لعلك سألت نفسك عن عدد الحروب التى خاضتها مصر فى تاريخها، إنها مصر تلك التي في خاطر وفم كل عربي وليس مصري فقط. ففي كل قطر عربي، أينما حللت أو ارتحلت ستجد بصمة سجلتها مصر على كل أرض، تحمي بها مصر نفسها كدولة تعد عماد الدول العربية وعمود ترتكز عليه، أو لتحمي بها أراضي العرب وأوطانهم.
فمصر وعبر تاريخها الممتد خاضت العديد من الحروب سواء لتوسيع أراضيها قديمًا ونشر الثقافة المصرية، وإرساء الأمان للدويلات التي ضمتها. أو لصد هجمات العدو والحفاظ على أمن واستقرار أراضيها. أو لاستعادة كرامتها وعودة أراضيها لحضنها مجددًا بعد خطفها عنوة.
أو لتقديم الدعم والاستجابة لنداء الاستغاثة من الدول المجاورة وتقديم الدم المصري فداء لعهد الأخوة والصداقة التي ربطتها بدول الجوار، وما بين هذا وذاك السبب، سنستعرض لكم اليوم أهم عشرين معركة وحرب ذكرت في كتب التاريخ المصري وخاضتها منذ ما قبل الميلاد حتى تسعينات القرن الماضي.
عدد الحروب التى خاضتها مصر فى تاريخها
- حرب التوحيد كونت مصر أولى الجيوش في العالم وشهدت وحدة مقاطعاتها:
- معركة مجدو حيث ربط جنود الخصم ملابسهم وأدلوها من فوق أسوار المدينة هربًا من الجيش المصري:
- معركة قادش أول معاهدة سلام يسجلها التاريخ، واحداث حرب نُقشت على جدران المعابد باسم انشودة قادش:
- معركة حطين مصر رأس الدولة الإسلامية في أولى مواجهات الحملات الصليبية:
- معركة هربيا أو معركة لافوربي حيث طاف المصريون بأسرى الحرب على ظهور الجمال في شوارع القاهرة المتزينة بالنصر:
- معركة المنصورة أول وآخر الحملات الصليبية لمحاولة كسر شوكة مصر:
- معركة عين جالوت حين واجهت مصر جيش المغول الذي لم تجرئ مملكة أن تقف أمامه إلا ومُسحت:
- حملة فريزر محاولة لتحويل مصر لمعسكر لخدمة الانجليز:
- الحرب المصرية العثمانية أول وقوف جريء لمصر أمام إرادة الباب العالي ومخالفة لرغبات العثمانيين:
- حرب 1948 النكبة العربية:
- معارك سيناء نهب الأرض ومحاولة طمس الهوية:
- العدوان الثلاثي | حين راحت ضحيتها مدينة بورسعيد:
- حرب 1967 النكسة العربية:
- حرب اكتوبر عودة الأرض وفرحة النصر:
- الدعم العسكري:
حرب التوحيد كونت مصر أولى الجيوش في العالم وشهدت وحدة مقاطعاتها:
التاريخ: 3425 ق.م.
المكان: مصر.
السبب: توحيد مصر ودمج قوات الجيوش في جيش واحد.
وبالإجابة عن سؤالك عن عدد الحروب التى خاضتها مصر فى تاريخها دعونا نبدأ مع مصر ما قبل الميلاد، حيث ملك يدعى مينا حاكم مصر القديمة، والمؤسس الأول لأكبر جيش لدعم السلام لا للحرب.
تم توحيد المقاطعات المصرية على إثرها في مملكتين، مملكة الوجه البحري ومملكة الوجه القبلي. بعد ذلك تم وضع فكرة توحيد الجيشين في جيش واحد وخاض الحروب لأجل تحقيق هذا الهدف.
لاحقًا تعرضت مصر لأولى الهجمات من البدو، قرر الملك زوسر إكمال الهدف وبناء أولى لبنات الجيش ببنيته المعروفة كجيش، وعرف العالم تكوين أول جيش في التاريخ المسجل، وكان عدد الحروب التى خاضتها مصر كثيرة منها هذه الحرب.
