عجائب الدنيا السبع من فكرة ممتدة إلى الحضارة اليونانية يعود أصل فكرة عجائب الدنيا السبع، فهناك حيث رصدت عيون وأقلام المؤرخين اليونانيين ومعماريهم لينبهروا بما رأوا وبما شيدوا، فهي المباني التي وجدوا فيها ضرب من ضروب التحدي التي تفوق بها الإنسان على نفسه.
فبنى الإنسان الصغير بحجمه والكبير بعقله صروحًا معمارية أكبر منه حجمًا وأضخم بنيانًا على أرض شاسعة ممتدة.
هذه الفكرة التي دُونت في كتبهم التاريخية أهمها كتاب لعالم الرياضيات البيزنطي فيلو، الذي أسمى كتابه بـ معالم العالم السبعة، فكتب بإسهاب عن تلك المباني وعدها عجيبة من عجائب المعمار.
لاحقًا تتابع المؤرخون والمعماريون في توثيق هذه العجائب عبر كتبهم ومؤلفاتهم، منهم المؤرخ هيرودت والمعماري كاليماخوس القوريني. وصولًا للقرن الواحد والعشرين لتتجدد القائمة وتحل محل العجائب القديمة أخرى جديدة، وهذا ما سنتعرف عليه في مقالنا اليوم.
لعجائب الدنيا السبع قصة طويلة وخلفية تاريخية حافلة، حيث تأرجحت هذه العجائب المعمارية ما بين الماضي والحاضر، فالقديمة منها لم تصمد، فطال بعضها الحرائق وبعضها الزلازل والبعض الآخر الفيضانات، وزالت بتتابع السنوات ولم يبقى لأغلبها أي أثر.
وبقي صرح واحد فقط صامدًا وقائمًا حتى اليوم وهو الهرم الأكبر في الجيزة، بارتفاع يصل إلى حوالي 139 مترًا.
حتى أنه في وثائق عدة أدرجه البعض ضمن قائمة عجائب الدنيا السبع الحديثة ليحتل المرتبة الثامنة تشريفًا، وهو الذي يرجح أنه بُني ليكون ضريح للفرعون، وللآن لازلت طريقة البناء ورفع الكتل الحجرية الضخمة أعجوبة من العجائب التي دارت حولها العديد من النظريات.
اما عن عجائب الدنيا السبع الأخرى والتي لم يتبقى منها إلا صور تخيلية بريشة فنانين، فهي كالتالي:
بعد التعرف على الخلفية التاريخية لأصل الفكرة التي قامت عليها عجائب الدنيا السبع في قديم الزمن، نسافر حتى العام 1999م، حيث رجل يدعى برنارد فيبر.
فيبر هو منتج أفلام كندي من أصول سويسرية، لديه الكثير من الشغف بأهم الصروح المعمارية في العالم، وتتويجًا لهذا الشغف أنشأ شركته الربحية القائمة على فكرة إشراك الأفراد في شتى بقاع العالم في التصويت على قائمة عجائب دنيا سبع جديدة بدلًا من تلك القديمة، بشرط أن يتوفر في المباني المرشحة شروطًا معينة منها:
أن يكون تاريخ تشييدها قبل العام 2000م، وأن تكون لازلت بنسبة كبيرة محافظة على صمدوها وبنيتها المعمارية رغم تعاقب السنوات.
وفعلًا انطلقت مسابقتان للتصويت، الأولى في العام 2000 م، إلا أنها لاقت انتقادات مختلفة من ناحية الربح وطريقة التصويت، والأهم من ذلك هو اعتراض الجمهور على مباني مهمة لم يتم إدراجها في قائمة التصويت.
ثم وبحلول العام 2002 قام فيبر بإنشاء مؤسسة لا ربحية تُعنى بعجائب الدنيا السبع الجديدة، وليكون مقرها سويسرا، وقد تبرع بنصف أرباح المؤسسة للمساهمة في ترميم والحفاظ على هذه العجائب، وفي محاولات دؤوبة وبحث متواصل، تم ضم 200 معلم تاريخي إلى القائمة الجاهزة للتصويت.
