غسان كنفاني اقتباسات كثيرة له والكثير من الكتابات التي لاقت اعجاب القراء فمن منا لا يعرف غسان كنفاني الروائي والصحفي والمناضل الفلسطيني، وأشهر من كتب عن القضية في القرن العشرين، فهو من ضمن كُتاب مشهورين سبقوا عصرهم.
غسان الذي حمل على عاتقه قضية وطن، وكتب حروف بقلم شجاع استطاع بواسطته أن يلخص مشاعر فرد يمثل مجتمع بلمسة أدبية أنيقة. قلمه الذي أخاف العدو فاغتاله مع ابنة أخته في انفجار سيارة مفخخة، ليرحل كنفاني عننا وهو لم يتعد السادسة والثلاثين من عمره، تاركًا أعمال روائية ومجموعات قصصية تحمل قيمة أدبية خلدت اسمه وقضيته للأبد.
اليوم نحن بصدد واحد من ضمن كُتاب مشهورين والقرب من روح غسان من خلال كلماته، غسان كنفاني اقتباسات من أعماله الأدبية تشوبها رؤية سوداوية مقننة، وقد تجلت فيها روحه النقية التي آمنت بمبادئ وقيم ما لبثت أن تحولت واحدة من أسباب تعاسته، واليكن الكاتب الغني عن التعريف غسان كنفاني اقتباسات مهمة له من أهم كتاباته.
“قاتلتُ الحركة الصهيونية بسلاح الأدب قتالًا لا يوازيه إلا قتالها بالسلاح السياسي”.
“إنني لا أخاف الموت، ولكنني لا أريد أن اموت، لقد عشت سنوات قليلة قاسية، وتبدو لي فكرة ألا اعوض فكرة رهيبة، إنني لم أعش قط، لذلك فأنا لم أوجد، ولا أريد أن أغادر دون أن أكون قبل المغادرة موجودًا”.
“مسامحتك للآخرين لا تعني أنك راضي عنهم بل تعني غالبًا البحث عن راحة بالك بعيدًا عن نقاشات لا قيمة لها”.
“إن حياة بعض الناس كالشريط السينمائي العتيق الذي تقطع، فوصله فنان فاشل من جديد بصورة خاطئة.. لقد وضع النهاية في الوسط ووضع الوسط في النهاية”.
“وأورثني يقيني بوحدتي المطلقة مزيدًا من رغبتي في الدفاع عن حياتي دفاعًا وحشيًا”.
“اعتدت أن أحب كل ذلك الجيل الذي رضع الهزيمة والتشرد، إلى حد حسب فيه أن الحياة السعيدة ضرب من الشذوذ الاجتماعي”.
“أطباء يجلسون في مقاعدهم الوثيرة يستمعون إليك بصمتٍ واعتناء، فإذا استعصى عليهم الحل قالوا إنه الوهم”.
“أكبر جريمة يمكن لأي إنسان أن يرتكبها… هي أن يعتقد ولو للحظة أن ضعف الآخرين وأخطاءهم هي التي تشكل حقه في الوجود على حسابهم وهي التي تبرر له أخطاءه وجرائمه”.
“لقد اهترأت هذه الأقوال العتيقة، هذه المعادلات الحسابية المترعة بالأخاديع.. مرة تقولون أن أخطاءنا تبرر أخطاءكم، ومرة تقولون أن الظلم لا يُصحح بظلم آخر.. تستخدمون المنطق الأول لتبرير وجودكم هنا، وتستخدمون المنطق الثاني لتتجنبوا العقاب الذي تستحقونه”.
“إن الإنسان هو في نهاية الأمر قضية.. ولكن أية قضية؟ هذا هو السؤال! فكر جيدًا”.
“إن مستقبل إنسان كامل تراه فجأة متعلقًا بحادث صغير لا قيمة له”.