معركة مجدو حيث ربط جنود الخصم ملابسهم وأدلوها من فوق أسوار المدينة هربًا من الجيش المصري:
التاريخ: 1457 ق.م تقريبًا.
المكان: مدينة مجدو، أرض كنعان، شمال فلسطين.
السبب: إخماد تمرد الحكام المحليين للمناطق الخاضعة للسيطرة، وتوسيع رقعة المملكة المصرية.
العدة: الجيش المصري 20 ألف، جيش الخصم 15 ألف.
كان عدد الحروب التى خاضتها مصر فى تاريخها كثيرة ولا زلنا في مصر ما قبل الميلاد، وبأول المعارك في التاريخ كله والتي تم إحصاء عدد قتلاها وعدتها الحربية، ووُثقت كتاريخ حربي ووصلت لنا بشكل مفصل ودقيق.
بانتصار مدوي سجلت مصر انتصارها الحربي باسم مجدو أو مجيدو، خاضتها مصر بقيادة الفرعون تحتمس الثالث ضد المتمردين الكنعانيين بقيادة ملك قادش.
بعد كر وفر، لحقت بالخصم هزيمة تقهقر على إثرها للخلف متحصنًا بأسوار مدينته مجدو، اغلقوا البوابات وعقدوا ملابسهم مع بعضها وأمدوها على أسوار المدينة حتى يتسنى للجند العالق في الخارج أن يهرب من الجيش المصري.
وقد ذكر في كتب تاريخ مصر القديمة أن مصر انتهزتها فرصة لإيقاعهم في حصار امتد سبعة شهور، لاحقًا حفر تحتمس الخندق واجبر الخصم على الاستسلام وأسفر عن ذلك توسع رقعة الأرض المصرية وصولًا لأعتاب الشام.
الجدير بالذكر أن تفاصيل المعركة نُقشت على جدران معبد آمون رع في الكرنك، وتعد هذه المعركة بوابة مصر لتصبح قوة عظمى، فتتسع رقعة مملكتها وتأسس إمبراطورتيها.
يُرسل أبناء الملوك المهزومين لمصر لتلقي التعليم وتعلم الحضارة المصرية وحكمتها، فكانت أولى خطوات تحقيق الهدوء والاستقرار في بلاد الشام. بهذه المعركة فُتحت بوابة جديدة للعالم لدراسة التاريخ العسكري والفكر الاستراتيجي.
معركة قادش أول معاهدة سلام يسجلها التاريخ، واحداث حرب نُقشت على جدران المعابد باسم انشودة قادش:
التاريخ: 1274 ق.م تقريبًا.
المكان: مدينة قادش، نهر العاصي.
السبب: قيادة تحالف من الحثيين ضد مملكة مصر لإضعاف نفوذها في اسيا، فقامت معركة سابقة بقيادة الأسرة التاسعة عشر وملكها رمسيس الاول لاسترجاع النفوذ.
العدة: الجيش المصري 20 ألف، جيش الخصم 50 ألف.
بعد نجاح النفوذ الأول بيد تحتمس الثالث، دخلت مصر في مرحلة ضعف بقيادة اخناتون وقل نفوذها فقامت هذه المعركة لاستعادة الهيمنة المصرية، وبسببها سجلت مصر مع الخصم أولى معاهدات السلام في التاريخ العسكري.
دارت بين جيش رمسيس الثاني ملك مصر، ضد امبراطورية الحيثيين. وقد خُطت تفاصيل المعركة على جدران معابد الرمسيوم، والأقصر، وأبو سمبل، والتي نُقلت لنا باسم أنشودة معركة قادش.
بعد تقدم القوات المصرية وقطعها أراضي فلسطين ولبنان والمتابعة شمالًا باتجاه نهر العاصي والوصول على مشارف مدينة قادش، وقع جيش رمسيس ضحية خدعة إحدى الجواسيس الموالين للخصم، ادعوا أنهم يملكون الخبر اليقين عن موقع ملك الحيثيين في حلب.
