صدر حديثًا: كتاب “أنا قادم أيها الضوء” للكاتب الصحفى والطبيب محمد أبو الغيط عن دار الشروق
يأتى ذلك تزامنًا مع رحيله بعد معاناة مع مرض السرطان. كانت قد أعلنت دار الشروق عن قرب صدور الكتاب كما كشفت عن الغلاف يوم 1 ديسمبر قبل وفاته بأيام قليلة.
عن الكتاب:
“وجدتني لا أكتب يوميات مريض، بل أكتب أحداثًا ومشاعر، ما جربته وما تعلمته، سيرة ذاتية لي ولجيلي أيضًا. ودونما أشعر عبرت كتابتي من الخاص إلى العام، وهكذا تنقلت بين شرح علمي إلى أخبار التطورات السياسية، ومن تفنيد خرافات حول ما يسمى بـ “الطب البديل” إلى متابعة وفاة الملكة إليزابيث، أتأمل في الموت والحياة.
لو تحققت نجاتي بمعجزة ما، فسأسعى نحو ذلك الضوء الذي زادت خبرتي به وتقديري له في أيام مرضي، وسأمنح ما أستطيع عرفانًا لكوني محظوظًا بزوجة مضيئة، وبأبٍ وأمٍّ مضيئيْن، وبالكثير من الأصدقاء الذين يطمئنني نورهم لحقيقة الخير في الدنيا.
ولو وافاني القدر بالوقت الذي قدره الأطباء، أرجو أن يكون ما بعد نفقي نورًا وهدوءًا، وأن يمرَّ عبر هذا الكتاب بعض الضوء إلى من يقرأ”.
كما صُدر منذ فترة فصل من الكتاب بعنوان “لماذا أكتب؟” كُتب به:
“قبل أشهر قليلة، تحديدا في أغسطس 2022، وجدت نفسي في آخر مكان أتخيله. كنت في مركب يمضي ببطء داخل المسار البحري بكهف كوسكور في مارسيليا الفرنسية، أشاهد رسومات صنعها الإنسان القديم قبل نحو 27 ألف عام. أسأل نفسي: لماذا فور إشباع حاجاته الأساسية من طعام ودفء وأمان وجد ذاك الإنسان الأول نفسه منجذبا لفكرة أن يطبع بالفحم وبقايا العظام والشحم آثار قبضته، أو يرسم حيواناته بأشكال فنية بدائية؟
الإجابة: هي أنه أراد أن يقول لمن بعده: لقد كنت هنا.
كلنا تتملكنا تلك الرغبة؛ رغبة الخلود في الحياة، فإن لم نخلد بأجسادنا فلنخلد بآثارنا، ولكلٍّ آثاره. قد تبدأ آثار الإنسان من تلك الرسوم البدائية، وقد تتعقد لتصبح ملحمة جلجامش المثيرة على الألواح المسمارية، وقد تصبح أهرام الفراعنة، أو كاتدرائيات البيزنطيين، أو مساجد المماليك والعثمانيين، أو الكتابة لكاتب مثلي يشعر بخطر دنو نهايته.
لماذا أكتب؟
أكتب لأن الكتابة هي أثري في الحياة، هي أهراماتي الخاصة، فإلى متى ستبقى منتصبة من بعدي؟
الكتابة هي محاولتي لمغالبة الزمن والموت بأن يبقى اسمي أطول من عدد سنوات حياتي التافهة مقارنة بعمر الكون الشاسع المقدر حاليا بـ 14 مليار سنة.
أعرف أني مهما عشت فإن حياتي، والعالم كله، كذرة غبار لا تُرى على شاطئ ذلك الكون الفسيح. لكن الكتابة قد تجعل ذرتي ألمع بين باقي الذرات على الأقل.
هذه صيحتي: محمد أبو الغيط مرَّ من هنا!”.
عن محمد أبو الغيط:
طبيب وصحفي وكاتب مصري. تخصص في الصحافة الاستقصائية وشملت تغطياته حول العالم قضايا تجارة السلاح الدولية، وانتهاكات حقوق الإنسان، والتطرف، وتحقيقات الفساد وتتبع الأموال. عمل مدققًا للحقائق، وأشرف على إنتاج تحقيقات ودرَّب صحفيين لصالح عدة مؤسسات، كما عمل بمجال الإنتاج التلفزيوني لقنوات عربية وأجنبية، وكذلك عمل مذيع راديو عبر الإنترنت.
شارك
لا يوجد محتوى مشابة
إنجي طارق
من مواليد القاهرة. تدرس فى كلية الهندسة جامعة القاهرة. بدأت الكتابة عام 2016 ونشر لها منذ حينها عددًا من القصص القصيرة فى عديد من المجموعات القصصية ورواية قصيرة عام 2017. شغوفة بالقراءة، السفر، الموسيقى، ومشاهدة الأفلام.