“ولكن الصيحات تبتلعها الصحراء، والأحياء ينتظرون دورهم، إن قضية الموت ليست على الإطلاق قضية الميت! إنها قضية الباقين، المنتظرين بمرارة دورهم لكي يكونوا درسًا صغيرًا للعيون الحيّة.. علينا أن ننقل تفكيرنا من نقطة البدء إلى نقطة النهاية.. يجب أن ينطلق كل تفكير من نقطة الموت!”.
“كم نحن محبوسون في أجسادنا وعقولنا! إننا دائمًا نعطي الآخرين صفاتنا وننظر إليهم من خلال مضيق من آرائنا وتفكيرنا.. نريدهم أن يكونوا نحن ما وسعنا ذلك.. نريد أن نحشرهم في جلودنا.. أن نعطيهم عيوننا كي ينظروا بها. أن نلبسهم ماضينا وطريقتنا في مواجهة الحياة.. ونضعهم داخل أُطر يرسمها فهمنا الحالي للزمان والمكان”.
“هذه رحلة عجيبة! اليوم ليست سوى مأساة.. وغدًا سوف نقول عنها إنها مغامرة!”.
“أتحسب أننا لا نعيش في الحبس؟ ماذا نفعل نحن في المخيم غير التمشي داخل ذلك الحبس العجيب؟ الحُبوس أنواع يا ابن العم! المُخيم حبس، وبيتك حبس، والجريدة حبس، والراديو حبس، والباص والشارع وعيون الناس.. أعمارنا حبس، والعشرون سنة الماضية حبس… تتكلم أنت على الحبوس؟ طول عمرك محبوس.. أنت توهم نفسك يا ابن العم بأن قضبان الحبس الذي تعيش فيه مزهريات؟ … أنت نفسك حبس”.
“الصمت أفضل من النقاش مع شخص تدرك جيدًا أنه سيتخذ من الاختلاف معك حربًا، لا محاولة فهم”.
“اسمع يا فيلسوفي الصغير.. الانسان يعيش ستين سنة في الغالب، أليس كذلك؟ إنه يقضي نصفها في النوم.. بقي ثلاثون سنة.. اطرح عشر سنوات ما بين مرض وسفر وأكل وفراغ.. بقي عشرون.. إن نصف هذه العشرين قد مضت مع طفولة حمقاء.. ومدارس ابتدائية.. لقد بقيت عشر سنوات.. عشر سنوات فقط، أليست جديرة بأن يعيشها الانسان بطمأنينة؟ … بهذه الفلسفة كان يقابل أي تحد يواجهه. كان يحل مشاكله بالتسامح وحين يعجز التسامح يحلها بالنكتة وحين تعجز النكتة يفلسفها”.
“الإنسان هو قضية وليس لحمًا ودمًا يتوارثه جيل وراء جيل مثلما يتبادل البائع والزبون معلبات اللحم المقدد”.
“ما شأن عرب فلسطين بدفع ثمن مذابح ارتكبها الغرب ضد اليهود، خصوصًا وأن اليهود عاشوا في المجتمع العربي على مر العصور في انفراج مستمر تقريبًا؟”.
“إنهم يحسون أنك تتألم، ولكنهم لا يعرفون كم تتألم.. وليسوا على استعداد أبدًا لأن ينسوا سعادتهم الخاصة من أجل أن يشاركوا الألم؛ وعلى هذا فعلينا أن نتألم بيننا وبين أنفسنا، وأن نواجه الموت كما يواجه واحد من الناس الآخرين نكتة يومية”.
“كنت وحيدًا وكان هذا أفضل من أن أكون مع صديق يثرثر بلا انقطاع”.
“ما هي معركة فلسطين بالنسبة للعرب في الروايات الصهيونية؟ إنها بلا تردد، ترف لا ضرورة له!”.