ليتسرب خبر خدعتهم لرمسيس بعد فوات الأوان حيث جيش الخصم كامن في قادش لمفاجأة الجيش المصري. مات على إثر ذلك الكثير من المصريين، وحاولوا الالتفاف على الخصم والدفع به لنهر العاصي بعد وصول إمدادات خارجية لتعزيز الصفوف المصرية، وبذلك ترك الحيثيين عرباتهم الحربية وسبحوا في النهر هربًا.
نتج عن ذلك كله خسائر مادية وبشرية كبيرة للطرفين وتعادل بلا مكسب. وكان اللجوء للصلح هو الحل الأمثل لتسجل مصر عقد أول معاهدة سلام في التاريخ.
فجاء خطها وتوقيعها على لوح طين بالنسخة الحيثية، وعلى ورق بردي بالنسخة المصرية، عام 1258 ق.م. ولها نسخة نُقشت على لوح فضة موجود في متحف الآثار بإسطنبول. ونسخة طبق الاصل معلقة في مقر الأمم المتحدة كأول معاهدة سلام موثقة في التاريخ.
معركة حطين مصر رأس الدولة الإسلامية في أولى مواجهات الحملات الصليبية:
التاريخ: 1187م.
المكان: قرية المجاودة، فلسطين.
السبب: احتلال مناطق إسلامية وفلسطينية من قبل الصليبيين.
العدة: جيش الايوبيون المصري 30 ألف، جيش الخصم 20 ألف.
بعد دخول الإسلام مصر، أصبحت رمز للأمة الإسلامية، وظهرها الحامي، وأولى خطوط دفاعها، وبهذه المعركة التي هي فيصل المعارك بين المسلمين المصريين بقيادة صلاح الدين والصليبيين، اسفرت عن انتصار المصريين وتحرير مملكة القدس وفتحها.
حيث حُشد الجيش المصري باتجاه بيت المقدس، وقُطع على الخصم الماء بالاستيلاء على بحيرة طبرية، ففر الخصم إلى تلال حطين وحاصرهم الايوبيون. وفي هكذا ظروف من قطع للخطوط التموين وشحة المياه والحصار لمدة ستة أيام، قامت معركة حطين فحُسمت لصالح الايوبيين، وقد دامت لسبع ساعات.
كانت النتيجة استرجاع بيت المقدس، وفتحت بعدها الابواب وتساقطت الحصون تباعًا وسقطت مملكة القدس اللاتينية بيد المصريين.
معركة هربيا أو معركة لافوربي حيث طاف المصريون بأسرى الحرب على ظهور الجمال في شوارع القاهرة المتزينة بالنصر:
التاريخ: 1244م.
المكان: قرية هربيا، غزة، فلسطين.
السبب: تحالف ملوك الشام مع الصليبيين ضد مصر وتسليمهم مدن من ضمنها القدس.
العدة: جيش الايوبيون المصري 11 ألف، جيش الخصم 11 ألف.
هي أكبر معركة بعد حطين وبنفس ذات أهميتها إلا أنها لم تأخذ الشهرة الكافية. وتُعرف بمعركة غزة،و كانت بين الجيش المصري التابع للدولة الأيوبية بقيادة الأمير ركن الدين بيبرس والصليبيين، والتي نتج عنها انتصار المصريين.
هذه المعركة الفاصلة أدت إلى إنهاك الوجود الصليبي في القدس، وانهيار تام لقوتهم، ودعوة للحملة الصليبية السابعة لاستهداف مصر نفسها، والتخلص منها كقوة حامية للمنطقة، حيث باءت محاولات العدو بالفشل، وكونت مصر جيش مضاد واستعادت غزة والسواحل والقدس والخليل وبقية المناطق.
نتج عن هذا قرار اتخذته أوروبا بأن الحملة الصليبية القادمة يجب أن تستهدف رأس الأمة مصر نفسها، وكسر شوكتها، حيث عدتها أكبر واقوى قوة عسكرية في المنطقة وعائق متكرر لاحتلال القدس.
يُذكر أن الكاتب روبرت إي هوارد استمد فكرة روايته القصيرة زارعو الرعد من أحداث هذه المعركة.
