روايات ريم بسيوني التي لفتت انتباه الكثير منا لتعلقها بالمشاعر الانسانية والنفسية، فهي كاتبة، وروائية مصرية وأستاذة اللغويات فى الجامعة الأمريكية بالقاهرة.عملت كأستاذة ومحاضرة أكاديمية فى بعض الجامعات الأمريكية. ولدت ريم بيونى فى السادس من شهر مارس عام ١٩٧٣ بمحافظة الإسكندرية.
حصلت على ليسانس الآداب قسم اللغة الإنجليزية من جامعة الإسكندرية، وتم تعيينها بعد تخرجها بنفس الجامعة، لكنها قررت استكمال دراستها بالخارج. حصلت على درجة الماجستير والدكتوراة فى مجال علم اللغويات من جامعة اكسفورد ببريطانيا.
كما حصلت على درجة الدكتوارة فى مجال تحليل الخطاب السياسى فى مصر من جامعة اكسفورد، ثم قامت بالتدريس فى نفس الجامعة. ألقت العديد من المحاضرات فى فى الأدب العربى، ثم انتقلت إلى المملكة المتحدة وعملت هناك لفترة قصيرة، ثم انتقلت بعد ذلك إلى جامعة جورج تاون.
عادت إلى مصر فى عام ٢۰١٣. واستقرت بها، انضمت إلى هيئة التدريس بالجامعة الأمريكية فى القاهرة، واشتهرت دكتورة ريم بسيونى بإسلوبها السلس، وتعمقها فى سرداب كنوز تاريخ مصر لرصد وكشف حياة البشر فى هذه الفترات التاريخية المهمة. وتجسيد مشاعر البشر الإنسانية والنفسية فى هذا الوقت.
فى هذا المقال عرض لأفضل روايات ريم بسيونى:
أول رواية في قائمة روايات ريم بسيوني وتعد من ضمن روايات مصرية مميزة تحكي عن تاريخ مصر العظيم وقد صدرت هذه الرواية فى عام ٢۰١٨ عن دار نهضة مصر للنشر والتوزيع.ولاقت نجاحا باهرا منذ صدورها، كما حصلت على جائزة نجيب محفوظ كأفضل رواية لعام ٢۰١٩.
تنقسم الرواية إلى ثلاث حكايات، يربطها رابط مشترك، وهو مسجد السلطان حسن. حيث تدور أحداث الحكاية الأولى عن فترة هامة وحاسمة من تاريخ مصر، وهى حكم المماليك، وانقسامهم إلى دولتين.
هما دولة المماليك البحرية ودولة المماليك البرجية، وهزيمة المماليك هزيمة ساحقة على قوات سليم الأول فى عام ،١٥١٧ ومقتل السلطان طومان باى وتعليقه على باب زويلة.
اتخذت رواية أولاد الناس مسجد السلطان حسن كافتتاحية لبداية الحكى عن تاريخ حكم دولة المماليك فى مصر، وتفاصيل هذا العصر قبل وأثناء بناء المسجد من خلال قصة تكاد تكون غير مألوفة على المصريين.
هى زواج زينب المصرية من أمير مملوكى رغما عنها، وذلك بعد تهديد من الأمير، وقد أثمر هذا الزواج عن ولادة المهندس الذى قام ببناء مسجد السلطان حسن.
بالنسبة لأحداث الحكاية الثانية تعود إلى مسجد السلطان حسن بعد عام ١٣٨٨، حيث تحولت ساحة المسجد إلى مستودع معارك، و ساحة قتال بين الأمراء.الحكاية الثالثة والأخيرة تسلط الضوء على سرقة ونهب المسجد، وما فيه من ممتلكات على يد القوات العثمانية.
يعد مسجد السلطان حسن هو البطل الرئيسى فى الثلاث حكايات، فيعكس حقبة تاريخية هامة و شائكة من تاريخ مصر، بل إنه يلقى الضوء على الوضع السياسى والتاريخى والإجتماعى لمصر وشعبها خلال هذه الفترة، التي سيطر فيها المماليك على حكم مصر،وذلك بعد انتهاء الحكم الأيوبى.
اختارت الكاتبة ريم بسيونى مسجد السلطان حسن تحديدا لتربط به الثلاث حكايات ببعضها. ولكونه أهم مسجد تم بنائه فى تاريخ المسلمين، ويرجع ذلك لعدة عوامل كالمعمار والمساحة وتكلفة البناء.
كما وضحت الحكاية الأولى والثانية فى الرواية فكرة وباء الطاعون، وظهوره فى عصر المماليك أكثر من مرة. فقد ظهر فى عصر السلطان الناصر محمد بن قلاون، وأيضا ظهر فى عصر السلطان برقوق.
كما جسدت ريم بسيونى المعتقدات البشرية وراء انتشار الوباء فى هذه الفترة، وتأثيره على حكم البلاد لأنه أدى إلى وفاة الكثير من السلاطين والأمراء و العامة.
