روايات نهى طلبة من أهم الروايات المتشابكة التي تثير تفكيرك، وتعد نهى طلبة واحدة من الروائيات اللواتي برزن مؤخرًا على الساحة الأدبية العربية والتي استطاعت بمشاعرها الفياضة وعواطفها الجياشة أن تسطر لنا أروع الروايات الأدبية.
وحين نتحدث عن نهى طلبة نجد أنفسنا أمام شخصية متفردة أوجدت لنفسها قالبًا روائيًا برعت فيه بقوة فكانت أعمالها بمثابة أيقونات أدبية للعديد من المولعين بالقراءة، وفي معرض حديثنا عنها اليوم نضع بين أيديكم قائمة بأهم روايات نهى طلبة.
هنا سلطت في رواياتها الضوء على العديد من المشكلات والأزمات التي تواجه الفتيان والفتيات فسبرت اغوار طبيعتهم البشرية فجسدت معاناة الحب المحكوم عليه بالإعدام والحب القاتل.
ولم تنسي العلاقات المتشابكة المعقدة التي تشبه خيوط العنكبوت عندما تلتف على ضحاياها، ومشاعر التضحية والبذل التي أصبحت عند البعض عملات بائدة لا تصلح لجميع الأزمان.
ومن خلال هذا المقال سوف نستعرض معكم قائمة بأشهر روايات منى طلبة، ومنها الآتي:
“إن للقلب صوتاً منفرداً.. خافتاً.. ناعماً..
ولكننا لا نملك إلا الخضوع له طائعين مستسلمين
تدفعنا سعادة أليمة لا يعرفها إلا عاشق..
عاشق حائر.. عاشق تائه في ملكوت الحب..”
بهذه الجمل القصيرة تفتتح نهى طلبة روايتها متاهة مشاعر التي تعد إحدى أشهر أعمالها الأدبية حيث نالت شهرة ورواجاً كبيراً في أوساط شريحة كبيرة من الشباب القارئ، وهي من ضمن روايات قصيرة من ضمن روايات حب كثيرة عشقهتا هذه الفئة من الشباب.
وهي رواية رومانسية تضج بالعلاقات العاطفية المتشابكة والمعقدة بين مجموعة من الشباب والشابات، تجسد فيها الكاتبة معاناة العاشقين وألامهم، وتعكس فيها طبيعة الحب في النفس البشرية والتي تصيب الإنسان بمشاعر متناقضة بين العشق والخوف والقلق والحيرة.
كما أنها من روايات نهى طلبة الطويلة التي يتجاوز عدد صفحاتها الألف صفحة وكُتبت بالعامية المصرية وهي من المآخذ التي أُخذت على الرواية من قِبل بعض النقاد والقراء.
كما اُنتقدت الرواية بسبب الجرأة في عرض بعض المشاهد من حياة الأبطال وعلاقاتهم العاطفية ولكنها في المجمل رواية رائعة مليئة بمشاعر الحب والتضحية والبذل، وهي رحلة رومانسية ممتعة وتجربة فريدة تستحق أن تخوض غمارها.
“هل يختلف داخل السجن عن خارجه بالفعل، أم أنه خرج من سجن محدد بقضبان و حراس في أركانه إلى سجن أوسع و به الجميع قاض و جلاد و هو المتهم الوحيد”
اجتياح هي الرواية الثانية معنا اليوم من روايات نهى طلبة، قد يبدو العنوان صادماً لأول وهلة ولكنك ستغير نظرتك عند البدء في قراءة أحداث الرواية لتجد أن العنوان كان بمثابة تهيئة نفسية لاستقبال جرعة متناقضة من المشاعر التي تلهب نفسك وقلبك.
انها تأشيرة للدخول إلى عالم يجسد المعاناة في أقسى صورها.
تدور أحداث الرواية في إطار اجتماعي يعكس معاناة الأسرة التي اُبتليت بأب متجبر متسلط اعتبر القسوة والشدة أفضل الوسائل لتربية أبنائه فتنشأ أسرته مشتتة مفككة لا يجمعها شيء غير الخوف والألم.
واستطاعت الكاتبة بالقليل من البذل أن تترك أثراً قوياً في نفوس القراء الذين تفاعلوا مع أحداث الرواية بسرعة فأثنوا على مكوناتها المختلفة من أحداث وشخصيات وحبكة.
