فاتن حمامة هي ممثلة مصرية مواليد مايو 1931م، ورحلت عام 17 يناير 2015م، عاصرت عقودًا طويلة من تطورات السينما المصرية، لذا اعتبرها البعض أيقونة الفن ولقبت بسيدة الشاشة العربية، فاتن حمامة لها أعمال لا تنسى مهما مر عليها الزمان، كما أنها ألهمت الكثيرين بقصة حبها مع الفنان عمر الشريف التي انتهت نهاية مأساوية بطلاقهما وزواج فاتن حمامة برجل آخر.
اشتهرت فاتن حمامة بجمالها منذ الصغر، فكان لجمالها علامة فارقة في حياتها حيث حصلت على جائزة ملكة جمال الأطفال ومن هنا فقد أرسل والدها صورتها إلى المخرج محمد كريم الذي كان يبحث عن طفلة لتمثل دورًا في فيلم ” يوم سعيد ” من بطولة الموسيقار محمد عبد الوهاب.
وكما اشتهرت بجمالها وثقتها المفرطة بذاتها واحترامها لشخصيتها وبعدها عن مشاكل الفن فاشتهرت بثقافتها وعلاقتها الشخصية مع أدباء كثيرين.
وذلك بسبب أن الفن والثقافة كانا مترابطان في هذا الوقت من الزمن فكانت أغلب الأفلام هي أعمال روائية كتبت من قِبل أدباء أو كان تأليف السيناريو من قِبل أديب وليس شخصًا درس السينما فقط.
لذلك فهذه المقالة تقدم لكم أشهر المواقف التي واجهت فاتن حمامة مع الأدباء.
فاتن حمامة وإحسان عبد القدوس
كانت علاقتهما قوية ومترابطة، فكانوا ثنائيًا فنيًا أدبيًا، قدموا أعمالاً لا زالت تحقق نجاح كبير ولا زالت راسخه في قلوب وعقول محبين السينما، فإحسان عبد القدوس هو أكثر الأدباء التي أقتربت منهم فاتن حمامة وجسدت أعمالهم الأدبية وهو الآخر لم يبخل عليها بكتابة سيناريوهات أفلامها.
فاتن حمامة ويوسف إدريس
جسدت فاتن حمامة له بعض من أشهر رواياته وأهمها مثل “الحرام” الذي يمثل واحدًا من أيقونات السينما المصرية الذي عُرض في السينمات بعض إصدار الرواية بخمس سنوات.
فاتن حمامة وطه حسين
أدت فاتن حمامة دور “آمنة” في فيلم دعاء الكروان، ومن مواقفها المشهورة مع طه حسين والتي تداولتها الكثير من الصحف والمذكرات هي أن بسبب هذا الدور بكت فاتن بسبب طه حسين، حيث دعاها طه حسين إلى منزله بعد أختيارها لتأديه دور آمنة قائلاً: أنتِ تقدري تفهمي دور أمنة؟ قالت مجيبة على سؤاله: فهمته كويس.
فهز طه حسين رأسه بسخريه أدى إلى خروج فاتن حمامة من منزله باكيه، ولكن تم إصلاح هذا الموقف في العرض الخاص للفيلم الذي كان بحضور فاتن وطه حسين، فبعد الإنتهاء من الفيلم فوجئت فاتن بطه حسين قائلاً: “إن خيالى وأنا أكتب صورة آمنة فى القصة هو بالضبط الذى قمت به”.
فاتن حمامة ونجيب محفوظ
وبرغم من اهتمام فاتن بالأدب والثقافة إلا أن عدم اقترابها من أدب نجيب محفوظ أصبح خسارة للطرفين، خسارة لفاتن أولاً على ما لم تقدمه من كتابات الأديب وخسارة للأديب أيضًا أنه لم يجد هذه الممثلة العبقرية التي تعبر عن شخصياته.
وقال عنها الأديب نجيب محفوظ: “هى تستحق بجدارة لقب سيدة الشاشة العربية، وهذا ليس من فراغ، استطاعت فاتن أن تحافظ على موهبتها التى منحها الله لها وتنميها، وهذا لأن فاتن لديها ثقافة عميقة وإدارة قوية”.
لم تقتصر معرفتها على هؤلاء الأدباء فقط، بل جمعتها علاقات كثيرة مع أدباء عدة أمثال: لطيفة الزيات حيث استطاعت أخذ دور بطولة فيلمها الباب المفتوح، كما جسدت بين الإطلال ليوسف السباعي، وليلة القبض على فاطمة لسكينة فؤاد وغيرهم من الأعمال الأدبية التي تحولت إلى سينيمائية حازت بإعجاب الجمهور وبلورت شخصية فاتن في عالم الفن والأدب.
نبيلة عبدالجواد
كاتبة روائية وصحفية مصرية مواليد القاهرة نوفمبر١٩٩٩، حاصلة على بكالوريوس تجارة، بدأت بمدونة صغيرة على وسائل التواصل الاجتماعي، كتبت رواية حانة الأقدار ورواية وداعًا للماريونيت.