عرف الشاعر والروائي والكاتب علي أحمد باكثير، بأنه صاحب فكر ورسالة فنية، حيث أنه يملك عالمًا متسعاً من الفن، فبالرغم من الإصرار الشديد من قبل البعض على حصره في صورة واحدة، إلا أنه أثبت عكس ذلك من خلال أبعاده المتعددة لمفهوم الفن والإبداع.
ولد علي أحمد باكثير في 21 ديسمبر سنة 1910 في إندونيسيا، حيث كان يعمل والده هناك، ولكن عاد الفتى صاحب الـ 10 سنوات من عمره إلى بلدته الأصلية حضرموت، ليعيش شبابه هناك ثم تزوج وبدأ في كتابة الشعر والقصائد، ولكن ماتت زوجته وتركت له طفلة مريضة ثم ماتت أيضاً، فضاق به الوضع وبدأ رحلة إنتهت به في القاهرة عام 1934.
درس على أحمد باكثير في كلية الأداب بالقاهرة، واشتهر بترجمته لمسرحية “روميو وجوليت” إلى الشعر المرسل، وهذا ما لفت إليه أنظار الكثير من الادباء في ذلك الوقت، وقد استقر به الحال في مصر وكون الكثير من الصداقات القوية مع الكتاب والأدباء والمفكرين وعلى رأسهم نجيب محفوظ.
تزوج علي أحمد باكثير للمرة الثانية في مصر عام 1943 من سيدة مصرية لها ابنة من زوج سابق، ولكن تربت الابنة في كنف الروائي علي باكثير الذي لم يرزق بأطفال، ثم حصل على الجنسية المصرية بموجب مرسوم ملكي عام 1951، و استلمها عن طريق فؤاد سراج الدين وزير الداخلية في ذلك الوقت.
تنوع إنتاج باكثير الأدبي بين الرواية والمسرحية الشعرية والنثرية، حيث كتب الكثير من المسرحيات الملحمية الشعرية والنثرية أبرزها، ملحمة “عمر بن الخطاب”، وعدد من الروايات التاريخية أشهرها “و إسلاماه”، “الثائر الأحمر”، ومن أشهر أعماله المسرحية “سر الحاكم بأمر الله”، وقد ترجم عدد من رواياته إلى عدة لغات مثل “سر شهر زاد” التي ترجمت إلى الفرنسية، و”مأساة أوديب” التي ترجمت إلى الإنجليزية، بالإضافة إلى ترجمته لمسرحية “روميو وجولييت”.
كتب باكثير الكثير من المسرحيات السياسية والتاريخية ذات الفصل الواحد، وكان ينشرها في الصحف والمجلات السائدة في تلك الفترة، وأصدر مجموعات ومازال له العديد من الأعمال التي لم تنشر حتى الأن، كما أنه كتب الكثير من القصائد الشعرية التي أصبحت مخطوطات في الصحف والمجلات.
قام بنشر أعماله الشعرية الدكتور محمد أبو بكر حميد عام 1987 بعد وفاة باكثير، في ديوان باكثير الأول الذي حمل إسم “أزهار الربى في أشعار الصبا”، ويحوي الديوان القصائد التي نظمها على أحمد باكثير في حضرموت، وفي عام 2008 صدر ديوان باكثير الثاني بعنوان “سحر عدن وفخر اليمن” عن مكتبة كنوز بجدة، ويضم هذا الديوان شعر باكثير في السنة التي أمضاها في عدن أثناء رحلته من حضرموت إلى مصر.
حصل باكثير على العديد من الجوائز أبرزها جائزة الدولة التقديرية الأولى بالمناصفة مع الأديب العالمي نجيب محفوظ، ويُعد حاليًا ديوانه الثالث “صبا نجد وأنفاس الحجاز” الذي أعده عام 1934 في المملكة العربية السعودية قبل هجرته النهائية إلى القاهرة.