صلاح علاقتك بالآخرين قائم على صحتك النفسية ومعرفتك بذاتك وتوطين صلتك بها وتحسين علاقتك بنفسك، وهذه العلاقة التي يهملها الكثير، تحتاج إلى طرق ونصائح للوصول إلى سلام نفسي وتصالح مع الداخل الذي ينعكس بدوره إيجابيًا على أرواحنا، وصحتنا، ومن حولنا.
لذا فإننا اليوم وفي هذا المقال سنتعرف على عشر نصائح بسيطة ستساعدك على شحن طاقتك والارتقاء ب صحتك النفسية، وسنجد من خلالها ذواتنا في الوقت الذي أضعناها وأضعنا الاهتمام بها وسط زحمة الحياة، وإليكم:
كأولى النصائح لشحن صحتك النفسية ارتدِ نظارة النقد حتى تستطيع أن ترى عيوبك جيدًا، فلا تكن أعمى لا ترى إلا عيوب الآخرين، واعرف نفسك وتفاعل معها، وأقرب هذه الطرق هو حديث النفس مع النفس بعيوبها،
فهو نوع من أنواع المعرفة التي تأتي ليس للتنقيص من الذات أو الحد من القدرات، بل هي اعتراف ضمني بإنسانيتك كبشر غير كامل ولا منزه عن زلة او خطأ، هذه المعرفة ستربطك بذاتك أكثر، وتجعلك أكثر ثقة بنفسك وتقبلًا لأي نقد.
اليك ايضاً أفضل كتب للسفر تعرف عليهم من هذا المقال.
ضعف الشخصية يأتي من الجهل بمعرفة العيوب، أو الخجل منها ومداراتها بدلًا من إصلاحها، وبالطبع علينا ألا ننسى أن العيوب الخَلقية والنواقص البشرية هي كمال النفس، وبها نرتقي بإنسانيتنا، وتبقى العيوب الخُلقية والسلوك هو ما نسعى دائمًا لتهذيبه وتطويره.
هذه المعرفة التي تولد التغيير والتقبل، تولد معها ثقة تجعلك مسيطرًا على مداخل ومخارج نفسك، متزن نفسيًا، وبالتالي ستغلق الباب أمام العلاقات السامة التي ستوثر على علاقتك بنفسك، وتهز ثقتك بشخصك بسبب جهلك بعيوبك ومزاياك.
وأيضًا لتطوير علاقتك بنفسك، يجب أن تتقبل النقد، وتتعامل مع كل ذلك بمنطق القميص والرأس، لا تكبر رأسك فتضيق حلقة القميص به بحيث لا تتقبل أي نقد، ولا تصغره فيصبح سهل الخروج والدخول وتكون عرضة للتنمر،
وكن واعياً كفاية بذاتك وصحتك النفسية حتى تستطيع التمييز بين النقد الإيجابي للتطوير، وبين النقد السلبي الذي ترميه خلف ظهرك لتكمل ما بدأت.
فلان يمتلك سيارة آخر موديل، وفلان آخر ابتاع ڤيلا في مارينا، وجاري “الكحيان” أصبح يمتلك يخت، وأنا لا أمتلك إلا هذه الوظيفة البائسة وهذه الزوجة وذلك الابن والبيت الكئيب. وإلخ، هل ذكرتك الكلمات بأحدٍ ما؟ أنت مثلًا! فمن منا لم يقع في فخ المقارنة!
هناك مقولة يقول فيها أحدهم: “… مهما حصلت على ما تريد، سيظل ينقصك شيء، لأن قناعاتك سيظل ينقصها شيء ما“، هل أنت متخيل أن المليونير يرى أنه ينقصه ثروة الملياردير، وأن الملياردير تنقصه ثروة ملياردير آخر أكثر غنى، وهكذا،
على الرغم من أن السعي للوصول لما هو أفضل لا يتناقض أبدًا مع فكرة الرضا بما هو حالي، لكن يجب اليقين أنه لا كمال يتبعه رضا ما لم تنبع من داخلك، ذلك الرضا الذي يصاحبه السعي لا الركون.