معركة المنصورة أول وآخر الحملات الصليبية لمحاولة كسر شوكة مصر:
التاريخ: 1250م.
المكان: مصر.
السبب: هجوم بري صليبي على مصر تبعات معركة هربيا السابقة.
العدة: جيش الأيوبيين المصري 70 ألف، جيش الخصم 80 ألف.
بعد معركة هربيا بست سنوات عادت رحى الحرب مجددًا تلوح بين الصليبيين بقيادة ملك فرنسا “لويس التاسع عشر”، والمصريين الأيوبيين بقيادة الأمير “فخر الدين”. وكانت نتائجها هزيمة الصليبيين وقرار نهائي بعدم محاولة ارسال حملة صليبية على مصر، بسبب نتائجها الكارثية على الخصم.
هي بداية الهزائم المتتالية التي تحررت على إثرها بلاد الشام كلها من الصليبيين وليست المقدس فقط، وعدد الحروب التى خاضتها مصر كثيرة منها هذه المعركة.
مصر درع الأمة العربية والإسلامية، وحاميها الأول ومصدر قوتها، أرادوا لها التدمير والانكسار، لتُقطع معها رأس الأمة فيموت الجسد تلقائيًا، ويسهل السيطرة على المقدس بالحملات الصليبية على الشام.
جهزوا لهذه الهجمة على مدى ثلاث سنوات منذ آخر حملاتهم الخاسرة عام 1244م. وبدأت السفن بالتحرك في عام 1248م حاملة على ظهرها عدة الحرب والملك الفرنسي وزوجته. توقفت في قبرص للتريث، فتسربت الاخبار لمصر قبل وصول السفن للمياه المصرية.
على الجانب المصري تم شحن مدينة دمياط بالأسلحة والتعسكر لمواجهة العدو. وعند وصول سفن العدو للسواحل المصرية، أرسل الملك الفرنسي خطاب لملك مصر الصالح أيوب يدعوه فيها للاستسلام بهدوء وبلا مقاومة، فرفض ملك مصر، وهو على فراش الموت يحتضر، أن يستسلم.
وبالتالي بدأ الانزال البري الفرنسي، ونشب قتال عنيف تراجع على أثره المصريون بعد أن أرسل قائد القوات الأمير فخر الدين برقيات حمام زاجل لملك مصر لم يرد عليها، فضن الأمير أن الملك قد مات، وأن المقاومة لن تجدي نفعًا، فانسحب ومن معه من الجيش من دمياط وتركوها للعدو ليحتلها ويسيطر عليها لمدة خمسة أشهر.
غضب الملك المريض غضبًا شديد، انتقل لقصر المنصورة، وأعلن هناك النفير العام، فاحتشد الناس في مدينة المنصورة لاستعادة الأرض المنهوبة. إلا أن الملك الفرنسي قد وصلته امدادات أخرى وعزم الأمر بالتوجه لرأس المملكة، القاهرة.
في نوفمبر من نفس العام، توفي الملك واخفت زوجته “شجر الدر” الخبر، حتى لا يهتز الجيش، وحتى لا يشتد عزم الصليبيين، واستطاعت إدارة البلاد في الخفاء، إلا أن خبر وفاته تسرب للعدو، فزاد الهجوم الصليبي على المصريين، ومات القائد فخر الدين. فامسك زمام الأمر “المماليك” وقادوا الجيش المصري بتنسيق مع شجر الدر.
وجاءت الخطة التي انقذت مصر من خطر وشيك كالتالي، فتح أحد أبواب مدينة المنصورة، ومطالبة الجنود والأهالي داخل المدينة بالسكون، فظن الصليبيين أن أهلها فروا منها خوفًا من الغزو وأنها خالية من السكان، فدخلوها والتقموا الطعم وبدأت المعركة.
بالتالي واجهت الحملة الصليبية السابعة على مصر هزيمة ساحقة، قرر بعدها الملك الفرنسي العودة إلى بلاده، واعتبرت أول واخر الحملات المنظمة على مصر.
معركة عين جالوت حين واجهت مصر جيش المغول الذي لم تجرئ مملكة أن تقف أمامه إلا ومُسحت:
التاريخ: 1260م.