تعد الرواية إحدى أجمل روايات نهى طلبة وجسدت فيها مجموعة من الطباع البشرية المتباينة والصراعات الأسرية التي تتسبب في تفكك الأسر وتشرذمها، وقد أجادت في وصف مكنونات النفس في كل شخصية.
فهذا ياسين الأخ الأكبر الذي يتحمل مسؤولية الأخطاء التي تُرتكب في حياة الأسرة، وهو شخصية جُمعت فيها كل صفات الشهامة والتضحية والإيثار.
وهذا ماجد صاحب المشاعر المتناقضة التي تعجز عن فهم طبيعتها البشرية فتقف أمامها عاجزاً عن فك طلاسمها وحل ألغازها، والأم المسكينة المغلوبة على أمرها والتي تحاول جاهدة حماية أبنائها من ظلم الأب وجبروته.
هي الرواية الثالثة من ضمن روايات مصرية في قائمة روايات نهى طلبة، صدرت رواية “علاقات مميتة” في عام ٢٠١٧ وسُطرت أحداثها في ١٨٨ صفحة، وهي المكملة لرواية اجتياح.
تبين الرواية كيف تصبح بعض العلاقات مميتة عندما تُغلف بأغلفة لا تناسبها وعندما تُوضع في إطار لا يليق بها، واستطاعت الكاتبة أن تصيغ أحداث الرواية بلغة سهلة وبسيطة مزجت فيها بين العامية والفصحى.
“بالطبع عشق الرجل ويعشق وسيعشق ولكن يتنوع العشق وتختلف درجاته وألوانه وهمومه وأفراحه والإحساس به”
تعد رواية أحببت بلا أمل أحد أشهر وأجمل روايات نهى طلبة التي سطرتها بفيض من المشاعر والأحاسيس الجياشة التي امتازت بها معظم أعمالها حيث اعتادت الكاتبة دوماً على سبر أغوار النفس البشرية وتحليل الطباع المتباينة والعلاقات العاطفية المتشابكة.
فبين الحب المكتمل الأركان المتوج بالزواج وبين الحب المحكوم عليه بالإعدام تدور الكثير من الأحداث التي تمزق نياط القلوب.
هذه هي مأساة الحب من طرف واحد .. طرف لا يطيق الحياة دون أن يرى الآخر .. وطرف لا يطيق الحياة إذا رأى الآخر” جملة ذكرها الأديب الراحل أحمد خالد توفيق.
كأنه يصف حال بطلة الرواية التي تهب حبها لشخص لم يحبها يوماً فعاشت على هامش حياته العاطفية تمنى نفسها بأن يبادل نفس المشاعر يوماً ما ولكنها تعيشها على أمل واهي وتتعلق بخيوط من الوهم لا تصلح لنسج علاقة عاطفية مكتملة
وهنا استطاعت الكاتبة أن تعرض فكرتها بأسلوب سهل ولغة بسيطة مزجت فيها بين الفصحى والعامية، وهي من روايات نهى طلبة المميزة ولكن يؤخذ عليها التطويل والمط في الكثير من الأحداث.
هي الرواية الخامسة من روايات نهى طلبة والتي تجسد الصراع الأبدي بين الحب والمال.
فبطل الرواية باسل هو رجل ثري ذو نفوذ وقوة يجد نفسه في اختيار صعب بين لمى الفتاة المرحة التي جذبته إلى حبها من النظرة الأولى وشيرويت الفتاة الأرستقراطية الفاتنة التي تعيش في قالب فرضته عليها البيئة التي تعيش فيها.
هنا عليه أن يختار بي حبه للمى وبين الامتيازات التي سيتحصل عليها عند زواجه من شيرويت، وتدور أحداث الرواية في قالب اجتماعي رومانسي نُسجت أحداثه برقة وحيوية، فاستطاعت الكاتبة أن تحرك المشاعر الراقدة في نفوس شخصيات الرواية.
فتخلى باسل عن نفوذه وثروته للفوز بحبه بينما تحررت شيرويت من القالب الأرستقراطي الذي لطالما ظلت حبيسة بداخله لسنوات، وهي رواية رائعة تغمرك بفيض من المتعة والإثارة وتعدك بخوض غمار تجربة ستنال إعجابك وقبولك بكل تأكيد.