لا تقارن بداية رحلتك بمحطات وصول الآخرين، ولا تقارن نفسك بأحد وأنت لا ترى الصورة الكاملة لحياته، ثابر واجتهد وهذا من شأنه أن يمتن علاقتك بذاتك، فالمقارنة تكون النفور، وتجعلك عدو ذاتك، ترى العالم بمنظور سوداوي،
ولو فكرت فيها قليلًا لوجدت أننا إن فقدنا شيء واحد من نِعم حياتنا اليومية، التي كونت لدينا شعور بالروتين، فإننا سنشعر بالاختناق وكأننا فقدنا العالم كله، وقتها فقط ستشعر كم ظلمت ذاتك بعدم الرضا وكثرة المقارنات، ولكن بعد فوات الأوان.
هل تعرف التفاحة التي يلمع سطحها وفي جوفها الدود والعفن! نعم، أخبرني هل تعرفها؟ حسنًا أنا آسفة إذا صارحتك وأخبرتك أنك مثلها، مثلها في إهمالك في صحتك النفسية وبدنك، والذي تنعكس تبعاته سلبًا على حياتك وعلاقتك بنفسك،
فالسلام النفسي مصدره داخلي، من العمق المادي الذي يمتد إلى اللا محسوس وينعكس على النفسية.
إذا كنت تعاني من أعراض مرض ما، فابدأ في الالتزام بالتعليمات، إذا كان طعامك غير صحي ابدأ تدريجيًا بنظام صحي، وإذا كنت قليل الحركة فابدأ برياضة بسيطة وهي المشي، امشِ لساعة أو لنصف ساعة أو حتى لربع ساعة يوميًا بنية التغيير،
واعمل جدارية في غرفتك تحفز نفسك على إنجاز مهمة اليوم في أي عادة صحية.
لا تهمل في صحتك النفسية، ولا في راحة جسدك، كن مثل السلحفاة أحيانًا، توقف وتأمل وابطئ من حركتك في زحمة الحياة وأرح أعصابك قليلًا، ولا تنسى أكل الكثير من الخس والخضروات!
والتفت لتفاصيل الحياة وخذ وقتك من الراحة، اخرج إلى البحر حافي القدمين، امشي في الشارع وتأمل واجهات المباني، واصعد سطح منزلك وتأمل السماء ليلًا، أو حتى أغلق على نفسك باب غرفتك وأشعل شمعة واقرأ كتاب.
وبين الفترة والأخرى استمتع بمشاهدة فيلم أو مسلسل، قراءة رواية اجتماعية وأخرى رومانسية، الاستماع لنكت هزلية، أو الاستماع لشيء هادئ تميل له نفسك، فقط افصل عن العالم وخذ استراحة محارب،
ولا تحاول أن تصبح في حياتك وحياة غيرك ذلك الجندي الذي لا يتوقف عن الدفاع، فحتى هو الآخر مات وأصبح يُلقب بالمجهول!
سبق وشاهدت سلسة أفلام Twilight أو قرأتها كروايات، حتى وإن لم يكن، فعلى الأقل سمعت عن مصطلح مصاصو الدماء!
حسنًا الذي لا تعرفه أن هناك مصاصو طاقة، تجلس معه في لقاء ما، يشفط كل ما لديك من طاقة إيجابية بسلبيته البحتة، ونظرته السوداوية، ونقده الدائم وعدم رضاه المتواصل،
هؤلاء الأشخاص نسبة كبيرة منهم يذهبون إلى بيوتهم مرتاحين النفس ليبدأوا عملهم ويعيشوا حياتهم الأسرية وقد تركوا لك كل سلبيتهم وتحرروا منها لتلصق بك أنت المسكين،
فتعود للمنزل حزين مهموم وطوال الوقت حديث زميلك ذلك يدور في عقلك، وأكيد قد ورد في ذهنك اسم أحدهم وأنت تقرأ الكلام السابق.