وبهذا بدأ التصويت، وتقلص العدد تدريجيًا، وصولًا للعشرين، كان من ضمنها قصر الحمراء في إسبانيا، وتماثيل جزيرة الفصح في تشيلي، وبرج إيفل في فرنسا، وآيا صوفيا في تركيا، وتمثال الحرية في أمريكا، ودار أوبرا سيدني في أستراليا، وغيرها.
ثم وبالوصول للعدد رقم سبعة، تم إعلان نتيجة التصويت في تاريخ مميز يليق بـ هكذا مناسبة في السابع من يوليو من العام 2007، ليُكشف اللثام أخيرًا عن عجائب الدنيا السبع الجديدة للقرن الواحد وعشرين، وهي كالتالي:
في ليلة من ليالي أواخر القرن التاسع عشر، تسلق مستكشف أثري من أصول أمريكية يدعى إدوارد هربرت كتلة هرمية مغطاة بالنباتات والشجيرات.
هناك مكث إدوارد حتى شروق الشمس ليكمل رحلته، وهناك أيضًا وضع يده على اكتشاف أثري ضخم تبينت معالمه بانبلاج الفجر، فهذه الكتلة الحجرية ما هي إلا هرم مبني من الحجر بارتفاع يصل لـ 54 مترًا.
وفي منطقة تاريخية مهمة شمال شبه جزيرة يوكاتان التابعة للمكسيك، يقع أهم صروح المدينة وأبرز مبانيها، هرم تيشتشن إيتزا، والذي يعد من ضمن عجائب الدنيا السبع.
يعود أصل تسميته إلى قبائل المايا التي سكنت تلك البقعة من الأرض، وكلمة تشيتشن بلغتهم تعني البئر، أي هرم بئر إيتزا، لتتعاقب السنوات ويقطن المدينة أكثر من قوم من بينهم التولتك الذين وسعوا في المدينة وأضافوا لها معالمًا أخرى ومن ضمنها هذا الهرم.
في مدينة ريو دي جانيرو البرازيلية، وتحديدًا على قمة جبلها الأشهر المعروف باسم كوركوفادو، يقع تمثال ضخم بارتفاع 41 ونصف المتر، على قمة جبل يتجاوز الـ 710 مترًا.
هذا التمثال المنحوت بطراز فني يُعرف بالـ آرت ديكو، هو للسيد المسيح، والملقب بتمثال المسيح الفادي، وتعمد المصمم أن يجعل التمثال بيدين مفتوحتين كرمزية قوية على حب المسيح للجميع.
هذه التحفة الفنية صممها فنان برازيلي يدعى هيترو دي سيلفا، أما النحات الذي حول التصميم إلى واقع ملموس فهو الفنان الفرنسي باول لاندويسكي، حيث عكف على نحت التمثال المصنوع من مادتي الإسمنت والحجر الأملس لمدة خمسة أعوام.
ليكتمل البناء وتُركب الأجزاء ويُنصب بشكل نهائي أعلى قمة الجبل بعد عشر سنوات، وذلك في العام 1931م في شهر أكتوبر، وبتكلفة بناء بلغت أكثر من ثلاثة ملايين دولار.
جاءت فكرة تنصيب تمثال على قمة جبل ريو باقتراح وضعه القس الإيطالي بيدرو ماريا لتعزيز المسيحية في البرازيل بعد فصل الدين عن الدولة.
التمثال يبلغ ارتفاعه صافيًا 32 مترًا، ليكون رابع أطول تمثال في العالم بعد تمثال الريع لبوذا، وتمثال الحرية، وتمثال الوطن الأم، أما قاعدته فتتجاوز التسعة أمتار ونصف، وتقع فيها كنيسة رومانية كاثوليكية صغيرة، أما وزنه فيقدر بالألف طن، ويطل كل ذلك على منتزه وحديقة وطنية هي واحدة من أكبر الحدائق الوطنية في العالم.
خضع المبنى لعدد من الترميمات، إحداها في العام 2003، حيث أُُضيفت له ثلاثة مصاعد لتسهيل صعود وهبوط الأشخاص من وإلى قمته، يتسع كل واحدة منها لأربعة عشر شخصًا.
وأخر الترميمات في العام 2010 حيث خضعت حجارته للصقل والتلميع، وتركيب مانعة صواعق لحمايته من البرق، إلا أن ذلك لم يمنع من إصابة أصبع الإبهام للتمثال وكسره بسبب عاصفة جوية في العام 2014.
