روايات نور عبد المجيد التي اشتهرت بالرومانسية تعد من أهم الروايات في مجال الرومانسية والحب وقد عرفت الكاتبة نور عبدالمجيد بالواقعية والسرد الدقيق في إطار رومانسي وهي من ضمن كاتبات مصريات مميزين في هذا المجال رغم جنسيتها السعودية لكن حملت الهوية المصرية وترجمت أعمالهم للشاشات الصغيرة.
تسعى في كتابتها لإبراز وقائع اجتماعية مصرية وعربية، تطرح دائما قضايا مثيرة للجدل بطريقة أدبية راقية. عذوبة في الكلمات ونصائح مبطنة ترسلها إليك في هيئة شخصيات من واقعك، تفوقت بروح الكاتبة على كتابتها، هي لا تنافس غير قلمها وكلماتها.
تعمدت تعدد الشخصيات في روايتها وبنت حياة وطباع يختص بها كل واحدا منهما، إذا أوجدت المشكلة تبحث معه عن الحل، تشرك القارئ في همومه، حتى نصل جميعا إلى بر الأمان أو إلى سؤال يقف القراء عنده ويتساءلون كيف، أو لماذا حدث هذا؟.
خرج إلى النور حتى الآن اثنا عشر رواية، أحدثهم أنين الدمى عن الدار المصرية اللبنانية، أبصرت النور في معرض القاهرة الدولي للكتاب. حصلت نور عبد المجيد على ليسانس من جامعة أم القرى في السعودية.
على مدار عامين عينت مسؤول تحرير مجلة مدى، تكتب بصفة دورية في مجلة كل الناس، تحولت بعض أعمالها الروائية إلى مسلسلات درامية ناجحة.
لذا سوف نستعرض قائمة شيقة عن أفضل روايات نور عبد المجيد الذي تركت بنجاحها إعجابا في قلب محبيها.
“أقسى سؤال على الأرض هو لماذا؟
متى وأين وماذا ومن.. كلها لابد وأن لها اجوبة.. لكن “لماذا” وحدها تقتل وتذبح رجالا ونساء، لأنها غالبا بلا إجابة”
الثنائية جاءت على رأس قائمة افضل روايات نور عبد المجيد حيث اختلفت بسبب طريقة عرضها وجهة النظر لطرفين، يجمعهما الحب والزواج، تتكشف فيهما النزاعات الداخلية في النفس البشرية.
في الجزء الأول أنا شهيرة بطلة تتبع غريزتها الأنثوية، بينما الجزء الثاني البطل رجل; كيف أثرت تربيته ونشأته على حياته، ظلت ذكريات الطفولة عالقة في ركن بعيد يحاول تناسيه، تألم من تحمل مسئولية أخيه الصغير بعد رحيل أمه، معاملة جافة تلقاها، كانت وقعها على قلبه أقوى.
تتحلى المرأة بالرأفة والتضحية أحيانا من أجل الطرف الآخر، هي قصة شخصان بتفاصيلها، ونقطة تلاقيهما ومن ثم النهاية ووقوع الخيانة الزوجية.
حققت رواية انا شهيرة شهرة واسعة تفوقت الكاتبة بوصف المشاهد، وتحريك مخيلة القارئ، وأبرز آثارها هو أنشقاق فريقي الثنائية بين مدين فعل الخيانة من قبل أمرأة متزوجة، وزوج استسلم إلى ماضي وغرق في لحظات الألم، وأخر يلوم الزوجة ويبرر خيانة الزوج.
تحولت الثنائية إلى مسلسل تلفزيوني جذب المزيد من المتابعين، وحصد عدد مشاهدات كبير.
“إن الكره نعمة، وحده الحب هو العذاب الأكبر”
حلت في المرتبة الثانية بقائمة أفضل روايات نور عبد المجيد رواية أريد رجلا ، تناقش فيها الكاتبة قضية إجتماعية وموروثات علقت في الأذهان، وضعت المرأة وحدها في قفص الإتهام، والسجان والقاضي على الجهة الأخرى من القضبان هي امرأة مثلها.
