روايات خيال علمي كثيراً ما نبحث عنها وعن نشأة أدب الخيال العلمي فيعد أمرًا يختلف عليه معشر النقاد؛ منهم من يعود به إلى بداية عام 1800م، ومنهم من يقول أنه بعد ذلك في عام 1809م.
لكن مما لا شك فيه أن هناك إجماع بين النُقاد على أن أدب الخيال العلمي وما عرفناه من روايات خيال علمي قد بدأ مع رواية فرانكشتاين للأديبة ماري شيلي، والتي تحكي بالمختصر قصة الدكتور فيكتور فرانكشتاين الذي يصنع كائنًا مسخًا ويبعث فيه الروح ويسميه بـ فرانكشتاين، ثم توالت الأعمال الأدبية بعد ذلك.
في ذلك المقال نعرض لكم قائمة تضم أشهر 7 من روايات خيال علمي لـ مؤلفين وكتاب الخيال العلمي والتي حازت على نسب في القراءة والتقييمات الإيجابية.
هي إحدى روايات خيال علمي معروفة ومن روائع شاعر العلوم كارل ساجان، وتتحدث عن حلم البشر الدائم في إيجاد عالم موازٍ لعالمهم، وحين يتنقلون عبر الفضاء في رحلة شاقة، يجدون عالمًا كاملًا من الفضائيين، فيحاول البشر التعايش معهم.
لكن تحدث بين الفضائيين والبشر صراعات عديدة وتعصب إيديولوجي وديني يؤدي لمعارك طاحنة في سبيل البقاء، وهي من ضمن روايات مشوقة عشقها القراء.
من أروع روايات خيال علمي عرفنها من أعمال الأديب الكبير هربرت جورج ويلز، وتحكي الرواية عن فتاة في عمر الثامنة عشر، تحب شابًا أكبرَ منها بشيء بسيط، لكن والد الفتاة يرفض ذلك الحب لعدة أسباب، أهمها أن الفتاة غنية وهي الوريثة الوحيدة لثروة أمها، أما الولد فقير.
يعمل في مهنة متواضعة، ولذلك يلجأ الأب إلى التنويم المغناطيسي ليعالج ابنته من داء الهوى، ويزوجها من ابن صديقه الغني.
لكن الشاب البطل يظفر بحبيبته ويفران معًا إلى العالم السفلي في لندن، وهناك يكتشفان حياة أُخرى، حياة أكثر طبقية، متدنية، صعبة المراس، فيحاول كلاهما التشبث بالحب قدر الإمكان، فيمران بأسوأ الظروف في ذلك العالم، لكن يبقى السؤال:
هل سينجحان في البقاء مع بعضهما والانتصار على ظروف ذلك العالم السفلي، أم لا؟
لا زلنا مستمرين مع هربرت جورج ويلز، ذلك الأديب الخيّالي الرائع، وروايته الحالية تتحدث عن البحث عن القوى العلوية، التي يحتمي فيها الإنسان، وكيف أن الإنسان مهما بلغ طموحه وحاجته وعلمه، دائمًا ما يلجأ إلى ذاتٍ عُليا يحتمي فيها من كل شرور الدنيا.
فتحكي الرواية عن قروي بسيط، يفر من استعباد المستعمرات في ثياب بيضاء مهلهلة، ويتجه نحو لندن ليشهد التحضر والتمدن هناك، ناقمًا على حياته القديمة وعلى عادات وتقاليد والده الذي كان يعبد حجرًا نيزكيًا لا يسمع ولا يرى ولا يتكلم، فأي شيء لفت انتباه الوالد إلى ذلك الحجر الأخرس!
وسَرعان ما يتعرف الشاب القروي على سيده الجديد، رب عمله، رجل قاسٍ صلب متجمد المشاعر وأصم القلب، يضرب ويعذب عماله ومن ضمنهم هذا القروي البائس.
وفي إحدى الليالي يتعرف القروي البسيط على مقر مولدات المدينة، المولدات الكهربائية هناك، فيرى أكبر تلك المولدات، مولد ضخم يشع أنوارًا كهربائية ليضيء كل المولدات الأصغر.
يشعر القروي البائس نحو ذلك المولد بشيء أشبه ما يكون بما شعر به والده نحو الصخر النيزكي، فيخرّ الشاب ساجدًا متعبدًا لذلك المولد راجيًا إياه أن يجعل سيده يرحمه من الضرب والإهانة.
يظل على ذلك الحال لأيام طويلة يتلقى الأذى ثم يتجه لسيد المولدات الكهربائية متعبدًا إياه وراجيًا المغفرة والرحمة، فهل سينال الرحمة، وما مصيره مع سيد المولدات؟ وهذه الرواية تعد من أهم روايات خيال علمي عرفناها.
من أفضل روايات خيال علمي لـ بيدج ميتشل؛ يذكر فيها أن السيد جاكوب راوندز – الأمين المساعد في المتحف البريطاني – أرسل خطابًا خاصًا إلى أحد المُستشرقين، يُخبره ببعض التفاصيل المثيرة التي اكتشفوها في إحدى الآثار الآشورية، التي تتحدث عن طوفان زيوسدرا.