ومن القصص الكثيرة التي ارتبطت بهذا التمثال، أنه كان من المقرر إنارته بأجهزة لاسلكية ممتدة من الفاتيكان في إيطاليا، أي على بعد 5700 ميل عن البرازيل، وكأنه نوع من التكريم والاحترام، لكن الخطة لم تنجح وواجهت عدد من المشكلات والعراقيل أبرزها سوء الاحوال الجوية التي حالت دون إتمام الفكرة.
من ضمن عجائب الدنيا السبع وعلى الحدود الشمالية الغربية للصين، ومن خليج البحر الأصفر شرقًا، إلى مقاطعة غانسو غربًا وصولًا الى مدينتي بكين وهاندان، يقع بناء حجري طويل كالتنين الصيني، يعرف باسم سور الصين العظيم البالغ طوله 6700 كم.
بالعودة إلى ثمانمائة وأربعمائة قبل الميلاد، كانت الممالك هناك تتعرض لهجوم متواصل من قبل قبائل بدوية شمالية، فقرر حكام المنطقة أن يتقوا شر هؤلاء الأعداء ببناء جدار حامي يحيط مملكتهم، كالسور الذي يمنع من جيوش الممالك الأخرى من التقدم واجتياح مملكتهم.
وهكذا بتتابع الحكام كان السور يُبنى تدريجيًا ويتم الإضافة عليه في كل فترة.
ثم وفي بداية العام 221 ق.م وبعد توحيد الصين تحت يد الحاكم تشين شي، كثفوا الجهود لإتمام بناء السور بمشاركة أكثر من ثلاثمائة ألف عامل.
البناء لم يكن عشوائيًا، بل دقيقًا متماشيًا مع تضاريس المنطقة بحركة أفعوانية مذهلة، فيمتد على قمم الجبال وينخفض على التلال قليلًا وهكذا، ليتغير عرضه حسب الأراضي التي يمر عليها، فتارة يصل عرضه إلى تسعة أمتار، وتارة يقل وصولًا لثلاثة أمتار ونصف، وبين كل 200 متر مسافة يوجد برج مراقبة كان يمكث فيه الجند للحراسة.
وهذا البناء الطويل الذي يعد أحد عجائب الدنيا السبع تم تشييده من الطين والحجارة وبعض الأجزاء غطيت بالطوب.
وعلى الرغم من أن السور والذي يعد من ضمن عجائب الدنيا السبع لايزال نسبيًا بحالة جيدة، إلا أن بعض من أجزائه لم يتبقى منها إلا آثار بسيطة، وحدها الجهة الشرقية لا تزال محافظة على بُنيتها، والجدير بالذكر أنه وحسب اعتقاد الأغلب أن السور حمى المملكة وسكانها من هجمات العدو.
إلا أن الوقائع التاريخية تخبرنا عكس ذلك، فالبلاد وعلى الرغم من اكتمال بناء السور لم تتخلص من هجمات البرابرة المتكررة في ذلك الزمن.
القلعة الضائعة أو ماتشو بيتشو القديمة، بموقع ساحر يلامس السحاب، ووادي يحيطها يجري فيه نهر عذب بعمق ستمائة متر، تقطن مدينة سقطت سهوًا من كتب التاريخ القديم، وبقيت هناك محفوظة ومحافظة على أسرارها وقصصها الضائعة وهي تعد من ضمن عجائب الدنيا السبع.
في أحد أيام يوليو من العام 1911م كان هناك مستكشف أمريكي يدعى هيرام بينغهام، هذا المستكشف اتجه للبيرو قاصدًا سلسلة جبال الإنديز بحثًا عن آثار حضارة الإنكا. هناك تسلق بينغهام الجبال وقادته قدماه لمنطقة وعرة ليجد بالصدفة البحتة آثار مدينة أخرى غير التي كان يقصدها محاطة بالغابات الاستوائية.
وجدران المنازل قد غطتها أوراق النبات، وبواباتها سُدت بالحجارة العشوائية، ويسكنها حيوان اللاما بعد أن هجرها أصحابها قبل مئات أو ربما آلاف السنين، وتقع على ارتفاع أكثر من 2340 مترًا.