“لم يستخدم قط تلك القوة الهائلة النائمة في ساعديه واكتافه لتحقيق أي نوع من أنواع العنف ضد أي كان. لقد كان فعلًا على قناعة عميقة بأن أمور هذا العالم لا تحتاج إلى تقويم. وأن القوة في جسد الرجل ليست إلا رفاهية اضافية يمكن الاستغناء عنها، وأنه إذا ما اعترضت حياة الانسان معضلة ما، فلا سبيل لزحزحتها إلا بالمعجزة، وليس بالقوة أو بعناد القوة”.
“الأحلام التي كومتها في صدري لم يعد لي حق امتلاكها”.
“سألتْ: ما هو الوطن؟ وكنت أسأل نفسي ذلك السؤال قبل لحظة. أجل ما هو الوطن؟ أهو
هذان المقعدان اللذان ظلا في هذه الغرفة عشرين سنة؟ الطاولة؟ ريش الطاووس؟ صورة
القدس على الجدار؟ المزلاج النحاسي؟ شجرة البلوط؟ الشرفة؟ ما هو الوطن؟ … أهو صورة آية معلقة على الجدار؟ إنني أسأل فقط!
أتعرفين ما هو الوطن يا صفية؟ الوطن هو ألا يحدث ذلك كله”.
“إن كثيرًا من الناس إذا ما شعر أنه يشغل حيزًا في المكان يبدأ بالتساؤل: ثم ماذا؟ وأبشع ما في الامر انه لو اكتشف بأن ليس له حق (ثم) أبدًا.. يصاب بشيء يشبه الجنون، فيقول لنفسه بصوت منخفض: أية حياة هذه! الموت أفضل منها. ثم، مع الأيام يبدأ بالصراخ.. والصراخ يا سيدي عدوى، فإذا الجميع يصرخ دفعة واحدة: أية حياة هذه! الموت أفضل منها. ولأن الناس عادة لا يحبون الموت كثيرًا فلا بد أن يفكروا بأمر آخر”.
“لقد أخطأنا حين اعتبرنا أن الوطن هو الماضي فقط، أما خالد فالوطن عنده هو المستقبل”.
“وصعد كل التعب الذي كان يحسه فجأة الى رأسه وأخذ يطن فيه حتى أنه احتواه بين كفيه وبدأ يشد شعره ليزيح الفكرة ولكنها كانت ما تزال هناك كبيرة… ضخمة لا تتزعزع ولا تتوارى”.
“وليس صحيحًا أن الساعة في معصمي تستطيع تمويني بتقدير سليم للوقت. إنّ قليلًا من الذين لم يُسجنوا، لسبب أو لآخر، يعرفون أن تقدير الإنسان للوقت وإحساسه بالزمن لا يتوقفان على الساعة ولكن على الضوء أيضًا، وعلى الحركة، وعلى المواعيد، وعلى نظامه الخاص في تناول وجباته والذهاب إلى سريره، وحين ينفرد بالساعة فقط يشعر أنه بشكل ما، مخدوع”.
“في السنوات العشر الماضية لم تفعل شيئًا سوى أن تنتظر.. لقد احتجت إلى عشر سنوات كبيرة جائعة كي تصدق أنك فقدت شجراتك وبيتك وشبابك وقريتك كلها.. في هذه السنوات الطويلة شق الناس طرقهم وأنت مقعٍ ككلب عجوز في بيت حقير.. ماذا تراك كنت تنتظر؟”.
“إن الطب يستطيع أن يسد ثقبًا في الأمعاء، لكنه لا يستطيع مطلقًا أن يجد أجوبة ليسد بها ثقوبًا في التفكير”.
” أنت تريد أن تحكي عن المقابل الآن! من هو الذي رتب لكم عالمكم على أساس أن السعادة تقف مقابل الشقاء وأن الجزاء يقف مقابل العمل؟ من هو هذا؟ إن كل شيء في العالم يقف في صف واحد، لا شيء مطلقًا يقف مقابل الشيء الآخر.. هل تفهم؟ إن يومك، بكل ما فيه، هو التعويض الوحيد لذاته”.
“طالما أن الإنسان دُفع ليعيش دون أن يُؤخذ رأيه بذلك، فلماذا لا يختار هو وحده نهايته!”.