هي قصة رجل يشبه النبي نوح، فكيف كان ملكًا صادقًا حكيمًا، ثم انقلب عليه الرعية، فدعا عليهم الإله ليُغرقهم، وبنى سفينة، ثم أبحر بها بعيدًا حين بدأ الطوفان يُغرق أهل العراق جميعهم، وفي تلك الرواية معايشة واضحة لأحداث ما قبل الطوفان.
فتشعر بأنك مشارك مع هؤلاء الناس الذين حاولوا الفرار بأنفسهم مع الملك الصالح، تفاديًا للخطر الآتي.
قد تحسب أن الرواية إحدى الروايات الدينية مثلًا، إلا أنها غير ذلك، فهي رواية خيال علمي مشوق، تتحدث عن أكثر الأحداث والأسرار التي كانت تحدث في كواليس بناء السفينة.
كيف كان النبي نوح – الملك الصالح- يسعى وراء إنقاذ ما استطاع إنقاذه، وكيف استقبل هذا المستشرق وجمعُ المؤرخين تلك الرسالة والمخطوطة والآثار الآشورية، فهل يعرضونها على المجامع والمتاحف العلمية أم سيحاولون إخفاء الأمر برمته؟
من ضمن روايات خيال علمي مشهورة وتقص الرواية علينا قصة طيار حالم يود الذهاب إلى نقطة معينة حيث اختفى فيها معظم رفاقه، يود معرفة هل يظهر لهم هناك كائن فضائي أم أن تلك المنطقة خارج إطار الزمان، حيث لا يتبقى من الطيارين هناك سوى حطام طائراتهم فحسب.
يسعى صاحبنا جويس أرمسترونج “بطل الرواية” إلى خوض تلك الرحلة، فيأخذ في الاستعداد والمُباشرة لانطلاق الرحلة، لكن، كل من حوله كانوا يقولون عنه أنه مجنون ومختل عقليًا، خاصة بعدما اختفى كل رفاقه. ففي كل رحلاته في الطائرة كان يصحب معه بندقية، وفي تلك الرحلة فعل الأمر نفسه.
لكن، لم يتبقَ من أرمسترونج أي شيء سوى حطام طائرته، ودفتر ملاحظاته الذي كان برفقته، لكن العجيب أن دفتر الملاحظات كان مبتورَ المقدمة والخاتمة فماذا حدث للبطل حين ذهب إلى تلك النقطة المُرعبة؟ وما هي تلك النقطة؟ رواية مشوقة ذات وتيرة تصاعدية في أحداثها، لن تُمهلك الفرصة لالتقاط أنفاسك.
بطل الرواية يمضي في الحياة ما يقرب الـ 100 عام، تلك الأعوام كانت كافية بأن يتعلم عشر لغات، ويؤلف عدة سيمفونيات، ويعيش في عالمه السحري ديزني لاند، لكن، يأتي يومٌ لم يكن في الحُسبان، فتتعرض مدينة ديزني لاند الساحرة إلى هجوم مباغت من بعض الغرباء.
ويكون البطل في أزمة وجودية – بمعنى الكلمة – كيف سيحارب دفاعًا عن تلك المدينة الساحرة التي بدأ يراها تنهار أمام أم عينَيه الآن؟ وتعد الرواية من ضمن روايات خيال علمي لاقت الكثير من الحفاوى والإعجاب من القراء.
من ضمن روايات خيال علمي مشهورة وتلك الرواية التي صدرت في عام 1895م، كانت بمثابة النقلة النوعية في تاريخ الأدب العالمي كله، بل وأكثر من ذلك، فصاحبها “إنش جي ويلز” الاشتراكي اليساري العظيم، حاول أن يتنبأ بواقع الحياة المُنحدر من سيئ إلى أسوأ.
فتحكي الرواية عن رجل يُراهن أصدقاءه أن بوسعه صنع آلة زمنية يرى من خلالها المُستقبل، ويفعل ذلك، وحين ينتقل إلى المُستقبل، يكتشف عالمًا آخر، عالمًا صنعته الرأسمالية المتوحشة.
وفي ذلك العالم – بعد تطور البشر – صار الناس مجموعة من الأقزام الناعمين المُتشابهين في الشكل ذوي الوجوه الملساء، اسمهم كائنات “الإيلوي”.
وفي نفس العالم يرى في الليل كائنات تأتي من أسفل الأرض، إشارة إلى الطبقات الكادحة المظلومة، التي أسماها بالـ “مورلوكس”، يتغذى ذلك الكائن المورلوكس (شبيه القرد) على كائن الإيلوي القزم الرأسمالي.
فماذا سيفعل البطل في هذا العالم، خاصة بعدما يقع في حب واحدة من كائنات الإيلوي؟ وكيف سيكون حال المستقبل إذا تقدم البطل عبر الزمن أكثر، هذا ما يقصه علينا إتش جي ويلز في روايته، والتي حُولت لعدة أفلام تحمل نفس عنوان الرواية.
هنا نكون قد عرضنا لكم أهم روايات خيال علمي عشقها كل القراء من مختلف الثقافات ودول العالم.