ننتظر على أحر من الجمر قدوم شهر رمضان الكريم من كل عام. نتشبث بذكرياتنا فى هذا الشهر الفضيل، التى تجعلنا نشحن طاقتنا لبقية العام. لذلك سنقدم لكم في هذا المقال ٥ روايات عن رمضان ومظاهر الإحتفاء في هذا الشهر الكريم.
يتميز شهر رمضان المعظم بالروحانيات والأجواء الحافلة بالبهجة، نظرًا لتجمع العائلات والأسر بمختلف طبقاتها بداية من المقتدر ووصولا للفقير واجتماعهم على مائدة واحدة فى نفس الوقت.
تعلقنا وارتباطنا بشهر رمضان الكريم، لما يحمله من ذكريات خاصة بنا وطقوس خاصة للاحتفال به كتعليق الزينة في الشوارع والمنازل ابتهاجًا باقتراب قدومه، شراء فوانيس رمضان، والروحانيات التى تحاوطنا: كصلاة التراويح بالإضافة إلى الأجواء الخاصة برمضان فى الحسين، وشارع المعز و غيرها من مظاهرالإحتفاء بهذا الشهر الفضيل.
تناولت أنواع مختلفة من الفنون مظاهر الاحتفاء بشهر رمضان، وعرضته فى صورة جمالية بديعة. علقت فى أذهاننا، ورسخت فى عقولنا، وتمسكت بها ذاكرتنا، حتى إذا تقدم بنا العمر، نظل نتذكرها، ولا يمكن أن ننساها.
وأتقن فن الرواية فى نقل صورة تخيلية للقارئ عن الطقوس والعادات السائدة فى شهر رمضان، والروحانيات التى تميز هذا الشهر عن غيره من شهور السنة.
وقد عرضت روايات عن رمضان مظاهر الإحتفاء برمضان، وبعض هذه الروايات تم تحويلها إلى أفلام سينمائية، و مسلسلات تليفزيونية كى تظل خالدة فى ذاكرتنا، و تبقى صورتها صوب أعيننا مدى الحياة. و بعض الروايات العربية وقعت أحداثها منذ البداية حتى النهاية فى شهر رمضان. سأستعرض معكم أشهر الروايات العربية التي احتفت بشهر رمضان الكريم.
وهناك الكثير من افضل كتب اسلاميه ننصح بقراءتها في رمضان لنشر واحياء مظاهر البهجة بالصيام وفرائضه.
خان الخليلى هى أحد أشهر الروايات التى دارت أحداثها فى شهر رمضان الكريم، وهى من روائع الكاتب العبقرى نجيب محفوظ. نجح نجيب محفوظ فى خلق حالة متكاملة من التفاعل بين أبطال الرواية من جهة، و المكان والخط الزمنى للرواية من جهة أخرى.
خصوصًا أن أحداث الرواية تدور خلال شهر رمضان، مما ساعد بشكل كبير على ترابط شخصيات الرواية و ارتباطهم بالمكان والزمن. وصف محفوظ فى هذه الرواية أجواء رمضان فى مدينة القاهرة أثناء الحرب العالمية الثانية. عبر محفوظ بعمق شديد، ووصف بديع عن الطقوس السائدة فى رمضان خاصة فى الأحياء الشعبية وللطبقة المتوسطة في مدينة القاهرة.
غاصت ثلاثية نجيب محفوظ فى تفاصيل، وذكريات الشعب المصرى فى رمضان، خاصة الطقوس الشعبية المصرية فى هذه الفترة الزمنية من تاريخ مصر. وصف محفوظ في ثلاثيته الإحتفالات الدينية، و شعائرها، والجلوس على مائدة الإفطار، والسحور، ثم نتعمق مع أبطاله فى حالتهم الروحانية.
سرد، ولغة محفوظ مع وصفه الدقيق، جعلنا نرتبط برواياته، التى وقعت أحداثها فى شهر رمضان الكريم، مما جعلنا نعيش جو رمضان و نحيا فيه كلما قرأنا رواياته. وتم تحويل الثلاثية لنجيب محفوظ إلى فيلم سينمائى، ولاقى نجاحًا كبيرًا على المستوى النقدى والمستوى الجماهيري مثل نجاح الرواية.
تعد رواية فى بيتنا رجل للأديب الراحل إحسان عبد القدوس أحد أهم وأشهر الروايات العربية، وهي من روايات عن رمضان والتي جسدت صورة متكاملة لشهر رمضان الكريم ضمن أحداثها بصورة قريبة إلى الواقع. وتم تحويل الرواية لفيلم سينمائي من بطولة عمر الشريف وزبيدة ثروت ورشدى أباظة وزهرة العلا وحسن يوسف و حسين رياض، وقام بإخراج الفيلم المخرج بركات.
وقد حقق الفيلم نجاحًا باهرًا مثل نجاح الرواية عند صدورها. برع إحسان عبد القدوس فى تصوير شهر رمضان بصورة حقيقية، و اعتباره عنصر أساسى ورئيسى ضمن أحداث الرواية. وهذا ساعد على إبراز حبكة الرواية بشكل فعال، حيث استطاع إحسان عبد القدوس توظيف حالة خلو الشارع المصرى من البشر قبل وأثناء وقت الإفطار.