“إن تذويب مليون إنسان معًا، ثم جعلهم شيئًا واحدًا متوحدًا ليس عملًا سهلًا.. لقد أفقدتم أولئك المليون صفاتهم الفردية المميزة.. ولستم في حاجة الآن إلى تمييز وتصنيف، أنتم الآن أمام حالة.. فإذا خطر لكم أن تسموها لصوصية، فإنهم لصوص.. خيانة؟ كلهم إذن خونة!”.
“هل بكى؟ إنه لا يذكر شيئًا الآن، كل الذي يذكره أنه حمل أخته القتيلة بين ذراعيه وانطلق إلى الطريق يرفعها أمام عيون المارة ليستجدي دموعهم كما لو أن دموعه وحدها لا تكفي، ليس يدري متى تيسر للناس أن ينتزعوا الجسد الميت من بين ذراعيه، ولكنه يعرف أنه حين فقد أخته الميتة، حين ضيع جسدها البارد المتصلب، أحس بأنه فقد كل شيء، أرضه وأهله وأمله، ولم يعد يهمه أن يفقد حياته ذاتها”.
“أنا لست صوتًا انتخابيًا، وأنا لست مواطنًا، بأي شكل من الأشكال، وأنا لست منحدرًا من صلب دولة تسأل بين الفينة والأخرى عن أخبار رعاياها”.
“إنهم أولًا قيمة سياحية، فكل زائر يجب أن يذهب إلى المخيمات، وعلى اللاجئين أن يقفوا بالصف وأن يطلوا وجوههم بكل الأسى الممكن، زيادة عن الأصل، فيمر عليهم السائح ويلتقط الصور، ويحزن قليلًا.. ثم يذهب إلى بلده ويقول: زوروا مخيمات الفلسطينيين قبل أن ينقرضوا. ثم إنهم ثانيًا قيمة زعامية، فهم مادة الخطابات الوطنية واللفتات الإنسانية والمزايدات الشعبية.. وأنت ترى… لقد أصبحوا مؤسسة من مؤسسات الحياة السياسية التي تدر الربح يمينًا ويسارًا”.
“كلنا أتينا إلى هذه الحياة رغم أنوفنا، ثم بدأنا نبحث عن المبرر.. لقد اخترعنا هبًا، ونصبنا حجرًا أبيض مشعًا بين بيوت الناس… ثم قلنا إن مبرر حياتنا هو أن لدينا فرصة الاختيار.. ولكن هل تستطيع أن تختار ما هو أهم؟ أعني هل تستطيع اختيار الوقت؟ نعم، الوقت! فكر في ذلك جيداً.. الوقت! هل تستطيع أن تختاره؟ هل أنت اخترت الوقت الذي تريد به أن تكون سعيدًا أو تعيسًا؟ ماذا بقي لنا لنختار؟”
“الحياة ليست نصرًا، الحياة مهادنة مع الموت”.
“أنا أحكي عن الحرية التي لا مقابل لها، الحرية التي هي نفسها المقابل”.
“ليس بالضرورة أن تكون الأشياء العميقة معقدة، وليس بالضرورة أن تكون الأشياء البسيطة ساذجة.. إن الانحياز الفني الحقيقي هو، كيف يستطيع الإنسان أن يقول الشيء العميق ببساطة”.
“إن نصف حياتك فُرجة على الناس، ونصفها الآخر فُرجة الناس عليك”.
“ليلى الحزينة.. البائسة.. بقيت في حيفا ورفضت أن تخرج منها.. وقالت لجيرانها عندما اتوا ليجروها معهم أنها فقدت كل شيء ولا تريد أن تفقد ماضيها الجميل في حيفا الجميلة.. تريد أن يبقى لها شيء لا يذهب”.
“إن أسعدنا هو أبرعنا في التزوير، أكثرنا قدرة على الغوص في بحر الأقنعة”.