وبسبب هذا الاكتشاف توالت التنقيبات للكشف عن مدينة صُممت بإتقان وعناية، ولا تزال مدينة يكتنفها الغموض والكثير من النظريات. فمن بناها، ولأي حضارة هي تابعة، ومن سكانها وأين ذهبوا؟! هذا ما يحاول المستكشفون أن يجدوا له إجابة.
فمن ضمن هذه الاحتمالات، أن المدينة بُنيت بأمر من إمبراطور الإنكا المعروف بـ باشاكوتيك، وذلك في أواخر القرن الخامس عشر في ذروة مجدها الحضاري.
هذه المدينة مقسمة لجزأين، جزء به المدرجات الزراعية الخضراء، وجزء به المنطقة الحضرية التي تقع فيها مساكن ومعابد وأسواق المدينة.
وقد بُنيت كلها من أحجار ضخمة الحجم ورُصت بجانب بعضها مُشكلة بناء متين، وبدون مادة لاصقة كالطين أو الاسمنت، والحجارة نفسها مصقولة بأدوات تدل على أنها لم تكن أدوات بدائية.
وبالتالي رصها بهذه الطريقة على الرغم من أنها تقع في منطقة شديدة الانحدار وتهطل فيها الأمطار بكثرة وبحجارة مصقولة، قد يعرضها للانزلاق وانهيار البنيان، إلا أن ذلك لم يحدث! وبالبحث والكشف عن السبب وجدوا طبقات سفلى للمدينة تم تشييدها تحت البناء، تتكون من طبقة تربة يليها طبقة رمل يليها طبقة حجارة.
وهذه الطبقات تخلخل الأرض وتصرف المياه، وتصل بالماء عبر قنوات لكل المساكن والساحات العامة بدون أن تؤدي للسيول أو الانزلاقات.
وبالإضافة لأنظمة الري، فهناك السلالم الحجرية المنحوتة بجمال في الجبل نفسه، والتنسيق الحضري وفق تخطيط للشوارع والطرق، ونظرًا لوعورة المكان وصعوبة الوصول إليه، تم حاليًا شق طريق متعرج في الجبل لتسهيل وصول الزوار لها.
ومن أرض المملكة الأردنية الهاشمية، باتجاه الجنوب حيث تقع منطقة معان التي تعد من ضمن عجائب الدنيا السبع، توجد فيها واحدة من أكثر الآثار في المنطقة العربية شهرة وزيارة، البتراء.
هذه المدينة نُحتت كلها في الصخر، واتخذوا سكانها من الجبال بيوتًا ومعابدًا وأضرحة، وقد جاء أسلوبها المعماري شديد التأثر بالطراز الروماني والمصري القديم.
وأكثر ما ميزها، بالإضافة لنحت الصخر، هو قنواتها المائية في قلب الصحراء، وكذا ألوان صخورها المائلة للوردي عند سقوط خيوط الشمس عليها، ولذلك لقبت بالمدينة الوردية.
يعود تأسيس هذه المدينة للعام 312 ق.م، لتكون عاصمة مملكة عُرفت بمملكة الأنباط، وبقيت هذه المدينة تائهة في الصحراء لم تُكتشف بعد حتى نهاية حكم الدولة العثمانية، وصولًا للعام 1812م ليجدها المستكشف السويسري يوهان لودفيغ بركهارت.
معماريًا هذ المدينة اعتمدت النمط النبطي القائم على نحت الصخور والجبال واتخاذها مساكن ومقابر ونحوها وواجهاتها اعتمدت الطراز الروماني والمصري، أما تخطيطيًا فتأثرت بالمدينة الرومانية لذلك تعد من ضمن عجائب الدنيا السبع.
وإنشائيًا اعتمدت الأقواس والعقود، وغُطيت واجهات الحجارة الخارجية بالملاط الطيني لحمايتها من أمطار الشتاء وحرارة الصيف، ورُصت الأخشاب في الأسقف لحمايتها من الزلازل كمادة بناء ثانوية.
وفي قلب الصحراء الجافة وشحة مصادر المياه وبالتالي صعوبة العيش والحياة في هذه المنطقة، كان لابد من وجود طريقة لتوفير المياه، فجاءت السدود لحفظ المياه، وجاءت القنوات والأنابيب لتوزيعها ووصولها لكافة أنحاء المدينة وضواحيها.
