عن الدار المصرية اللبنانية صدر مؤخرا كتاب قارئ الجثث. مذكرات الطبيب الشرعي سيدني سميث، بترجمة وتحقيق الروائي المصري مصطفى عبيد.
عن الكتاب:
يمثل سيدني سميث استنساخًا حقيقيًّا لجوزيف بيل، طبيب الجراحة بأدنبرج الذي استوحى منه آرثر كونان دويل شخصية شارلوك هولمز. كيث سيمبسون، كبير الأطباء الشرعيين في لندن. ولقد وجد سيدني سميث في مصر حقلًا نموذجيًّا لمختلف الجرائم نتيجة تنوع أساليب القتل. توماس راسل، حكمدار البوليس في القاهرة 1918-1946. بين العظام، والأشلاء المجهولة، وفوارغ الطلقات حكايات مدهشة عن القتل، ترسم إرث قابيل الذي يطارد البشرية إلى الأبد. وفي سيرة الطبيب الشرعي الإنجليزي سيدني سميث (1884-1969) جانب من جرائم غامضة حقق فيها طلبًا للحقيقة، وسعيًا للعدالة، جرى معظمها في مصر خلال النصف الأول من القرن العشرين، وكانت اكتشافاته سببًا للوصول للجناة مثلما حدث في قضية ريا وسكينة، وغيرها من القضايا المرعبة التي تمكن من فك غموضها.
يبرر مصطفى عبيد مترجم الكتاب، تجاهل العالم العربي للكتاب وعدم الالتفات إليه رغم أهميته القصوى بأن المذكرات نالت مثل كثير من شهادات الخبراء والأساتذة الإنجليز في مصر إبان الاحتلال، نظرة الارتياب والرفض المسبق من الباحثين في ظل فورة تحرر مصر من الاحتلال وما تلى ذلك من مقاطعة وطنية لكل ما هو إنجليزي بما في ذلك البحث العلمي.
من القضايا المهمة التي حقق فيها سميث أيضًا قضية اغتيال السير لي ستاك، سردار الجيش البريطاني في السودان والذي اغتيل في القاهرة، ورغم كونه صديقه، فقد قام بتشريح جثمانه واستطاع تحديد نوع السلاح الذي استخدم في عملية الاغتيال بشكل قاطع، وهو ما اعتُبر كشفًا جديدًا في مجال علم المقذوفات. كما حكى الرجل شهادته عن ثورة 1919 ضد الاحتلال البريطاني وتفهم لأخطاء السلطات المحتلة في ذلك الوقت، وكان من أهم ما شهد به أن الفترة ما بين سنة 1919 إلى 1922 شهدت بضعًا وثلاثين جريمة قتل أو محاولة قتل لموظفين ومسئولين بريطانيين بأسلحة نارية، وخمسة جرائم بتفجير قنابل بدائية الصنع.
ولا تقتصر القضايا التي يعرضها سميث على مصر، وإنما يتناول قضايا أخرى شهيرة عايشها وعمل فيها في إنجلترا وأيرلندا وأستراليا وسريلانكا. وقد اختتم مذكراته قائلًا: “لقد منحتني خمسون عامًا في دراسة الطب وثلاثون عامًا محتكًّا بعالم الجريمة والمجرمين قدرًا كبيرًا من المعرفة الإنسانية، خاصة في العلم أكثر من التاريخ”.
عن مصطفى عبيد:
كاتب وصحفي، تخرج في كلية الآثار قسم الآثار الإسلامية جامعة القاهرة سنة 1998، كتب في عدة صحف مصرية وعربية، وله مقالات أسبوعية في عدد منها، بدأ حياته الأدبية بكتابة الشعر قبل أن يتجه إلى الرواية والدراسات التاريخية. حصل على عدة جوائز في الكتابة، أصدر خلال مشواره الأدبي، أكثر من 20 كتابا متنوعا بين الأدب والدراسات التاريخية والسير والشعر، فضلا عن الترجمة إلى العربية. حصل كتابه الأخير “مذكرات توماس راسل حكمدار القاهرة” بجائزة أفضل كتاب مترجم فى معرض الكتاب عام 2020.
إنجي طارق
من مواليد القاهرة. تدرس فى كلية الهندسة جامعة القاهرة. بدأت الكتابة عام 2016 ونشر لها منذ حينها عددًا من القصص القصيرة فى عديد من المجموعات القصصية ورواية قصيرة عام 2017. شغوفة بالقراءة، السفر، الموسيقى، ومشاهدة الأفلام.