“شاهد اقتراب ضحيته بعيون ناعسة.. سائحة أمريكية تبحث عن مغامرة مثيرة.. وهو هنا ليقدمها لها..
– هاي.. هل ترغب في الرقص؟
– ما رأيك في التغاضي عن المقدمات السخيفة والخروج من هنا الآن؟
– لست أدري.. أعتقد ذلك.
-مائتا يورو
-ماذا؟!.. هل تعتقد أنني بائعة هوى أبيع جسدي لمن يدفع.
– كلا.. لستِ بائعة هوى، ولكني كذلك”
تلك الرواية السادسة معنا في قائمة روايات نهى طلبة والتي تجسد شهوة الانتقام التي تلتهب جذوتها في نفوس العديد ممن يقع عليهم الظلم.
فنجد بطلها شاباً يعمل في أحد مقاهى بيع الخمور بعد أن طردته أمه من المنزل فتسيطر عليه شهوة الانتقام بعد أن تأثرت طبيعته الطيبة بأفعال المجتمع المحيط، وهي رواية رائعة تستحق القراءة ولكن لا يُصرح بقراءتها لجميع الأعمار.
تطل علينا العبودية بوجه جديد من خلال الرواية السابعة من روايات نهى طلبة صك ملكية عندما يجبر الجد الثري صاحب النفوذ والسلطة حفيده الطائش سيف المتورط بكثير من العلاقات النسائية على الزواج من حفيدته اليتيمة همس.
لتبدأ سلسلة من المعاناة والألم فتحاول جاهدة التخلص من قيود العبودية التي فرضتها عليها الأيام، فيصبح لديها من القوة والاستقلالية ما يمكن من فرض السيطرة والهيمنة.
عرضت الكاتبة أحداث القصة بلغة سهلة وبسيطة خالية من التعقيدات والاستعراض، الأمر الذي جذب عدداً كبيراً من الشباب إلى قراءتها، ولكنها تعرضت للانتقادات بسبب الجرأة المبالغ فيها في معرض مثل هذه القضايا.
القصة الثامنة معنا اليوم من روايات نهى طلبة هي قصة قصيرة لا تتجاوز ١٧ صفحة عرضت فيها الكاتبة قصة شابين وقعا في الحب ويجد كل منهما صعوبة في الاعتراف بحبه للفتاة التي أحبها.
مرآة الروح، عندما ننظر إلى من نحب كأنه مرآة تعكس مشاعرنا وعواطفنا عندما تصبح مكنونات النفوس متجلية على صفحات الوجوه كل هذا وأكثر ضمنته الكاتبة نهى طلبة في روايتها مرآة الروح.
هي إحدى روايات نهى طلبة والتي تطرح فيها الكاتبة عدداً من القضايا الاجتماعية التي سادت الكثير من البيوت المصرية ومنها النظرة المثالية إلى الرجل الذي يُعتبر الحاكم بأمره في نظر الأسرة التي تبدأ في البحث عن أنثى تنجب له ولداً يحمل اسمه ليستمر نسله في التكاثر.
كما سلطت الضوء على جريمة ختان الإناث والمشاكل النفسية والعضوية التى تتعرض لها الكثير من الفتيات جراء هذا الفعل المشين، وكعادة نهى طلبة استطاعت أن تسطر أحداث روايتها بلغة بسيطة تحث القارئ على إنهاء الرواية.
القصة الأخيرة معنا ضمن روايات نهى طلبة هي قصة قصيرة لا تتجاوز ١٩ صفحة بطلتها فتاة تعرضت لحادث سيارة فقدت على إثره الذاكرة لتعود إلى المرحلة الجامعية التي أحبت خلالها أحد زملائها.
والذي يرغب في الزواج منها إلا أن أسرتها تقابل رغبته بالرفض بسبب فقره، ليقرر بعدها أن يسافر ليستطيع تحصيل المال الكثير إلى أن تتلقفه أيدي المنية قبل أن يعود إلى بلده، وتتزوج الفتاة من طبيبها النفسي.
وفي الختام أرجو أن أكون قد وُفقت في عرض روايات نهى طلبة الطبيبة الصيدلانية التي أحبت الأدب منذ صغرها فانطلقت تسطر لنا بحروف من ذهب أروع الأعمال التي لطالما عشقناها بكل تفاصيلها.