هذه الفئة مؤذية نفسيًا وتخرب صحتك النفسية وعلاقتك بنفسك، وتصنع منك كتلة محبطة هزيلة نفسيًا مع نفسها ولا تستطيع صنع أي شيء عدا التذمر والشكوى، ما الحل؟ الحل هو في التخلص من هذه الكائنات،
أخبرهم ألا يتحدثون بحضورك بهذه السلبية، ما لم فإنك ستذهب، كن شديد اللهجة ولا تخجل من التعبير عن ضيقك من امتصاصهم لطاقتك، أو ببساطة غادرهم وغادر مجلسهم.
تعرف على أهم النصائح لتنظيم الوقت في هذا المقال.
هل تعلم لو أنك كل شهر كتبت خمسة أهداف مثلًا وانجزت منها هدفين فقط، سينتهي العام وقد حققت 24 هدفًا!، انجز، تحرك، اكتب هدف وأفشل، واكتب هدف آخر وآخر حتى النفس الأخير، فالحركة قد تصل بك لمكان ما،
أما المكوث والتقاعس والتسويف تأكد معها أن أحلامك لن تغادر حدود غرفتك.
لا تستسلم، قف للتأمل لمراجعة النفس، ولكن لا تجعل الفترة هذه تدوم، فالقطار على وشك الرحيل ويجب أن تلحق بالرحلة، والأجمل أنه حتى وإن فاتك القطار فامشِ برجليك بإمكانك اللحاق، ستصل في النهاية متأخرًا بيومين عن ركاب القطار،
لكن وفي جميع الأحوال وصلت مثلهم، فأن تصل متأخرًا خيرًا من أن تبقى على رصيف المحطة تندب حظك العاثر.
انجز على الأقل هدفًا واحدًا كل ثلاثة أشهر، أو اثنين أو حتى واحد، ولكن لا تستسلم، جرب حتى وإن لم تنجح في هذا الجانب، فهذا لا يعني أنك فشلت، بل يعني أنك امتلكت رفاهية التجربة والاختيار،
وفي وسط ذلك كله، اسعى جاهدًا أن تستقل ماديًا، فالحرية كل الحرية التي يتبعها تصالح مع النفس وتحسين صحتك النفسية وعلاقتك بنفسك، هي نتاج استقلالك المادي.
نعم، مثلما قرأت لا تتجاهل الحزن، فالتجاهل والمكابرة يوسع الهوة بينك وبين ذاتك، اترك لنفسك مساحة من الحزن فهي مشاعر خُلقنا بها، وهي شكل من أشكال التعبير عن إنسانيتنا، ولكن الحزن مع الحرص على تقييد السلبية، لأن الحزن كالموج بحاجة لكواسر.
الحزن يجعلنا أكثر نضجًا، ويجعلنا أكثر وعيًا، ولكنه الحزن الإيجابي فقط من يجعلنا نرى الحياة بمنظور أكثر ارتكازًا وثباتًا، يغيرنا ويجعلنا نتخذ قرارات أوعى، ويهذبنا فيجعلنا على استعداد نفسي لمتاعب الحياة،
فنتعامل مع مشاكلنا القادمة بمنطق فتح المظلة لتجنب اليوم الممطر، ولكن بشرط ألا يستمر الحزن لفترات طويلة، لأننا هنا سنفقد الموازنة بين الحزن الإيجابي الذي يرتقي بنا، وبين الحزن السلبي الذي يستنزفنا.
نحن كبطاريات الهاتف المحمول، نفقد شغفنا، نذبل نتعب وتقل طاقتنا، وبالتالي نحتاج للشحن بين الفترة والأخرى حسب احتياجنا.
قد يكون الشحن بشخص تتحدث معه، أو مكان تزوره، أو بتنظيف المنزل والتخلص من الأشياء القديمة، أو بتعلم حرفة يدوية، وبزراعة نبات وتعلم طرق الاعتناء به، أو بهواية تمارسها كالرسم أو حتى الرقص، أو قد يكون بالطبخ وتناول طعام لذيذ ولكن باعتدال فلا تنسى النصيحة الثالثة!