“كلام الجرائد لا ينفع يا بني، فهم -أولئك الذين يكتبون في الجرائد- يجلسون في مقاعد مريحة وفي غرف واسعة فيها صور ومدفأة، ثم يكتبون عن فلسطين وعن حرب فلسطين، وهم لم يسمعوا صوت طلقة واحدة في حياتهم كلها، ولو سمعوا، إذن لهربوا إلى حيث لا أدري. يا بني فلسطين ضاعت لسبب بسيط جدًا، كانوا يريدون منا -نحن الجنود- أن نتصرف على طريقة واحدة، أن ننهض إذا قالوا انهض، وأن ننام إذا قالوا نم، وأن نتحمس ساعة يريدون منا أن نتحمس، وأن نهرب ساعة يريدوننا أن نهرب.. وهكذا إلى أن وقعت المأساة، وهم أنفسهم لا يعرفون متى وقعت!”.
“لقد قطع على نفسه عهدًا بأن لا يطلب شيئًا من أحد قط.. إنه لا يستطيع أن يحتمل خذلانًا جديدًا، ولو كان خذلانًا تافهًا”.
“ممر؛ فوقك تعبر كل الأشياء التي أردتها أن تكون لك ولكنها لن تكون أبدًا لك”.
“ليس المهم أن يموت الإنسان، لأن يحقق فكرته النبيلة.. بل المهم أن يجد لنفسه فكرة نبيلة قبل أن يموت”.
“الموت هو خُلاصة الحياة”.
“أن تصحو فتجد أنك لم تفعل شيئًا… أن تتذكر فجأة أن لحظة ما في الماضي كانت في وقتها كل شيء بالنسبة لك”.
“نحن الآن نلعب لعبة مضحكة، نقيس العالم كله بمسطرة اتفقنا عليها دون مشاورته، نمنح الظواهر كلها أسماء وأوصافًا دون أن نعرف ما هي -ما هي حقيقتها وحوافزها- ثم نعتقد أن ذلك كله قد مكننا من الحقيقة كلها. نحن أغبياء شديدو الغرور والصفاقة.. إننا نزّور العالم كي نفهمه. يا للتعاسة”.
“هل هناك ما هو أكثر رعبًا في حياة إنسان كان يخبئ الحب في جيبه كسلاح أخير للدفاع عن نفسه؟”.
“يدهشني ذلك النوع من البشر الذي يحس بسعادة طاغية ولا توصف لمجرد أنهم لم يموتوا في الليلة الماضية!”.
“إن كل شيء يفقد معناه حين يعتاد المرء عليه”.
“ألست ترى أن التشاؤم هو الشجاعة؟ ألست ترى أن التفاؤل هو كذب وهروب وجبن؟ أنت تعرف أن الحياة قميئة وسيئة، فلماذا تواصل الأمل بها؟”.
“إنني لا أريد أن أكره أحدًا، ليس بوسعي أن أفعل ذلك حتى لو أردت”.
“إنني أريد أن أتكلم عن الموت. عن موت يحدث أمامك لا عن موت تسمع عنه. إن الفرق بين هذين الطرازين من الموت فرق شاسع لا يستطيع أن يدركه إلا من يشاهد إنسانًا يتكمش بغطاء سريره بكل ما في أصابعه الراجفة من قوة كي يقاوم انزلاقًا رهيبًا إلى الفناء”.
“الحب وحده لا يستطيع مهما بلغت حرارته أن يخبز رغيفًا”.
“أريد أن أستريح، أتمدد، أستلقي في الظل وأفكر أو لا أفكر، لا أريد أن أتحرك قط لقد تعبت في حياتي بشكل أكثر من كافٍ! إي والله أكثر من كافٍ”.