أمينة شابة ودودة مجتهدة في عملها، تتزوج من شاب يعشقها، تتدخل الأم يامنة الصعيدية التي توفى زوجها وهي تحمل في أحشائها طفلها، حاملة في دمائها كبرياء ومخلفات مجتمعية.
أبقت كل شئ في منزلها كما هو، لم تلين أو تأبى التغير، عارضت زواج وحيدها، رضخت بعد الضغط على أمل حمل حفيد صغير تمنحه اسم زوجها وتسقيه طباعها.
يشمل دور العمل الروائي تسليط الضوء على قضايا تشغل المجتمع، رواية أريد رجلا طرحت سبب من أسباب خراب الكثير من البيوت، هل المرأة وحدها هي المسؤولة عن إنجاب الإناث؟ أم الرجل هو من يتحمل تلك التهمة؟
إنجاب الفتيات دون عن الذكور هي مشكلة تؤرق عدد لا بأس به من العائلات، يحلمن بإنجاب حفيد يحمل دمائهم ويخلد الأسم في الدنيا جيلا آخر.
حققت أريد رجلا نجاحا كبيرا، اقتبس منها مسلسل مصري عرض على موسمين حمل نفس الأسم، حقق صدى واسع، وتابعه الكثير من محبين الأعمال الدرامية بشغف، وأثار حالة من الجدل، تتكرر فيه حالة الانشقاق، لكنه نجح في توصيل الهدف من عرضه.
“هناك قلوب أقدارها أن تحيا خلف أبواب موصدة على حب لا يعود و ذكرى لا تموت”
أحد أفضل روايات نور عبد المجيد وقد نجحت رواية أنتِ مني كلغة حوار بسيطة نشأت منها قصة تدور عن عائلة توفي فيها الأبن وظلت الأم مع زوجة ابنها، علاقة متوترة في مثلث أضلاعه مكونة من الحماة، الأم، وابنتها.
الام يملئ قلبها حقد نحو حماتها التي أفنت شبابها في خدمتها هي وولدها، الذي توفى بمرض أنفلونزا الطيور، حرمت عليهم جميعا تناولها وتربيتها كأنها تعاقب الدواجن على ما وقع، شربت الأبنة قسوة الجدة.
توفيت وهرعت الزوجة تشتري الكثير من الدجاجات، أبنة زاهدة في التعليم، يتلاقى قدرها مع ناير شاب يهوى العزف على الجيتار خرجت له روايتان من دار صغيرة، شاء القدر بأن يجمعه مع شركة الكبير للإنتاج السينمائي المعروفة بأنها لا يسقط لها عملا.
أدهشه كتابة الشاب المغمور، أراد أزالة غبار يغمر موهبته، ويضمه إلى نجاحاته واكتشافاته السابقة.
الأم ترفض والأبنة تصر، أما نائل يدهش من تجسد شخصية من لحم ودم خطها بقلمه، ومنتج يريد بشدة إعادة الحياة إلى أوصاله بإخراج عمل لمس عمق كلماته وتخيل حروفه ترتسم أمام ناظريه.
“الديون تُسدد لكن المعروف والحب لا يجب أبدًا أن نضيعه إن وضعه الله في طريقنا..”
من أفضل روايات نور عبد المجيد رواية ذكريات محرمة، تدور في إطار واقعي واصفة الكثير من المشاعر سواء أكانت من طرف واحد أو من طرفين، لم يقدر لهما الاتحاد.
البطلة فتاة في عمر الزهور تتفتح وتزدهر خلايا جسدها وقلبها نحو طبيب تعمل لديه ممرضة، استطاعت إحراز درجات في الثانوية العامة تمكنها من الالتحاق بإحدى الجامعات.
لكن أحجم طريقها الفقر والحاجة، وألقاها في وجه المجتمع تحارب امرأة ترى الناس طبقات لا يجب لها الالتحام يوما، وصديق للأسرة بسيط النشأة مثلها يتمناها وينتظرها تلتفت إليه يوما معبرة عن حبها.