المكان: سهل عين جالوت، بين بيسان ونابلس، فلسطين.
السبب: هجوم بري مغولي للاستيلاء على مصر.
العدة: 20-50 ألف من الجيش المصري، 20 ألف من جيش الخصم.
من عدد الحروب التى خاضتها مصر هذه المعركة بعد عشر سنوات من معركة المنصورة ووفاة ملك الأيوبيين، وتولي المماليك مقاليد الحكم في مصر، جاءت هذه المعركة لتكون بمثابة أبرز المعارك الفاصلة في تاريخ مصر والعالم بكله.
دارت ما بين جيش مصر المماليك بقيادة سيف الدين قطز وجيش المغول الذي لم يغزو بلد إلا واباده ومسحه من التاريخ. جاء الهجوم على مصر بعد سقوط بغداد والإنهاء على علومها برمي كتبها في نهري دلجة والفرات، وانتهاء الخلافة العباسية وسقوط الشام بيد المغول.
حينها عاد أغلب الجيش المغولي بسبب كبر عدده وقلة مونته، وبقي عشرة ألف جدني فقط. فانتهز قطز فرصة قلة عددهم، وقام بتجهيز جيش سار به حتى وصل شمالًا لسهل عين جالوت ليتواجه الجيشين مواجهة عنيفة جدًا وينهزم المغول.
النتيجة كسر المغول والتراجع عن اقتحام باقي البلاد العربية والمناطق وتحجيم نفوذها وتغيير مسار التاريخ وتعد هذه المرحلة من عدد الحروب التى خاضتها مصر علي مر التاريخ.
حملة فريزر محاولة لتحويل مصر لمعسكر لخدمة الانجليز:
التاريخ: 1807م.
المكان: مصر.
السبب: غزو بحري انجليزي على الإسكندرية لجعلها قاعدة عمليات عسكرية ضد الدولة العثمانية.
العدة: الجند المصري 4 ألف، جند الخصم 6 ألف.،
ومع مصر في عهد الخديوي، حيث قامت حرب بين المصريين بقيادة محمد علي باشا، والانجليز بقيادة الجنرال فريزر، وتعرف باسم حملة الإسكندرية، أو الحرب الأنجلو-مصرية الأولى قام الجيش البريطاني بحملة عسكرية للاستيلاء على الإسكندرية، وجعلها قاعدة عمليات ضد الدولة العثمانية.
تمت فعلًا العملية وفُتحت بوابات المدينة بسهولة، لكن التقدم للداخل كان صعب بسبب سلسلة معارك متكررة لم تنجح أمام مداخل النيل، أدت إلى خسائر بشرية كثيرة، قررت فيها بريطانيا أن تغادر الإسكندرية.
الحرب المصرية العثمانية أول وقوف جريء لمصر أمام إرادة الباب العالي ومخالفة لرغبات العثمانيين:
التاريخ: 1831-1833م.
المكان: بلاد الشام، سوريا.
السبب: طلب محمد علي باشا من الباب العالي منحه الشام وضواحيها كمكافأة لمساعدته للسلطان العثماني في حرب تمرد اليونان المعروفة باسم حرب المورة.
العدة: 100 ألف جندي مصري، 145 ألف جندي عثماني.
عدد الحروب التى خاضتها مصر ضد العثمانين كثيرة وتعرف هذه الحرب بالحرب المصرية العثمانية الأولى، أو الحرب التركية المصرية الأولى، أو الحرب السورية الأولى. حدثت ما بين مصر والإمبراطورية العثمانية. وكانت النتيجة انتصار القوات المصرية وسيطرة “محمد علي” على سوريا وولايتاها.
وقد تم في تلك الحرب عدة معارك منها غزو سوريا ومعركة قونية وتعتبر هذه الحرب تحدي واضح تجرأت بها مصر ضد إرادة الباب العالي، ومثلت ذروة قوة محمد علي.