“ولكنني كنت أعيش من أجل غد لا خوف فيه.. وكنت أجوع من أجل أن أشبع ذات يوم.. وكنت أريد أن أصل إلى هذا الغد.. لم يكن لحياتي يوم ذاك أية قيمة سوى ما يعطيها الأمل العميق الأخضر بأن السماء لا يمكن أن تكون قاسية إلى لا حدود.. وبأن هذا الطفل، الذي تكسرت على شفتيه ابتسامة الطمأنينة، سوف يمضي حياته هكذا، ممزقًا كغيوم تشرين، رماديًا كأودية مترعة بالضباب، ضائعًا كشمس جاءت تشرق فلم تجد أفقها”.
“كم هو ضروري أن يموت بعض الناس.. من أجل أن يعيش البعض الآخر”.
“لن أرتد حتى أزرع في الأرض جنتي أو أقتلع من السماء جنة أو أموت أو نموت معًا”.
“إن الصمت هو صراخ من النوع نفسه. أكثر عمقًا، وأكثر لياقةً بكرامة الإنسان”.
“يسرقون رغيفك.. ثم يعطونك منه كِسرة.. ثم يأمرونك أن تشكرهم على كرمهم.. يا لوقاحتهم!”.
“ولكن قولي لي، ماذا يستحق أن نخسره في هذه الحياة العابرة؟ تدركين ما أعني.. إننا في نهاية المطاف سنموت”.
“هذا العالم يسحق العدل بحقارة كل يوم!”.
“سأظل أناضل لاسترجاع الوطن لأنه حقي وماضيّ ومستقبلي الوحيد.. لأن لي فيه شجرة وغيمة وظل وشمس تتوقد وغيوم تمطر الخصب.. وجذور تستعصي على القلع”.
“اصبر يا ولد.. أنت ما زلت على أعتاب عمرك.. وغـدًا وبعد غـد سوف تشرق شمس جديدة.. ألست تناضل الآن من أجل ذلك المستقبل؟! سوف تفخر بأنك أنت الذي صنعته بأظافرك منذ الأول إلى الآخر”.
“لا أحد على أي حال يعرف كيف ترتب الحياة نفسها، أحيانًا يحسب المرء أن قصة ما انتهت فإذا بها تبدأ، أن مستقبل انسان كامل تراه فجأة متعلقًا بحادث صغير لا قيمة له”.
“بَدَتْ لي حياتي صُدفة فارغة لم يكن لها أي معنى، وأن أخطاء العالم كلها تلتقي عندي”.
“نعم أتغير، لو قلت في الأربعين ما كنت أردده بالعشرين فمعناه أن عشرين سنة من عمري ضاعت سُدى”.
“إنني لست راغبًا في شيء، كل الأشياء التي اعتقدت أنني أحبها فقدت معناها تمامًا”.
“تعجبني الأرواح الراقية التي تحترم ذاتها وتحترم الغير، تتحدث بعمق تطلب بأدب، تمزح بذوق تعتذر بصدق، وترحل بهدوء”.
“وكنت اغسل كآبتي الكبيرة في فنجان القهوة الصغير”.
“قد لا يكون الموت بتوقف النبض فقط. فالانتظار موت، والملل موت، واليأس موت، وظلمة المستقبل المجهول موت”.
“الغربة هي أن تفقد حديث من تحب”.
“الوطن ليس شرطًا أن يكون أرضًا كبيرة، فقد يكون مساحة صغيرة جدًا حدودها كتفين”.
“إننا حين نقف مع الانسان فذلك شيء ليس له علاقة بالدم واللحم وتذاكر الهوية وجوازات السفر”.
“إن أملي في أن ألقاك، هو مثل أملي في أن ألتقي طفولتي”.
“حروفنا صارت تحتاج إلى محامٍ، نحن ننطقها ببراءة وغيرنا يفهمها بسوء!”.
“الصمت لا يعني القبول دائمًا، أحيانًا يعني أننا قد تعبنا من التفسير”.
“شيء جميل أن تكون قريب من شخص محتفظ بك، لا يبتسم لغيرك، ولا يعطي ربع مكانتك لأي شخص آخر”.