ولا تنسى في كل ذلك أن تقدم المساعدة للمحتاج لها، وتسهيل أمرًا تعسر على أحدهم، وزيارة دار مسنين أو مستشفى لأمراض، وطبع قبلة على جبين طفل يتيم، أو مساعدة حيوان، صدقني ستحب نفسك أكثر وتحمد الله على ما امتلكت، وستزيد متانة العلاقة مع ذاتك القائمة على أساس الحب.
اليك أفكار جديدة ل هدية مبتكرة من خلال هذا المقال.
مارس التأمل، وابحث عن طريقة لذلك، وصلِ كثيرًا وادعُ أكثر بلغتك الخاصة وبديانتك، وتحرر من قيود ذاتك وارتقِ السماء، مارس اليوجا، وتعلم مهارة التأمل والتدقيق في خلق الأشياء،
في السماء وفي الأرض وفي الحيوانات والنباتات وكل الكائنات، تأمل العالم وأحوال الناس، بمنظور تحرري لا تقييدي.
جرب ما اسميته ديتوكس حياة، اغلق هاتفك وشبكات التواصل الاجتماعي على الأقل لثلاثة أيام بين الفترة والأخرى، وتمتع ببساطة الحياة بلا تكلف ولا قيود.
اهتم بمظهرك، وجدد من نفسك حتى بالبسيط، إذا وجدت أن مظهر ما أو لبس معين يعزز ثقتك نفسك، ارتديه وتأمل نفسك في المرآة، والتقط بضع صور، وابتسم واسعد بنفسك وبذاتك وبمظهرك.
فبالقدر الذي يجب عليك أن تهتم بالمحتوى حتى لا تكون مفرغ ومجوف، فمن الجميل أن تغلف هذا الجوهر الجميل بغلاف مرتب وأنيق يناسب ذوقك وتحبه نفسك، فما المشكلة في مظهر يطيب به قلبك!
كن منفتح على العالم، تعرف على ثقافات الغير، ابحث، اطلع، وإذا استطعت أن تسافر فسافر، اقرأ، شاهد برامج تثقيفية، ابحث في شتى المجالات، والتقطت معلومات، سيزداد ثراء معرفتك وستزداد مصطلحاتك وترتقي معها لغتك وأسلوبك.
تقبل الاختلاف في وجهات النظر، فنحن خلقنا لنكون مختلفين، فباختلافنا يزداد ثراء الحياة، ولك أن تتخيل أنك وجارك وابن عمك وصديقك تمتلكون نفس التوجه ونفس الفكر ونفس الميول، كيف ستصبح الحياة مملة! والفرص تكاد تكون معدومة! فاشكر الله على نعمة الاختلاف.
ميز بين كونك مختلف مع الآخرين ولكن لهم حياتهم، فقد تختلف مع أحدهم في طريقة تربيته لابنه مثلًا، وأنت بمنظورك أن هذه التربية لا تناسبك، فبالتالي يجب عليك تقبل اختلافه عنك وليس بالضرورة أنك ستتبع منهاجه، وتعلم أن العالم متسع وأنك لست وصي على أحد في هذا الكون، وأنك لو رغبت في التغيير فابدأ بنفسك والمقربين أولًا.
بهذه العقلية النيرة المطلعة الغير مبالية بالعادات والتقاليد السلبية منها، والتي قُدست فنافست حتى الأديان وطغت عليها، ستجعلك تنعم براحة صحتك النفسية وتتصالح مع ذاتك.
بعد قراءة هذه النصائح العشر، لا تقف عند إتمام قراءتها فقط، بل حاول تطبيقها من هذه اللحظة، وتقبل فترات صعودك النفسي وفترات هبوطك، فلا دوام لخط مشاعرنا كمستقيم واحد إلا إذا متنا، وتأكد أن كل هذه التغيرات النفسية هي التي تخلق الحياة.