وبسبب سلسلة المعارك الطاحنة، تدخلت القوات الروسية والبريطانية لحل الخلاف بعد التقدم العسكري المصري، وإبرام اتفاقية تنازل فيها الباب العالي عن سوريا لمصر. أدى ذلك لتكوين ثورة غل في صدر الدولة العثمانية، نتج عنه حرب عثمانية مصرية ثانية باءت فيها مصر بالهزيمة.
حرب 1948 النكبة العربية:
التاريخ: 1948م.
المكان: فلسطين.
السبب: اصدار المملكة المتحدة قرار تقسيم فلسطين إلى دولتين، عارضها العرب واتفقوا على الهجوم البري.
العدة: 20 ألف جندي مصري، و63 ألف جندي عربي للدول المشاركة. الخصم 29-117 ألف جندي.
ننتقل مع حروب مصرفي أربعينيات القرن الماضي، حيث قامت عدد الحروب التى خاضتها مصر ومنها أولى المعارك العربية ضد الكيان الصهيوني بأكبر جيش قدمته مصر بين الجيوش العربية المشاركة.
فكانت الحرب ما بين حلف المملكة المصرية والأردن وبلاد الشام والسعودية من جانب، ضد المليشيات الصهيونية في فلسطين من جهة أخرى، حيث امتدت الحرب لتسعة أشهر كاملة، تسببت في تهجير الفلسطينيين وهزيمة العرب وظهور أولى ملامح اغتصاب الأرض والحق.
معارك سيناء نهب الأرض ومحاولة طمس الهوية:
التاريخ: 1948م.
المكان: شبه جزيرة سيناء، مصر.
السبب: محاولات إسرائيلية للاستيلاء على سيناء.
معارك متتالية ما بين الجيش المصري والجيش الإسرائيلي في شبه جزيرة سيناء للاستيلاء عليها. أبرزها معركة “ام كاتف”، ففي مساء 28 ديسمبر أعلنت صفارات الإنذار عن بدء العمليات العسكرية لنهب الأرض عنوة، ليأتي صباح 29 ديسمبر وقد وقعت بالفعل عدد من المناطق في أيدي العدو.
كان عدد الحروب التى خاضتها مصر كثيرة فمنها معارك ضارية لم تغفو فيها مصر، ولم يرتح بال الجندي المصري حتى النفس الأخير، لتعود بعدها دول كبرى بالتدخل وإصدار قرار دولي فرض على الكيان الإسرائيلي بالتراجع للحدود الدولية السابقة، وإقامة هدنة بين الطرفين.
العدوان الثلاثي | حين راحت ضحيتها مدينة بورسعيد:
التاريخ: 1956م.
المكان: بورسعيد، مصر.
العدة: 12 الوية، 400 دبابة، 776 مدفع للجيش المصري. 38 الوية، 750 دبابة، 2420 مدفع لجيش العدو.
السبب: إعلان جمال عبد الناصر عداءه لإسرائيل والتضييق عليها في قناة السويس.
ومع مصر في العصر الجمهوري حيث سنتعرف على حرب عُرفت أيضًا بحرب 1956، أو أزمة السويس، أو حرب سيناء. وهي حرب شنها التحالف الثلاثي بريطانيا، وفرنسا، وإسرائيل على مصر، وتعتبر ثاني الحروب العربية الإسرائيلية، وصُنفت كأهم حدث عربي بعد نكبة 1948م، وثاني أهم حدث بعد الحرب العالمية الثانية.
من ضمن عدد الحروب التى خاضتها مصر، بدأت ملامح الحرب بعد اتفاقية الجلاء عام 1954م، والمناوشات الحدودية بين العرب وإسرائيل، وإعلان جمال عبد الناصر عداءه لإسرائيل والتضييق على مرور سفنها من قناة السويس، وقبوله لتلقي الدعم المادي من الاتحاد السوفيتي بدلًا عن أمريكا وبريطانيا لإتمام بناء السد العالي.
بهذا كله وجدت اسرائيل فيها حجة لتصعيد الوضع والرد على عبد الناصر. أول رد هو احتلال سيناء في مارس، ثم الانسحاب منها في نفس الشهر بعد ضمانات على مرور سفنها من قناة السويس. أما الثاني فكان بغارات جوية تفاجأت بها العاصمة القاهرة، وشملت أيضًا قناة السويس والإسكندرية.
