حروب، فيروسات، كوارث طبيعية عالمية، بشر معدلين وراثيً، أو سيطرت الآلات علينا ، عندما يتعلق الأمر بنهاية العالم ، فإن السيناريوهات لا حصر لها ، ولهذا السبب لا يفشل الكُتاب أبدًا في إدهاشنا بـ روايات نهاية العالم الرائعة.
العالم مخيف بعض الشئ حالياً. إذا كنت قارئًا لقصص و روايات نهاية العالم والديستوبيا ، أو من محبي الرعب ، فقد تكون على دراية بتلك الرغبة التي لا يمكن تفسيرها لاستكشاف هذا الانزعاج والخوف من خلال الأفلام أو الأدب حينما يتم مناقشة نهاية العالم.
ربما يكون ذلك بسبب رغبتك في الشعور بأن العالم الذي نعيش فيه أقل رعبًا من العالم الذي تقرأ عنه. أو ربما يكون ذلك بسبب رغبتك في فرز مشاعرك حول الوضع الحالي للأشياء.
في بعض الأحيان ، يكون الغوص في قصة خيالية حول كيفية انتهاء عالمنا متعة خالصة. يتيح لنا التفكير في الحقائق الصعبة التي من المحتمل أن توجهنا، لكننا نعيش هذه المشاعر من خلال قصة وليس حقيقة، مما يجعلنا نعيش الإثارة باستمتاع وليس بخوف.
بغض النظر عن دوافعك ، إذا كنت تريد قراءة المزيد عن رويات نهاية العالم – فهذه القائمة تناسبك.
“هل يتوقعون أن تتحسن الأمور؟ الأمور لا تتحسن أبدا. تاريخ البشرية هو حشد من الحماقة والمصائب. فقط يتطور العلم. وتطور العلم لا يمد يد العون للأخلاق، لكنه يجعل الشر أكثر براعة وتعقيدا. قارن بين آثار حرب طروادة وبين القنبلة الهيدروجينية.. قارن العهر فى أثينا القديمة بأعياد “ماردى جرا” المعاصرة ونوادى التعرى وتجارة البورنو. لقد انحدرت البشرية إلى القاع وحان الوقت كى تمحى.”
ماذا لو اصطدم نيزك بكوكبنا؟ ماذا لو لم يعد هناك نور؟ ماذا لو لم يعد هناك فائدة لحاسة بصرك، والظلام أصبح هو الحاكم، يمتد في كل مكان، في كل بيت، ماذا لو نسيت ملامح من تحب، الفرق بين الألوان، السير بحرية؟ والسؤال الأهم، ماذا لو الأصبح النور محرماَ…محرماً على البعض ،البعض الآخر لا؟ هكذا تصور العراب كيف ستكون نهاية العالم.
جاء الوقت حتى نتحدث عن واحدة من أشهر روايات نهاية العالم لأحمد خالد توفيق، في ممر الفئران .
استوحى العراب فكرة هذه الرواية من قصة أسطورة أرض الظلام، وهي من ضمن سلسلة ما وراء الطبيعة .
قدم لنا أحمد خالد توفيق الرواية بشكل مختلف تماما من حيث الشخصيات والحبكة والعمق الموجود فيها وفي نهايتها أيضًا. فقد عمل على تطويرها أكثر. ومثل معظم مؤلفاته يسود الجو الكئيب المأساوي في الرواية ضمن عوالم كابوسية، وهي رواية ديستوبية مشوقة في عالم لا يعود فيه النور حق من الحقوق الطبيعية للإنسان،
وقد حاول الكاتب أن يشير إلى كثير من القضايا الاجتماعية المهمّة مثل: الفقر والجهل والفساد في هذه الرواية .
دار النشر: الكرمة
سنة النشر: ٢٠١٦
عدد الصفحات: ٣٦٤
“هكذا تكتب، تخاف فتكتب، تستعذب الخوف فتكتب، يضيق عالمك عليك فتكتب، وتكتب، تقسو على نفسك في رواياتك للتطهر، تلقي بمخاوفك في خلفية شخصياتك فتقتلها، تفتح جراحك وتتركها تنزف حبرًا على الأوراق. لا تتحمل هم أن يقرأ لك أحد أو ينتقدك أحد،
خيالك هو مكانك الوحيد الذي لا ينازعك فيه أحد. يأتي المساء بلا طعام، لا تطلب جونو منك شيئًا أبدًا، تنام مبكرًا على فخذك تسمع صوت أمعائها الخاوية تشكو وحدتها. لمن ستتركها غدًا كي تذهب لعملك؟ ماذا لو طاردتك الضواري مرة أخرى؟”
أسفار النهايات من روايات نهاية العالم المقسمة لثلاث حكايات، حكايات منفصلة متصلة. في القصة الأولى، بعنوان ميكانيكا، نتابع الأستاذ وعالم الفيزياء يدعى بحر، الذي يرصد اختفاء قانون الجاذبية عن عالمنا! ويصدم من ردة فعل العالم حوله ،عدم المبالاة لهذا التغيير الذي يتعرض له عالمنا، في إختفاء الجاذبية لا يعني فقط دمار العالم، بيعنى أيضا نهايته لا رجعة!