وبالتالى ساعد هذا العامل بطل الرواية إبراهيم حمدى فى الهروب من قوى الأمن التى تلاحقه، و ذلك بسبب قيام البوليس بقتل قريب إبراهيم أثناء مظاهرة فى فترة ما قبل ثورة يوليو .وكانت هذه القوى تحت وطأة الاحتلال الانجليزى وتعمل لصالحه.
صور إحسان عبد القدوس عادات وتقاليد الشعب المصرى فى شهر رمضان مع التركيز على مظاهر الوحدة الوطنية. وتوضيح صورتها، بالإضافة إلى تجسيد التجمع الأسرى على مائدة الإفطار وانتظار اطلاق مدفع الإفطار. كل هذه العوامل جعلتنا نرتبط بالرواية، و نتفاعل معها لشعورنا بأجواء رمضان ضمن صفحات الرواية.
كما نجح إحسان عبد القدوس فى خلق صورة ذهنية كاملة عن جو رمضان فى الشارع المصرى فى تلك الفترة العصيبة من تاريخ مصر، وذلك عن طريق لغته العذبة وسرده المميز. ورسخت هذه الصورة فى أذهاننا، حتى أصبحت مقاربة بشكل كبير للواقع، بل إنها أصبحت أجمل بكثير من واقعنا الذى نعيشه.
ومن المعروف أيضاً أن كتب أحمد الشقيري مذيع برنامج خواطر تقدم العديد من ظواهر الصيام وشهر رمضان لا يفوتك قراءتها وامتلاك البعض منها في مكتبتك الخاصة.
تعتبر رواية الرهينة للكاتب اليمنى زيد مطيع دماج من أروع روايات عن رمضان والتى احتفت بشهر رمضان. فقد نجح زيد مطيع فى تجسيد و تصوير ملامح ومظاهر الاحتفال برمضان فى اليمن من خلال عدة مشاهد فى الرواية، و الجمل الحوارية، مع وصفه الرائع، و كأننا فى قلب أحداث الرواية.
وتضع الرواية مقارنة بين طقوس الإحتفال برمضان فى القرية والمدينة، والفرق بين احساس الفقراء والجنود والأمراء و النساء بشهررمضان.
ويشير زيد من خلال اختلاف الطبقات فى رواية إلى اختلافات أكثر عمقا على كافة المستويات الإجتماعية والسياسية والإقتصادية. حيث اعتبر شهر رمضان محركا أساسيا ضمن أحداث الرواية، لتشكيل حالة متطورة من الوعى تدفع بأحداث الرواية إلى الأمام.
احتلت هذه الرواية قائمة أفضل مائة رواية عربية، وذلك بسبب مشاهد وصف شهر رمضان ضمن أحداث الرواية، والتى ذكرت فى أبحاث التاريخ الشعبى لليمن بعد صدور الرواية.
كتب هذه الرواية الكاتب المصرى محمد جبريل، والذى قدم وصفا رائعا لمظاهر احتفال الأطفال برمضان فى مدينة الإسكندرية تحديدًا فى أربعينيات القرن الماضى. وتمثل هذه الرواية لونا جديدًا، مميزا فى عالم الكتابة، فقد جمعت بين فن الرواية والسيرة الذاتية فى آن واحد.
يعرض محمد جبريل فى روايته مد الموج ذكريات الطفولة فى شهر رمضان، خاصة فى منتصف الأربعينيات. فقد برع وصف ألعاب أطفال الإسكندرية، وتعمق محمد جبريل فى وصف مظاهر الإحتفال فى شهر رمضان، وانتظار الناس ليلة الرؤية، واضاءة مئذنة مسجد الحسين دليلا على ثبوت رؤية هلال شهر رمضان.
سيظل شهر رمضان هو نقطة انطلاق نحو التغيير، أيا كان نوع هذا التغيير.شهررمضان، هو صندوق الذكريات، حصن الأمان من غدر الأعداء، بل إنه قوة ظاهرة فى مواجهة أى خطر يهدد رغبتنا فى التمسك بالحياة. وطقوس الإحتفال بهذا الشهر الفضيل تختلف من شعب لآخر، وتكون صورة ذهنية متكاملة عن تراث هذه الشعوب.
وتبقى الروايات العربية التى احتفت برمضان، و تناولته ضمن أحداثها، راسخة فى عقولنا ،خالدة فى قلوبنا، نتشبث بها عندما نشتاق لرؤية هلال شهر رمضان، مع القيام بالطقوس المعتادة فى هذا الشهر، حتى وإن كانت فى مخيلتنا، فهى ما تبقى لنا لنتحمل واقع الحياة.
وفي النهاية قد تضم أفضل كتب دينية للأطفال بعض المظاهر الخاصة بالصيام وشهر رمضان حافظ علي مداومتهم لقرائتها والحفاظ علي هذه الشعائر.