ألقت الرواية الضوء على ما يدور من أفكار داخل النفس البشرية فى عصر المماليك، وذكرت أن الخوف شعور انسانى يجب احترامه، مع عدم الانسياق وراءه حتى لا يسيطر علينا.
الرواية بها العديد والعديد من الإقتباسات التي عبرت عن هذا العصر بمنتهى البراعة، بل إنها جعلت القارئ يشعر أنه بالفعل جزءا من هذا العصر.
ثاني رواية من ضمن قائمة روايات ريم بسيوني وصدرت رواية سبيل الغارق فى فترة حرجة نتيجة ظهور وانتشار وباء عالمى الكورونا فى سبتمبر ٢۰٢۰ عن دار نهضة مصر للنشر والتوزيع.حققت الرواية ولازالت حتى الآن تحقق نجاحا باهرا.
تدور أحداث الرواية حول بطل شعبى سمعنا عنه فى حكايات ألف ليلة وليلة حول الشاطر حسن و أميرته ست الحسن والجمال .
واعلان السلطان زواج ابنته المريضة لمن يعالجها. تتوالى وتتصارع الأحداث، ليهيم حسن إلى طريق المجهول، لعل ذلك يجعله يصل إلى غايته وطريقه الحقيقى، ثم يستقر عند سبيل الغارق، وهو عبارة عن سبيل ماء تستقر فى جوفه حكايات الغرقى من أمثاله.
تبرز الرواية حكاية تاريخية قد اختفت ملامحها عبر الزمن، وهى حكايات تاريخية عن وجود سبيل يدعى سبيل الغارق . و يستدل عليه عن طريق شجرة مريم المقدسة فى منطقة المطرية بالقاهرة، والتى كانت يوما ما منطقة لحجاج مسيحى أوروبا.
ترتكز الرواية حول سبيل الغارق، لتجعل منه رمزا لإعادة تقييم الإنسان لنفسه وحياته بشكل عام.تتوالى أحداث الرواية، وتجسد فترات تاريخية مهمة ومصيرية من تاريخ مصر، لتربط بين فكرتى الغرق والهزيمة مع توضيح الحلول الصعبة التى قد تجنب الهزيمة.
من أروع الاقتباسات فى الرواية على لسان حسن الخادم الغرق ليس دوما تحت المياه، أحيانا يكون من هواء نتنفسه، وسفن أجنبية تحاصرنا، ولهفة لا تزول، ويأس لا ينتهى”.
ثالث كتاب من ضمن روايات ريم بسيوني وقد صدرت رواية بائع الفستق فى عام ٢۰١٨ عن دار نهضة مصر للنشر والتوزيع.
تدور أحداث الرواية حول امرأة وقعت فى حب رجل ما، ولكنها تراه من زاوية مختلفة تماما فى حبها له.تناقش الرواية بعض القضايا مثل: بحث المراهقين الدائم عن ذاتهم ،وشوقهم الزائد عن المعتاد.تصور الرواية ما يحدث فى الطبقة الوسطى من المدينة من أحداث.
قدمت رواية بائع الفستق صورة كاملة لتغيرات القرن العشرين فى مصر، وتعاقب ما حدث من ثورات فى مصر، وأثر بشكل مباشر وغير مباشر على رتم الحياة.
رابع كتاب في قائمة روايات ريم بسيوني وصدرت الرواية فى عام٢۰۰٧ عن دار نهضة مصر للنشر والتوزيع. تدور أحداث الرواية حول حياة مرشد سياحى، يعيش فى مدينة الأقصر،وأسلوب تعامله مع السائحين، ورصد وكشف الوجوه الكثيرة للحقيقة عند الغرب والشرق.
وذلك من خلال جريمة قتل وتعذيب تمت فى الأقصر.تكشف لنا هذه الجريمة أن الواقع منفصل تماما عن الظاهر، حتى واقع المرشد السياحى نفسه يختلف تماما عن واقع كل البشر من حوله.ت
توالى الأحداث حول هذا الشاب، حيث يقوم باستخدام كل الأدوات المتاحة والممكنة لجذب السياح، فيقنع الجميع خاصة السياح أنه فرعون مصرى، أصيل، عاشق للحضارة الفرعونية، إلا أنه يستخدم كل ما يعرفه ليصل إلى ما يريد.
ثم يتعرف على علياء، ويعملان معا فى مجال ارشاد الأفواج السياحية ، وتتنوع حكايات الأفراد فى هذا الفوج، ولكن تسير وتيرة الأحداث عكس التيار.تتعرض إحدى السائحات لحادثة كبرى، ويتغير مجرى الأحداث من بعد هذه الحادثة.
انفردت ريم بسيونى بلون خاص لها فى الكتابة، فقد غاصت فى بحر الكتابة التاريخية، مما شجع القارئ بشكل لا ارادي أثناء وبعد انتهائه من قراءة أعمالها للبحث فى تاريخ مصر، وذلك لأن التاريخ قادر على صناعة الحاضر القريب والمستقبل البعيد.