ثم غزو بري على مدينة بورسعيد، في ظل تشتت الجيش المصري ما بين سيناء والسويس. شهدت بورسعيد معارك ضارية، وتهدم في المباني والبنية التحتية، في وقت كان الشعب المصري في حالة مقاومة، وأمل في فرج قريب.
وفي ظل هذه التوترات التي أثرت على المنطقة بكلها، أصدر السوفييت انذار يهدد الثلاثي، وهب العالم العربي لمساندة مصر، وأعرب العالم عن قلقه من هذا الاضطراب، أدى كل ذلك إلى حدوث ضغط قبلت معه التحالف بوقف إطلاق النار.
وانسحبت قوات العدوان من بورسعيد وعادت لأحضان مصر بتاريخ 23 ديسمبر 1956م، وهو يوم عيد النصر في محافظة بورسعيد.
يعتبر المجتمع الدولي هذه الحرب أحد أهم الحروب التي غيرت وجه العالم السياسي، فبنهايتها شهدت على نهاية عهد بريطانيا العظمى وصعود أنظمة سياسية أخرى منافسة، وتعد من عدد الحروب التى خاضتها مصرضد أعدائها علي مر التاريخ.
حرب 1967 النكسة العربية:
التاريخ: 1967م.
المكان: الشرق الأوسط، الأراضي العربية.
العدة: 240 ألف جندي مصري، و307 ألف جندي عربي من الدول المشاركة. العدو 50-214 ألف جندي.
السبب: تحرك ألوية اسرائيلية باتجاه الحدود السورية، والتعبئة العامة باتجاه صحراء النقب قرب سيناء إنذارًا بالحرب.
هي حرب النكسة، أو نكسة حزيران، أو حرب الأيام الستة، وثالث حرب ضمن الصراع العربي الإسرائيلي. كانت بين مصر والعراق وسوريا والأردن من جهة، وإسرائيل من جهة. حيث احتلت اسرائيل سيناء وقطاع غزة والضفة الغربية والجولان.
حصدت فيها مصر والعرب الكثير من خسائر الأرواح، وتهجير معظم سكان سيناء ومعهم آلاف الفلسطينيين، وفتح باب الاستيطان رسميًا، ليتحقق النصر للعدو والهزيمة للعرب.
خسرت مصر لوحدها خمسة عشر ألف جندي ما بين قتل واختفاء. وهي الحرب التي عانى ولايزال الوطن العرب من تباعاتها إلى الآن من احتلال الضفة والقدس والجولان، وما زال عدد الحروب التى خاضتها مصر والتي ستخوضها مع أعداها مستمرة فلا يقدر علي الجندي المصري أي محتل أو عدو.
حرب اكتوبر عودة الأرض وفرحة النصر:
التاريخ: 1973م.
المكان: شبه جزيرة سيناء، وهضبة الجولان.
العدة: الجيش المصري 42 الوية، و1700 دبابة، و10 ألف مدفع. الجيش السوري 27 الوية، 1700 دبابة، و600 مدفع. العدو 36 الوية، 2350 دبابة، 1593 مدفع.
السبب: رغبة مصر وسوريا في استعادة سيناء والجولان من يد الاحتلال.
كان عدد الحروب التى خاضتها مصر كثيرة ومن أهم حروب العرب ضد الكيان المحتل، بتحقيق نصف أهدافها ورجوع الحق لأصحابه، واستعادة الكرامة. وتٌعرف بحرب العاشر من رمضان، أو حرب يوم الغفران، أو الحرب العربية الإسرائيلية الرابعة. وكانت ما بين مصر وسوريا من جهة، ضد العدو الإسرائيلي من جهة.
فقد احتلت اسرائيل في الحرب الثالثة كل من سيناء، والجولان، والضفة، وغزة، وأرادت كل من مصر وسوريا باستعادة ما نُهب من حقهم.
