أسرار حميمة
نوريا أمات
ت: د. طلعت شاهين
من الروايات التي يمكن أن نطلق عليها مسمى “الرواية النسائية”، التي صدرت في الفترة الأخيرة وجذبت الأنظار إليها بسبب إحكام نسقها.
تعتبر رواية شديدة الخصوصية في موضوعها وطريقة المعالجة الفنية، تحكي قصة فتاة وُلدت في أحد الأحياء الراقية بمدينة برشلونة، حيث تحاول قص ذكرياتها علينا، منطلقة من علاقتها بالكُتّاب والكتابة. فتبدأ الحكاية بتعلقها بالكتابة، لكن نزولا على رغبة الأب تحاول تقليد ابنة عمتها، وتقرر البدء في عملها كأمينة لمكتبة. تعلقها بالكتابة يجعلها تكتشف أنها ليست من كارهي هذه المهنة فحسب، بل تتخيل أن كل أمناء المكتبات هم أعداء للعملية الثقافية ككل.
على طول الرواية هناك بطل مجهول يرافق البطلة كظلها، إنه صوت يحادثها وتحادثه، وكثيرا ما يدفع بها إلى الطريق الذي اختارته لنفسها بعيدا عن رغبات والدها وتقليد ابنة عمتها.
هذا الصوت ليس إلا عقلها الباطن الذي يشبه حارسها الأمين. تستخدمه الكاتبة للتقليل من حدة المونولوج الداخلي للبطلة.
تلك الرواية التي يدور جزء منها في أروقة مصحات الأمراض النفسية، التي تتخبط البطلة داخلهم أحيانا وداخل ذكرياتها في أحاين أخرى. تحاول أن تقبض على اللحظة الآنية بقلب مثقل بالأحمال والماضي والكُتّاب الأشباح الذين يزورونها ويتحدثون إليها فلا نعرف نحن من منهم حقيقيا بالفعل ومن مجرد ظل باهت في خيالها. تعتبر منولوجا رائعا عن الحياة والموت وتجاورهما جنبا إلى جنب أو بالأحرى تضافرهما.
هي رواية عن عشق القراءة والكتابة. رواية فريدة في الأدب الإسباني الحديث، تكشف عن تخطي هذا الأدب الأزمة التي وجد نفسه محاصرا بداخلها خلال فترة انتشار الواقعية السحرية في الرواية الأمريكية اللاتينية.
وهذا ما قد أعلنته دار العين للنشر والتوزيع عبر صفحتها الرسمية على فايسبوك
شارك
لا يوجد محتوى مشابة
نبيلة عبدالجواد
كاتبة روائية وصحفية مصرية مواليد القاهرة نوفمبر١٩٩٩، حاصلة على بكالوريوس تجارة، بدأت بمدونة صغيرة على وسائل التواصل الاجتماعي، كتبت رواية حانة الأقدار ورواية وداعًا للماريونيت.