“لا تتعلق بشخص لا يكتب لك لا يزاحم يومك، لا يقرأ ما بك لا يحفظ أهم تواريخك
ولا يملئ حياتك بالمفاجآت”.
“إن شراستك كلها لإخفاء قلب هش، لا حدود لهشاشته، ذات يوم ستصل أصابع امرأة ما إليه وستطحنه. وإذ تجيء يومها إلي سأفهمك وحدي!”.
“كُن جميلًا في كل شيء.. صداقتك، حبك، أخلاقك، تعاملك حتى في البُعد كُن جميلًا”.
“كُفي عن تعذيبي فلا أنا ولا أنتِ نستحق أن نُسحق على هذه الصورة، أما أنا فقد أذلني الهروب بما فيه الكفاية ولست أريد ولا أقبل الهروب بعد، سأظل ولو وُضع أطلس الكون على كتفيّ وراءكِ ومعكِ… وأعرف أنني إذا فقدتك فقد فقدت أثمن ما لديّ، وإلى الأبد”.
” أحسكِ مثلما أحس فلسطين، ضياعها كارثة بلا أي بديل… إن لي قدرة لم أعرف مثلها في حياتي على تصوركِ ورؤيتكِ، وحين أرى منظرًا أو أسمع كلمة وأعلق عليها بيني وبين نفسي، أسمع جوابكِ في أذنيّ.. كأنكِ واقفة إلى جواري… أحيانًا أسمعكِ تضحكين، وأحيانًا أسمعكِ ترفضين رأيي، وأحيانًا تسبقينني إلى التعليق. وأنظر إلى عيون الواقفين أمامي؛ لأرى إن كانوا قد لمحوكِ معي”.
” لنجعل من نفسينا معًا شيئًا أكثر بساطة ويسرًا، لنضع ذراعينا معًا ونصنع منها قوسًا بسيطًا فوق التعقيدات التي نعيشها وتستفزنا… أنتِ عندي شيء يستعصي النسيان، أنتِ نبية هذا الظلام الذي اغرقتني اغواره الباردة… أؤمن بك مثلما كان الفارس الجاهلي يؤمن بكأس النهاية يشربه وهو ينزف حياته. بل لأضعه كما يلي، أؤمن بكِ كما يؤمن الاصيل بالوطن والتقي بالله والصوفي بالغيب. لا كما يؤمن الرجل بالمرأة”.
“عشت معكِ حقيقة عمري، ضعت فيكِ إلى حد لم أصدق أنه قد تمضين، كان ذلك مثل المستحيل، ولكنكِ ذات صباح غبتِ كما لو أن شروقكِ في جبيني لم يكن”.
“وها أنذا، متروك هنا كشيء على رصيف انتظار طويل، يخفق في بدني توق لأراكِ وندم لأنني تركتكِ تذهبين”.
“الفراق لا بدّ منه. فلنلتقي بانتظار أن يأتي”.
“على مائدة الفطور تساءلت: هل صحيح أنهم كلهم تافهون أم أن غيابكِ فقط هو الذي يجعلهم يبدون هكذا؟ ثم جئنا جميعا إلى هنا أسماء كبيرة وصغيرة، ولكنني تركت مقعدي بينهم وجئت أكتب في ناحية، ومن مكاني أستطيع أن أرى مقعدي الفارغ في مكانه المناسب، موجود بينهم أكثر مما كنت أنا”.
“أنت وأنا اعتقدنا أن في العمر متسعًا لسعادة أخرى، ولكننا مخطئون، المرأة توجد مرة واحدة في عمر الرجل، وكذلك الرجل في عمر المرأة، وعدا ذلك ليس إلا محاولات التعويض”.
“تشبهني غادة أكثر مما ينبغي وأضحك معها حتى الثمالة”.
هنا نكون قد عرضنا لكن غسان كنفاني اقتباسات مهمة نالت إعجاب الكثير من القراء، منها اقتباسات عميقة عن الموت والحياة واليأس وغيرها من الموضوعات المهمة.