نعت نقابة الأطباء: “أنه برغم رحيله شاباً إلا أنه ترك تاريخاً من المواقف والكتابات الموضوعية والتحقيقات الاستقصائية كفيلة ببقاءه حياً في قلوب قراءه، ودعت الله أن يرحم الطبيب الشاب وغفر له وأسكنه فسيح جناته وألهم أهله وأحبابه الصبر. محمد أبو الغيط شاب في أوائل الثلاثينات من عمره، الهدوء سمة تلاحظها فيه عند لقاءه، وعندما تتبادل الحديث معه تكتشف الحماس والأمل الممزوجين بالأوجاع والألم، في النهاية تشعر نحوه بالألفة ويحتل مكانه في قلبك، نفس الألفة وسكن القلب تكون لكلماته في مقالاته وتحقيقاته المتعددة، التي مهما استرسل فيها يأخذك الشغف لأخر كلمة، الفارق أن الكلمات تبدو لكهل عاش دهراً بينما كاتبها شاب بقلب طفل.. حقاً العمر بقدر التجارب وليس بعدد السنوات”.
محمد ابو الغيط شاب في أوائل الثلاثينات من عمره، ولد في محافظة أسيوط، وتخرج من كلية الطب، وعمل في أحد مستشفيات القاهرة، ولكنه امتلك موهبة الكتابة الصحفية فبدأ رحلته الصحفية في يونيو 2011، واتنقل بين أدوار كتير، كل دور منهم كان مؤثر فيه بشكل مبدع، كاتب رائع، ومعد برامج مختلف، وصحفي استقصائي نادر. عمل صحفيا لدى جريدة الشروق حتى عام 2014، وكان أحد كُتاب المقال بها.
في رحلته الصحفية، أبو الغيط كان من أبرز الصحفيين خصوصا في الصحافة الاستقصائية خاصة لأنه عمل على تحقيقات صحفية مثل تحقيقات عن الفساد وتتبع الأموال وانتهاكات حقوق الإنسان وعن قضايا تجارة السلاح الدولية وعن الجماعات المتطرفة، كما عمل فى الإذاعى ومجال الإنتاج التلفزيوني لقنوات كتير سواء كانت عربية أو أجنبية. حصل محمد أبو الغيط على جائزة هيكل في تحقيقاته الاستقصائية عن قضايا سوريا واليمن في سبتمبر 2021. كما تم تكريمه في منتدى مصر للإعلام يوم الإثنين الماضي، وذلك أثناء تكريم المنتدى لعدد من الصحفيين الأكفاء على مستوى جمهورية مصر العربية.
ويعد محمد أبو الغيط من أبرز الكتاب الصحفيين في مجال الصحافة الاستقصائية على مستوى مصر والوطن العربي، وحصل على العديد من الجوائز في الصحافة الاستقصائية، وأصبح محمد أبو الغيط طبيب وكاتب صحفي مشهور.
تستعد دار الشروق للنشر إصدار كتاب «أنا قادم أيها الضوء» للطبيب والكاتب الصحفي محمد أبو الغيط الذى كتبه عن معاناته وصراعه مع المرض في محاولة منه إنه ينتصر على المرض الخبيث ولو حتى من باب التوثيق، ونشرت جزءًا من فصول الكتاب تحت عنوان “لماذا أكتب” حيث بدء الفصل ب “أكتب لأن الكتابة هي أثري في الحياة، هي أهراماتي الخاصة، فإلى متى ستبقى منتصبة من بعدي؟.. الكتابة هي محاولتي لمغالبة الزمن والموت بأن يبقى اسمي أطول من عدد سنوات حياتي التافهة مقارنة بعمر الكون الشاسع المقدر حاليا بـ 14 مليار سنة. أعرف أني مهما عشت فإن حياتي، والعالم كله، كذرة غبار لا تُرى على شاطئ ذلك الكون الفسيح. لكن الكتابة قد تجعل ذرتي ألمع بين باقي الذرات على الأقل.. هذه صيحتي: محمد أبو الغيط مرَّ من هنا!”.