصل الأنواع، إلا أنه أورد به بعض الافتراضات باعتبارها حقائق، ولا يوجد دليل يؤيد تلك الفرضيات، مثل اعتبار أن ارتفاع القدرات العقلية وحاسة الشم وغيرها من الصفات التي تزيد نسبة وجودها ببعض الأعراف عن غيرها.
هذا الكلام يشبه ما قاله نيتشة عن سيادة الجنس الأري وتميزه عن غيره، فقال أن الرجل يفوق المرأة في القدرات الذهنية.
ذكر داروين بنظريته بعض الافتراضات عن المرأة والتي تعتبرها أدنى من الرجل، استخدم الرافضين للنظرية هذا الأمر بشكل واسع ومبالغ فيه، بينما دافع أنصار النظرية عنها بشكل غريب ينفون فيه تماماً تعرض داروين للمرأة.
ولقد حاولنا هنا توخي الأمانة العلمية وشدة الحرص في توثيق المعلومة، ويرى شاوناسي فيرو أن قول داروين بالتأكيد وجود زوجة أفضل من امتلاك كلب لا يعبر عن حقيقة قناعاته، وهي التي تتضح من الرسائل المتبادلة بينه وبين نساء عصره كعالمة الطبيعة ميري تريت والناشطة في حقوق المرأة ليديا بيكر.
كما أنه شجع بعض الأبحاث النسائية، وهذا ما أكده كتاب داروين والنساء لآن سميث، إلا أنه أكد دائماً على تفوق الرجل الذهني على المرأة، وعلى الأرجح تلك هي النظرة السائدة من الرجل للمرأة في ذلك العصر.
تعتبر نظرية التطور لداروين هي حجة الملحد الأولى في العصر الحديث، بل أحياناً نجد النظرية دافع للإلحاد، فقد اعتبر مايكل روس التطور دين للملحدين، وقد قال ريتشارد داوكينز أشهر ملحدي العصر الحديث: داروين جعله ممكناً أن يكون الإنسان ملحداً ومقتنعاً عقلياً.
يمكن تلخيص استدلال الملحدين بنظرية التطور على النحو التالي:
نظرية التطور نظرية أثبتت صحتها بشكل علمي، وتتعارض مع الرؤية الإيمانية والتي هي قائمة على الإعتقاد والظن، وبالتالي يتعارض العلم اليقيني مع المعتقد الظني، ووفق رؤية الملحدين يصبح العلم والإلحاد بنفس المربع.
والحقيقة أن داروين خلال كتاباته لم ينحاز لفكرة الإلحاد، على العكس وضح أن هناك حلقة مفقودة، وانتهى لوجود إله خلق الجرثومة الأولى التي أوجدت الحياة، وبعدها حاشاه لم يتدخل.
هو توجه موجود إلى يومنا هذا يعبر عن اللادينين الذين يرفضون قول الملحدين بعدم وجود إله لأنه قول عبثي يتعارض مع العقل، ولكنهم يختلفون مع كافة الأديان.
“البقاء ليس للأقوى ولا للأذكى، بل للأقدر على الإستجابة للتغير”
“الجهل يولد الثقة أكثر مما تفعل المعرفة”
“إذا سكر قرد بعد شربه للخمر لن يشربه مرة ثانية، وهو بذلك أكثر حكمة من الكثير من البشر”