بدأت الحرب يوم 6 أكتوبر 1973م، في العاشر من رمضان، بتنسيق استراتيجي بين جبهتي القتال العربي، بإيقاع وتناغم ملحمي من جهة القوات المصرية غربًا والقوات السورية شرقًا، وبدعم مادي وتأييد معنوي من دول عربية، لتبدأ ملامح الحرب وذلك في فترة حكم حافظ الأسد لسوريا وأنور السادات لمصر.
انتهت في 24 أكتوبر بعبور الجيش المصري السويس وتدمير خط بارليف، وفشل الإسرائيلي من السيطرة على السويس والإسماعيلية، ثم لاحقًا توقيع معاهدة سلام في مارس 1979م استعادت مصر سيادتها الكاملة وسيطرتها على سيناء وقناة السويس.
أما الجبهة السورية للأسف فتوسع الاحتلال أكثر، وانتهت باتفاقية فك الاشتباك دون أمل يلوح باستعادة الجولان، الجدير بالذكر أن 6 أكتوبر أعلن كعيد وطني. وتم تشييد بانوراما حرب أكتوبر بمدينة نصر عام 1983م تخليدًا لذكرى النصر.
الدعم العسكري:
أما عن الدعم، فلم تكتفي مصر بإرسال دعم مادي أو معنوي، بل شاركت بالأرواح وأرسلت بالجندي المصري وافتدت به لنصرة الأشقاء والأصدقاء والحلفاء، ونذكر أهمها:
الحرب الوهابية، وتعرف بالحرب المصرية الوهابية. طلبت الدولة العثمانية من مصر بقيادة محمد علي للذهاب للجزيرة العربية ومحاربة الحركة الوهابية، حتى يثبت ولاؤه. امتدت الحرب من عام 1811-1819. وقدمت مصر إلى جانب العثمانيين 50 ألف جندي.
معركة المورة، أو حرب استقلال اليونان. ما بين الاتراك العثمانيين واليونانيين الثائرين ضد الاحتلال التركي عام 1824م. طلبت الدولة العثمانية من مصر الدعم، وهبت لنجدتها ودعمها بالعدة والسلاح والجند. وخرج “ابراهيم باشا” بنفسه يقود الأسطول المصري المكون من 73 سفينة، و70 مركب، و18 ألف جندي.
حرب القرم، نشبت بين الامبراطورية الروسية والدولية العثمانية عام 1853م، واستمرت لثلاث سنوات. حين طمعت روسيا في مد نفوذها على حساب الدولة العثمانية التي كانت في أيامها الأخيرة، لتهب مصر وعدد من الدول لدعمها ماديًا ومعنويًا، بما يقرب الـ 280 ألف جندي.
مع كثرة عدد الحروب التى خاضتها مصر كانت ثورة 26 سبتمبر، أو الحرب الأهلية في شمال اليمن. شاركت مصر إلى جانب الثوار لتحرير البلاد من الحكم الملكي عام 1962م، وعززت الجيش اليمني بجيش مصري داعم وصل عددهم إلى سبعين ألف جندي، وقدمت مصر فداء ستة وعشرين ألف جندي مصري في هذه الحرب.
حرب الخليج الثانية، أو الغزو العراقي على الكويت، أو عاصفة الصحراء. وقفت مصر لصف الكويت ضمن قوات التحالف وشاركت بـ 43-45 ألف جندي، لإرساء الأمن والتأكيد على سيادة الكويت واستقلالها.
حرب الرمال، ما بين المغرب والجزائر عام 1963م بسبب مشاكل حدودية. وقفت فيها مصر لصف الجزائر، وقدمت قرابة الألف جندي.
المصادر:
- https://ar.m.wikipedia.org/wiki/
- https://ar.m.wikipedia.org/wiki/
- https://www.eldyar.net/articles/
- https://ar.m.wikipedia.org/wiki/
- https://ar.m.wikipedia.org/wiki/)
- https://www.bbc.com/arabic/middleeast-57360161
- https://en.m.wikipedia.org/wiki/Wahhabi_War
مهندسة معمارية، ومهتمة بالأدب العربي والمترجم. أؤمن بقدرة الكتب على تغيير الشعوب. وأحب الاختلاف، فالاختلاف إثراء.
آخر المراجعات