القصة الثانية لمحبي الأساطير الرومانية الاغريقية، و هواة الفلك و الأبراج، حكاية رمزية، قصة تحت عنوان: رسائل يناير، فيها نرى تجسد شهور السنة على هيئة أشخاص، هؤلاء الأشخاص يقفون أمام المحكمة لأنهم متهمون بقتل أحد الشهور! ترى أي شهر قد قتل ولماذا، والأهم من قام بقتله؟
في الحكاية الثالثة، بعنوان تجربة سردية نتابع حكاية يانوس، الكاتب الثائر المعترض على ما يجده من حوله، والذي يسعى للتغيير من خلال الكتابة، والذي تعرض من خلاله حالة خاصة لعالم مفارق مختلف في تفاصيله وأبطاله، ولكن ما يجمعه بنا هو تلك الكتابة والرغبة في التحرر.
شيرين هنائي المعروفة بكتاباتها روايات الرعب، تنقل لنا تصورها لنهاية العالم، وهو تصور يجمع كذلك بين عالم الفيزياء وقوانين الجاذبية، وبين العلاقات الإنسانية وما يحدث فيها من جذبٍ وتنافر.
دار النشر: الرواق للنشر والتوزيع
سنة النشر: ٢٠١٧
عدد الصفحات: ٢٢٣
“كان آخر ما رأيناه، هو ورفيقه، وهما يصعدان إلى السّماء، يضحكان في رضا تام، كأنهما لم يقتلا البشرَ كلهم، صعدا إلى ربهما، بعد إتمام المهمة على أكمل وجه. وكان آخر ما عرفناه، أن الواحدَ منا لم يتلُ كتابه ليمحو الغيب ويعرف مصيره، بل قرأنا كلنا بلا استثناء،
في صوتٍ واحدٍ، في غباءٍ بشري واحد، بتفكير ساذج، يخبرنا بأننا أسياد العالم، لأننا محونا الغيب، ولم ندرك حينها، أنها كانت تلاوات محو جنسنا، بمشيئة الرب، وبغضبٍ من الرب، الذي منَّ علينا بكل الفرص، ولم نستغلها.”
ماذا لو في يوم بدأت السماء تمطر كتُب، كتب تحمل أعمالنا؟ وآخر تاريخ في هذه الكُتب هو ٣ إبريل، أي أن هذا هو ميعاد يوم القيامة. الله يعطينا جميعا فرصة لنتوب، مُعاناً ميعاد نهاية هذا العالم.
رواية تلاوات المحو هي رحلة ديستوبيا سوداء خالصة… تصنف ديستوبيا دينية، مختلطة بسياسة، أدب، فن وغيرهم.
يأخذنا الروائي مصطفى منير في رحلة إلى نهاية العالم، رحلة مكونة من ثلاث دهشات لحياة أخيرة قبل محو البشرية.
الدهشة الأولى هي عندما أمطرت السماء كتب مدون فيها أعمال البشر، كل أفعالهم القبيح والحسن، كما أن الكتب تكشف عن مستقبل عام كامل ينتهي في تاريخ محدد، عام واحد فقط، ينتهي عند تاريخ معين في كل كتب. مما جعل الجميع يدرك أن هذا التاريخ هو ميعاد القيامة. ترى ماذا سيفعل البشر عندما يروا خط نهايتهم؟
الدهشة الثانية، تحدث عندما يستيقظ الناس ليجدوا أنهم بدون ملامح؟ لم يعد هناك ما يميز شكلك عن الآخرين. أما الدهشة الثالثة، سأدعك تعيشها مع الرواية، فهي ليس بنهاية عادية!
الرواية استحقت بجدارة مكانها في قائمة روايات نهاية العالم المصرية.