نجحت الكاتبة نور كعادتها في الانتقال بين حياة الأبطال الذين تملؤهم الرغبات، وتعكر صفوهم هموم الدنيا، ولطمات البشر، سوف يتعثر القارئ على ألوان مختلفة من البشر، الأبيض النقي، الأحمر السافر، الأسود الباهت، هكذا استطاعت أن تنضم رواية ذكريات محرمة إلى القائمة.
“لكن هل يبقى حب إن سقط إيمانك بقدرة من أحببت على حمايتك؟!
سقوط الرجل من عين المرأة، وإن كانت ابنة يبيد الحب، وإن كان عشقاً وبنوة!!”
ومن ضمن قائمة روايات نور عبد المجيد الرواية التي تعبر عن الألم والعاطفة، وتظهر اعتمادية الإنسان على ذاته، والثقة بها وقوة التصرف، والهروب من كل ما يقيد حريته، تطرح قضية الهجرة غير الشرعية مثل الملاذ الأمن، حيث بدأت سطورها الأولى على رسالة تحوي الكثير من الكره لرجل يدعى الغندور، يتشفى المرسل في مصابه.
عن بطلة بكلتا يديها تضرب الماء، على أطراف أصابع قدميها وقفت برشاقة ممدة ذقنها نحو السماء، تشاركا الموهبتين في اللون الأزرق، عكس تدريب السباحة قوة الأب المصمم على تطهير أبنته.
لا يعلم أنها ستكون يوما تذكرتها للهروب، على مسرح لاسكالا كشفت عن قوة جديدة نبعها الألم والحب. من الروايات المميزة والمفضلة عند الكثيرين من القراء، وتعد هذه الرواية من أفضل روايات نور عبد المجيد.
“الأشياء وحدها تعشق وتهوى .. الأشياء لا ترحل و لا تخون”
رواية صولو من أفضل روايات نور عبد المجيد التي أشاد بها القراء، وتعلقوا بحكايات الشخصيات المتعددة، ولاقت رواجا بين أعمار مختلفة، يمكن تشبيهها بلحن حزين رومانسي يسمع عزفه محبي القصص الواقعية المأخوذة من الحياة وعن الحياة.
نوتة موسيقية تعزفها الكاتبة بين حكايات بناية يجتمع فيها عمران حارسها وزوج بياضة المتوفية بورم خبيث، أخذت على زوجها عهد ألا يمس صغيرتهم أحدا بسوء – هو قلب الأم – رفضت الاستسلام إلى شبح الموت في محاولة يائسة باستجداء تعاطف الأب على صغيرتهم الوحيدة.
يجمعهم موت بياضة بصاحبة البناية، يختلف إيقاع المعزوفة ويسيطر الملتهم الصامت على روح نادية – مريضة الأكتئاب – هي زوجة مات زوجها وما زالت أسيرة عهود الزواج التي لم تختار تبادلها، اختاروه عنها والديها، أما هو أختار عنها كل قراراتها الصغيرة والكبيرة، ثم أخذ الابن دور الأب في حياتها الفارغة.
يتغير اللحن وتكاد ترى شدة عزف الكاتبة بالكلمات، أسرة مصرية ينجح الزوج في السفر إلى أمريكا، يعمل أستاذا في جامعة بالعاصمة واشنطن، يميز الأب الابنة عن الابن، يتسلل الشك في قلب الزوجة أن سر اسمها وتدليلها عن ماض متعلق بإمرأة.
تعترض على المكوث في بلاد غريبة عن تربيتها، وتشتكي تغير الصغار وتأثرهم بالحياة الغربية، تشعل حربا، لا تهدأ ولا تستسلم حتى يكن لها ما تريد، ويعودان إلى مصر، ليبدأ العزف المنفرد صولو.
تختلف نظرتنا للأفضلية في كل أمر نقدم عليه، ما بالك الروايات، إذا وصلت للخاتمة، ربما تذكرت رواياتك المفضلة، وربما ما زلت تبحث عنها، اتمنى لك العثور عليها في قائمة أفضل روايات نور عبد المجيد وإذا كان هناك واحدة أخرى، بالتأكيد سوف تكون الأفضل، لماذا لا تشاركها معنا؟