هذه المدينة التي تُعد الخزنة والسيق، وهو الطريق الضيق الممتد بطول 1200 مترًا، والذي يؤدي لساحة الخزنة، أشهر معالمها، ويعود سبب تسميتها بـ الخزنة لجرة دائرية تقع أعلى واجهتها، والتي يُعتقد أنها كانت تحوي كنزًا ما، أما في الواقع فالخزنة ما هي إلا ضريح ملكي يُرجح أنه للملك الحارث الرابع ملك الأنباط.
وبالإضافة للخزنة وساحتها، فمدينة البتراء تضم حوالي ثلاثة آلاف معلم أثري، وما تم اكتشافه وتوثيقه هو ثمانمائة معلم فقط، من ضمنها: مسرح البتراء، وقصر البنت، والمحكمة، والمعبد الكبير، والمذبح.
في وسط مدينة روما يقع هذا المدرج الروماني الضخم والذي يعتبر من ضمن عجائب الدنيا السبع يعود أصله إلى عهد الامبراطورية الرومانية ما بين 70 إلى 72 بعد الميلاد، ليتم الانتهاء منه وافتتاحه رسميًا عام 80م، مع بعض الإضافات والتعديلات التي تم إلحقاها به على مر الزمن.
هذا المبنى والذي يعد الأكبر في تاريخ حضارة روما، وأهم ما قدمه الرومانيون من هندسة معمارية خلدت فترة حكمهم، مبني من الخرسانة والحجر المتين.
يتكون المدرج من ثلاثة طوابق رئيسية والرابع تم ضمه لاحقًا، لكل طابق منها أعمدة حاملة مختلفة الطرز. فهناك الطابق الأول بأعمدة على الطراز الدوري الإغريقي، ثم الطابق الثاني بأعمدة على الطراز الأيوني اليوناني، ثم الطابق الثالث بأعمدة على الطراز الكرونثي نسبة لمدينة كورنث المترفة.
يتوسطه مسرح مكشوف دائري شهد العديد من العروض كالمصارعة الدموية بين البشر والحيوانات المفترسة. يحيط المسرح مدرجات بها مقاعد مقسمة حسب الطبقات الاجتماعية من الأعلى إلى الأسفل، حيث الصفوف الأولى كانت للإمبراطور وحاشيته.
هذا البناء الأكبر في المسارح الرومانية حول العالم من ضمن عجائب الدنيا السبع يتسع لقرابة الثمانين ألف مشاهد، صُمم بحيث تُفرغ أبوابه من الحاضرين في دقائق معدودة في حالة الكوارث أو حالات الطوارئ.
قصر التاج أو تاج محل الواقع في شمال الهند أحد عجائب الدنيا السبع، هو مبنى رخامي بُني بأمر من الإمبراطور المغولي شاه جهان، تم تشييد هذا الصرح ليأخذ من الزمن عشرين عامًا، حيث تم افتتاحه في العام 1652م.
ويعد هذا الصرح هو الضريح الأكبر الذي بناه الشاه لزوجته ممتاز محل تكريمًا وحبًا لها، وهي التي توفيت وهي تضع مولودها الرابع عشر، فتمنت قبل أن ترحل هذه الأمنية، ليحققها لها حتى بعد وفاتها.
وقد شارك في بنائه أكثر من عشرين ألف عامل، وشارك في تصميمه، بالإضافة للمعماري المسؤول، نخبة كبيرة من المعماريين والفنيين والنحاتين والخطاطين المهرة.
ولتشييده جُلبت الأحجار والزخارف من أحجار كريمة ونحوها من بلاد العالم المختلفة، وحتى يتم نقل هذه المواد من كل مكان استخدمت أكثر من ألف فيل في قوافل تجارية ضخمة.
مبني من ضمن عجائب الدنيا السبع كله من الرخام، بنسبة ذهبية اعتمدت العقود والقباب والمآذن، وله انعكاسات تتلون بسقوط أشعة الشمس على واجهاته، ما بين الوردي إلى الأبيض الناصع إلى الرمادي، وذلك من ساعات الفجر الأولى حتى ساعات الغروب الأخيرة.
جدرانه خُطت عليها آيات من القرآن الكريم، وتم إحاطته بالنوافير وقنوات المياه والحدائق، ويقع فيه حاليًا ضريح ممتاز محل وزوجها شاه جهان الذي ضُم لاحقًا.