دار النشر: مركز المحروسة للنشر والخدمات الصحفية والمعلومات
سنة النشر: ٢٠٢٠
عدد الصفحات: ٤٢٧
“الانهيارات الأرضية تزحف، اصطدام عربات المترو، سقوط شبكة الكهرباء بالكامل، تصدعات الكباري، انطباق الأنفاق، أخبار عن شقوق بمبنى السد العالي، زحف البحر، الانفجارات التي صارت كزقزقة العصافير أمام كل نافذة وأعلى كل شجرة وتحت كل مقعد عام وعلى كابلات التليفونات وفي كل منور،
القتل اليومي وبلا ضغينة والنهب والسرقة بلا نية وإفلاس البورصة والبنوك المقفرة كقبور، والبشر الساعون كموتى بلا روحٍ أو حياة؛ ينتظرون موتًا، قد يأتيهم عن يمينهم أو يسارهم بغتةً، أو بسكرات موجعة وصرخات مفزعة ملتاعة يغتالهم من أسفل أو يحوم حولهم ثم يصرعهم ويخطفهم من أعلى.”
من ضمن كتب تاريخ مصر القديمة تبدأ الحكاية بعودة عـالم ريـاضيات مصري أحمد سمير من الولايات المتحدة الامريكية إلى مصر. بعد أن وصل إلى قمة المجد العلمي، قرر العودة لوطنه ليقضي ما تبقى له من أيام، فقد أصيب بالسرطان، وهو في مرحلة متأخرة من المرض. بالرغم من ذلك بقرر ان يستعيد عـلاقاته القديمة مـع اصدقائه الذين تركهم.
لكن بينما يعيش سمير نهايته الصغرى، يكتشف أن نهاية العالم الكبرى على وشك الحدوث. حيث يقوم بادخـال كـل المدخلات التي تحدث في الواقع : من حوداث سيارات ، انهيارات مباني ، سرقات ، احتجاجات اجتماعية ، نسب الطلاق … في برنامج ، و أن يقيس احتمالات حدوث كل منها، و من خلال البرنامج يمكن ان يعرف ما الذي يمكن أن يحدث في المستقبل!
يعرض لنا الكاتب في الرواية “نظرية الشواش”، أو كما تعرف أيضا ب”نظرية الفوضى”. هي واحدة من أحدث النظريات الرياضية الفيزيائية التي تنص أنَّ بعض الأمور التي نراها مُختلطة وغير مترابطة قد تكون مُنظمة. وحتى إذا كانت تبدو عشوائية فهي تسير حسب نسق محدد.
دار النشر: دار ميريت للنشر
سنة النشر: ٢٠١٦
عدد الصفحات: ٢٢٠
“لو كان لصفةٍ واحدةٍ أنْ تنافسَ النسيانَ فينا فهيَ الفضولُ، تعريفُنا المجرَّد، الصوتُ الوحيدُ الذي طغى قديمًا على صوتِ الإلهِ فينا فأوقَعَ قطعَ الدومينو واحدةً وراءَ أخرى حتى تشَكَّلَتْ الحياةُ كما نعرفُها، سُلَّمُنا الحريريُّ إلى المعرفة وطريقُنا الممهَّدُ إلى التعلُّم والتطور،
لا تدري أحيانًا هل تنقمُ على ذلكَ الجين الموروث أم تدينُ له بالعرفان، لكنَّهُ لا يتوقفُ عن ممارسةِ دَورِه ولا عن إبهارِكَ بآثارِه تحتَ أي ظرف.”
في هذه الرواية التي تعد من أهم روايات نهاية العالم المصرية جعل الكاتب قصة نهاية العالم في هي بداية جديدة له أيضا.
بعد حدوث فيضان أسطوريٌّ عارم، يكتشف بطل الرواية علاء توفيق انه الناجي الوحيد من هذا الطوفان، حيث قامت الأمواج بدفعه حتى وصل إلى جزيرة نائية ، ولم يجد بدا من بدء حياة جديدة. ولا يلبث الموج أن يلقي إليه بامرأة جميلة.. تدعى “صفية”.. وثلاثة أطفال.. أحداث زاخرة بالفكر ومضيئة بالحياة ومفعمة بالأسئلة المعلقة..
يستدعي الكاتب محمد إبراهيم قنديل في أولى روايته من خلال بطل حكايته قصة بداية الخلق من جديد، ومشهد الطوفان، والنجاة المحتملة بعد نهاية هذا العالم.
الرواية الأولى للكاتب استحقت عن جدارة جائزة أخبار الأدب للرواية ٢٠١٨.
دار النشر: دار نهضة مصر
سنة النشر: ٢٠١٨
عدد الصفحات: ١٢٠